الحقوقية

مجهر على 4 حالات اعتقال

الصحافي‭ ‬الاستقصائي

عمر‭ ‬الراضي‭ ‬لازال‭ ‬وراء‭ ‬القضبان

اعتقل‭ ‬عمر‭ ‬الراضي‭ ‬يوم‭ ‬29‭ ‬يوليوز‭ ‬2020‭ ‬وهو‭ ‬الآن‭ ‬يقبع‭ ‬بسجن‭ ‬عكاشة‭ ‬بمدينة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭. ‬بعد‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المضايقات‭ ‬الأمنية‭ ‬والإعلامية،‭ ‬أصبح‭ ‬عمر‭ ‬هدفا‭ ‬للقمع‭ ‬المسلط‭ ‬على‭ ‬صحافيي‭ ‬التحقيق‭ ‬بالمغرب،‭ ‬ذنبه‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬تشبته‭ ‬بممارسة‭ ‬عمله‭ ‬بكل‭ ‬استقلالية‭ ‬ورفض‭ ‬إخراس‭ ‬صوته‭. ‬انخرط‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الصحافي‭ ‬مبكرا‭ ‬وبمجرد‭ ‬استكمال‭ ‬دراسته‭ ‬الجامعية،‭ ‬التحق‭ ‬براديو‭ ‬أطلانتيك‭ ‬كتجربة‭ ‬أولى‭ ‬ثم‭ ‬راح‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬فضاء‭ ‬أرحب‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬رقابة،‭ ‬حيث‭ ‬التحق‭ ‬بأسبوعية‭ ‬le‭ ‬journal‭ ‬hebdomadaire‭ ‬الذي‭ ‬أغلقته‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭.‬

التحق‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬ب‭ ‬TELQuel‭ ‬ثم‭ ‬Media24‭. ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬أسس‭ ‬بمعية‭ ‬زملاء‭ ‬له‭ ‬موقع‭ “‬لكم‭” ‬باللغة‭ ‬الفرنسية‭ ‬الذي‭ ‬أغلقته‭ ‬السلطات‭ ‬بدوره‭. ‬وخلال‭ ‬سنة‭ ‬2015‭ ‬أسس‭ ‬أول‭ ‬موقع‭ ‬بالمغرب‭ ‬حول‭ ‬الصحافة‭ ‬الاستقصائية‭ ‬Le‭ ‬Des‭-‬  ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصحافيين‭. ‬اهتم‭ ‬عمر‭ ‬بمظاهر‭ ‬الظلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والطبقي‭ ‬والرشوة‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتحالف‭ ‬السلطة‭ ‬والمال‭ ‬والحركات‭ ‬الاجتماعية‭.‬

والتحقيقات‭ ‬التي‭ ‬أنجزها‭ ‬أزعجت‭ ‬السلطات‭ ‬كثيرا،‭ ‬لكونها‭ ‬كانت‭ ‬مباشرة‭ ‬وتشير‭ ‬إلى‭ ‬مكامن‭ ‬الفساد‭ ‬ورجاله،‭ ‬ولقد‭ ‬تعاون‭ ‬الراضي‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المغربية‭ ‬والدولية،‭ ‬ونشر‭ ‬تحقيقات‭ ‬حول‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الريعي‭ ‬كما‭ ‬كشف‭ ‬قضية‭ ‬بيع‭ ‬أراض‭ ‬بأسعار‭ ‬زهيدة‭ ‬لمسؤولين‭ ‬كبار‭.‬

بدأت‭ ‬قضية‭ ‬عمر‭ ‬الراضي‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬أبريل‭ ‬2019،‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬استدعاؤه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الفرقة‭ ‬الوطنية‭ ‬للشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬تدوينة‭ ‬غاضبة‭ ‬على‭ ‬الأحكام‭ ‬القاسية‭ ‬ضد‭ ‬معتقلي‭ ‬الريف‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬20‭ ‬سنة‭. ‬وبعد‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬استدعي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬نفس‭ ‬الفرقة‭ ‬وتقرر‭ ‬اعتقاله،‭ ‬وعرضه‭ ‬على‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬جلسة‭ ‬وقررت‭ ‬متابعته‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬اعتقال‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬دجنبر‭ ‬2019‭. ‬وبعد‭ ‬حملة‭ ‬تضامنية‭ ‬واسعة‭ ‬وطنيا‭ ‬ودوليا‭ ‬،أطلق‭ ‬سراحه‭ ‬ليتابع‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬سراح‭. ‬قررت‭ ‬المحكمة‭ ‬معاقبة‭ ‬عمر‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬مارس‭ ‬2020‭ ‬بأربعة‭ ‬أشهر‭ ‬موقوفة‭ ‬التنفيذ‭ ‬وب500‭ ‬درهما‭ ‬غرامة‭.‬

وبعد‭ ‬اعتقال‭ ‬زميله‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني،‭ ‬سارع‭ ‬عمر‭ ‬صحبة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الزملاء‭ ‬لتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تضامنية‭ ‬مع‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني‭. ‬مباشرة‭ ‬تعرض‭ ‬لحملة‭ ‬تشهيرية‭ ‬به‭ ‬وتم‭ ‬اتهامه‭ ‬بالتجسس،‭ ‬وبدأت‭ ‬تنشر‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬عمله،‭ ‬وحسابه‭ ‬البنكي‭ ‬وحتى‭ ‬حميمياته‭ ‬واتصالاته‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬الاجتماعية‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬تسريب‭ ‬معلومات‭ ‬شخصية‭ ‬محمية‭ ‬دستوريا‭. ‬وعندما‭ ‬نشرت‭ ‬منظمة‭ ‬أمنيستي‭ ‬تقريرا،‭ ‬تعلن‭ ‬فيه‭ ‬تعرض‭ ‬هاتف‭ ‬عمر‭ ‬الراضي‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬النشطاء‭ ‬السياسيين‭ ‬والحقوقيين‭ ‬للتجسس‭ ‬بواسطة‭ ‬تطبيق‭ ‬يدعى‭ ‬pegasus‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬شركة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬NSO،‭ ‬انعقد‭ ‬مجلس‭ ‬حكومي‭ ‬بسرعة‭ ‬واتهم‭ ‬عمر‭ ‬علانية‭ ‬بالتجسس‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬أجنبية‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بجهات‭ ‬استخباراتية،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القضاء‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة‭. ‬كما‭ ‬أصدر‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬بمحكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‭ ‬بلاغا‭ ‬بفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬حول‭ ‬شبهة‭ ‬تلقيه‭ ‬تمويلات‭ ‬خارجية‭ ‬والتجسس‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬بدأت‭ ‬التحقيقات‭ ‬مع‭ ‬عمر‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الفرقة‭ ‬الوطنية‭ ‬للشرطة‭ ‬القضائية،‭ ‬التي‭ ‬دامت‭ ‬حوالي‭ ‬شهرا‭ ‬كاملا،‭ ‬وكانت‭ ‬كل‭ ‬حصة‭ ‬تحقيق‭ ‬تدوم‭ ‬من‭ ‬سبع‭ ‬إلى‭ ‬عشر‭ ‬ساعات‭. ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬التحقيقات،‭ ‬كانت‭ ‬صحافة‭ ‬التشهير‭ ‬والفضائح‭ ‬تتحرش‭ ‬بعمر‭ ‬عند‭ ‬دخوله‭ ‬وعند‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬الفرقة‭ ‬الوطنية‭ ‬للشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬أمام‭ ‬أعين‭ ‬ضباطها‭ ‬وتنعته‭ ‬علانية‭ ‬بالجاسوس‭.‬

لقد‭ ‬ظل‭ ‬عمر‭ ‬متماسكا‭ ‬ومتشبثا‭ ‬ببراءته‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التهم‭ ‬أثناء‭ ‬التحقيق،‭ ‬ولقد‭ ‬دافع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬ندوة‭ ‬صحفية‭ ‬بمقر‭ ‬النقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحافة‭ ‬بالبيضاء‭ ‬بسط‭ ‬فيها‭ ‬قضيته‭ ‬وقدم‭ ‬فيها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التوضيحات‭. ‬وفي‭ ‬آخر‭ ‬تحقيق‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬يبحثون‭ ‬عنه،‭ ‬فراحوا‭ ‬إلى‭ ‬لائحة‭ ‬التهم‭ ‬التي‭ ‬اعتادوا‭ ‬توجيهها‭ ‬للصحافيين‭ ‬المستقلين‭ ‬ذات‭ ‬طبيعة‭ ‬أخلاقية‭ ‬كالجنس‭ ‬والاغتصاب‭ ‬والتمويلات‭. ‬فوجهوا‭ ‬له‭ ‬تهمة‭ ‬الاغتصاب‭ ‬ليتسنى‭ ‬لهم‭ ‬اعتقاله،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬فعلا،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬الآن‭ ‬يتابع‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬اعتقال‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬رفض‭  ‬طلب‭ ‬تمتيعه‭ ‬بالسراح‭ ‬المؤقت‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬دفاعه‭ ‬مادام‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ضمانات‭ ‬الحضور،‭ ‬ولقد‭ ‬انتدب‭ ‬للدفاع‭ ‬عنه‭ ‬ومؤازرته‭ ‬أثناء‭ ‬جلسات‭ ‬التحقيق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحامين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬هيئات‭ ‬المغرب،‭ ‬وحضر‭ ‬مجموعة‭ ‬منهم‭  ‬جلسات‭ ‬التحقيق،‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬النقيب‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬بنعمرو،‭ ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬جلسة‭ ‬كانت‭ ‬يوم‭ ‬22‭ ‬شتنبر‭ ‬ومن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تنعقد‭ ‬جلسة‭ ‬جديدة‭ ‬بعد‭ ‬أربعة‭ ‬جلسات،‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬فبراير‭ ‬القادم،‭ ‬والمثير‭ ‬هو‭ ‬تحول‭ ‬شاهد‭ ‬النفي‭ ‬الوحيد‭ ‬الصحفي‭ ‬عماد‭ ‬ستيتو‭ ‬إلى‭ ‬مشتبه‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬القضية‭.‬

ولقد‭ ‬عبرت‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬التنظيمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والسياسية‭ ‬والمدنية‭ ‬عن‭ ‬تضامنها‭ ‬مع‭ ‬عمر‭ ‬الراضي‭ ‬وكما‭ ‬تشكلت‭ ‬لجنة‭ ‬للتضامن‭ ‬ونظمت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التضامنية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وفي‭ ‬الخارج‭  ‬في‭ ‬سياق‭ ‬رفض‭ ‬مسلسل‭ ‬التضييق‭ ‬وقمع‭ ‬الصحفيين‭ ‬ومتابعتهم‭ ‬بتهم‭ ‬ملفقة‭.‬

الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الخاصة‭ ‬للاقتصادي‭ ‬والحقوقي‭ ‬فؤاد‭ ‬عبد‭ ‬المومني

‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬إعلامية‭ ‬للاقتصادي‭ ‬والحقوقي‭ ‬فؤاد‭ ‬عبد‭ ‬المومني،‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬حياته‭ ‬الخاصة،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬علم‭ ‬فؤاد‭ ‬المومني،‭ ‬الناشط‭  ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والمدافع‭ ‬عن‭ ‬الحريات‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬والكاتب‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬لترانسبرانسي‭ ‬والنائب‭ ‬السابق‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والمعتقل‭ ‬السابق،‭ ‬علم‭ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬وأشخاص‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬بعضهم،‭ ‬أنهم‭ ‬توصلوا‭ ‬من‭ ‬أرقام‭ ‬هاتفية‭ ‬مجهولة‭ ‬بفيديوهات‭ ‬قصيرة‭ ‬مصورة‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬تتضمن‭ ‬محتوى‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬علاقته‭ ‬الحميمية‭ ‬والجنسية‭ ‬داخل‭ ‬بيته،‭ ‬وحسب‭ ‬فؤاد‭ ‬عبد‭ ‬المومني‭ ‬الذي‭ ‬اطلع‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تعرف‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬سجلت‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬نومه‭ ‬وفي‭ ‬الصالون،‭ ‬واستنتج‭ ‬أن‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬وضعت‭ ‬فيه‭ ‬الكاميرات‭ ‬هو‭ ‬جهاز‭ ‬التبريد‭ ‬في‭ ‬الغرفتين،‭ ‬وأن‭ ‬محتوى‭ ‬الصورة‭ ‬جيد‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لكاميرات‭ ‬دقيقة‭ ‬ومتطورة،‭ ‬وحين‭ ‬عاد‭ ‬للمكان‭ ‬الذي‭ ‬وضعت‭ ‬فيه‭ ‬لم‭ ‬يجدها،‭ ‬واستنتج‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬وضعها‭ ‬عاد‭ ‬ليزيلها‭ ‬بعد‭ ‬عمليات‭ ‬التسجيل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬حسب‭ ‬عبد‭ ‬المومني‭ ‬أن‭ ‬المدبرين‭ ‬هم‭ ‬مجموعة‭ ‬منظمة‭ ‬تشتغل‭ ‬وفق‭ ‬برنامج‭ ‬وتتحرك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬منظم،‭ ‬واعتبر‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شكوكا‭ ‬كبيرة‭ ‬حول‭ ‬تورط‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭  ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬وخصوصا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬سابقا‭ ‬من‭ ‬اختراق‭ ‬أمني‭ ‬لهاتفه‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬ففي‭ ‬أكتوبر‭ ‬ونونبر‭ ‬سنة‭ ‬2019‭ ‬تم‭ ‬اختراق‭ ‬نظام‭ ‬تجسس‭ ‬لهاتفه‭ ‬هو‭ ‬وثمانية‭ ‬أشخاص،‭ ‬حيث‭ ‬أخبرهم‭ ‬واتساب‭ ‬بكون‭ ‬هواتفهم‭ ‬تعرضت‭ ‬لمراقبة‭ ‬الكترونية‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬لبرنامج‭ ‬تجسس‭ ‬يسمى‭ ‬pegasus،‭ ‬تنتجه‭ ‬شركة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬وتبيعه‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬التي‭ ‬تستخدمه‭ ‬ضد‭ ‬المعارضين‭ ‬والنشطاء،‭ ‬ولذلك‭ ‬يحمل‭ ‬فؤاد‭ ‬الدولة‭ ‬مسؤولية‭ ‬هذا‭ ‬الاعتداء‭ ‬الخطير‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الخاصة،‭ ‬ويربط‭ ‬ذلك‭ ‬بمسلسل‭ ‬القمع‭ ‬والتضييق‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬بلادنا‭. ‬واعتبر‭ ‬فؤاد‭ ‬المومني‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يقبل‭ ‬سياسة‭ ‬القتل‭ ‬المعنوي‭ ‬المنتهجة،‭ ‬والتي‭ ‬اعتبرها‭ ‬معادية‭ ‬للحريات‭ ‬وللقوانين،‭ ‬ولذلك‭ ‬خرج‭ ‬لفضح‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬إعلاميا‭ ‬كخطوة‭ ‬أولى،‭ ‬وألمح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يدافعون‭ ‬عن‭ ‬الحريات‭ ‬والديمقراطية‭ ‬ومناهضة‭ ‬الرشوة‭ ‬انسحبوا‭ ‬والتجئوا‭ ‬للصمت،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يفسر‭ ‬أنهم‭ ‬تعرضوا‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬والضغوطات،‭ ‬وللإشارة‭ ‬فان‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬عبد‭ ‬المومني‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬ديمقراطي‭ ‬وحقوقي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يستنكره‭ ‬ويدينه،‭ ‬لأنها‭ ‬أفعال‭ ‬إجرامية‭ ‬تستهدف‭ ‬الحياة‭ ‬الخاصة‭ ‬والحميمية‭ ‬للإنسان‭ ‬وتنطوي‭ ‬على‭ ‬اعتداء‭ ‬سافر‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬وكرامة‭ ‬الإنسان‭.‬

تقديم‭ ‬الصحفي‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني‭ ‬للمحاكمة‭ ‬

بعد‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬التحقيق‭ ‬والعزلة

يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬8‭ ‬فبراير‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬الصحفي‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بالبيضاء،‭ ‬بعد‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬التحقيق،‭ ‬ولقد‭ ‬طالب‭ ‬الدفاع‭ ‬بالسراح‭ ‬المؤقت‭ ‬للريسوني‭ ‬لأنه‭ ‬يملك‭ ‬ضمانات‭ ‬الحضور،‭ ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحاميين‭ ‬أنسفهم‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬هيئات‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المدن‭  ‬للدفاع‭ ‬عنه‭ ‬‭ ‬ومؤازرته‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬الأستاذ‭ ‬النقيب‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬بنعمرو‭.‬

اعتقل‭ ‬الصحافي‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬ماي‭ ‬2020،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يتولى‭  ‬مسؤولية‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬جريدة‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم،‭ ‬ولقد‭ ‬جرى‭ ‬الاعتقال‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬حملة‭ ‬من‭ ‬التهديد‭ ‬والتشهير‭ ‬به‭ ‬وبعائلته‭ ‬سبقت‭ ‬اعتقاله،‭ ‬بعد‭ ‬نشر‭ ‬شخص‭ ‬مجهول‭ ‬لتدوينة‭ ‬يدعي‭ ‬فيها‭ ‬تعرضه‭ ‬لاعتداء‭ ‬جنسي،‭ ‬تدوينة‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬مرتكب‭ ‬فعل‭ ‬الاعتداء‭ ‬هذا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬حركت‭ ‬المتابعة‭ ‬ضد‭ ‬الصحافي‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني‭ ‬بناء‭ ‬عليها،‭ ‬ليتحول‭ ‬صاحب‭ ‬التدوينة‭ ‬إلى‭ ‬مشتكي‭ ‬بعد‭ ‬شهرين‭ ‬من‭ ‬سجن‭ ‬هذا‭ ‬الصحافي‭. ‬

اشتغل‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجرائد‭ ‬والمواقع‭  ‬وتميزت‭ ‬كتاباته‭ ‬بطابع‭ ‬نقدي‭ ‬للسلطوية،‭ ‬كان‭ ‬يكتب‭ ‬افتتاحيات‭ ‬لاذعة،‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أعطاب‭ ‬الدولة‭ ‬وينتقد‭  ‬سياساتها‭ ‬وطريقة‭ ‬تدبير‭ ‬السلطة‭ ‬لقضايا‭ ‬الشأن‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭. ‬ساهم‭ ‬الصحافي‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني،‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬اللجان‭ ‬الداعمة‭ ‬للصحافيين‭ ‬المعتقلين،‭ ‬ومن‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة،‭ ‬والمنتقدين‭ ‬للقوانين‭ ‬السالبة‭ ‬للحريات‭ ‬ومتابعة‭ ‬الصحافيين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬النشر‭ ‬بالسجن‭ ‬النافذ‭. ‬

لقد‭  ‬أثار‭  ‬اعتقال‭ ‬الصحافي‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني،‭ ‬شكوكا‭ ‬لدى‭ ‬الجمعيات‭ ‬الحقوقية‭ ‬و‭ ‬الأحزاب،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتقاله‭ ‬بها،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتردد‭ ‬دفاعه‭ ‬بأن‭ ‬يعتبرها‭ ‬اختطافا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬تاريخ‭ ‬اعتقاله‭ ‬بيومين‭ ‬قبل‭ ‬حدوثه،‭ ‬ثم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬توجيه‭ ‬أي‭ ‬استدعاء‭ ‬قانوني‭ ‬له‭. ‬

فبحسب‭ ‬الضحية‭ ‬المفترض،‭ ‬والذي‭ ‬تعود‭ ‬الحادثة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭  ‬في‭ ‬تدوينته‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬2018،‭ ‬والتي‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬صرح‭ ‬به،‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬آنذاك‭ ‬مستعدا‭ ‬لمتابعة‭ ‬الصحافي‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تعرضه‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬طرفه‭ ‬بحضور‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬الحادثة‭ ‬وهي‭ ‬خادمته،‭ ‬وهي‭ ‬التهم‭ ‬التي‭ ‬نفاها‭ ‬الريسوني‭. ‬بعد‭ ‬اعتقال‭ ‬الريسوني،‭ ‬تمت‭ ‬محاصرة‭ ‬بيته‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تتواجد‭ ‬به‭ ‬زوجته‭ ‬وابنه‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬إذاك‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر،‭ ‬أخضع‭ ‬المنزل‭ ‬حينها‭ ‬للمراقبة‭ ‬والحصار‭ ‬طيلة‭ ‬مدة‭ ‬الحراسة‭ ‬النظرية‭ ‬للصحافي‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني،‭  ‬ومن‭ ‬تم‭ ‬اقتيدت‭ ‬زوجته‭ ‬لمقر‭ ‬ولاية‭ ‬الأمن‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استنطاقها،‭  ‬فيما‭ ‬منع‭  ‬سليمان‭ ‬الريسوني‭ ‬من‭ ‬التخابر‭ ‬مع‭ ‬دفاعه‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬الحراسة‭ ‬النظرية،‭ ‬السلوك‭ ‬الذي‭ ‬اعتبرته‭ ‬الجمعيات‭ ‬الحقوقية‭ ‬إمعانا‭ ‬في‭ ‬التسلط‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬الصحافي‭. ‬تم‭ ‬إيداع‭ ‬الصحافي‭ ‬سليمان‭ ‬الريسوني‭ ‬بسجن‭ ‬عكاشة‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الفطر،25‭  ‬ماي‭ ‬2020‭  ‬والاحتفاظ‭ ‬به‭ ‬داخل‭ ‬السجن‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيق،‭ ‬ليمنع‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬لقاء‭ ‬دفاعه‭ ‬مدة‭ ‬15‭ ‬يوما،‭ ‬ويمدد‭ ‬اعتقاله‭ ‬مدة‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭. ‬لقد‭ ‬عبرت‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬والمنابر‭ ‬والشخصيات‭ ‬عن‭ ‬قلقها‭ ‬العميق‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬المتابعات‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬بتوجيه‭ ‬تهم‭ ‬جنسية‭ ‬وأخلاقية‭ ‬،‭ ‬واعتبرتها‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬يتسم‭ ‬بالتضييق‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬مما‭ ‬يقوي‭ ‬الشكوك‭ ‬اتجاهها،‭ ‬مع‭ ‬تأكيدها‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الصحفيين‭ ‬مادام‭ ‬أنهم‭ ‬يتوفرون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ضمانات‭ ‬الحضور،‭ ‬وفي‭  ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬وجهت‭ ‬منظمة‭ ‬مراسلون‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬نداء‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ (‬طلب‭ ‬إدانة‭ ‬علنية‭ ‬لتوظيف‭ ‬القضايا‭ ‬الجنسية‭ ‬ضد‭ ‬الصحفيين‭ ‬المنتقدين‭ ‬في‭ ‬المغرب‭).‬

السجن‭ ‬النافذ‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المؤرخ‭ ‬والحقوقي‭ ‬المعطي‭ ‬منجب

أصدرت‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭ ‬المحكمة‭ ‬حكما‭ ‬بالسجن‭ ‬سنة‭ ‬نافذة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المؤرخ‭ ‬والأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬المعطي‭ ‬منجب،‭ ‬كما‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الملف‭ ‬أحكام‭ ‬بسنة‭ ‬سجنا‭ ‬نافذة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬هشام‭ ‬المنصوري‭ ‬وعبد‭ ‬الصمد‭ ‬عياش‭ ‬وهشام‭ ‬خريبش‭ ‬وكلهم‭ ‬أعضاء‭ ‬سابقون‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬لصحافة‭ ‬التحقيق،‭ ‬والسجن‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬موقوفة‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الحقوقي‭ ‬محمد‭ ‬الصبر‭ ‬وغرامة‭ ‬مالية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الصحافية‭ ‬ماريا‭ ‬مكريم،‭ ‬وتعود‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬2015،‭ ‬حيث‭ ‬وجهت‭ ‬للمعطي‭ ‬منجب‭ ‬وستة‭ ‬نشطاءتهم‭ “‬المس‭ ‬بالسلامة‭ ‬الداخلية‭ ‬للدولة‭” ‬وتسيير‭ ‬جمعية‭ ‬تقوم‭ ‬بنشاط‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مقرر‭ ‬في‭ ‬قوانينها‭ ‬الأساسية،‭ ‬وتلقيهم‭ ‬أموالا‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ (‬فري‭ ‬بريس‭ ‬أنليميتد‭) ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بتنظيم‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬مركز‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬الذي‭ ‬أسسه‭ ‬المعطي‭ ‬منجب،‭ ‬حول‭ ‬تقنيات‭ “‬ستوري‭ ‬ميكرStory Ma-er‭ ‬وهو‭ ‬تطبيق‭ ‬آمن،‭ ‬يمكن‭ ‬الصحفيين‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬أي‭ ‬محتوى‭ ‬دون‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هويتهم‭ ‬إذا‭ ‬أرادوا‭ ‬ذلك،‭ ‬ولقد‭ ‬تأجلت‭ ‬المحاكمة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬مرة،‭ ‬وغاب‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬النطق‭ ‬بالحكم،‭ ‬فحسب‭ ‬تصريح‭ ‬المحامي‭ ‬النويضي،‭ ‬فالدفاع‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إخطاره‭ ‬بالجلسة،‭ ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬المعطي‭ ‬منجب‭ ‬يجري‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬تهم‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬واختلاسات‭ ‬هو‭ ‬وبعض‭ ‬إفراد‭ ‬عائلته،‭ ‬ولقد‭ ‬اعتبر‭ ‬المعطي‭ ‬منجب‭ ‬هذه‭ ‬المتابعات‭ ‬وتلفيق‭ ‬التهم‭ “‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬هو‭ ‬إضعاف‭ ‬موقفه‭ ‬أمام‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي‭ ‬بتهمة‭ ‬حق‭ ‬عام‭ ‬بحتة‭”. ‬ولقد‭ ‬احتجت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬المعطي‭ ‬منيب‭ ‬من‭ ‬تضييق‭ ‬وقمع‭ ‬بسبب‭ ‬أرائه‭ ‬النقدية‭ ‬ودفاعه‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬التعبير،‭ ‬حيث‭ ‬سبق‭ ‬لمنظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬أن‭ ‬كشفت‭ ‬أنه‭ ‬أجرت‭ ‬تحقيقا‭ ‬كشف‭ ‬تعرض‭ ‬منجب‭ ‬مند‭ ‬2017‭ ‬لمراقبة‭ ‬رقمية‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬باستخدام‭ ‬برمجيات‭ ‬تجسس‭ ‬لشركة‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬وهي‭ ‬المراقبة‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬الحقوقية‭ ‬بالمغرب،‭ ‬وأصدرت‭ ‬نداء‭ ‬للحكومة‭ ‬تطلب‭ ‬منها‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬بدون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط،‭ ‬وأطلقت‭ ‬أمنيستي‭ ‬تحركا‭ ‬سريعا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اعتبرته‭ ‬سجين‭ ‬رأي،‭ ‬واعتبرت‭ ‬هذه‭ ‬التهم‭ ‬فضفاضة‭ ‬للغاية،‭ ‬وأنها‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬القمع‭ ‬الذي‭ ‬تشنه‭ ‬السلطات‭ ‬ضد‭ ‬الصحفيين‭ ‬والحقوقيين‭ ‬والنشطاء‭ ‬والمعارضين‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وبخصوص‭ ‬التمويل‭ ‬الأجنبي‭ ‬فلقد‭ ‬أشارت‭ ‬المنظمة،‭ ‬أنه‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬ا‭ ‬لدولي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬فإن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬الجمعيات‭ ‬أو‭ ‬الانضمام‭ ‬لها‭ ‬يشمل‭ ‬قدرة‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬على‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬جمع‭ ‬التبرعات،‭ ‬والسعي‭ ‬لاستخدام‭ ‬الموارد‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬الوطنية‭ ‬والأجنبية‭ ‬والدولية‭ ‬وتلقيها‭ ‬واستخدامها‭.‬

وتشكل‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬تلقي‭ ‬التمويل‭ ‬الأجنبي‭ ‬إخلالا‭ ‬بالمادة‭ ‬22‭ ‬من‭ ‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬بالحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية،‭ ‬وبخصوص‭ ‬تهمة‭ ‬الاحتيال‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬التصريح‭ ‬بالتمويل‭ ‬الأجنبي‭ ‬حسب‭ ‬قانون‭ ‬الجمعيات‭ ‬بالمغرب،‭ ‬فلقد‭ ‬اعتبرت‭ ‬المنظمة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يستوجب‭ ‬المتابعة‭ ‬القضائية‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬تعليق‭ ‬أنشطة‭ ‬الجمعية‭ ‬أو‭ ‬حلها‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬بيان‭ “‬فري‭ ‬بريس‭ ‬أنيليمتد‭” ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬هولندا‭ ‬مقرا‭ ‬لها‭ ‬وهي‭ ‬الشريك‭ ‬لمركز‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬والذي‭ ‬أصدرته‭ ‬يوم‭ ‬15‭ ‬يناير،‭ ‬تعتبر‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ “‬منجب‭ ‬شريك‭ ‬يحظى‭ ‬باحترام‭ ‬فائق‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬السجن‭”‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬لجان‭ ‬التضامن‭ ‬قد‭ ‬شكلت‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬تضم‭ ‬شخصيات‭ ‬فكرية‭ ‬وأكاديمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬نعوم‭ ‬تشومسكي‭ ‬وعبد‭ ‬الله‭ ‬حمودي‭ ‬وعبد‭ ‬اللطيف‭ ‬اللعبي،‭ ‬ولقد‭  ‬خلف‭ ‬اعتقال‭ ‬المعطي‭ ‬منجب‭ ‬والحكم‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬حقه‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الصحفيين‭ ‬والحقوقيين‭ ‬موجة‭ ‬استنكار‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الحقوقيين‭ ‬والديمقراطيين،‭ ‬الذين‭ ‬اعتبروا‭ ‬ذلك‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬التضييق‭ ‬وقمع‭ ‬الحريات‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى