Uncategorized

اشتوكة أيت باها.. مأساة العاملات الزراعيات

◆ سارة سوجار

سارة سوجار

أصبح الحجر الصحي في زمن وباء كوفيد 19، الشرط الأساسي لضمان حماية حياة الساكنة، حيث يعيش العالم حالة استثنائية تجعل من المكوث في المنازل والعزل الاجتماعي وإغلاق الحدود المعولمة، الوسائل الناجعة لمقاومة اجتياح هذا الفيروس. لكن هذا الحجر الصحي ليس خلاصا دائما للكثير من الفئات، حيث يهدد هذا الإجراء الكثير من النساء في رزقهن، حياتهن وفي سلامتهن النفسية والاجتماعية. فلنتذكر ونحن نتمتع بغذاء آمن ونحن في منازلنا نتابع أخبار الفيروس عبر الشاشات، أن هناك نساء توجدن في الصفوف الأمامية، تحملن أوجاعهن بين أيديهن وتغطين دموعهن كي توفرن حجرا آمنا لنا ولعائلاتنا. في هذا السياق وبناء على شهادات حية ومرافقة قانونية واجتماعية للكثير من العاملات الزراعيات، قررت مجموعة شابات من اجل الديمقراطية أن تزلن الحجاب على بعض من المعاناة التي تعيشها هذه الفئة، والتي تعتبر الحلقة الأضعف في ماكينة تنتج الغداء للبعض والكثير من الأرباح للبعض الآخر.. شهادات مأساوية بكل المقاييس، وفي قمة الدرامية لآلام تعتصر قلوب النساء في حقول الاضطهاد.

هي‭ ‬حملة‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬المجموعة‭ ‬لتوصل‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬هؤلاء‭ ‬النساء،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تجرؤ‭ ‬الكثيرات‭ ‬منهن‭ ‬للبوح‭ ‬بها‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭. ‬ففي‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬الاشتغال،‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬حدث‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬فاصلا‭ ‬كي‭ ‬تصدر‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬المقهورة‭. ‬أصوات‭ ‬نساء‭ ‬وفتيات‭ ‬غالبيتهن‭ ‬يأتين‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬العميق،‭ ‬ومن‭ ‬هوامش‭ ‬المدن‭ ‬الصناعية‭ ‬والإدارية،‭ ‬قصد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مدخول‭ ‬يومي‭ ‬يُعِلنَ‭ ‬به‭ ‬أنفسهن‭ ‬وعائلاتهن‭ ‬ويحميهن‭ ‬من‭ ‬وباء‭ ‬الجوع‭ ‬والفقر‭ ‬والحرمان‭.‬

لماذا‭ ‬منطقة‭ ‬اشتوكة‭ ‬أيت‭ ‬باها‭ ‬بجهة‭ ‬سوس‭ ‬ماسة‭ ‬؟

تعتبر‭ ‬الزراعة‭ ‬قطاعا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬سوس‭ ‬ماسة،‭ ‬حيث‭ ‬توفر‭ ‬فرصا‭ ‬كثيرة‭ ‬للشغل،‭ ‬ومصدرا‭ ‬مهما‭ ‬للعملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬زراعة‭ ‬موجهة‭ ‬للتصدير‭. ‬كما‭ ‬تساهم‭ ‬هذه‭ ‬الجهة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭ ‬بثلث‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬ونصف‭ ‬الصادرات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬منطقة‭ ‬زراعية‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭. ‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتحدث‭ ‬فيه‭ ‬الدولة‭ ‬عن‭ ‬مجهوداتها‭ ‬لجلب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬لهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬و‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬خيراتها،‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تدهور‭ ‬واضح‭ ‬للبنيات‭ ‬التحتية‭ ‬والخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬ومعاناة‭ ‬مؤنثة‭ ‬تغطيها‭ ‬لغة‭ ‬الأرقام‭ ‬الربحية‭ ‬وشعارات‭ ‬التقدم‭ ‬والتطور‭.‬

والدولة‭ ‬تعلن‭ ‬عن‭ ‬استراتيجية‭ ‬زراعية‭ ‬جديدة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬ركيزتين‭: ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للعنصر‭ ‬البشري،‭ ‬ومواصلة‭ ‬دينامية‭ ‬التنمية‭ ‬الفلاحية‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والبشري‭ ‬حسب‭ ‬تصريحات‭ ‬المسؤولين‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية،‭ ‬نتساءل‭ ‬جميعا‭ ‬عن‭ ‬مآل‭ ‬وضعية‭ ‬حقوق‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬هده‭ ‬المنطقة‭ ‬وعن‭ ‬حقهن‭ ‬من‭ ‬أرباح‭ ‬إنتاجها‭ ‬المحلي‭ .‬

معاناة‭ ‬مركبة‭.. ‬لكن‭ ‬مضاعفة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬

“حنا ديما كنتخلصو للنهار.. إلا مخدمناش مكنلقا ومناكلو ولا منوكلو.. ولكن مع هاد الحجر تزاد هدشي.. دبا خصنا الرخصة باش نخرجو للخدمة..  ومول الشي مكيبغيش يعطيها لينا.. حيث ممديكلاريناش خدامين عندو.. وحتى فالموقف مكينش فاش نمشيو.. ادكشي قليل وعليه بزاااف د الرقابة.. والله الا مامعنا غير بركة الله..”

أسماء‭ ‬والكثيرات‭ ‬من‭ ‬مثيلاتها، وجدن‭ ‬أنفسهن‭ ‬بين‭ ‬مطرقة‭ ‬الوباء‭ ‬وسنداد‭ ‬الهشاشة‭ ‬والجوع‭. ‬حيث‭ ‬تفاقمت‭ ‬معاناتهن‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي،‭ ‬فلم‭ ‬يجدن‭ ‬بديلا‭ ‬يوفرن‭ ‬به‭ ‬حاجياتهن‭ ‬الأساسية‭ ‬وحاجيات‭ ‬عائلاتهن،‭ ‬غير‭ ‬الخروج‭ ‬للعمل‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬غير‭ ‬الصحية‭.‬

نساء‭ ‬يواجهن‭ ‬خطر‭ ‬الوباء‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬كي‭ ‬يضمن‭ ‬قوت‭ ‬يومهن،‭  ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشهادات‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المزارع،‭ ‬رغم‭ ‬سياق‭ ‬الحجر،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تامين‭ ‬الغداء‭ ‬الجماعي‭ ‬رغم‭ ‬غياب‭ ‬وسائل‭ ‬الوقاية‭ ‬والحماية‭ ‬الموصى‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السلطات‭ ‬المعنية‭.‬

“حنا ممسجلينش في الضمان الاجتماعي.. ومعندناش الرميد.. و مكاينش مايثبت اننا المعيلات للعائلات ديالنا.. منعرف واش تعطينا الدولة شي حاجة ولا لا.. وعاد على ميجينا التعويض باش غادي نسكت هادوك الكروش اللي عندي فالدار..”

إن‭ ‬العاملات‭ ‬الزراعيات‭ ‬غير‭ ‬مسجلات‭ ‬في‭ ‬صناديق‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هن‭ ‬مقصيات‭ ‬من‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية،‭ ‬ومن‭ ‬التعويضات‭ ‬العائلية‭ ‬ومن‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬عن‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل،‭  ‬وقد‭ ‬ساهم‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬فرصهن‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للدولة،‭ ‬والتي‭ ‬يوفرها‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬وباء‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭.‬

تعمل‭ ‬العاملات‭ ‬الزراعيات‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثمان‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬باجر‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬50‭ ‬و75‭ ‬درهما‭ ‬لليوم،‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬لأية‭ ‬حماية‭ ‬أو‭ ‬وقاية،‭ ‬ولم‭ ‬تتغير‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬الشاق‭ ‬ولا‭ ‬ظروفه‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬شروطه‭ ‬رغم‭ ‬سياق‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭.‬

“دكشي د التعقيم كنشوفوه غير فالتلفزة.. حنا راه قليل عندنا هدشي.. المهم اللي عندها باش تشريه كديرو واللي معندهاش الحافظ الله..”

لم‭ ‬تسلم‭ ‬العاملات‭ ‬الزراعيات‭ ‬من‭ ‬جشع‭ ‬أرباب‭ ‬العمل،‭ ‬رغم‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬عرف‭ ‬تعبئة‭ ‬جماعية‭ ‬وتضامنا‭ ‬واسعا‭ ‬بين‭ ‬المغاربة،‭ ‬حيث‭ ‬ازدادت‭ ‬معاناتهن‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭ ‬و‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لظروفهن‭ ‬الخاصة‭.‬

كابوس‭ ‬الموت‭ ‬يلاحقهن‭ ‬

تستيقظ‭ ‬تلك‭ ‬النساء‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وهن‭ ‬يتحدين‭ ‬شبح‭ ‬الموت،‭ ‬و‭ ‬شبح‭ ‬الحوادث‭ ‬التي‭ ‬عايشنها‭ ‬او‭ ‬سَمِعنَ‭ ‬عنها‭. ‬حكايات‭ ‬لنساء‭ ‬ركبن‭ ‬نفس‭ “‬البيكوبات‭” ‬ونفس‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬قوت‭ ‬يومهن‭ ‬فكان‭ ‬مصيرهن‭ ‬الموت‭.‬

“كنمشيوا مزاحمات في بيكوب.. مولاها كيهز فوق 20 امراة.. وممخلصش عليهم لا صيرونس فالصباح بكري.. وإلا معجبكش الحال.. نزلي سيري على رجليك..”

“بزاف فينا اللي كيتجرحو و كيتهرسو.. و بزاف فالبنات اللي كنعرفو ماتوا.. هاد الخدمة المدلولة زايدانا حتى بالمرض والمصائب والموت”

الكثير‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬المأساوية‭ ‬تسببت‭ ‬فيها‭ ‬ظروف‭ ‬النقل‭ ‬المزرية،‭ ‬دون‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أنواع‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬التي‭ ‬ترافقها،‭ ‬قبل‭ ‬وأثناء‭ ‬وبعد‭ ‬الصعود‭ ‬لأية‭ ‬وسيلة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭.‬

“حنا ولفنا في الخمسة ديال صباح.. كنمشيوا فداك البرد للموقف.. و كنركبوا فالبيكوبات.. مزاحمات.. الهوا مكنتنفسوهش فديك الطريق الطويلة حتى نوصلو.. وفهاد الحجر كاين اللي باقي كيهز بزاااف د النساء..  واخا نقصو لنصف العدد.. وكيقلبو على طرق أخرى باش يهربو من المراقبة الأمنية.. بلا منهضرو على التعقيم وعلى الأمان اللي ماكينش..”

هؤلاء‭ ‬العاملات‭ ‬يرفضن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬يوم‭ ‬عطلة‭ ‬أو‭ ‬راحة،‭ ‬لأنه‭ ‬سيحرمهن‭ ‬من‭ ‬أجورهن‭ ‬اليومية‭ ‬على‭ ‬هزالتها،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬حصلن‭ ‬على‭ ‬عطلة‭ ‬اضطرارية،‭ ‬يبحثن‭ ‬عن‭ ‬بديل‭ ‬في‭ ‬مزرعة‭ ‬أخرى‭ ‬بدل‭ ‬الراحة‭.‬

عنف‭ ‬جنسي‭ ‬داخل‭ ‬العمل‭.. ‬وعنف‭ ‬آخر‭ ‬بالبيت‭ ‬

“- كيخورونا ونسكتو.. و يقسو لينا بزازلنا -.. وياخذو النمرة صحة.. باش ميشريهاش ليا مع مول الشي.. وباش ميسدش ليك الرزق ديالك .. وملي هربنا من هدشي.. خويا معجبوش الحال.. قال ليك علاش جاية و مخلية خدمتك.. البنات القادات راه مازال خدامين على راسهم..”

“عمي كيصبح عليا و كيمسي.. كيقول ليا محال كنت خدامة.. الناس اللي كانوا خدامين راهم كيتخلصو.. منين غادي نصرف عليك.. انت و هاد الرهوط دبا..”

“كاينة اللي كيخدمها بالنهار ويزيدها خدمة الليل.. باش يتهلا فيها ويخلص ليها الكرا.. كاينين شي كبرانات كيديرو خدمة السمسار والقواد.. كيدخلو على ولادهم الحرام.. يا إما يمصو عرقنا بنهار و لا يديوا شرفنا بالليل”

“موالين الدار معجبهمش الحال نجلس.. مابقى عندي باش نتقدى.. خصني نرجع نخدم.. ديك النهار هزعليا يدو.. المرة جاية منعرف باش غادي يجيب عليا القطعة ديالو..”

شهادات‭ ‬تعكس‭ ‬واقعا‭ ‬صادما،‭ ‬ويبرز‭ ‬عنفا‭ ‬مركبا‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬والمنزل،‭ ‬وبين‭ ‬الاستغلال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والاستغلال‭ ‬الجنسي‭.‬

حياة‭ ‬سوداء‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬العاملات‭ ‬الزراعيات،‭ ‬واقع‭ ‬صادم‭ ‬توازيه‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحقوق،‭ ‬وإكراهات‭ ‬عدم‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬والتحرش‭ ‬و‭ ‬الاستغلال،‭  ‬إما‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬الطرد‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬غير‭ ‬قار‭ ‬أصلا،‭ ‬أو‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬تشويه‭ ‬سمعة،‭ ‬أو‭ ‬تشبثا‭ ‬باستمرار‭ ‬أجر‭ ‬هزيل‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬حريتها‭ ‬و‭ ‬كرامتها‭.‬

مطالب‭ ‬العاملات

لقد‭ ‬كانت‭ ‬حملة‭ ‬يودا‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فرصة‭ ‬مدنية‭ ‬أخرى،‭ ‬فتحتها‭ ‬مجموعة‭ ‬شابات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬النساء،‭  ‬كي‭ ‬يعبرن‭ ‬عن‭ ‬حاجياتهن‭ ‬و‭ ‬مطالبهن‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الحجر‭ ‬أو‭ ‬خارجه‭.‬

وقد‭ ‬عبر‭ ‬بلاغ‭ ‬المجموعة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المطالب‭ ‬أهمها‭: ‬

•‭ ‬تحمل‭ ‬مفتشية‭ ‬الشغل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المراقبة‭ ‬المستمرة‭ ‬لأرباب‭ ‬الضيعات‭ ‬الفلاحية،‭ ‬ضمانا‭ ‬لحقوق‭ ‬العاملات‭ ‬الزراعيات‭. ‬

•‭ ‬فرض‭ ‬التصريح‭ ‬بالعاملات‭ ‬الزراعيات‭ ‬في‭ ‬صناديق‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وضمان‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬والتقاعد‭ ‬للعاملات‭ ‬الزراعيات‭. ‬

•‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬زجرية‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬أرباب‭ ‬الضيعات‭ ‬الذين‭ ‬ينتهكون‭ ‬حقوق‭ ‬العاملات‭..‬

•‭ ‬تجريم‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التضييق‭ ‬والعنف‭ ‬والتحرش‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬العمل‭.‬

•‭ ‬ضرورة‭ ‬اهتمام‭ ‬الحكومة‭ ‬بالأوضاع‭ ‬الهشة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة،‭ ‬والتي‭ ‬تواجه‭ ‬نفس‭ ‬مخاطر‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬وربما‭ ‬بشكل‭ ‬مضاعف‭.‬

•‭ ‬عدم‭ ‬تهميش‭ ‬مطالبهن‭ ‬وحاجتهن‭ ‬المستمرة‭ ‬للحماية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والتمييز‭ ‬بدعوى‭ ‬سياق‭ ‬مكافحة‭ ‬الوباء‭.‬

•‭ ‬فتح‭ ‬نقاش‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الفاعلين‭ ‬لإيجاد‭ ‬حل‭ ‬حقيقي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬ظروف‭ ‬عمل‭ ‬لائقة‭ ‬تحميهن‭ ‬من‭ ‬الهشاشة،‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬ولوجهن‭ ‬للخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬وللعدالة،‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬والتمييز‭ ‬التي‭ ‬يتعرضن‭ ‬لها‭.‬

تعتبر‭ ‬العاملات‭ ‬الزراعيات‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ضحايا‭ ‬جشع‭ ‬تراكم‭ ‬المال‭ ‬و‭ ‬الثروة،‭ ‬حيث‭ ‬تعتبرن‭ ‬الحلقة‭ ‬الأولى‭ ‬لضمان‭ ‬الإنتاج‭ ‬والحلقة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الربح‭. ‬فبالإضافة‭ ‬لظروف‭ ‬العمل‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬و‭ ‬غير‭ ‬الآمنة،‭ ‬تضطر‭ ‬تلك‭ ‬النساء‭ ‬لتحمل‭ ‬جميع‭ ‬اشكال‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬تهين‭ ‬كرامتهن‭. ‬فتصمت‭ ‬العاملة‭ ‬عن‭ ‬عنف‭ ‬جنسي‭ ‬لكابران‭ ‬أو‭ ‬مشغل‭ ‬أو‭ ‬سائق‭ “‬بيكوب‭”‬،‭ ‬تصمت‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬عنف‭ ‬قريب‭ ‬حماية‭ ‬لسمعتها‭ ‬وسمعة‭ ‬عائلتها‭ ‬المفترضة‭.‬

لقد‭ ‬سمت‭ ‬الكاتبة‭ ‬والصحفية‭ ‬الإيطالية‭ ‬ستيفانيا‭ ‬پراندي‭ ‬كتابها‭ ‬حول‭ ‬معاناة‭ ‬العاملات‭ ‬المغربيات‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬الفراولة‭ ‬باسبانيا‭ ‬“الذهب‭ ‬الأحمر‭.. ‬توت،‭ ‬طماطم‭.. ‬تحرشات‭ ‬واستغلال‭ ‬في‭ ‬المتوسط”،‭ ‬عنوان‭ ‬يحكي‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬واحد‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعاملات‭ ‬المغربيات،‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬وطنهن‭ ‬أو‭ ‬خارجه‭.‬

لا‭ ‬وجود‭ ‬لمنطق‭ ‬الأولويات‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ونحن‭ ‬نواجه‭ ‬مكافحة‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬حماية‭ ‬لصحتنا‭ ‬العامة‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬ننسى‭ ‬مواجهة‭ ‬وباء‭ ‬الفقر‭ ‬والعنف‭ ‬والاستغلال‭ ‬ضمانا‭ ‬لكرامة‭ ‬وحقوق‭ ‬نسائنا‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى