الصراع من أجل الاعتراف

Emmanuel Renault; Sciences, revue Magazine humaines ◆ ترجمة: عبد الكريم وشاشا

      ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالتطرق‭ ‬لحالات‭ ‬التمييز‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬أو‭ ‬المعاناة‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬فمفهوم‭ ‬الاعتراف‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬خصوبة‭ ‬كبيرة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعلوم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والقيمة‭ ‬التي‭ ‬يعطيها‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬نفسه‭ ‬تعتمد‭ ‬أساسا‭ ‬على‭ ‬نظرة‭ ‬الآخرين،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬تجربة‭ ‬الظلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬هي‭ ‬دائما‭ ‬تجربة‭ ‬الاحتقار‭ (‬أو‭ ‬عدم‭ ‬الاحترام‭). 

ومصطلح‭ “‬الاعتراف‭” ‬لا‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬المعجم‭ ‬السياسي‭ ‬التقليدي‭ ‬ولا‭ ‬إلى‭ ‬المفردات‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬للعلوم‭ ‬الإنسانية؛‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فرض‭ ‬نفسه‭ ‬مؤخرا‭ ‬كموضوع‭ ‬انشغال‭ ‬وهمٍّ‭ ‬جماعي‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬النظريات‭ ‬الفلسفية‭ ‬والسوسيولوجيا‭ ‬والنفس‭- ‬اجتماعية‭. ‬

‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬والإقصاء‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تسمح‭ ‬نظرية‭ ‬الاعتراف‭ ‬بتولي‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬المشاكل‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الأساسية‭.‬

لنلاحظ‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬بأن‭ ‬المناظرات‭ ‬السياسية‭ ‬المختلفة‭ ‬اليوم‭ ‬تضع‭ ‬موضوع‭ ‬الاعتراف‭ ‬على‭ ‬المحك‭: ‬الاعتراف‭ ‬بالإبادات‭ ‬الجماعية‭ ‬والتورط‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬مظلمة‭ ‬في‭ ‬الاستعباد‭ ‬والاستعمار،‭ ‬ثم‭ ‬تلك‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬والحقوق‭ ‬الفردية‭…‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ظهرت‭ ‬صراعات‭ ‬اجتماعية‭ ‬تطالب‭ ‬بالاعتراف‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تطالب‭ ‬بالحقوق‭ ‬والزيادة‭ ‬في‭ ‬الأجور‭.‬

فقضية‭ “‬الاحتقار‭” ‬ومطالب‭ “‬الاحترام‭” ‬المرتبطة‭ ‬بالفئات‭ ‬الشعبية‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المنخفض‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أنها‭ ‬تندرج‭ ‬في‭ ‬إشكالية‭ ‬الاعتراف‭.. ‬وأخيرا‭ ‬النضالات‭ ‬للدفاع‭ ‬أو‭ ‬حماية‭ ‬الهويات‭ ‬الجماعية‭ ‬الثقافية‭ ‬أو‭ ‬اللغوية‭ ‬الإقليمية‭ ‬وللأقليات‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها،‭ ‬يتم‭ ‬تقديمها‭ ‬أحيانا‭ ‬كصراع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاعتراف‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الموضوعات‭ ‬المختلفة‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬الجماعي،‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬مصطلح‭ ‬الاعتراف‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬استعماله‭ ‬دائما‭ ‬بنفس‭ ‬المعنى،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬يعني‭ “‬يعترف‭” ‬الإقرار‭ ‬بأن‭ ‬شيئا‭ ‬ما‭ ‬حدث،‭ ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬أخرى‭ ‬يعترف‭ ‬بشرعية‭ ‬المطالب‭ ‬أو‭ ‬بعدم‭ ‬شرعيتها‭. ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬أخرى‭ ‬أيضا‭ ‬يحيل‭ ‬مصطلح‭ ‬الاعتراف‭ ‬إلى‭ ‬الصورة‭ ‬الإيجابية‭ ‬أو‭ ‬السلبية‭ ‬لذَى‭ ‬الآخرين‭… ‬وأخيرا،‭ ‬يمكن‭ ‬القول،‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬فقط‭ ‬بقيمة‭ ‬الكائن‭ ‬أو‭ ‬أفعال‭ ‬الفرد،‭ ‬وإنما‭ ‬بهذه‭ ‬الكيانات‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬الثقافات‭ ‬واللغات،‭ ‬والأديان،‭ ‬والعادات،‭ ‬وكل‭ ‬الاستخدامات‭ ‬الاجتماعية‭…‬الخ

يستقبل‭ ‬ويحظى‭ ‬مصطلح‭ “‬الاعتراف‭” ‬بمعاني‭ ‬مختلفة‭ ‬جدا،‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته،‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬التفسيرات‭ ‬لقوته،‭ ‬وكونه‭ ‬مفهوم‭ ‬يوحي‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والقضايا‭ ‬الحارقة،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يضفي‭ ‬عليه‭ ‬شرعية‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬استعماله‭. ‬إن‭ ‬التداول‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للمدلول‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تستأثر‭ ‬بالاهتمامات‭ ‬الجماعية‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬بأن‭ ‬سؤال‭ ‬الاعتراف‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬مشكلة‭ ‬سياسية‭ ‬تستحق‭ ‬الاهتمام‭.‬

دعونا‭ ‬ننتقل‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬العلوم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬فلطالما‭ ‬كان‭ ‬مفهوم‭ ‬الاعتراف‭ ‬موضوعا‭ ‬أولويا‭ ‬للمعاني‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬ذكرها‭..  ‬ففي‭ ‬الفلسفة‭ ‬ظل‭ ‬جورج‭ ‬فيلهلم‭ ‬فريدريش‭ ‬هيغل‭ (‬1770‭ – ‬1831‭) ‬مشهورا‭ ‬على‭ ‬الخصوص‭ ‬بفصل‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الشهير‭ “‬فينومينولوجيا‭ ‬الروح‭” (‬الصادر‭ ‬سنة‭ ‬1807‭) ‬متناولا‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭  ‬بين‭ ‬شخصين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يعترف‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهما‭ ‬بحرية‭ ‬الآخر،‭ ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬بأنهما‭ ‬ينخرطان‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬مميت‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬هيمنة‭ ‬السيد‭ ‬على‭ ‬العبد‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تشير‭ ‬مفردة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معرفتي‭ ‬لقيمتي‭ ‬الخاصة‭ ‬غير‭ ‬مستقلة‭ ‬عن‭ ‬الآخرين‭. ‬

‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬الشهير‭ ‬خضع‭ ‬لتأويلات‭ ‬عديدة،‭ ‬أشهرها‭ ‬تحليل‭ ‬ألكسندر‭ ‬كوجيف،‭ ‬فبقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مثير‭ ‬للاهتمام‭  ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تحليل‭ ‬تعسفي،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجدلية‭ “‬جدلية‭ ‬السيد‭ ‬والعبد‭” ‬مفتاح‭ ‬للفلسفة‭ ‬الهيغلية‭. ‬

في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬أيضا،‭ ‬يمكن‭ ‬تعبئة‭ ‬مفهوم‭ ‬الاعتراف‭ ‬كمحرك‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة،‭ ‬مثلما‭ ‬اعتبر‭ ‬بيير‭ ‬بورديو‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬المجموعات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬هو‭ ‬صراع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاعتراف‭ ‬وهي‭ ‬مواجهات‭ ‬رمزية‭ ‬تهدف‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬رؤيتها‭ ‬للعالم‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحسين‭ ‬مكانتها‭ ‬داخله‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬العلوم‭ ‬الإنسانية‭ ‬لم‭ ‬تعط‭ ‬لمسألة‭ ‬الاعتراف‭ ‬هذه‭ ‬الأبعاد‭ ‬الواسعة‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فهي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬المفهوم‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬نظريات‭ ‬حقيقية‭ ‬للاعتراف‭.‬

مقاربة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المقاربات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬تذكر‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭: ‬مقاربة‭ ‬تشارلز‭ ‬مارغريف‭ ‬تيلور‭- ‬فيلسوف‭ ‬كندي‭ ‬الذي‭ ‬ينخرط‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دينامية‭ ‬تفكيرية‭ ‬فلسفية‭ ‬تهم‭ ‬الروابط‭ ‬بين‭ ‬العدالة‭ ‬والهوية،‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬التجارب‭ ‬السياسية‭ ‬الكندية،‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بامتدادات‭ ‬مشروع‭ ‬مدرسة‭ ‬فرانكفورت‭ ‬الذي‭ ‬يمثله‭ ‬أكسيل‭ ‬هونيث‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬ينفصل‭ ‬فلسفيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬عن‭ ‬النظرية‭ ‬النقدية‭ ‬للمجتمع‭.  

كما‭ ‬يسجل‭ ‬تايلور‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الثقافة‭ ‬السياسية‭ ‬الحديثة‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬شرط‭ ‬الاعتراف‭ ‬المتبادل،‭ ‬بينما‭ ‬المجتمع‭ ‬الفيودالي‭ ‬يتسم‭ ‬بتراتبية‭ ‬هرمية‭ ‬تمنح‭ ‬للفرد‭ ‬الامتياز‭ ‬حسب‭ ‬ولادته‭. ‬فالمبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬أصولها‭ ‬إلى‭ ‬الثورات‭ ‬الفرنسية‭ ‬والأمريكية‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬الكرامة‭ ‬المتساوية‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬والسؤال‭ ‬كله‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬أين‭ ‬توجد‭ ‬هذه‭ ‬الكرامة‭ ‬المتساوية،‭ ‬هل‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬فقط،‭ ‬بمجموع‭ ‬الحقوق‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬عالميا‭ ‬المرتبطة‭ ‬بممارسة‭ ‬الحرية‭ ‬الفردية،‭ ‬كما‭ ‬توحي‭ ‬بذلك‭ ‬النصوص‭ ‬الدستورية‭ ‬الفرنسية‭ ‬والانجليزية،‭ ‬ومثل‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬يدافع‭ ‬عنها‭ ‬اليوم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬التقاليد‭ ‬الليبرالية‭ ‬السياسية‭ ‬؟؟

‭ ‬أو‭ ‬هل‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نقبل‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬للأفراد‭ ‬كامل‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالكرامة‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬مختلفين‭ ‬بعضهم‭ ‬عن‭ ‬بعض،‭ ‬نظرا‭ ‬لِأن‭ ‬الضمانات‭ ‬القانونية‭ ‬للحريات‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬كل‭ ‬معنى‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬القيم‭ ‬المؤسسة‭ ‬متضمنة‭ ‬في‭ ‬ثقافات‭ ‬ولغات‭ ‬وعادات‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بها‭ ‬؟؟

وفقا‭ ‬لتايلور،‭ ‬ينبغي‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالخيار‭ ‬الثاني،‭ ‬لأن‭ ‬ازدراء‭ ‬الاختلاف‭ ‬الثقافي‭ ‬ينتج‭ ‬أشكالا‭ ‬من‭ ‬القمع‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬خطورة‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الجسيمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬لذلك‭ ‬حسب‭ ‬رأيه‭ ‬يجب‭ ‬قبول‭ ‬شرعية‭ ‬مبدأ‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالاختلاف؛‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬كل‭ ‬اعتراف‭ ‬بالاختلاف‭ ‬هو‭ ‬مشروع،‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬متوافقا‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬واشتراطات‭ ‬الاعتراف‭ ‬الكوني‭ ‬للكرامة‭.. ‬وبهذا‭ ‬المعنى‭ ‬يمكن‭ ‬لتايلور‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬أن‭ “‬سياسات‭ ‬الاختلاف‭ ‬تمتد‭ ‬وتزداد‭ ‬عضويا‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬الكرامة‭”…..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى