المجتمع

أزيلال: إزالة “السويقة” يثير استياء الساكنة ويخرق القانون التنظيمي للجماعات

◆ حدو مسكيتو

خلال‭ ‬مناقشة‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬لأزيلال،‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬العادية‭ ‬لشهر‭ ‬ماي‭ ‬2019‭ ‬،‭ ‬للنقطة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬الدورة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمصادقة‭ ‬على‭ ‬دفتر‭ ‬التحملات‭ ‬لكراء‭ ‬مرافق‭ ‬السوق‭ ‬الأسبوعي،‭ ‬أثار‭ ‬مستشارو‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬استمرار‭ ‬مفعول‭ ‬القرار‭ ‬التعسفي‭ ‬بحذف‭ ‬السويقة‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬الموافقة‭  ‬عليها‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬جماعي‭ ‬سابق‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬التسعينيات‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تقام‭ ‬بمكان‭ ‬السوق‭ ‬القديم،‭ ‬لبيع‭ ‬الملابس‭ ‬والتجهيزات‭ ‬المنزلية‭ ‬المستعملة‭ ( ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ) ‬والخضر‭ ‬والفواكه‭ ( ‬يوم‭ ‬الأحد‭ )‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يوفر‭ ‬للأسر‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬وحتى‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المتوسط‭ ‬شراء‭ ‬الملابس‭ ‬والتجهيزات‭ ‬المنزلية‭ ‬بأثمنة‭ ‬مناسبة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تلبية‭ ‬حاجيات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬والأجراء‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتمكنون‭ ‬من‭ ‬زيارة‭ ‬السوق‭ ‬الأسبوعي‭ ‬الذي‭ ‬ينعقد‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬خميس‭ ‬لتزامنه‭ ‬مع‭ ‬يوم‭ ‬عمل‭. ‬زد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬تخلقه‭ ‬السويقة‭ ‬من‭ ‬رواج‭ ‬تجاري‭ ‬تستفيد‭ ‬منه‭ ‬متاجر‭ ‬السوق‭ ‬القديم‭ ‬الذي‭ ‬أحدث‭ ‬منذ‭ ‬الفترة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬التاريخية‭ ‬للمدينة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بمستشاري‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬إلى‭ ‬اعتبار‭ ‬السوق‭ ‬القديم‭ / ‬السويقة‭  ‬تراثا‭ ‬محليا‭ ‬وجزءا‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬المدينة‭ ‬وجب‭ ‬صيانته‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬وليس‭ ‬إعدامه‭. ‬وقد‭ ‬حمل‭ ‬مستشارو‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬مسؤولية‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬التعسفي‭ ‬للسيدة‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬لأزيلال‭ ‬لكونه‭ ‬أولا‭ ‬قرارا‭ ‬فاقدا‭ ‬للمشروعية‭  ‬تطاول‭ ‬على‭ ‬اختصاصات‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬الأسواق‭ ‬الجماعية‭ ‬وتدبيرها‭ ( ‬المادة‭ ‬83‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬14‭-‬113‭ ‬المتعلق‭ ‬بالجماعات‭ ) ‬فالمجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬هو‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬يعلم‭ ‬بهذا‭ ‬القرار،‭ ‬و‭ ‬لكونه‭ ‬ثانيا‭ ‬صاحبه‭ ‬نقل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬السويقة‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬لائق‭ ‬بدون‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬مقرر‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬وبشكل‭ ‬ارتجالي‭ ‬،‭ ‬ولكونه‭ ‬ثالثا‭ ‬ألحق‭ ‬الضرر‭ ‬بشريحة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬ساكنة‭ ‬المدينة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تلج‭ ‬السوق‭ ‬الأسبوعي‭ ‬لظروف‭ ‬عملها‭ ‬وتقصد‭ ‬السويقة‭ ‬للتبضع،‭ ‬و‭ ‬لكونه‭ ‬رابعا‭ ‬ألحق‭ ‬الضرر‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬الخضر‭ ‬والفواكه‭ ‬بالسويقة‭ ‬الذين‭ ‬تحولوا‭ ‬بفعل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬التعسفي‭ ‬إلى‭ ‬باعة‭ ‬متجولين‭ ‬ينتشرون‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أزقة‭ ‬المدينة‭ ‬وتحت‭ ‬رحمة‭ ‬مضايقات‭ ‬رجال‭ ‬وأعوان‭ ‬السلطة‭ ‬المحلية‭. ‬إن‭ ‬محاولة‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬التعسفي‭ ‬وتداعياته‭ ‬يجعل‭ ‬مبدأ‭ ‬التدبير‭ ‬الحر‭ ‬لشؤون‭ ‬الجماعة‭  ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬136‭ ‬من‭ ‬دستور‭ ‬2011‭ ‬وفي‭ ‬المادتين‭ ‬269‭ ‬و270‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬14‭-‬113‭ ‬المتعلق‭ ‬بالجماعات‭ ‬موضوع‭ ‬تفريط‭ ‬وتساؤل،‭ ‬ويجعل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬تراميا‭ ‬واضحا‭ ‬على‭ ‬اختصاصات‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬الأسواق‭ ‬الجماعية‭ ‬أو‭ ‬حذفها‭ ‬أو‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭. ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬اجتماعاته‭ ‬الأخيرة‭ ‬عبر‭ ‬جل‭ ‬أعضائه‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬السويقة‭ ‬إلى‭ ‬مكانها‭ ‬الأصلي‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬للقرار‭ ‬التعسفي‭ ‬بحذفها،‭ ‬أما‭ ‬تبرير‭ ‬قرار‭ ‬حذف‭ ‬السويقة‭ ‬بفتح‭ ‬السوق‭ ‬المغطاة‭ ‬الجديد‭ ‬المخصص‭ ‬للباعة‭ ‬المتجولين‭ ‬فهو‭ ‬عار‭ ‬من‭ ‬المشروعية‭ ‬ولم‭ ‬يعرض‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬ليقرر‭ ‬فيه،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬المغطى‭ ‬الجديد‭ ‬أحدث‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬لإيواء‭ ‬الباعة‭ ‬المتجولين‭ ‬ليس‭ ‬الا‭ ‬وأقيم‭ ‬على‭ ‬ملك‭ ‬جماعي‭ ‬خاص‭ ‬وهذا‭ ‬موضوع‭ ‬آخر‭ ‬سنعود‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬مراسلة‭ ‬قادمة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى