خطر الأرصفة الداكنة
◆ نور الدين بوشيبة
رغم أن الاتجاه العالمي للحفاظ على البيئة بالمدن ينحو لطلاء الأرصفة بألوان فاتحة للحد من الاحتباس الحراري الذي يتسبب فيه هذا الطلاء الأسود، فإن الجهات المسؤولة بالمغرب، وطنيا وجهويا ومحليا، اختارت في السنوات الأخيرة توجها مغايرا يقوم على تغطية الأرصفة بطلاء أسود قريب من مكونات الزفت.
وقد ثبت في أحدث الدراسات العلمية أن تبليط الأرصفة بألوان داكنة من قبيل الزفت ترفع درجات الحرارة بالمدن، وهذا السواد يمتص من %80 إلى %90 من الأشعة الشمسية، مما يرفع درجات الحرارة بشكل كبير في الأماكن المحيطة، أخذاً بعين الاعتبار أن درجة حرارة الشوارع والأرصفة بطلاء الزفت تكون درجة حرارتها زائدة بحوالي 20 درجة.
في تجربة لهاته الدراسة العلمية بشوارع لوس أنجلس، حيث لم يتم فقط طلاء الأرصفة بألوان فاتحة قريبة للون الأبيض، بل حتى الشوارع، تبث أن درجات الحرارة يمكن لها أن تنخفض بين 5 إلى 7 درجات، نتيجة هذا السطح العاكس لأشعة الشمس.
إن التجارب البيئة الناجحة لبقية الشعوب في مواجهة الاحتباس الحراري، هي دروس لنا أيضا في بناء أرصفتنا وشوارعنا، بدل هاته الخيارات العشوائية والمضرة بالبيئة.