الثقافة

المغرب ومهرجان كان

◆ مصطفى لعلواني

◆ مصطفى لعلواني
◆ مصطفى لعلواني

يعتبر‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬السينمائي‭ ‬من‭ ‬أعرق‭ ‬المهرجانات‭ ‬السينمائية‭ ‬العالمية‭ ‬بعد‭ ‬مهرجان‭ ‬’’‭ ‬البندقية‭ ‬’’‭ ‬1932،‭ ‬إذ‭ ‬تأسس‭ ‬سنة‭ ‬1939‭ ‬لكن‭ ‬حظه‭ ‬العاثر‭ ‬جعله‭ ‬يتوقف‭ ‬بعد‭ ‬3‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬انطلاقه‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬نشبت‭ ‬بين‭ ‬فرنسا‭ ‬وانجلترا‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والمانيا‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬اخرى‭ ‬والتي‭ ‬تطورت‭ ‬الى‭ ‬حرب‭ ‬عالمية‭ ‬ثانية،‭ ‬وهكذا‭ ‬لم‭ ‬يطل‭ ‬المهرجان‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬سوى‭ ‬سنة‭ ‬1946‭ ‬ليتعثر‭ ‬دورتي‭ ‬1948‭-‬1950‭ ‬لأسباب‭ ‬تمويلية‭ ‬ثم‭ ‬انطلق‭ ‬بقوة‭ ‬لم‭ ‬توقفه‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬سوى‭ ‬أحداث‭ ‬سنة‭ ‬1968،‭ ‬وكان‭ ‬المخرج‭ ‬غودار‭ ‬ورفاقه‭ ‬من‭ ‬المخرجين‭ ‬رواد‭ ‬الموجة‭ ‬الجديدة‭ ‬تروفو‭ ‬ولوي‭ ‬مال‭ ‬و‭ ‬بولانسكي‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الذين‭ ‬وقفوا‭ ‬ضد‭ ‬انطلاق‭ ‬دورة‭ ‬1968‭.‬

واليوم‭ ‬ورغم‭ ‬الملاحظات‭ ‬والاكراهات‭ ‬التي‭ ‬يوجهها‭ ‬المهرجان‭ ‬فهو‭ ‬يعتبر‭ ‬محفلا‭ ‬سينمائيا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهله‭ ‬،‭ ‬فالملاحظات‭ ‬تاتي‭ ‬من‭ ‬معسكرين‭ ‬متناقضين‭ ‬معسكر‭ ‬النقاد‭ ‬والسينمائيين‭ ‬الطليعيين‭ ‬الذين‭ ‬يرون‭ ‬ان‭ ‬المهرجان‭ ‬حاد‭ ‬عن‭ ‬خطه‭ ‬التأسيسي‭ ‬الراديكالي‭ ‬المنتصر‭ ‬لسينما‭ ‬المؤلف‭ ‬ومن‭ ‬معسكر‭ ‬سينما‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬يهيمن‭ ‬عليها‭ ‬المنتجون‭ ‬الذين‭ ‬يرون‭ ‬ان‭ ‬تاريخ‭ ‬انعقاد‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ماي‭ ‬متأخر‭ ‬ويأتي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الموسم‭ ‬الثقافي‭ ‬عكس‭ ‬مهرجاني‭ ‬البندقية‭ ‬وتورنتو‭ ‬اللذين‭ ‬ينعقدان‭ ‬في‭ ‬بدايه‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬ويكونان‭ ‬منصة‭ ‬إقلاع‭ ‬مواتية‭ ‬لترويج‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭ .‬

مند‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬اصبح‭ ‬المغرب‭ ‬يولي‭ ‬عناية‭ ‬خاصة‭ ‬لهذا‭ ‬المهرجان‭ ‬ويراهن‭ ‬عليه‭ ‬للترويج‭ ‬للسينما‭ ‬المغربية‭ ‬والدفع‭ ‬بها‭ ‬الى‭ ‬الواجهة،‭ ‬إذ‭ ‬مند‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬اشرف‭ ‬فيها‭ ‬ذ‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬الصايل‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المركز‭ ‬السينمائي‭ ‬المغربي‭ ‬أصبح‭ ‬للمغرب‭ ‬بالمهرجان‭ ‬تواجد‭ ‬قار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬راق‭ ‬خاص‭ ‬بالمغرب‭ ‬وحضور‭ ‬للافلام‭ ‬المغربية‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬الاقل‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬السوق‭ .‬

وللتذكير‭ ‬فقط‭ ‬فان‭ ‬المغرب‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬اوائل‭ ‬الفائزين‭ ‬بالسعفة‭ ‬الذهبية‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬اهم‭ ‬جائزة‭ ‬يمنحها‭ ‬المهرجان‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بفيلم‭ ‬عطيل‭ ‬1952‭ ‬للمخرج‭ ‬الامريكي‭ ‬اورسن‭ ‬ويلز‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬الذي‭ ‬صور‭ ‬بالمغرب‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬صويرة‭ ‬والجديدة‭ ‬وازمور‭ ‬وعانى‭ ‬من‭ ‬مصاعب‭ ‬في‭ ‬انتاجه‭ ‬جعله‭ ‬يتجرجر‭ ‬شهورا‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يرى‭ ‬النور‭ ‬،‭ ‬ولهذه‭ ‬الاسباب‭ ‬ثار‭ ‬المخرج‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬الامريكية‭ ‬وسحله‭ ‬في‭ ‬المسابة‭ ‬باسم‭ ‬المغرب‭ ‬البلذ‭ ‬الذي‭ ‬استضافه‭ ‬لشهور‭ .‬

اما‭ ‬المشاركة‭ ‬المغربية‭ ‬الصرف‭ ‬فتعود‭ ‬لسنة‭ ‬بفيلم‭ ‬’’‭ ‬ليام‭ ‬اليام‭ ‬’’‭ ‬1978‭ ‬للمخرج‭ ‬احمد‭ ‬المعنوني‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬فقرة‭ ‬’’‭ ‬نظرة‭ ‬’’‭ ‬un certain regardوهي‭ ‬من‭ ‬اهم‭ ‬فقرات‭ ‬المهرجان‭ ‬بحيث‭ ‬ان‭ ‬المهرجان‭ ‬وهو‭ ‬يتور‭ ‬اضاف‭ ‬الى‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭ ‬فقرات‭ ‬اخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬اهمية‭ ‬عن‭ ‬المسابقة‭ ‬منها‭ ‬ايظا‭ ‬فقرة‭ ‬’’‭ ‬اسبوعي‭ ‬المخرجين‭ ‬’’‭ ‬quinzaine des réalisateurs‭ ‬و’’‭ ‬اسبوع‭ ‬النقد‭ ‬’’‭ ‬semaine de la critique‭.‬

سنة‭ ‬1982‭ ‬يشششارك‭ ‬المخرج‭ ‬الجيلالي‭ ‬فراحتي‭ ‬بفيلمه‭ ‬’’‭ ‬عرائس‭ ‬من‭ ‬قصب‭ ‬’’‭ ‬

في‭ ‬فقرة‭ ‬اسبوعي‭ ‬المخرجين،‭ ‬سنة‭ ‬2003‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المخرجة‭ ‬نرجس‭ ‬النجار‭ ‬بفيلم‭ ‬العيون‭ ‬الجافة‭ ‬في‭ ‬فقرة‭ ‬اسبوعي‭ ‬المخرجين‭ ‬و‭ ‬فوزي‭ ‬بنسعيدي‭ ‬بفيلم‭ ‬’’‭ ‬الف‭ ‬شهر‭ ‬’’‭ ‬في‭ ‬فقرة‭ ‬’’نظرة‭ ‬ما‭ ‬’’‭ ‬

وتواصلت‭ ‬المشاركات‭ ‬المغربية‭ ‬مع‭ ‬المخرجة‭ ‬ليلى‭ ‬الكيلاني‭ ‬بفيلم‭ ‬’’‭ ‬على‭ ‬الخشبة‭ ‬’’2011‭ ‬

بفقرة‭ ‬اسبوع‭ ‬والمخرج‭ ‬نبيل‭ ‬عيوش‭ ‬مرتين‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬’’‭ ‬ياخيل‭ ‬الله‭ ‬’’‭ ‬والزين‭ ‬للي‭ ‬فيك’’‭. ‬وتبقى‭ ‬اهم‭ ‬مشاركة‭ ‬هي‭ ‬مشاركة‭ ‬المخرجة‭ ‬المغربية‭ ‬مريم‭ ‬بنمبارك‭ ‬’’‭ ‬بفيلم‭ ‬’’‭ ‬صوفيا‭ ‬’’‭ ‬بفقرة‭ ‬’’‭ ‬نظرة‭ ‬ما‭ ‬’’‭ ‬2018‭ ‬نقول‭ ‬اهم‭ ‬مشاركة‭ ‬لانها‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬وهي‭ ‬جائزة‭ ‬’’‭ ‬احسن‭ ‬سيناريو‭ ‬’’‭ .‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬يسجل‭ ‬المغرب‭ ‬حضورا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فيلمين‭ ‬المخرج‭ ‬المغربي‭ ‬علاء‭ ‬الدين‭ ‬الجم‭ ‬بفيلمه‭ ‬الروائي‭ ‬الأول‭ ‬“القديس‭ ‬المجهول”‭ ‬في‭ ‬فئة‭ ‬أسبوع‭ ‬النقاد‭ ‬والمخرجة‭ ‬المغربية‭ ‬مريم‭ ‬الوراني‭ ‬بفيلم‭ ‬’’‭ ‬ادم‭ ‬’’‭ ‬في‭ ‬فئة‭ ‬’’‭ ‬نظرة‭ ‬ما‭ ‬

ويبقى‭ ‬حلم‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭ ‬معلقا‭ ‬الى‭ ‬حين‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى