لا بأس
كمالي سعاد
لا بأس
لا بأس ببعض من الحزن …
عندما يزهر الأقحوان
لا بأس إن أعتصر قلبي شوقا
وإن بكى قطرات من الدمع المعتق
ولا بأس إن أزهر العالم من حولي
وانتشر عبق الربيع في الأرجاء
يداعبني بعناد
يذكرني أنه في مثل هذا المطر…ومثل هذا الدفء
رحلت دونما وداع أو عتاب
شهر آذار الذي تتفتق فيه الحياة
يشاء أن أحياه في حضرة الرحيل وأن ألتحف ثوب الحداد القاتم
فلا بأس ببعض من السواد
وبعض من الوريقات الصفراء وفقط الكثير من مثلها الخضراء.. لا بأس.
لاشيء
اجعله قطرة ماء من سيل عكر
دمعة إنسان من جفن ناضب …
حفنة رمل من شاطئ بلا بحر
اجعله شمعة سوداء
في شمعدان معبد مهجور، منبوذ ، مسحور
انحته تمثالا وليكن
قبيحا ، ذميما مشوها…
ثم اكسره ، حطمه، قطعه
ارم أشلاءه ..في مقبرة الماضي
أو احرقه وانثر رماده في وادي النسيان
اجعله سيفا أو قلما
صنما أو صوتا ..ملاكا أو شيطانا
اجعل منه أي شيء
فقد سئم ألا يكون شيئا