Uncategorized

التعليم العمومي والنموذج التنموي: أية علاقة؟

◆ ذ. عبد اللطيف قيلش

مدخل‭:‬

برز‭ ‬مفهوم‭ ‬التنمية‭ ‬بصفة‭ ‬أساسية‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬كان‭ ‬يستعمل‭ ‬مصطلحي‭ ‬التقدم‭ ‬المادي‭ ‬أو‭ ‬التقدم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للدلالة‭ ‬على‭ ‬التطور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أضحى‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مفاهيم‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭.‬

لقد‭ ‬برز‭ ‬مفهوم‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاقتصاد‭ “‬للدلالة‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬إحداث‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬الجذرية‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬معين،‭ ‬بهدف‭ ‬إكساب‭ ‬ذلك‭ ‬المجتمع‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التطور‭ ‬الذاتي‭ ‬المستمر‭ ‬بمعدل‭ ‬يضمن‭ ‬التحسن‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬حياة‭ ‬كل‭ ‬فرد،‭ ‬وبمعنى‭ ‬آخر،‭ ‬زيادة‭ ‬قدرة‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬الاستجابة‭ ‬للحاجات‭ ‬الأساسية‭ ‬والحاجات‭ ‬المتزايدة‭ ‬لأعضائه،‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬زيادة‭ ‬درجات‭ ‬إشباع‭ ‬تلك‭ ‬الحاجات،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الترشيد‭ ‬المستمر‭ ‬لاستغلال‭ ‬الموارد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتاحة،‭ ‬وحسن‭ ‬توزيع‭ ‬عائدات‭ ‬ذلك‭ ‬الاستغلال‭. ‬‮»‬‭ (‬لحسن‭ ‬مادي،‭ ‬محاربة‭ ‬الأمية،‭ ‬مدخل‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭- ‬ص10‭).‬

كما‭ ‬انتقل‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬إلى‭ ‬الحقل‭ ‬السياسي‭ ‬منذ‭ ‬الستينات‭ ‬للدلالة‭ ‬على‭ ‬التغيير‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬أبعاده‭ ‬المتعددة‭. ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بنظم‭ ‬تعددية‭ ‬وتحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمشاركة‭ ‬الانتخابية‭ ‬والمنافسة‭ ‬السياسية‭ ‬وترسيخ‭ ‬مفهوم‭ ‬الوطنية‭ ‬والسيادة‭ ‬والولاء‭ ‬للدولة‭ ‬القومية‭. ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬انتقل‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬إلى‭ ‬حقول‭ ‬معرفية‭ ‬أخرى،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالتنمية‭ ‬الثقافية‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ (‬نفس‭ ‬المرجع‭). ‬إنه‭ ‬مفهوم‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد‭- ‬فهو‭ ‬مفهوم‭ ‬شامل‭ ‬ومتغير‭ ‬غيرثابت‭ ‬–‭ ‬يتميز‭ ‬بدينامية‭ ‬مستمرة‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬بديهي‭ ‬لأن‭ ‬المفاهيم‭ ‬تتطور‭ ‬بتطور‭ ‬التاريخ،‭ ‬فهي‭ ‬وليدة‭ ‬السياقات‭ ‬ومنها‭ ‬تستمد‭ ‬حمولتها‭. ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬عرفه‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬برز‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التنمية،‭ ‬والذي‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬الجيل‭ ‬الثالث‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬04‭/‬12‭/‬1986‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوصية‭ ‬رقم‭ ‬128‭/‬41‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وقرارها‭ ‬الذي‭ ‬تنص‭ ‬مادته‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ” ‬أن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التنمية،‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتصرف،‭ ‬وبموجبه‭ ‬يحق‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬ولجميع‭ ‬الشعوب‭ ‬المشاركة‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وثقافية‭ ‬وسياسية‭ ‬نحو‭ ‬التمتع‭ ‬بهذه‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬فيها‭ ‬إعمال‭ ‬جميع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬،‭ ‬والحريات‭ ‬الأساسية‭ ‬إعمالا‭ ‬تاما‭ ” ‬فالحق‭ ‬بهذا‭ ‬المعنى‭ ‬حق‭ ‬شامل‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالحقوق‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية‭ ‬وحق‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬ثرواتها‭ ‬وخيراتها‭ ‬فهو‭ ‬تركيب‭ ‬للحقوق‭ ‬السياسية‭ ‬والمدنية‭ ‬والحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ .‬مركز‭ ‬التنمية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنظور‭ ‬فهو‭ ‬الإنسان‭ ‬،‭ ‬ولامعنى‭ ‬لوجوده‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬شغل‭ ‬لائق‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬جيد‭ ‬ومجاني‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬الحرية،‭ ‬حقوق‭ ‬مكفولة‭. ‬

في‭ ‬إطار‭ ‬تطورات‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬سيبرز‭ ‬مفهوم‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬الذي‭ ‬استعمل‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬سنة1990في‭ ‬التقرير‭ ‬العالمي‭ ‬حول‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ (‬PNUD‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبرهذا‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬يشكل‭ ‬مركز‭ ‬التنمية‭ ‬وأضحى‭ ‬المفهوم‭ ‬قضية‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬المجتمعية‭ ‬للقيام‭ ‬بتحويل‭ ‬عميق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬مستوياتها‭ ‬المتعددة‭ ‬بهدف‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المطروحة،‭ ‬خصوصا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬التخلف‭ ‬والتأخر‭ ‬والأخطار‭ ‬البيئية‭ ‬والبطالة‭ ‬والفقر‭ ‬والهشاشة‭ ‬والتبعية‭ ‬والتمييز‭ ‬العرفي‭ ‬والجنسي‭ ‬والاستغلال‭ ‬وتقييد‭ ‬الحرية‭…(‬نفس‭ ‬المرجع‭).‬

إن‭ ‬النقاش‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬التنمية‭ ‬بات‭ ‬مرتبط‭ ‬بقضايا‭ ‬الانصاف‭ ‬والمساواة‭ ‬والحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وموقع‭ ‬الدولة‭.‬

إذ‭ ‬حصل‭ ‬أنقسام‭ ‬وسط‭ ‬المدرسة‭ ‬اللبيرالية‭ ‬الجديدة‭ ‬بين‭ ‬دعاة‭ ‬عدم‭ ‬تدخل‭ ‬الدولة‭ ‬‮«‬إذ‭ ‬يمثل‭ ‬حصول‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يستحقه،‭ ‬وفقا‭ ‬لقدراته‭ ‬قمة‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وأبرزمن‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الفكرةهو‭ ‬روبيرت‭ ‬نوزيك‭ ‬ROBERT NOZIK‭ ‬،‭ ‬ودعاة‭ ‬تدخل‭ ‬الدولة،‭ ‬وهم‭ ‬أنصار‭ ‬نظرية‭ ‬العدالة‭ ‬الجدد‭ (‬أمثال‭ ‬جون‭ ‬رولزJOHN RAWLZ‭ ‬وأمارتياسين‭(‬AMARTYASEN‭) ‬وتوماس‭ ‬نيجال‭ ‬THOMASNAGEL‭)‬،‭ ‬إن‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تتطلب‭ ‬سياسات‭ ‬تعالج‭ ‬المساوئ‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وتعطي‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬فرصة‭ ‬عادلة‭ ‬في‭ ‬النجاح‭. (‬إنحي‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الحميد،‭ ‬تطورمفهوم‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬أدبيات‭ ‬التنمية‭ ‬الدولية‭: ‬رؤية‭ ‬نظرية‭- ‬مجلة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬–العدد68‭ ‬–‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬ص11‭-‬12‭).‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النقاش‭ ‬شكل‭ ‬الخلفية‭ ‬التي‭ ‬انطلق‭ ‬منها‭ ‬تقريرالبنك‭ ‬الدولي‭ ‬سنة‭ ‬2006‭ ‬المعنون‭ ‬ب‭”‬الإنصاف‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ “‬،‭ ‬والذي‭ ‬حمل‭ ‬تصورا‭ ‬جديدا‭ ‬حول‭ ‬الفقر‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد‭ .‬

انطلاقا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يطرح‭ ‬السؤال‭: ‬ما‭ ‬موقع‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬الاختيارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للدولة؟‭ ‬

1‭. ‬موقع‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬الاختيارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للدولة‭ ‬–‭(‬تم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬ذ‭.‬نجيب‭ ‬أقصبي‭:‬

الاقتصاد‭ ‬السياسي‭ ‬والسياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ).‬سن‭ ‬المغرب‭ ‬منذ‭ ‬الاستقلال‭ ‬سياسة‭ ‬اقتصادية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬المخططات‭ ‬سواء‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬بالخماسية‭ ‬والثلاثية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬بالمخططات‭ (‬الأزرق‭- ‬الأخضر‭. ‬الصناعي‭…) ‬بعد‭ ‬1999‭. ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الخلفيات‭ ‬المعلن‭ ‬عنها‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬رهانات‭ ‬التنمية،‭ ‬والقيام‭ ‬بإصلاحات‭ ‬للنهوض‭ ‬بالفلاحة‭ ‬والصناعة‭ ‬وتكوين‭ ‬الأطر‭ ‬ومغربتها‭ ‬وفك‭ ‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬الفرنك‭ ‬الفرنسي‭ ‬والفرنك‭ ‬المغربي،‭ ‬ومحاربة‭ ‬التضخم‭… ‬فإن‭ ‬الاختيارات‭ ‬لم‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬تأطير‭ ‬التوجهات‭ ‬الليبرالية‭ ‬والنيوليبرالية‭ ‬لها‭. ‬

وقد‭ ‬شكلت‭ ‬مرحلة‭ ‬1983‭ ‬مع‭ ‬سياسة‭ ‬التقويم‭ ‬الهيكلي‭ ‬تجسيدا‭ ‬لهذه‭ ‬التوجهات،‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬تخلي‭ ‬الدولة‭ ‬عن‭ ‬أدوارها‭ ‬ووظائفها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تجاه‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لفائدة‭ ‬سياسة‭ ‬التقشف‭ ‬وتقليص‭ ‬ميزانية‭ ‬القطاعات‭ ‬الاجتماعية‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعزز‭ ‬مع‭ ‬تبني‭ ‬سياسة‭ ‬الخوصصة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬عبر‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬سنة‭ ‬1988‭ ‬كاختيار‭ ‬استراتيجي‭ ‬لحل‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاجتماعية‭ (‬القدرة‭ ‬الشرائية‭- ‬أزمة‭ ‬التشغيل‭…) ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرهانات‭ ‬لم‭ ‬تتحقق،‭ ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭ ‬وجد‭ ‬المغرب‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬تقرير‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬الشهير‭ ‬لسنة1995،‭ ‬وتلاه‭ ‬خطاب‭ ‬السكتة‭ ‬القلبية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطارأيضا‭ ‬تطرق‭ ‬تقرير‭ ‬الخمسينية‭ ‬إلى‭ ‬الفترة‭ ‬1988‭ ‬–‭ ‬1995‭: “‬شهدت‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬أضعف‭ ‬نمو‭ ‬في‭ ‬الخمسين‭ ‬سنة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وذلك‭ ‬بمعدل‭ %‬2،7‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬تميزت‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬بجفاف‭ ‬متواتر‭ ‬وبطيء‭ ‬الاستثمار‭ ‬العمومي‭ ‬والخصوصي‭ ‬وتدهور‭ ‬تنافسية‭ ‬الصادرات‭ ‬المغربية،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬صادرات‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭…”‬،‭ ‬بذلك‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬تؤهل‭ ‬المغرب‭ ‬للإقدام‭ ‬على‭ ‬الانفتاح‭ ‬وتوقيع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬العامة‭ ‬للتعريفة‭ ‬الجمركية‭ ‬والتجارة‭(‬الجات‭) ‬في‭ ‬مراكش‭ ‬سنة‭ ‬1994،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الانفتاح‭ ‬أملاه‭ ‬الخضوع‭ ‬لتوصيات‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬المانحة‭.‬

ترتب‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الاختيارات،‭ ‬ارتفاع‭ ‬البطالة‭ ‬وتزايد‭ ‬الفوارق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والفوارق‭ ‬المجالية‭ ‬–‭ ‬وانخفاض‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والشغل‭. ‬رغم‭ ‬القيمة‭ ‬التشخيصية‭ ‬للأعطاب‭ ‬والاختلالات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬التقريرالخمسينية،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬أرضية‭ ‬للقطع‭ ‬مع‭ ‬الاختيارات‭ ‬السابقة،‭ ‬فإن‭ ‬المقترحات‭ ‬والبدائل‭ ‬ظلت‭ ‬بعيدة‭ ‬المنال،‭ ‬لأن‭ ‬الاختيارات‭ ‬محكومة‭ ‬بالتوجهات‭ ‬النيوليبرالية،‭ ‬فاللجوء‭ ‬إلى‭ ‬التدبير‭ ‬المفوض،‭ ‬والشراكة‭ ‬عام‭/‬خاص،‭ ‬عنوانها‭ ‬هو‭ ‬استقالة‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬الاجتماعية‭. ‬إن‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬بدورها‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬المبتغى‭. ‬وكان‭ ‬الاعتراف‭ ‬الرسمي‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تخلص‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬من‭ ‬حالة‭ “‬الخصاص‭ ‬الفادح‭” (‬الصحة‭-‬التعليم‭- ‬الوقاية‭- ‬الدخل‭- ‬النقل‭…)‬،‭ ‬وجاء‭ ‬ترتيب‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬126‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬188‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬سنة‭ ‬2015،‭ ‬ليؤكد‭ ‬فشل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الاختيارات‭. ‬فالاقتصاد‭ ‬المغربي‭ ‬ظل‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬الهشاشة‭ ‬والتنمية‭ ‬الإنسانية‭ ‬مؤشراتها‭ ‬مخجلة‭.‬

تدل‭ ‬مختلف‭ ‬المؤشرات‭ ‬أن‭ ‬اختيارات‭ ‬الدولة‭ ‬ظلت‭ ‬أسيرة‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬البعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وظلت‭ ‬أسيرة‭ ‬فهم‭ ‬تقنوي‭ ‬لمفهوم‭ ‬التنمية،‭ ‬الغائب‭ ‬فيه‭ ‬هو‭ ‬الإنسان‭ ‬والذي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المحور‭ ‬فيه،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يشكل‭ ‬التعليم‭ ‬قاطرة‭ ‬نحو‭ ‬التقدم‭ ‬والتنمية،‭ ‬ولعل‭ ‬النموذج‭ ‬الأسيوي‭ ‬جدير‭ ‬باستخلاص‭ ‬عبره‭ ” ‬ففي‭ ‬ستينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬كان‭ ‬حجم‭ ‬اقتصاد‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬وتايوان‭ ‬وسنغافورة‭ ‬مثلا‭ ‬بحجم‭ ‬اقتصاد‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬أقل‭ ‬منه‭ ‬بقليل،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬خارجة‭ ‬من‭ ‬استعمار‭ ‬كبل‭ ‬قدراتها‭ ‬واستغل‭ ‬مواردها،‭ ‬أو‭ ‬أنهكتها‭ ‬حروب‭ ‬أهلية،‭ ‬منذ‭ ‬60‭ ‬سنة‭ ‬كان‭ ‬80‭% ‬من‭ ‬الكوريين‭ ‬غير‭ ‬متعلمين،‭ ‬تنفق‭ ‬حاليا‭ %‬20‭ ‬من‭ ‬ميزانيتها‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬التعليم‭: (‬الحسن‭ ‬المصدق،‭ ‬تحديات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الحلقة‭ ‬المفقودة‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭- ‬جريدة‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم‭ ‬–‭ ‬28‭ ‬يناير2020‭ ‬–‭ ‬العدد‭ ‬3102‭) ‬فما‭ ‬هو‭ ‬موقع‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬اختيارات‭ ‬الدولة؟‭ ‬

2‭. ‬موقع‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬اختيارات‭ ‬الدولة‭:‬

منذ‭ ‬لجنة‭ ‬إصلاح‭ ‬التعليم‭ ‬سنة‭ ‬1957‭ ‬واللجنة‭ ‬الثانية‭ ‬سنة‭ ‬1958‭. ‬ومناظرة‭ ‬معمورة‭ ‬سنة‭ ‬1964‭ ‬ووثيقة‭ ‬المذهب‭ ‬الجديد‭ ‬للتعليم‭ (‬بن‭ ‬هيمة‭ ‬سنة‭ ‬1966‭) ‬ومناظرة‭ ‬إفران‭ ‬سنة‭ ‬1970،‭ ‬وأيام‭ ‬التربية‭ ‬بإفران‭ ‬نهاية‭ ‬غشت‭ ‬1980،‭ ‬و1983‭ ‬مع‭ ‬سياسة‭ ‬التقويم‭ ‬الهيكلي،‭ ‬والميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬للتربية‭ ‬والتكوين‭ ‬‭(‬1999‭)‬،‭ ‬والبرنامج‭ ‬الاستعجالي‭ (‬2015-2030‭) ‬والاتفاقية‭ ‬الإطار2007‭ ‬وقانون‭ ‬الإطار17‭-‬51،‭ ‬ودستور2011‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬31،‭ ‬لم‭ ‬تتخلص‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬مقاربتين‭ ‬في‭ ‬تعاطيها‭ ‬مع‭ ‬موضوع‭ ‬التعليم،‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالمقاربة‭ ‬الأمنية‭- ‬الضبطية،‭ ‬ولعل‭ ‬حذف‭ ‬مادة‭ ‬الفلسفة،‭ ‬وحذف‭ ‬معهد‭ ‬السوسيولوجيا‭ ‬القروية،‭ ‬وعسكرة‭ ‬الجامعة‭… ‬إحدى‭ ‬المؤشرات‭ ‬الدالة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ثم‭ ‬مقاربة‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية‭ ‬والتي‭ ‬تجسدت‭ ‬مع‭ ‬سياسة‭ ‬التقويم‭ ‬الهيكلي،‭ ‬ومنطق‭ ‬اعتبار‭ ‬التعليم‭ ‬قطاع‭ ‬مستهلك‭ ‬وغير‭ ‬منتج‭. ‬إن‭ ‬المدرسة‭ ‬والجامعة‭ ‬العموميتين‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تهميشهما‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تمت‭ ‬محاربتهما‭.‬

تعاطت‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬التعليم‭ ‬بمنطق‭ ‬التخلي‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬العمومية،‭ ‬ولم‭ ‬تتوفر‭ ‬تاريخيا‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬للإصلاح‭ ‬ولا‭ ‬الاقتناع‭ ‬بنجاعة‭ ‬الإصلاح‭. ‬فأزمة‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية‭ ‬ليست‭ ‬أزمة‭ ‬حكامة،‭ ‬فهي‭ ‬أزمة‭ ‬سياسية‭ ‬أولا،‭ ‬وهي‭ ‬أزمة‭ ‬بنيوية‭ ‬هيكلية،‭ ‬ترتبط‭ ‬بطبيعة‭ ‬المشروع‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وهو‭ ‬موضوع‭ ‬صراع‭ ‬تاريخي‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والقوى‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬الجدال‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬أبعاده‭ ‬حاضنا‭ ‬لهذا‭ ‬الصراع‭ ‬السياسي‭. ‬فرغم‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬تسويقه‭ ‬حول‭ ‬الإصلاح،‭ ‬صممت‭ ‬الدولة‭ ‬والأغلبية‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬تمرير‭ ‬قانون‭ ‬الإطار17‭-‬51،‭ ‬والرامي‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬الوضعيات‭ ‬النظامية‭ ‬بهدف‭ ‬اعتماد‭ ‬التعاقد‭ ‬كآلية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬إدخال‭ ‬الهشاشة‭ ‬إلى‭ ‬القطاع،‭ ‬والتنصيص‭ ‬بتحايل‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل‭ ‬بهدف‭ ‬الإجهاز‭ ‬على‭ ‬مكتسب‭ ‬المجانية،‭ ‬ونفس‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشراكة‭ ‬عام‭/‬خاص‭. ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬هنا‭ ‬يتعلق‭ ‬بضرب‭ ‬مبادئ‭ ‬المساواة‭ ‬والإنصاف‭ ‬والتماسك‭ ‬الاجتماعي‭. ‬إن‭ ‬توجه‭ ‬الدولة،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬الفصل31‭ ‬لدستور2011‭ ‬ومضامين‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وقانون‭ ‬الإطار‭ ‬بهدف‭ ‬إلى‭ ‬تثبيت‭ ‬أسس‭ ‬خوصصة‭ ‬التعليم‭ ‬وتسليعه‭ ‬جل‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭ ‬والوطنية‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬مؤشرات‭ ‬كمية‭ ‬ونوعية‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬الأزمة،‭ ‬وحول‭ ‬نخبوية‭ ‬وطبقية‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي،‭ ‬وتكريسه‭ ‬للتفاوتات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ف450‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬يغادرون‭ ‬الجامعة‭ ‬بدون‭ ‬شهادة،‭ ‬و400‭ ‬ألف‭ ‬تلميذ‭ ‬يتركون‭ ‬المدرسة‭ ‬سنويا،‭ ‬ففي‭ ‬سنة‭ ‬2017،‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬160‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭ ‬الجامعية‭(‬إجازة‭- ‬ماستر‭- ‬دكتوراه‭) ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬بطالة‭ ‬مزمنة،‭ ‬وبنسبة13‭% ‬من‭ ‬الحجم‭ ‬الوطني‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬يشمل‭ ‬مليون‭ ‬و160‭ ‬ألف‭ ‬مواطن‭ ‬أغلبهم‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و34‭ ‬سنة‭. ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬النوعية،‭ ‬يشكو‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬من‭ ‬الازدواجية‭ ‬بين‭ ‬النمط‭ ‬التقليدي‭ ‬والعصري،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬التلميذ‭ ‬للتمزق‭ ‬لأن‭ ‬مرتكزات‭ ‬المنظومة‭ ‬وأسسها‭ ‬تقليدية‭ ‬جامدة‭ ‬غير‭ ‬مستوعبة‭ ‬للتحولات‭ ‬والمتغيرات‭ ‬وللقيم‭ ‬الكونية‭ ‬لروح‭ ‬العصر،‭ ‬والغياب‭ ‬التام‭ ‬للعدالة‭ ‬التربوية‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مفهوم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬شامل‭ ‬ومركزها‭ ‬الإنسان‭ ‬وللتعليم‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬طبيعة‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬للمغرب‭ ‬الممكن‭.‬

خلاصات‭:‬‭ 

إن‭ ‬مرتكزات‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الإصلاح‭ ‬الدستوري‭ ‬والسياسي‭ ‬والمؤسساتي‭ ‬يمكن‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬الديمقراطية‭ ‬عبر‭ ‬الملكية‭ ‬البرلمانية‭.‬

‭- ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عبر‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬التوزيع‭ ‬العادل‭ ‬للثروة‭ ‬المادية‭ ‬والمعرفية‭.‬

‭- ‬دولة‭ ‬الحق‭ ‬والقانون‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬سمو‭ ‬إلا‭ ‬للقوانين‭ ‬ويلعب‭ ‬القضاء‭ ‬النزيه‭ ‬المستقل‭ ‬دورا‭ ‬رياديا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

‭- ‬توسيع‭ ‬مجال‭ ‬الحريات‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية‭ ‬والحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬التشريعات‭ ‬الدولية‭ ‬وملائمة‭ ‬القوانين‭ ‬الوطنية‭ ‬مع‭ ‬كونية‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الامتياز‭.‬

‭- ‬قضية‭ ‬التعليم‭ ‬قضية‭ ‬مركزية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬لا‭ ‬تعالج‭ ‬بالمنطق‭ ‬الظرفي‭ ‬والترقيعي‭ ‬والتجزيئي‭.‬

‭- ‬التعليم‭ ‬العمومي‭ ‬المجاني‭ ‬الجيد‭ ‬رهان‭ ‬استراتيجي‭ ‬في‭ ‬التنمية‭.‬

‭- ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اختزال‭ ‬رهانات‭ ‬التعليم‭ ‬ووظائفه‭ ‬في‭ ‬التلاؤم‭ ‬مع‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬بتمجيد‭ ‬التخصصات‭ ‬التقنية‭ ‬وتبخيس‭ ‬العلوم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬يستوجب‭ ‬الأمر‭ ‬الربط‭ ‬العضوي‭ ‬بين‭ ‬التعليم‭ ‬والمسألة‭ ‬الثقافية‭ ‬لتقوم‭ ‬المدرسة‭ ‬والجامعة‭ ‬العموميتين‭ ‬بوظيفتهما‭ ‬العلمية‭ ‬والمعرفية‭ ‬والإشعاعية‭ ‬والحضارية‭ ‬حيث‭ ‬العقل‭ ‬مركز‭ ‬التفكير‭.‬

‭- ‬ربط‭ ‬التعليم‭ ‬بالمنظومة‭ ‬الحقوقية‭ ‬وإشاعة‭ ‬ثقافة‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعدد‭.‬

‭- ‬ربط‭ ‬التعليم‭ ‬بعلم‭ ‬الجمال‭ ‬ومختلف‭ ‬أجناس‭ ‬الإبداع‭.‬

‭- ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إصلاح‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وفي‭ ‬قلب‭ ‬مجتمع‭ ‬المعرفة‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬إنسان‭ ‬كوكبي‭ ‬وتعليم‭ ‬المعرفة‭ ‬والنسبية‭ ‬والشمولية‭ ‬والأبعاد‭ ‬المتعددة‭ ‬والسياق‭ ‬والمركب‭ ‬والخطأ‭ ‬والوهم‭ (‬إدغارموران،‭ ‬المعارف‭ ‬السبع‭ ‬الضرورية‭ ‬لتربية‭ ‬المستقبل‭).‬

وأخيرا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬لا‭ ‬تستقيم‭ ‬مع‭: ‬

‭ ‬الاستبداد

•‭ ‬الفساد

•‭ ‬اقتصاد‭ ‬الريع

•‭ ‬خنق‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية

•‭ ‬خنق‭ ‬الحريات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى