وجدة: النقل الحضري “من الخيمة اركب مايل”

على‭ ‬هامش‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬مرصد‭ “‬محمد‭ ‬حرفي‭ ‬للتكوين‭ ‬و‭ ‬الثقافة‭ ‬العمالية‭” ‬ليلة‭ ‬الخميس‭ ‬9‭ ‬ماي‭ ‬2019‭ ‬بمقر‭ ‬الاتحاد‭ ‬للشغل،‭ ‬و‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مخصصا‭ ‬لقضية‭ ‬تدبير‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬بمدينة‭ ‬وجدة،‭ ‬من‭ ‬تأطير‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬للمكتب‭ ‬النقابي‭ ‬الموحد‭ ‬للنقل‭ ‬الرفيق‭ ‬عزيز‭ ‬داودي،‭ ‬خص‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬جريدة‭ ‬الطريق‭ ‬بتصريح‭ ‬صحفي‭ ‬يعرض‭ ‬فيه‭ ‬أهم‭ ‬الاختلالات‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬قطاع‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬صفقة‭ ‬تفويت‭  ‬هذا‭ ‬المرفق‭ ‬الحيوي‭ ‬لإحدى‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬خرق‭ ‬الحقوق‭ ‬الشغلية‭ ‬بفاس‭ ‬و‭ ‬مدن‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬وضعية‭ ‬العمال‭ ‬و‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬و‭ ‬التي‭ ‬أثارت‭ ‬و‭ ‬تثير‭ ‬احتجاجات‭ ‬المواطنين‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل‭ ‬و‭ ‬مرشح‭ ‬للتصعيد‭…‬

التصريح‭ ‬الصحفي‭: 

طريقة‭ ‬تدبير‭ ‬صفقة‭ ‬تدبير‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬جماعة‭ ‬وجدة‭ ‬اثارت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭:‬

‭- ‬أولها‭ ‬مدى‭ ‬خضوع‭ ‬التدبير‭ ‬المفوض‭ ‬لملف‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬لقانون‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية،‭ ‬وكذا‭ ‬السرعة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬بها‭ ‬الاعلان‭ ‬عن‭ ‬الفائز‭ ‬بالصفقة،‭ ‬وفي‭ ‬ساعات‭ ‬متأخرة‭ ‬من‭ ‬الليل،‭  ‬وأيضا‭ ‬هل‭ ‬اللجنة‭ ‬المكلفة‭ ‬بافتحاص‭ ‬الملفات‭ ‬استغرقت‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬ملفات‭ ‬الشركات‭ ‬المتنافسة‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬لاختيار‭ ‬العرض‭ ‬الأفضل؟

‭- ‬ثانيا،‭ ‬لماذا‭ ‬تم‭ ‬تغييب‭ ‬آليات‭ ‬المراقبة‭ ‬لمراعاة‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬الشركة‭ ‬الفائزة‭ ‬بصفقة‭ ‬التدبير‭ ‬المفوض‭ ‬لدفتر‭ ‬التحملات‭ ‬وللاتفاقية،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬تعهدت‭ ‬بالانطلاق‭  ‬ب70‭ ‬حافلة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬اشتغالها‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2017‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬جماعة‭ ‬وجدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬كان‭ ‬أقل‭ ‬بكثير؟‭.‬

‭- ‬ثالثا،‭ ‬لماذا‭ ‬تلتزم‭ ‬جماعة‭ ‬وجدة‭ ‬الصمت‭ ‬أمام‭ ‬الاتهامات‭ ‬الموجهة‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الشركة‭ ‬بخصوص‭ ‬استفحال‭ ‬ازمة‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬بوجدة،‭ ‬وتصر‭ ‬إدارة‭ ‬الشركة‭ ‬بالمقابل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬احترامها‭ ‬لبرنامجها‭ ‬التعاقدي‭ ‬مع‭ ‬الجماعة‭.‬؟

‭- ‬رابعا،‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬لعبته‭ ‬لجنة‭ ‬التتبع‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬مدى‭ ‬احترام‭ ‬الشركة‭ ‬لكناش‭ ‬التحملات‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬المحاضر‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬للمجلس‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الدورات‭ ‬العادية،‭ ‬فارغة‭ ‬وليس‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يوحي‭ ‬بتغريم‭ ‬الشركة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ينص‭ ‬عليه‭ ‬كناش‭ ‬التحملات‭.‬

‭- ‬خامسا،‭ ‬رغم‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المستمرة‭ ‬لشهور‭ ‬وصلت‭ ‬حد‭ ‬اعتراض‭ ‬الحافلات‭ ‬وعرقلة‭ ‬حركة‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬والشوارع‭ ‬الرئيسية‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬الجماعة‭ ‬لم‭ ‬تحرك‭ ‬ساكنا،‭ ‬سواء‭ ‬إزاء‭ ‬تأخير‭ ‬الحافلات‭ ‬عن‭ ‬مواعيدها‭ ‬أو‭ ‬اتجاه‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬الهامش‭ ‬الزمني‭ ‬بين‭ ‬الحافلة‭ ‬والاخرى،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يتعدى‭ ‬8‭ ‬دقائق‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الخط،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬نوعية‭ ‬الحافلات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مزودة‭ ‬بالويفي‭ ‬وبكاميرات‭ ‬المراقبة‭.‬؟

‭- ‬سادسا،‭ ‬لماذا‭ ‬تتلكأ‭ ‬جماعة‭ ‬وجدة‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬لتقصي‭ ‬الحقائق‭ ‬كما‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬القانون‭ ‬المنظم‭ ‬للجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬113‭-‬114‭ ‬والذي‭ ‬يستوجب‭ ‬موافقة‭ ‬نصف‭ ‬اعضاء‭ ‬جماعة‭ ‬وجدة‭.‬؟

‭- ‬سابعا،‭ ‬لماذا‭ ‬التجأت‭ ‬ادارة‭ ‬الشركة‭ ‬الى‭ ‬تحكيم‭ ‬والي‭ ‬الجهة‭ ‬في‭ ‬صراعها‭ ‬مع‭ ‬الجماعة‭ ‬واصرت‭ ‬على‭ ‬مراجعة‭ ‬برنامجها‭ ‬التعاقدي‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تخفيض‭ ‬حجم‭ ‬الاستثمار‭ ‬وبالتالي‭ ‬التقليص‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬الحافلات‭ ‬وعدد‭ ‬العمال‭ ‬والمستخدمين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬تأبيد‭ ‬الازمة‭ ‬على‭ ‬ساكنة‭ ‬مدينة‭ ‬وجدة؟‭.‬‭ ‬

‭- ‬ثامنا،‭ ‬ماهي‭ ‬الوصفة‭ ‬التي‭ ‬اعدتها‭ ‬الجهة‭ ‬الوصية‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الازمة‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬الآجال‭ ‬المحددة‭ ‬للاستماع‭ ‬لتقرير‭ ‬مكتب‭ ‬الدراسات‭ ‬قد‭ ‬انتهى‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬يلوح‭ ‬في‭ ‬الافق‭ ‬بان‭ ‬هذه‭ ‬الازمة‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬الحل‭.‬؟

في‭ ‬الختام،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬تساؤلاتنا‭ ‬السابقة‭ ‬يتضح‭ ‬لنا‭ ‬جليا‭ ‬أن‭ ‬الدخول‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمدرسي‭ ‬والجامعي‭ ‬القادم‭ ‬ينذر‭ ‬بأوخم‭ ‬العواقب‭ ‬نظرا‭ ‬للنقص‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬الحافلات‭ ‬ولاهترائها‭ ‬وافتقادها‭ ‬للتهوية،‭ ‬وستسمر‭ ‬بذلك‭ ‬معاناة‭ ‬الطلبة‭ ‬والعمال‭ ‬و‭ ‬الساكنة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬لأنه‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭ “‬من‭ ‬الخيمة‭ ‬اركب‭ ‬مايل‭”.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى