الإقتصاد

إنتاج البرتقال بالمغرب: أزمة تنظيم وتسويق

◆ إعداد: إسماعيل المتقي - منعم وحتي

في‭ ‬إطار‭ ‬تتبع‭ ‬جريدة‭ ‬الطريق‭ ‬لأزمة‭ ‬تسويق‭ ‬الفلاحين‭ ‬لمنتوجهم‭ ‬من‭ ‬البرتقال،‭ ‬حاورت‭ ‬جريدة‭ ‬الطريق،‭ ‬خمسة‭ ‬فاعلين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬إنتاج‭ ‬الحوامض‭ ‬بالجهات‭ ‬الأساسية‭ ‬المنتجة‭ ‬للحوامض‭ ‬بــ‭: ‬الجهة‭ ‬الشرقية،‭ ‬جهة‭ ‬سوس‭ ‬ماسة،‭ ‬الجهة‭ ‬الغربية‭ ‬الرباط‭ ‬سلا‭ ‬قنيطرة،‭ ‬وذلك‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬فلاحي‭ ‬حيوي‭ ‬يمكن‭ ‬لإنجاح‭ ‬رهانات‭ ‬تطويره،‭ ‬الدفع‭ ‬بعجلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬والتشغيل‭ ‬وتحسين‭ ‬وضع‭ ‬الفلاحين‭.‬‭ ‬


الجهة‭ ‬الشرقية

الجهة‭ ‬الشرقية‭: ‬حسب‭ ‬إحصائيات‭ ‬2018،‭ ‬مساحة‭ ‬الحوامض‭ ‬المزروعة‭ ‬6700‭ ‬هكتار،‭ ‬بزيادة‭ %‬37‭ ‬من‭ ‬المساحة،‭ ‬وزيادة‭ ‬ب‭ %‬60‭ ‬من‭ ‬الإنتاج،‭ ‬و‭ %‬25‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬التلفيف،‭ ‬ورقم‭ ‬معاملات‭ ‬بزيادة‭ %‬41،‭ ‬وبحجم‭ ‬إعانات‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬تقدر‭ ‬ب‭ ‬1‭,‬6‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭.‬

حاورت‭ ‬جريدة‭ ‬الطريق‭ ‬السيد‭ ‬مسعودي‭ ‬كمال،‭ ‬رئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬التنمية‭ ‬الفلاحية‭ ‬بالمديرية‭ ‬الجهوية‭ ‬لجهة‭ ‬الشرق،‭ ‬حول‭ ‬إشكالية‭ ‬إعاقات‭ ‬إنتاج‭ ‬وتسويق‭ ‬البرتقال‭ ‬بالجهة‭ ‬الشرقية‭ ‬فأدلى‭ ‬لنا‭ ‬بالمعطيات‭ ‬التالية‭:‬

جريدة‭ ‬الطريق‭:‬  كيف‭ ‬تفسرون‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬الفلاحين،‭ ‬خصوصا‭ ‬الصغار،‭ ‬بالجهة‭ ‬الشرقية‭ ‬على‭ ‬تسويق‭ ‬منتوجهم‭ ‬من‭ ‬البرتقال،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يغطي‭ ‬أحيانا‭ ‬ثمنه‭ ‬حتى‭ ‬كلفة‭ ‬النقل؟

السيد‭ ‬المسعودي‭ ‬كمال‭:‬‭ ‬إشكالية‭ ‬تسويق‭ ‬الحوامض‭ ‬هاته،‭ ‬لا‭ ‬تخص‭ ‬فقط‭ ‬منطقة‭ ‬بركان،‭ ‬فهي‭ ‬عامة،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المخطط‭ ‬الأخضر‭ ‬مكنت‭ ‬من‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬إلى‭ ‬21‭ ‬ألف‭ ‬هكتار،‭ ‬وزيادة‭ ‬المساحة‭ ‬المزروعة‭ ‬تؤدي‭ ‬ميكانيكاً‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الكمية‭ ‬المنتجة،‭ ‬وقد‭ ‬وصلت‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬360‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجهة،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتجاوز‭ ‬الإنتاج‭ ‬200‭ ‬الف‭ ‬طن‭ ‬في‭ ‬2008،‭ ‬ولم‭ ‬نصدر‭ ‬إلا‭ ‬كمية‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬هذه‭ ‬السنة،‭ ‬فعلا‭ ‬هناك‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬التصدير‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬فقط‭ ‬تصدير‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬طن،‭ ‬لكن‭ ‬الكمية‭ ‬التي‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الداخلية‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا،‭ ‬إذن‭ ‬فالتصدير‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬الإنتاج‭.‬

جريدة‭ ‬الطريق‭:‬‭ ‬فكيف‭ ‬تواصلتم‭ ‬مع‭ ‬الفلاحين‭ ‬لحل‭ ‬هاته‭ ‬الإشكالات؟

السيد‭ ‬المسعودي‭ ‬كمال‭:‬‭ ‬عقدنا‭ ‬عدة‭ ‬اجتماعات‭ ‬مع‭ ‬الفلاحين‭ ‬والمكتب‭ ‬الجهوي‭ ‬للاستثمار‭ ‬الفلاحي‭ ‬لجهة‭ ‬ملوية،‭ ‬وطُرِحَت‭ ‬إشكالات‭ ‬الجودة‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬اقتحام‭ ‬برتقال‭ ‬الجهة‭ ‬الشرقية‭ ‬للأسواق‭ ‬العالمية،‭ ‬وكذا‭ ‬ناقشنا‭ ‬شكاوي‭ ‬الفلاحين،‭ ‬خصوصا‭ ‬الصغار‭ ‬حول‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬المدخلات‭ ‬الزراعية‭ ‬من‭ ‬سقي‭ ‬وأدوية‭ ‬وأسمدة،‭ ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬المخطط‭ ‬الأخضر‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬هاته‭ ‬الشروط،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يتلخص‭ ‬بتخصيص‭ ‬ثلث‭ ‬الانتاج‭ ‬للسوق‭ ‬الداخلي،‭ ‬والثلث‭ ‬الثاني‭ ‬للتصدير،‭ ‬والثلث‭ ‬الأخير‭ ‬للتحويل،‭ ‬

جريدة‭ ‬الطريق‭:‬‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إكراهات‭ ‬اقتحام‭ ‬البرتقال‭ ‬المغربي‭ ‬للأسواق‭ ‬العالمية؟

السيد‭ ‬المسعودي‭ ‬كمال‭:‬‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬ننسى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬الوصول‭ ‬لتصدير‭ ‬ثلث‭ ‬الإنتاج،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬عملية‭ ‬غير‭ ‬سهلة،‭ ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬المحتدمة‭ ‬دوليا،‭ ‬جعلت‭ ‬الدول‭ ‬المستوردة‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬معايير‭ ‬الجودة‭ ‬وأن‭ ‬ترفع‭ ‬شروط‭ ‬دفتر‭ ‬تحملات‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬كميات‭ ‬التصدير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نستطع‭ ‬لحدود‭ ‬اللحظة‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬المخطط‭ ‬الأخضر،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرهان‭ ‬مطروح‭ ‬علينا‭ ‬بحدة‭ ‬للوصول‭ ‬لمستويات‭ ‬عليا‭ ‬من‭ ‬الجودة‭ ‬تمكن‭ ‬البرتقال‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬دوليا‭.‬

تواصلت‭ ‬جريدة‭ ‬الطريق،‭ ‬أيضاً،‭ ‬مع‭ ‬المهندس‭ ‬رجميل‭ ‬حسن‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬تنمية‭ ‬السلاسل‭ ‬الفلاحية‭ ‬بالمديرية‭ ‬الجهوية‭ ‬للفلاحة‭ ‬بالجهة‭ ‬الشرقية،‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭:‬

جريدة‭ ‬الطريق‭:‬‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬لتوسيع‭ ‬سوق‭ ‬تصدير‭ ‬الحوامض‭ ‬المغربية؟

السيد‭ ‬رجميل‭ ‬حسن‭:‬‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬ببركان‭ ‬مع‭ ‬الفلاحين‭ ‬والتعاونيات‭ ‬الفلاحية‭ ‬لمنتجي‭ ‬ومصدري‭ ‬الحوامض،‭ ‬وممثلي‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬لمنتجي‭ ‬الحوامض،‭ ‬وعبر‭ ‬آلية‭ “‬عقدة‭ ‬برنامج‭” ‬التي‭ ‬تبرمها‭ ‬وزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬مع‭ ‬التنظيمات‭ ‬البيمهنية‭ ‬لمنتجي‭ ‬الحوامض،‭ ‬تم‭ ‬التداول‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬للوصول‭ ‬لأسواق‭ ‬جديدة‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬للإتحاد‭ ‬الأوربي،‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬البرتقال‭ ‬المغربي‭ ‬بالجودة‭ ‬الكافية‭ ‬وبكميات‭ ‬أكبر‭ ‬لأسواق‭ ‬جديدة‭ ‬كروسيا،‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬رومانيا،‭ ‬الخليج،‭ ‬أمريكا،‭ ‬كندا‭… ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬تفحص‭ ‬إشكالات‭ ‬قطاع‭ ‬الحوامض،‭ ‬نسجل‭ ‬المنافسة‭ ‬المحتدمة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬منتجة‭ ‬أخرى‭ ‬كمصر‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬والصين‭ ‬والبرتغال‭ ‬وإسبانيا،‭.. ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬المهمة‭ ‬غير‭ ‬سهلة،‭ ‬رغم‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬اقتحام‭ ‬السوق‭ ‬الروسية،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ %‬50‭ ‬من‭ ‬الكمية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تصديرها‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬الشرقية،‭ ‬حوالي‭ ‬35‭ ‬ألف‭ ‬طن،‭ ‬استوعبها‭ ‬السوق‭ ‬الروسية،‭ ‬رغم‭ ‬تشديد‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬معايير‭ ‬الجودة‭. ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬ننصح‭ ‬الفلاحين‭ ‬منتجي‭ ‬الحوامض‭ ‬للتكتل‭ ‬في‭ ‬تعاونيات‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬تحديث‭ ‬آلياتهم‭ ‬ورفع‭ ‬قوتهم‭ ‬التفاوضية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬احتدام‭ ‬المنافسة‭ ‬الدولية‭.‬

كان‭ ‬آخر‭ ‬فاعل‭ ‬بالجهة‭ ‬الشرقية،‭ ‬أجاب‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬جريدة‭ ‬الطريق،‭ ‬السيد‭ ‬المختاري‭ ‬حسن،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الري‭ ‬وإعداد‭ ‬المجال‭ ‬الفلاحي‭ ‬بالمديرية‭ ‬الجهوية‭ ‬للفلاحة‭ ‬بجهة‭ ‬الشرق،‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬تدبير‭ ‬وفرة‭ ‬إنتاج‭ ‬البرتقال‭ ‬بالمنطقة‭:‬

جريدة‭ ‬الطريق‭:‬‭ ‬ماهي‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مقدمة‭ ‬لتفاوض‭ ‬الفلاحين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬استيعاب‭ ‬الثلث‭ ‬المتبقي‭ ‬من‭ ‬الإنتاج،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصناعة‭ ‬التحويلية‭ ‬لمُرَكَّزِ‭ ‬وعصير‭ ‬البرتقال‭ ‬ونكهاته‭ ‬والمواد‭ ‬العطرية،‭ ‬وتجنب‭ ‬ضياع‭ ‬وإتلاف‭ ‬منتوج‭ ‬البرتقال؟

السيد‭ ‬المختاري‭ ‬حسن‭:‬‭ ‬هناك‭ ‬مشروع‭ ‬تم‭ ‬إطلاقه‭ ‬بمنطقة‭ ‬بركان‭ ‬لاستحداث‭ ‬وحدة‭ ‬ضخمة‭ ‬للتبريد‭ ‬والتلفيف،‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬الكمية‭ ‬المصدَّرة‭ ‬للخارج،‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬عبرها‭ ‬تصدير‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬طن،‭ ‬وهذا‭ ‬رقم‭ ‬مشجع،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬طموحنا‭ ‬لصناعة‭ ‬تحويلية‭ ‬واسعة‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬بعد‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬استثمارا‭ ‬وتجهيزات‭ ‬كبرى،‭ ‬والمدخل‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نشجع‭ ‬مصنعي‭ ‬المشروبات‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬البرتقال‭ ‬للاستثمار‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬بدل‭ ‬استهلاك‭ ‬مركز‭ ‬عصير‭ ‬البرتقال‭ ‬المستورد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وهذا‭ ‬شعور‭ ‬وطني‭ ‬لدعم‭ ‬المنتوج‭ ‬المحلي،‭ ‬وضمانة‭ ‬لاستهلاك‭ ‬العصير‭ ‬الطبيعي‭ ‬المغربي،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬إنتاج‭ ‬الحوامض‭ ‬وافر‭ ‬جدا‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬السوق‭ ‬الداخلية‭ ‬لوحدها‭ ‬استيعابه‭. ‬لذا‭ ‬نحتاج‭ ‬لخطة‭ ‬صناعية‭ ‬تحويلية‭ ‬لتقوية‭ ‬اقتصادنا‭ ‬الوطني‭ ‬بدل‭ ‬تكلفة‭ ‬استيراد‭ ‬مركز‭ ‬وعصير‭ ‬البرتقال‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وهذا‭ ‬المنفذ‭ ‬التصنيعي‭ ‬التحويلي‭ ‬كفيل‭ ‬بامتصاص‭ %‬60‭ ‬من‭ ‬منتوج‭ ‬البرتقال‭ ‬وتشغيل‭ ‬مهم‭ ‬لليد‭ ‬العاملة‭ ‬بالمنطقة‭.‬

جهة‭ ‬سوس‭ ‬ماسة

جهة‭ ‬سوس‭ ‬ماسة‭: ‬تعتبر‭ ‬أول‭ ‬منطقة‭ ‬لإنتاج‭ ‬البواكر‭ ‬والحوامض‭ ‬بالمغرب،‭ ‬يمثل‭ ‬قطاع‭ ‬الفلاحة‭ %‬9‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬الداخلي‭ ‬الخام‭ ‬الوطني،‭ ‬و‭%‬17,3‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬الداخلي‭ ‬الخام‭ ‬الجهوي،‭ ‬تبلغ‭ ‬مساحة‭ ‬الحوامض‭ ‬المزروعة‭ ‬47700‭ ‬هكتار،‭ ‬وبلغ‭ ‬إنتاج‭ ‬الحوامض‭ ‬701000‭ ‬طن‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬تم‭ ‬تصدير‭ ‬446000‭ ‬طن‭ ‬منها‭. ‬

وقد‭ ‬أدلى‭ ‬لنا‭ ‬المهندس‭ ‬الملوكي‭ ‬عبد‭ ‬العزيز،‭ ‬المدير‭ ‬الإقليمي‭ ‬للفلاحة‭ ‬بتزنيت،‭ ‬لجريدة‭ ‬الطريق‭ ‬بالحوار‭ ‬التالي‭ ‬حول‭ ‬أزمة‭ ‬تسويق‭ ‬البرتقال‭ ‬بجهة‭ ‬سوس‭ ‬ماسة‭:‬

جريدة‭ ‬الطريق‭:‬‭ ‬هل‭ ‬تعيشون‭ ‬أزمة‭ ‬في‭ ‬تسويق‭ ‬البرتقال‭ ‬بجهة‭ ‬سوس‭ ‬ماسة؟

السيد‭ ‬الملوكي‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭:‬‭ ‬هناك‭ ‬تزايد‭ ‬مطرد‭ ‬لإنتاج‭ ‬البرتقال‭ ‬بجهة‭ ‬سوس‭ ‬ماسة،‭ ‬مما‭ ‬يفرض‭ ‬علينا‭ ‬التفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬جديدة،‭ ‬ويجب‭ ‬عدم‭ ‬التفكير‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الأوربية،‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬جودة‭ ‬عالية،‭ ‬فهناك‭ ‬أسواق‭ ‬دول‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬بالبرتقال‭ ‬بحجم‭ ‬أصغر‭ ‬وليس‭ ‬بالمعايير‭ ‬المتشددة‭ ‬للجودة،‭ ‬مثلا‭ ‬بإفريقيا‭ ‬وأسيا،‭..‬

جريدة‭ ‬الطريق‭:‬‭ ‬أعتذر‭ ‬عن‭ ‬المقاطعة،‭ ‬لكن‭ ‬ألا‭ ‬ترون‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬وحدات‭ ‬التبريد‭ ‬والصناعة‭ ‬التحويلية‭ ‬الغذائية‭ ‬سيكون‭ ‬مدخلا‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬التسويق‭ ‬هاته؟

‭ ‬السيد‭ ‬الملوكي‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭:‬‭ ‬نعم،‭ ‬صحيح،‭ ‬ولما‭ ‬لا‭ ‬التفكير‭ ‬جديا‭ ‬في‭ ‬الزيادة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬وحدات‭ ‬التبريد‭ ‬والتلفيف‭ ‬والتحويل،‭ ‬وللإشارة‭ ‬فقط‭ ‬ففي‭ ‬جهة‭ ‬سوس‭ ‬ماسة‭ ‬هناك‭ ‬استحداث‭ ‬ل‭ ‬14‭ ‬وحدة‭ ‬للتلفيف‭ ‬والتبريد‭ ‬لمواجهة‭ ‬وفرة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وهو‭ ‬قطاع‭ ‬يتطلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد،‭ ‬نظرا‭ ‬للتزايد‭ ‬السنوي‭ ‬في‭ ‬مردودية‭ ‬الإنتاج‭. ‬ومادام‭ ‬المخطط‭ ‬الأخضر‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬2020‭ ‬يضع‭ ‬نصب‭ ‬عينيه‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الانتاج،‭ ‬فبدون‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬للصناعة‭ ‬التحويلية،‭ ‬سيتضرر‭ ‬الفلاحون‭ ‬المنتجون،‭ ‬مادام‭ ‬السوق‭ ‬الداخلي‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬استهلاك‭ ‬كل‭ ‬المنتوج،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬اتفاقات‭ ‬مسبقة‭ ‬مع‭ ‬التعاونيات‭ ‬الفلاحية‭ ‬حول‭ ‬الكميات‭ ‬وضمانات‭ ‬الأثمنة‭ ‬بين‭ ‬المنتجين‭ ‬والمصنعين‭. ‬

جريدة‭ ‬الطريق‭:‬‭ ‬ما‭ ‬موقع‭ ‬الفلاحين‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬استراتيجية‭ ‬تسويق‭ ‬البرتقال؟

السيد‭ ‬الملوكي‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭:‬‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬تجميع‭ ‬الفلاحين‭ ‬والتعاونيات‭ ‬الفلاحية‭ ‬Agrégation،‭ ‬ستساهم‭ ‬في‭ ‬تمكن‭ ‬الفلاحين‭ ‬الصغار‭ ‬من‭ ‬تحديث‭ ‬وسائلهم‭ ‬وتقنيات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وتقوية‭ ‬إمكانية‭ ‬الضغط‭ ‬لديهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬مطالبهم،‭ ‬وكذا‭ ‬الرقي‭ ‬بجودة‭ ‬منتوجهم‭ ‬وبالتالي‭ ‬التمكن‭ ‬من‭ ‬تسويقه‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا،‭ ‬وخلاصة‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬إنتاج‭ ‬الحوامض‭ ‬يتطلب‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬تجمع‭ ‬الفلاحين‭ ‬والفيدراليات‭ ‬المهنية‭ ‬للقطاع‭ ‬والتعاونيات‭ ‬الفلاحية‭ ‬للمنتجين‭ ‬قصد‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬إنتاجا‭ ‬وتسويقا‭. ‬

الجهة‭ ‬الغربية

الجهة‭ ‬الغربية‭ (‬الرباط،‭ ‬سلا،‭ ‬القنيطرة‭): ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬الداخلي‭ ‬الخام‭ ‬الفلاحي‭ ‬ب‭ %‬18،‭ ‬ومساحة‭ ‬مسقية‭ ‬تقدر‭ ‬ب‭ ‬208000‭ ‬هكتار،‭ ‬وقطاع‭ ‬الفلاحة‭ ‬يشغل‭ %‬53‭ ‬من‭ ‬الساكنة‭ ‬النشيطة،‭ ‬وتمتد‭ ‬الأراضي‭ ‬المزروعة‭ ‬للحوامض‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬25700‭ ‬هكتار‭ ‬تنتج‭ ‬546500‭ ‬طن،‭ ‬وتضم‭ ‬7‭ ‬وحدات‭ ‬صناعية‭ ‬لإنتاج‭ ‬العصير‭. ‬

استضافت‭ ‬جريدة‭ ‬الطريق،‭ ‬المهندس‭ ‬خالد‭ ‬الگراوي،‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬التنمية‭ ‬الفلاحية‭ ‬بسيدي‭ ‬قاسم،‭ ‬وقد‭ ‬أنار‭ ‬جوانب‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬إشكالات‭ ‬قطاع‭ ‬الحوامض،‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بالجهتين‭ ‬السابقتين‭:‬

جريدة‭ ‬الطريق‭:‬‭ ‬هل‭ ‬تعيش‭ ‬جهة‭ ‬الغرب‭ ‬نفس‭ ‬إشكالات‭ ‬جهتي‭ ‬الشرق‭ ‬وسوس‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬أزمة‭ ‬تسويق‭ ‬البرتقال؟

السيد‭ ‬خالد‭ ‬الكراوي‭:‬‭ ‬فعلا،‭ ‬فلنا‭ ‬بجهة‭ ‬الغرب‭ ‬نفس‭ ‬إشكالات‭ ‬الجهات‭ ‬الأخرى‭ ‬كما‭ ‬طرحت،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬تدقيق‭ ‬أن‭ ‬الخواص‭ ‬الذين‭ ‬يملكون‭ ‬مساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬يلعبون‭ ‬الدور‭ ‬التأطيري‭ ‬المنوط‭ ‬بهم،‭ ‬لتحسين‭ ‬مردودية‭ ‬بقية‭ ‬الفلاحين‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬التعاونيات،‭ ‬رغم‭ ‬الإعانات‭ ‬الجزافية‭ ‬التي‭ ‬يمنحها‭ ‬صندوق‭ ‬التنمية‭ ‬الفلاحية‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬12000‭ ‬درهم‭ ‬للهكتار،‭ ‬دعم‭ ‬الدولة‭ ‬هذا‭ ‬يكون‭ ‬شريطة‭ ‬السقي‭ ‬بالتنقيط،‭ ‬بنسبة‭ %‬100‭ ‬للمساحات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬هكتارات‭ ‬وللتعاونيات،‭ ‬وفي‭ ‬حدود‭ %‬80‭ ‬للمساحات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬هكتارات،‭ ‬وهي‭ ‬معونات‭ ‬لرفع‭ ‬الانتاج‭ ‬وتحديثه،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬يعيق‭ ‬المضاربون‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬بتدخلهم‭ ‬في‭ ‬تجميع‭ ‬وتسويق‭ ‬وتثمين‭ ‬المنتوج،‭ ‬لهذا‭ ‬يقتضي‭ ‬الأمر‭ ‬تشجيع‭ ‬التعاونيات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬المهنية‭ ‬لقطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬سماسرة‭ ‬تجميع‭ ‬وتسويق‭ ‬المنتوج‭.‬

جريدة‭ ‬الطريق‭:‬‭ ‬هل‭ ‬تقصد‭ ‬أن‭ ‬نفس‭ ‬المضاربات‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬تجميع‭ ‬الحليب،‭ ‬تضرب‭ ‬أيضا‭ ‬قطاع‭ ‬البرتقال؟

‭ ‬فعلا،‭ ‬فهنا‭ ‬تجدر‭ ‬بنا‭ ‬قراءة‭ ‬إكراهات‭ ‬مسار‭ ‬تجميع‭ ‬منتوج‭ ‬الحليب‭ ‬عند‭ ‬الفلاحين‭ ‬بتدخل‭ ‬الوسطاء،‭ ‬نفس‭ ‬الشي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسماسرة‭ ‬منتوج‭ ‬الشمندر‭ ‬وقصب‭ ‬السكر،‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬تدخل‭ ‬الوسطاء‭. ‬عموماً،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأزمة‭ ‬فائض‭ ‬منتوج‭ ‬البرتقال،‭ ‬فعدم‭ ‬تسطير‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للتسويق‭ ‬والتحويل،‭ ‬سيطيل‭ ‬المشكل‭ ‬مادام‭ ‬المنتوج‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬سنوي،‭ ‬ومن‭ ‬الأساسي‭ ‬التنبيه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬إنتاج‭ ‬الزيتون‭ ‬وزيت‭ ‬الزيتون‭ ‬سيتعرض‭ ‬لنفس‭ ‬الإشكالات‭ ‬مستقبلا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نتنبه‭ ‬لنفس‭ ‬إعاقات‭ ‬إنتاج‭ ‬وتسويق‭ ‬الحوامض‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى