الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى أين؟

وحدة الحركة الطلابیة المغربیة هل هي ممكنة؟ وبأي معنى؟

الأزمة‭ ‬وخطابها‭ ‬السیاسي

‭- ‬الطلبة‭ ‬فئة‭ ‬اجتماعية‭ ‬متميزة‭ ‬ضمن‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬كانت‭ ‬كذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬يرجع‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة‭ ‬منها‭ ‬حاجة‭ ‬الرأسمال‭ ‬إلى‭ ‬يد‭ ‬عاملة‭ ‬مؤهلة‭ ‬وعقول‭ ‬مفكرة‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخصاص‭ ‬الذي‭ ‬عرفته‭ ‬الإدارة‭ ‬المغربية،‭ ‬وجل‭ ‬القطاعات‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬الأطر‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬الإداريين‭ ‬والموظفين‭ ‬الأجانب‭.‬

هذا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬ما‭ ‬يكنه‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬تقدير‭ ‬لكل‭ ‬صاحب‭ ‬علم‭ ‬أو‭ ‬طالبه‭. ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ( ‬فئة‭ ‬الطلبة‭ )‬،انتظمت‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬حصول‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬استقلاله‭ ‬السياسي،‭ ‬وهذا‭ ‬له‭ ‬دلالته‭ ‬الواضحة،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬لطلبة‭ ‬المغرب‭(‬أوطم‭). ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬تشتغل‭ ‬في‭ ‬إطارات‭ ‬مشتتة‭ ‬ومحصورة‭ ‬النفوذ‭. ‬وهي‭ ‬بذلك‭ ‬إذ‭ ‬استلقطت‭ ‬أهمية‭ ‬التنظيم‭ ‬والتأطير‭ ‬مبكراً،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تتوان‭ ‬في‭ ‬الإسهام‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬ومؤثر‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬الجماهيري،‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬مجموع‭ ‬القوى‭ ‬الوطنية‭ ‬والتقدمية‭ ‬الأخرى‭. ‬لتنتج‭ ‬كل‭ ‬نضالات‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬ـ‭ ‬عبر‭ ‬تراكماتها‭ ‬ـ‭ ‬حركة‭ ‬طلابية‭ ‬بطابع‭ ‬مغربي،‭ ‬ورؤى‭ ‬كونية،‭ ‬تطمح‭ ‬إلى‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والحرية‭.‬

2-‭ ‬لقد‭ ‬عرفت‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬المغربية‭ ‬حركية‭ ‬ودينامية‭ ‬كبيرتين،‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬ونصف‭ ‬العقد‭ ‬الأوليين‭ ‬من‭ ‬تأسيس‭ (‬اوطم‭). ‬تجلى‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬تجلى،‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬النضالات،‭ ‬وطول‭ ‬نفسها،‭ ‬واتساع‭ ‬رقعتها،‭ ‬وقدر‭ ‬مكاسبها‭. ‬أيضا‭ ‬تجلت‭ ‬هذه‭ ‬الحركية‭ ‬في‭ ‬كثرة‭ ‬المؤتمرات‭ ‬ودوريتها،‭ ‬التي‭ ‬عقدتها‭ ‬النقابة‭ ‬الطلابية‭. ‬فطيلة‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬1956‭ (‬وهي‭ ‬سنة‭ ‬تأسيس‭ (‬أوطم‭)) ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬1972،‭ ‬لم‭ ‬يعلق‭ ‬مؤتمر‭ ‬المنظمة‭ ‬الطلابية،‭ ‬السنوي،‭ ‬سوى‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ (‬سنة‭ ‬1967‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬المنع‭ ‬الذي‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭. ‬لكن‭ ‬وبعد‭ ‬انعقاد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬لـ‭ (‬اوطم‭) ‬ستختفي‭ ‬ظاهرة‭ ‬عقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬سنويا،‭ ‬عندما‭ ‬حظر‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المعروف،‭ ‬بموجب‭ ‬حكم‭ ‬قضائي‭. ‬ليستمر‭ ‬هذا‭ ‬الحظر‭ ‬القانوني‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬8‭ ‬نونبر‭ ‬1978،‭ ‬كتتويج‭ ‬لنضالات‭ ‬طويلة‭ ‬النفس‭ ‬واسعة‭ ‬الانتشار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المراكز‭ ‬الجامعية‭. ‬ويبدأ‭ ‬طور‭ ‬جديد‭ ‬للتحضير‭ ‬لأشغال‭ ‬المؤتمر‭ ‬السادس‭ ‬عشر،‭ ‬الذي‭ ‬سيعقد‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الموالية‭.‬

ويكون‭ ‬بذلك‭ ‬آخر‭ ‬مؤتمر‭ ‬ناجح،‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط،‭ ‬وهو‭ ‬خروج‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ (‬الرباط‭ ‬1981‭) ‬بتوصيته‭ ‬اليتيمة،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬الطلبة‭ ‬والحركة‭ ‬الطلابية،‭ ‬مقررات‭ ‬توجيهية‭ ‬و‭ ‬تنظيمية‭. ‬المآل‭ ‬الذي‭ ‬وصله‭ ‬المؤتمر‭ ‬السابع‭ ‬عشر،‭ ‬وفشله‭ ‬في‭ ‬انتخاب‭ ‬الأجهزة‭ ‬القيادية‭ (‬الأطراف‭ ‬الطلابية‭ ‬تنعت‭ ‬نتيجة‭ ‬المؤتمر‭ ‬إما‭ ‬بالفشل‭ ‬أو‭ ‬بالإفشال‭. ‬لكن‭ ‬استعمال‭ ‬كلمة‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬هو‭ ‬إقرار‭ ‬موضوعي‭ ‬للحال،‭ ‬وليس‭ ‬حكما‭ ‬للسجال‭)‬ ،‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬الأثر‭ ‬البالغ‭ ‬فيما‭ ‬سيأتي،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭.‬

3-‭ ‬هدا‭ ‬التمهيد‭ ‬المقتضب،‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬منه،‭ ‬ذكر‭ ‬بعض‭ ‬السنوات‭ ‬والمحطات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ( ‬أوطم‭ ). ‬و‭ ‬من‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬المغربية،‭ ‬مادام‭ ‬أن‭ ‬الطلبة،‭ ‬في‭ ‬أغلبيتهم‭ ‬الساحقة،‭ ‬قد‭ ‬انضموا‭ ‬للإطار‭ ‬النقابي‭ (‬أوطم‭) ‬ولم‭ ‬يرضوا‭ ‬بغيره‭ ‬بديلا‭.‬

4-‭ ‬إن‭ ‬المتتبع‭ ‬للخطاب‭ ‬الطلابي‭ ‬في‭ ‬رحاب‭ ‬الجامعة،‭ ‬يلاحظ‭ ‬وبشكل‭ ‬بارز،‭ ‬الحيز‭ ‬الزمني‭ ‬والجهد‭ ‬الفكري‭ ‬المنصب‭ ‬حول‭ ‬أحد‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬استأثرت‭ ‬بالنقاش‭: ‬انه‭ ‬موضوع‭ ‬الأزمة‭.‬

خطاب‭ ‬الأزمة،‭ ‬ومعه‭ ‬الخطاب‭ ‬الطلابي‭ ‬في‭ ‬عموميته،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فصله‭ ‬عن‭ ‬حامل‭ ‬هدا‭ ‬الخطاب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬منتجه‭ (‬وإن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يحسب‭ ‬الحامل‭ ‬بالجمع،‭ ‬وبحسب‭ ‬المنتج‭ ‬بالفرد‭ )‬،‭ ‬حوامل‭ ‬الخطاب‭ ‬الطلابي‭ (‬أو‭ ‬الأطراف‭ ‬الطلابية‭ ) ‬هي‭ ‬متواجدة‭ ‬داخل‭ ‬الجامعة‭ ‬كامتدادات‭ ‬تنظيمية‭ ‬لجمعيات‭ ‬سياسية‭ (‬أحزاب‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬دينية‭ (‬جماعات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي‭). ‬وهي‭ ‬إذن‭ ‬متواجدة‭ ‬بموجب‭ ‬قرار‭ ‬سياسي،‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬لكل‭ ‬حسب‭ ‬استراتيجية‭ ‬وأهداف‭ ‬معنية‭.‬‭ ‬هذا‭ ‬الارتباط‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬وتنظيماتها‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬بالغ‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬الوعي،‭ ‬الذي‭ ‬بواسطته‭ ‬تفكر‭ ‬مشكلات‭ ‬ممارستها‭ ‬النضالية‭. ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬الطلبة‭ ‬كإحدى‭ ‬الفئات‭ ‬المكونة‭ ‬للبورجوازية‭ ‬الصغيرة‭ (‬التحديد‭ ‬الطبقي‭)‬،‭ ‬وإلى‭ ‬شريحة‭ ‬المثقفين،‭ ‬بعضهم‭ ‬يحسب‭ ‬ضمن‭ ‬المثقفين‭ ‬العضويين،‭ ‬والمثقف‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬غرامشي،‭ ‬أصله‭ ‬برجوازي‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬كمؤسسة‭ ‬اجتماعية،‭ ‬تحمل‭ ‬الخصائص‭ ‬المجتمعية،‭ ‬والطلبة‭ ‬تبعا‭ ‬لذلك‭ ‬تختلف‭ ‬أصولهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والفكرية‭. ‬وهذا‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬الصراع‭ ‬داخل‭ (‬أوطم‭) ‬فكان‭ ‬من‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬البورجوازية،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬طبقة‭ ‬يتم‭ ‬تحديدها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬ثورية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬فئات‭ ‬لا‭ ‬هم‭ ‬ولا‭ ‬شغل‭ ‬لها‭. ‬لكن‭ ‬الانتماء‭ ‬الطبقي‭ ‬يبقى‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬محددا‭ ‬رئيسيا‭. ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬نرجع‭ ‬إلى‭ ‬مقررات‭ ‬مؤتمرات‭ (‬أوطم‭) ‬وبدون‭ ‬استثناء،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬جذرية،‭ ‬لم‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬للفكر‭ ‬البرجوازي‭ ‬وتفرعاته‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬تم‭ ‬ذكره‭ ‬لكي‭ ‬أبين‭ ‬أن‭ ‬خطاب‭ ‬الأزمة،‭ ‬عند‭ ‬الأطراف‭ ‬الطلابية،‭ ‬ليس‭ ‬نابعا‭ ‬من‭ ‬توجهات‭ ‬إيديولوجية‭ ‬مختلفة‭. ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬منظورات‭ ‬سياسية‭ ‬متباينة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬سأحاولُ‭ ‬توضيحه‭ ‬فيما‭ ‬سيلحق‭ ‬من‭ ‬كلام‭.‬

5-لنطرح‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬السؤال‭ ‬التالي‭: ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬زمن‭ ‬محدد‭ ‬للأزمة؟‭. ‬قبل‭ ‬الجواب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نحدد‭ ‬أولا‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬أزمة‭ ‬نتحدث؟‭! ‬هل‭ ‬هي‭ ‬أزمة‭ ‬تعليمية،‭ ‬أم‭ ‬ثقافية،‭ ‬أم‭ ‬اقتصادية،‭ ‬اجتماعية،‭ ‬أم‭ ‬سياسية؟‭. ‬

الخطاب‭ ‬الطلابي‭ ‬يتحدث‭ ‬مرة‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية،‭ ‬ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬الإطار‭ ‬النقابي‭ (‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬لطلبة‭ ‬المغرب‭). ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬الاثنين‭. ‬وهو‭ ‬بذلك‭ (‬الخطاب‭ ‬الطلابي‭) ‬يماهي‭ ‬بين‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬والإطار‭ ‬النقابي‭ ‬الطلابي‭. ‬وذلك‭ ‬ليس‭ ‬بأمر‭ ‬صحيح،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اختزال‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬تعبيراتها‭. ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬كبنية،‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬المجال‭ ‬الثالث،‭ ‬المجال‭ ‬الرمزي،‭ ‬أما‭ ‬الإطار‭ ‬الطلابي‭ ‬فهو‭ ‬شيء‭ ‬متحقق،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬سابقة‭ ‬عن‭ ‬الإطار،‭ ‬دائمة،‭ ‬غير‭ ‬مؤقتة‭. ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الحظر‭ ‬القانوني‭ ‬خير‭ ‬دليل،‭ ‬فمع‭ ‬غياب‭ ‬الإطار‭ ‬النقابي،‭ ‬استمرت‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية،‭ ‬بل‭ ‬وعرفت‭ ‬توهجا‭ ‬ملحوظا‭ ‬آنذاك‭.‬

لنعد‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬طرحناه‭ ‬سلفا‭: ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬زمن‭ ‬محدد‭ ‬للأزمة؟‭. ‬جوابان‭ ‬يمكن‭ ‬اقتراحهما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬ظرفية،‭ ‬والثاني‭ ‬أنها‭ ‬بنيوية‭.‬

الأطراف‭ ‬الطلابية‭ ‬عبر‭ ‬خطابها،‭ ‬توتر‭ ‬الجواب‭ ‬الأول‭ (‬أي‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬أزمة‭ ‬ظرفية،‭ ‬أي‭ ‬مرتبطة‭ ‬بأحداث‭ ‬ووقائع‭)‬،‭ ‬طبعا‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬بشكل‭ ‬صريح،‭ ‬ولكن‭ ‬بشكل‭ ‬ضمني‭ ‬ومضمر‭. ‬القول‭ ‬إذن‭ ‬بأن‭ ‬الأزمة‭ ‬أزمة‭ ‬ظرفية‭ ‬يزكي‭ ‬الطرح‭ ‬الذي‭ ‬ذكرته‭ ‬أعلى،‭ ‬بأن‭ ‬خطاب‭ ‬الأزمة‭ ‬متحكم‭ ‬فيه‭ ‬ماهو‭ ‬سياسي‭ ‬وأكثر‭.‬

6-الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬الجماهيرية‭ ‬العامة،‭ ‬وقد‭ ‬صاغ‭ ‬ذلك‭ ‬المؤتمر‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬للمنظمة‭ ‬الطلابية‭ ‬في‭ ‬شعار«لكل‭ ‬معركة‭ ‬جماهيرية‭ ‬صداها‭ ‬في‭ ‬الجامعة‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬شكل‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والحركة‭ ‬الجماهيرية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬وهي‭ ‬تبعا‭ ‬لذلك‭ ‬تراوحت‭ ‬بين‭ ‬القطيعة‭ ‬والتبعية،‭ ‬واختلفت‭ ‬لذلك،‭ ‬وتبعا‭ ‬للتوجه‭ ‬السائد،‭ ‬وتطورات‭ ‬الأحداث،‭ ‬تحديدات‭ ‬الأزمة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الخطاب‭ ‬الطلابي‭. ‬فهي‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬أزمة‭ ‬ولاء‭ ‬سياسي‭ ‬وتنظيمي‭ ‬للحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬تجاه‭ ‬تنظيم‭ ‬سياسي‭ ‬معين،‭ ‬وظهور«نزوع‭ ‬يسراوي‭ ‬مغامر‮»‬‭ ‬كمؤشر‭ ‬على‭ ‬خروج‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬من‭ ‬أعطاف‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية،‭ ‬فان‭ ‬الأزمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأحد‭ ‬أشكال‭ ‬الخطاب‭ ‬الطلابي‭ ‬ابتدأت‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الأزمة‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬تنظيمي،‭ ‬فقد‭ ‬تجلت‭ ‬بعد‭ ‬انعقاد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬السادس‭ ‬عشر،‭ ‬بعد‭ ‬خروجه‭ ‬بمقررات‭ ‬تنظيمية‭ ‬وتوجيهية‭ ‬وبيان‭ ‬عام،‭ ‬اعتبرها‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الخطاب‭ ‬الطلابي‭ ‬تراجعا‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬مقررات‭ ‬المؤتمر‭ ‬السابق‭(‬المؤتمر15‭). ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬أزمة‭ ‬هياكل‭ ‬تنظيمية،‭ ‬فقد‭ ‬تبينت‭ ‬بعد‭ ‬نتائج‭ ‬المؤتمر17‭.‬

نلاحظ‭ ‬إذن‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الطلابي‭ ‬لا‭ ‬يستقر‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬واحد‭ ‬لأزمة‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية،‭ ‬ويتأرجح‭ ‬بين‭ ‬أزمة‭ ‬علاقة،‭ ‬وأزمة‭ ‬تنظيمية،‭ ‬وأزمة‭ ‬شرعية‭. ‬لكن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬فالملاحظ‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الطلابي،‭ ‬بكل‭ ‬توجهاته‭ ‬ومشاربه،‭ ‬يقر‭ ‬بواقع‭ ‬الأزمة‭. ‬لكنه‭ ‬يختلف‭ ‬في‭ ‬طبيعتها،‭ ‬وحجم‭ ‬استفحالها‭ ‬وأسبابها‭. ‬وبالتالي‭ ‬فهو‭ ‬يختلف‭ ‬في‭ ‬مقاربات‭ ‬الخروج‭ ‬منها‭. ‬الأزمة‭ ‬واحدة،‭ ‬وبالمقابل‭ ‬يتعدد‭ ‬الفهم،‭ ‬فهم‭ ‬الأزمة،‭ ‬وهذا‭ ‬لن‭ ‬يجد‭ ‬مسوغه‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬اختلاف‭ ‬المرجعيات‭ ‬التي‭ ‬ينهل‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬ليؤسس‭ ‬فهمه‭ ‬للأشياء،‭ ‬الظواهر،‭ ‬العالم‭ ‬والوجود‭. ‬وهذا‭ ‬يدعوني‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬السؤال‭ ‬التالي‭: ‬هل‭ ‬فهم‭ ‬الأطراف‭ ‬الطلابية‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الأزمة‭ ‬ومشكلاتها‭ ‬فهم‭ ‬ناقص‭? ‬إن‭ ‬محاولة‭ ‬الإجابة‭ ‬بنعم‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬التقليديين،‭ ‬سيكون‭ ‬تعسفا‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب،‭ ‬لذلك‭ ‬دعنا‭ ‬نقول‭ ‬بأنه‭ ‬خطاب‭ ‬غير‭ ‬مكتمل،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يزكيه‭ ‬الطرح‭ ‬القائل‭ ‬بأن‭ ‬الخطاب‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬تبرير‭ ‬الأزمة‭ ‬ولا‭ ‬يتعدى‭ ‬إلى‭ ‬تشخيصها،‭ ‬فهو‭ ‬عندما‭ ‬يقول‭ ‬بان‭ ‬الأزمة‭ ‬موضوعية،‭ ‬أو‭ ‬هي‭ ‬أزمة‭ ‬ذاتية،‭ ‬وفي‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭ ‬ـ‭ ‬ووفاء‭ ‬للعقل‭ ‬الجدلي‭ ‬ـ‭ ‬يربط‭ ‬بينهما،‭ ‬وتكون‭ ‬الأزمة‭ ‬ذاتيةـ‭ ‬موضوعية،‭ ‬فإنه‭(‬أي‭ ‬الخطاب‭) ‬لا‭ ‬يعدو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬برر‭ ‬الأزمة،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬لامس‭ ‬جوهرها‭ ‬الثابت‭. ‬لا‭ ‬يهمني‭ ‬الآن‭ ‬لماذا‭ ‬يتمظهر‭ ‬الخطاب‭ ‬الطلابي‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬الأشكال،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهد‭ ‬نظري‭ ‬وبحث‭ ‬عميق‭ ‬لا‭ ‬أدعي‭ ‬أني‭ ‬أستطيعه‭. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يهمني‭ ‬هنا‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬قيل،‭ ‬هو‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬النتيجة‭ ‬التالية‭: ‬إن‭ ‬خطاب‭ ‬الأزمة‭ ‬خطاب‭ ‬سياسي،‭ ‬وليس‭ ‬خطابا‭ ‬علميا،‭ ‬وهو‭ ‬تبعا‭ ‬لذلك‭ ‬يتغير‭ ‬حسب‭ ‬الظروف،‭ ‬وشدة‭ ‬الصراع،‭ ‬وتغير‭ ‬الو‭ ‬لاءات،‭ ‬وشكل‭ ‬التواجد‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬وحجمه،‭ ‬وارتباطات‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬طلابي‭..‬وغيرها‭.‬

الوحدة‭…‬إشكاليات‭ ‬متعددة

رأينا‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المقال،‭ ‬كيف‭ ‬تنطرح‭ ‬الأزمة‭ ‬عبر‭ ‬الخطاب‭ ‬الطلابي،‭ ‬ووصلنا،‭ ‬عبر‭ ‬بيان‭ ‬ذلك،‭ ‬إلى‭ ‬خلاصة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬خطاب‭ ‬الأزمة،‭ ‬هو‭ ‬خطاب‭ ‬سياسي،‭ ‬يحاول‭ ‬ملامسة‭ ‬الأزمة،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬بالطرق‭ ‬العلمية‭ (‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يهمني‭ ‬المنظور‭ ‬العلمي‭ ‬للأزمة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬همني‭ ‬الطرح‭ ‬الطلابي‭ ‬لها‭). ‬بالمقابل‭ ‬يلاحظ‭ ‬ذلك‭ ‬البحث‭ ‬المستمر،‭ ‬وان‭ ‬كان‭ ‬بكلام‭ ‬معاد‭ ‬ومكرر،‭ ‬عن‭ ‬سبل‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬ولهذا‭ ‬دلالته‭ ‬الواضحة‭ ‬تماما،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬الكل‭ ‬يشترك‭ ‬بنصيب‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭. ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬نصيب‭ ‬طرف‭ ‬أقل‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬تكون‭ ‬الأزمة،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬النصيب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحديدها‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق،‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬أن‭ ‬للجامعة‭ ‬تأثيراً‭ ‬على‭ ‬محيطها‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وتربويا‭… ‬المهم‭ ‬إذن‭ ‬أن‭ ‬الكل‭ ‬يعترف‭ ‬بموقعه‭ ‬في‭ ‬الأزمة،‭ ‬وهذا‭ ‬قول‭ ‬له‭ ‬جرأته،‭ ‬لكن‭ ‬البعض‭ ‬يحاول‭ ‬الخروج‭ ‬منها‭ ‬لوحده‭. ‬وكأنه‭ ‬يمتلك‭ ‬المفاتيح‭ ‬السحرية‭ ‬لحل‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭. ‬وعلى‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تماما،‭ ‬تعالت‭ ‬نداءات‭ ‬ودعوات‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة،‭ ‬وحدة‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية،‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭. ‬فعن‭ ‬أية‭ ‬وحدة‭ ‬يتم‭ ‬الحديث؟‭ ‬وهل‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة‭ ‬وحدة‭ ‬أطراف‭ ‬طلابية؟‭ ‬أم‭ ‬وحدة‭ ‬جماهير‭ ‬طلابية؟‭. ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننجز‭ ‬عملاً‭ ‬مشتركا‭ ‬بدون‭ ‬فكر‭ ‬وحدوي؟؟‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬كذلك،‭ ‬فماهي‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬هذا‭ ‬الفكر؟‭. ‬هذه‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬الشائكة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أجوبة‭ ‬مدققة،‭ ‬لن‭ ‬أدعي‭ ‬أنها‭ ‬ستخرج‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬يدي،‭ ‬ولكني‭ ‬سأقول‭ ‬ما‭ ‬علمته‭ ‬منها،‭ ‬فما‭ ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬كله‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬جله،‭ ‬على‭ ‬رأي‭ ‬المثل‭.‬

من‭ ‬نافل‭ ‬القول،‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬تحدثه‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬‭ ‬وحدة‮»‬‭ ‬أو‮«‬‭ ‬اتحاد‮»‬‭ ‬على‭ ‬مسمع‭ ‬الواحد‭ ‬منا،‭ ‬فمند‭ ‬الصغر‭ ‬يتعلم‭ ‬الإنسان‭ ‬ويلقن‭ ‬ايجابيات‭ ‬الوحدة‭ ‬والاتحاد،‭ ‬وكلنا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬أعتقد‭ ‬لازال‭ ‬يردد‭ ‬جملة‭: ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬قوة‭. ‬وأكيد‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬منا‭ ‬قرأ‭ ‬أو‭ ‬سمع‭ ‬عن‭ ‬وصية‭ ‬المهلب‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬صفرة،‭ ‬كيف‭ ‬ضرب‭ ‬لوُلده‭ ‬مثلا‭ ‬عن‭ ‬الاتحاد،‭ ‬حينما‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬أحدهم‭ ‬أن‭ ‬يكسر‭ ‬عودا‭ ‬منفرداً،‭ ‬ثم‭ ‬يحاول‭ ‬كسر‭ ‬حزمة‭ ‬عيدان‭ ‬مجتمعة‭. ‬إذن‭ ‬كلمة‭ ‬وحدة‭ ‬أو‭ ‬اتحاد‭ ‬كلمات‭ ‬مألوفة‭ ‬ومتداولة‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬مألوف،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬رأي‭ ‬هيجل،‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬مألوف‭ ‬معروفاً‭:(‬Ce qui est familier‭ ;‬n est pas pour cela connu‭).‬

تعتبر‭ ‬المسألة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المسائل‭ ‬التي‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬تأثيرها‭ ‬في‭ ‬شدة‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬المجتمعات،‭ ‬خاصة‭ ‬وهي‭ ‬تلعب‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬تشكل‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬و‭ ‬بين‭ ‬الطبقات‭. ‬و‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬مفكرون‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬ألتوسير‭ ‬و‭ ‬بورديو‭ ‬و‭ ‬بولانتيزاس‭. ‬المجتمع‭ ‬المغربي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬استثناء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬و‭ ‬اتخذ‭ ‬الصراع‭ ‬حول‭ ‬المسألة‭ ‬التعليمية‭ ‬أشكالا‭ ‬مختلفة،‭ ‬كانت‭ ‬حادة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأوقات،‭ ‬حتى‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭. ‬و‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬راض‭ ‬عنه،‭ ‬فمن‭ ‬جهة‭ ‬طرف‭ ‬يريد‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬تكريس‭ ‬الهيمنة‭ ‬والسيطرة،‭ ‬وطرف‭ ‬آخر‭ ‬يدافع‭ ‬ويقاوم‭ ‬ضد‭ ‬بلوغ‭ ‬ذلك،‭ ‬الطلبة‭ ‬المغاربة‭- ‬عبر‭ ‬إطارهم‭ ‬النقابي‭: ‬الإتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬لطلبة‭ ‬المغرب‭ ‬ـ‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬سلبيين‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع،‭ ‬ولم‭ ‬يقفوا‭ ‬حياديين،‭ ‬بل‭ ‬شاركوا‭ ‬فيه،‭ ‬وكانت‭ ‬لمشاركتهم‭ ‬أثر‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬دفة‭ ‬الصراع،‭ ‬لذلك‭ ‬وجب‭ ‬على‭ ‬الطلبة‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ملفات‭ ‬طلابية‭ ‬يلزمهم‭ ‬أن‭ ‬يولوها‭ ‬نضالهم‭ ‬وجهدهم‭ ‬فكريا‭ ‬وعضليا،‭ ‬وهناك‭ ‬ملفات‭ ‬تطرح‭ ‬نفسها‭ ‬بشكل‭ ‬فوق‭ ‬طلابي،‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬مساهمين‭ ‬فيه‭ ‬بقدر‭.‬

النضال،‭ ‬كيفما‭ ‬كان‭ ‬نوعه‭ ‬وأصحابه،‭ ‬يتم‭ ‬عبر‭ ‬أداة‭ ‬النضال،‭ ‬وغياب‭ ‬الأداة‭ ‬يعني‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬تخبط‭ ‬للفاعلين،‭ ‬تشتت‭ ‬للقوى،‭ ‬فوضى‭ ‬في‭ ‬التسيير‭ ‬والتقرير،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للنضال‭ ‬الطلابي‭ ‬شأوٌ‭ ‬وذو‭ ‬بال،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬صهره‭ ‬في‭ ‬أداة‭ ‬النضال‭ (‬النقابة‭ ‬الطلابية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭).‬

غياب‭ ‬الهياكل‭ ‬الشرعية‭ ‬لـ‭ (‬أوطم‭) ‬مند‭ ‬المؤتمر‭ ‬السابع‭ ‬عشر،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬اعتقال‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للمؤتمر‭ ‬السادس‭ ‬عشر،‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬أثره‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬النضال‭ ‬الطلابي،‭ ‬ولأن‭ ‬الطبيعة‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬الفراغ،‭ ‬فقد‭ ‬سعى‭ ‬الطلبة‭ ‬إلى‭ ‬إنجاز‭ ‬نضالهم‭ ‬عبر‭ ‬أشكال‭ ‬ووسائل‭ ‬مختلفة،‭ ‬وكانت‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬طلابي‭ ‬مسألة‭ ‬الوحدة‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭.‬

طرح‭ ‬‮«‬الأطراف‭ ‬الطلابية‮»‬‭ ‬لمسألة‭ ‬الوحدة‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك،‭ ‬كحل‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬إنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه،‭ ‬يعتبر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬شيئا‭ ‬جميلا،‭ ‬مادام‭ ‬أنه‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬حدوده‭ ‬الدنيا‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالتعددية،‭ ‬وبدور‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬الذات‭ ‬وتقدمها‭.‬

طرح‭ ‬المسألة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنظور‭ ‬يجد‭ ‬دليله‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية،‭ ‬ألا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعتبر‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أسباب‭ ‬انسحاب‭ /‬غضب‭ ‬بعض‭ ‬‮«‬‭ ‬الأطراف‭ ‬الطلابية‮»‬‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬جلسات‭ ‬المؤتمرات‭ (‬13-15-17‭) ‬هو‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬أية‭ ‬رؤية‭ ‬للعمل‭ ‬الوحدوي‭ ‬المشترك‭ ‬وإيجاد‭ ‬صيغ‭ ‬ملائمة‭ ‬لمقررات‭ ‬النقابة‭ ‬الطلابية‭.‬

لكن‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬نية‭ ‬الوحدة،‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬المشترك،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ظاهريا،‭ ‬موجودة‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬الأطراف،‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬المعيقات‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬تنفيذ‭ ‬ذلك؟‭. ‬في‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المعيقات‭ ‬يجيبنا‭ ‬نديم‭ ‬البيطار،‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬الفكر‭ ‬الوحدوي،‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬بحوثه‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬الوحدة،‭ ‬وهو‭ ‬يرد‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬‭ ‬إما‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬التراكمات‭ ‬والتحولات‭ ‬الفكرية‭ ‬التي‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬لم‭ ‬تتطور‭ ‬بدرجة‭ ‬كافية،‭ ‬إما‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬المجرى‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬يفرزه‭ ‬لم‭ ‬يتكامل‭ ‬وإما‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬الاستعدادات‭ ‬النفسية‭ ‬المنفتحة‭ ‬له‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬بعد‮»‬‭. ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أضيف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬حركتنا‭ ‬الطلابية،‭ ‬وجود‭ ‬تناقضات‭ ‬تخترق‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬داخليا،‭ ‬ثم‭ ‬وجودها‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬نفسها‭. ‬زد‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬نظرة‭ ‬الأحزاب‭ ‬نفسها،‭ ‬فيؤدي‭ ‬تحالف‭ ‬أو‭ ‬تنسيق‭ ‬بين‭ ‬أحزاب‭ ‬معينة‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬الشيء‭ ‬بين‭ ‬قطاعاتها،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬قد‭ ‬توسعت‭ ‬جغرافيا‭ ‬وكميا‭.‬

لقد‭ ‬رسخ‭ ‬مفهوم‭ ‬الوحدة،‭ ‬المتبنى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬نموذج‭ ‬ذاتي،‭ ‬عند‭ ‬البعض،‭ ‬وهماً‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬هي‭ ‬كل‭ ‬شيء‭. ‬وتكفي‭ ‬لكل‭ ‬شيء،‭ ‬هي‭ ‬الصيغة‭ ‬الوحيدة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬الأبواب‭ ‬المغلقة‭ ‬وإيقاف‭ ‬كل‭ ‬التيارات‭ ‬الجارفة‭. ‬وبذلك‭ ‬يتم‭ ‬تمثلها‭ ‬بطريقة‭ ‬توشي‭ ‬بكونها‭ ‬‮«‬‭ ‬سحرية‭ ‬‮»‬،‭ ‬إنه‭ ‬استمرار‭ ‬لبعض‭ ‬تمثلات‭ ‬المجتمع‭ ‬البدائي‭ ‬حيث‭ ‬للكلمة‭ ‬سلطة‭. ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أسر‭ ‬المصير‭ /‬المستقبل‭. ‬والتحكّم‭ ‬فيه،‭ ‬مادام‭ ‬أنه‭ ‬مستعصٍ،‭ ‬منفلت،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬لن‭ ‬أجازف‭ ‬إذا‭ ‬قلت‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬مستندة‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬مترابطة‭ ‬ومتشابكة‭ ‬تشابك‭ ‬بيت‭ ‬العنكبوت‭. ‬وحلُّها‭ ‬يعني‭ ‬حل‭ ‬أزمة‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭: ‬أزمة‭ ‬الفكر‭/ ‬العمل‭ ‬الوحدوي‭.‬

حينما‭ ‬أقول‭ ‬بالفكر‭ ‬الوحدوي،‭ ‬فإني‭ ‬لا‭ ‬أعني‭ ‬بذلك‭ ‬‮«‬وحدة‭ ‬الفكر‮»‬،‭ ‬والقول‭ ‬بذلك‭ ‬هو‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التحنيط‭ ‬والرجعية‭! ‬لأنه‭ ‬يأسر‭ ‬الفكر‭ ‬في‭ ‬نمط‭ ‬واحد‭ ‬منه،‭ ‬ويمنع‭ ‬تقدمه،‭ ‬مادام‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬الفكر‭ ‬تطور‭ ‬كيفي،‭ ‬تصحح‭ ‬فيه‭ ‬الفكرة‭ ‬اللاحقة‭ ‬الفكرة‭ ‬السابقة‭ ‬وتلغيها‭. ‬وإنما‭ ‬أقصد‭ ‬بالفكر‭ ‬الوحدوي‭ ‬مجموع‭ ‬الإواليات‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬ترابطها‭ ‬واستعمالها،‭ ‬ستؤسس‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسميه‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬‭ ‬وضعية‭ ‬وحدوية‮»‬،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تعددية‭ ‬إشكالية،‭ ‬مادام‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬هذا‭ ‬الفكر،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬هو‭ ‬فكر‭ ‬وحدوي،‭ ‬هو‭ ‬تركيب‭ ‬هذا‭ ‬التعدد،‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬ما،‭ ‬لأجل‭ ‬برمجة‭ ‬عمل‭ ‬ما،‭ ‬كي‭ ‬يتم‭ ‬تغيير‭ ‬واقع‭ ‬ما‭. ‬هذا‭ ‬الفكر‭- ‬وليس‭ ‬ذلك‭ ‬مقتصرا‭ ‬عليه‭ ‬فقط‭- ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحدد‭ ‬موقفه‭ ‬بصراحة‭ ‬من‭ ‬مسائل‭ ‬من‭ ‬مثل‭: ‬الحقيقة،‭ ‬الشخصية،‭ ‬النقد،‭ ‬الحوار‭.. ‬والفلسفة‭ ( ‬لست‭ ‬أقصد‭ ‬هنا‭ ‬بالفلسفة‭ ‬ذلك‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬تأملي،‭ ‬شمولي،‭ ‬تساؤلي،‭ ‬وإنما‭ ‬أقصد‭ ‬بالفلسفة‭ ‬هنا‭ ‬روح‭ ‬العمل‭).‬

غياب‭ ‬الفكر‭ ‬الوحدوي‭ ‬هذا‭ ‬عند‭ ‬‮«‬‭ ‬الأطراف‭ ‬الطلابية‮»‬‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬النضال‭ ‬الطلابي،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬تنسيقات‭ ‬أو‭ ‬تحالفات‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬طلابية،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التنسيقات‭ ‬والتحالفات‭ ‬وقعت‭ ‬بشكل‭ ‬قسري،‭ ‬تحت‭ ‬ظروف‭ ‬ضاغطة،‭ ‬مكرهة،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬تفشل‭ ‬أو‭ ‬تفشل‭. ‬عندما‭ ‬تفكر‭ ‬‮«‬‭ ‬الأطراف‭ ‬الطلابية‭ ‬‮»‬‭ ‬في‭ ‬وحدة‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية،‭ ‬فهي‭ ‬تعني‭ ‬بذلك‭ ‬وحدة‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬نفسها،‭ ‬مادامت‭ ‬تعتبر‭ ‬نفسها،‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجماهير‭ ‬الطلابية‭ ‬وتوجهاتها،‭ ‬بذلك‭ ‬تقع‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬أخطاء،‭ ‬خطأ‭ ‬منهجي‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬تماثل‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬‮«‬‭ ‬بالأطراف‭ ‬الطلابية‮»‬‭. ‬متناسيةً‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬وجود‭ ‬موضوعي‭ ‬خارج‭ ‬ذوات‭ ‬الأطراف،‭ ‬ومستقل‭ ‬عنها‭. ‬فعل‮«‬‭ ‬الأطراف‭ ‬الطلابية‭ ‬‮»‬‭ ‬فيالحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬يغير‭ ‬شكل‭ ‬هذا‭ ‬الوجود،‭ ‬إنما‭ ‬لا‭ ‬يلغيه‭. ‬اختزال‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬إلى‭ ‬أطرافها،‭ ‬يسقط‭ ‬في‭ ‬معتقديه‭ ‬تولد‭ ‬وهماً‭ ‬بأن‭ ‬المعرفة‭ ‬بـ‮«‬‭ ‬الأطراف‭ ‬الطلابية‮»‬‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬معرفة‭ ‬بالحركة‭ ‬الطلابية‭. ‬وذلك‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬الصواب‭ ‬مادام‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬الإطراف‭ ‬الطلابية‭ ‬مرتبط‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬بتطور‭ ‬التنظيمات‭ ‬السياسية،‭ ‬التي‭ ‬منتمون‭ ‬أو‭ ‬تابعون‭ ‬لها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬الحركة‭ ‬يتخذ‭ ‬أشكالا‭ ‬مختلفة‭ ‬كمية‭ ‬ونوعية‭ ‬نفسية‭ ‬وسلوكية‭.‬

◆‭ ‬محمد‭ ‬الكنودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى