بني ملال: إنهم يريدون تكميم الأفواه

لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلج‭ ‬ردهات‭ ‬المحاكم‭ ‬بمدينة‭ ‬بني‭ ‬ملال،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتوارد‭ ‬عليك‭ ‬السيرة‭ ‬الطيبة‭ ‬والحنكة‭ ‬المهنية‭ ‬للنقيب‭ ‬السابق‭ ‬لهيئة‭ ‬المحامين‭ ‬ببني‭ ‬ملال،‭ ‬ذ‭. ‬أحمد‭ ‬حلماوي،‭ ‬وفي‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2009‭ ‬إلى‭ ‬2011،‭ ‬يشهد‭ ‬كل‭ ‬مهنيي‭ ‬قطاع‭ ‬المحاماة‭ ‬أنه‭ ‬طيلة‭ ‬المدة‭ ‬المذكورة،‭ ‬وبمعية‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس،‭ ‬قد‭ ‬دبر‭ ‬المرحلة‭ ‬بكل‭ ‬الجدية‭ ‬اللازمة،‭ ‬إذ‭ ‬تصدى‭ ‬المجلس‭ ‬لكل‭ ‬السلوكيات‭ ‬اللاأخلاقية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مهنة‭ ‬المحاماة،‭ ‬واتخذ‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬التأديبية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سولت‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬تلويث‭ ‬شرف‭ ‬المهنة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬حفيظة‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬اتخذ‭ ‬المهنة‭ ‬مطية‭ ‬لمصالحه‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬تصفية‭ ‬الحساب‭ ‬مع‭ ‬الأستاذ‭ ‬المقتدر‭ ‬أحمد‭ ‬حلماوي‭. ‬

بالموازاة‭ ‬مع‭ ‬تحصين‭ ‬شرف‭ ‬المهنة،‭ ‬بادر‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لأصحاب‭ ‬البدلة‭ ‬السوداء،‭ ‬بشراء‭ ‬بقعة‭ ‬أرضية‭ ‬لبناء‭ ‬نادٍ‭ ‬للهيئة،‭ ‬فانتهى‭ ‬قرار‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬اقتنائها‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬مميز‭ ‬بجوار‭ ‬نواد‭ ‬أخرى،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2011،‭ ‬وقد‭ ‬تمت‭ ‬عملية‭ ‬الشراء‭ ‬بقرار‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬الهيئة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬الاتفاق‭  ‬على‭ ‬الثمن‭ ‬بين‭ ‬المجلس‭ ‬والبائع،‭ ‬وبعد‭ ‬معاينة‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجلس،‭ ‬وهو‭ ‬المكسب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لصالح‭ ‬محاميي‭ ‬هيئة‭ ‬بني‭ ‬ملال،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تستسغه‭ ‬بعض‭ ‬النفوس‭ ‬الضعيفة،‭ ‬وقبل‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬العقد‭ ‬تكلف‭ ‬البائع‭ ‬بإنجاز‭ ‬الوثائق‭ ‬الخاصة‭ ‬بعقد‭ ‬البيع،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬الشهادة‭ ‬الإدارية،‭ ‬وقد‭ ‬جرت‭ ‬الأمور‭ ‬بصفة‭ ‬قانونية‭ ‬صرفة،‭ ‬حيث‭ ‬كلف‭ ‬مجلس‭ ‬الهيئة،‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬النقيب‭ ‬آنذاك‭ ( ‬ذ‭/‬حلماوي‭ ‬أحمد‭) ‬بتوقيع‭ ‬العقد،‭  ‬كما‭ ‬كلف‭ ‬السيد‭ ‬أمين‭ ‬المال‭ ‬بأداء‭ ‬الثمن‭.‬

غير‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وأمام‭ ‬تفاجؤ‭ ‬هيئة‭ ‬المحامين‭ ‬ببني‭ ‬ملال،‭ ‬أقدم‭ ‬ثلاثة‭ ‬عناصر‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬شكاية‭ ‬ضد‭ (‬النقيب‭ ‬السابق‭) ‬ذ‭/‬أحمد‭ ‬حلماوي‭ ‬وضد‭ ‬البائع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التزوير‭ ‬وتبديد‭ ‬أموال‭ ‬الهيئة‭ !!!‬،‭  ‬وبعد‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬تم‭ ‬تجميد‭ ‬الملف‭ ‬لمدة‭ ‬فاقت‭ ‬السنتين‭ ‬لغرض‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬يعقوب،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬تبين‭ ‬لأصحاب‭ ‬الحال‭ ‬بأن‭ ‬الملف‭ ‬فارغ،‭ ‬ولا‭ ‬أساس‭ ‬قانوني‭ ‬للوشاية‭ ‬الكاذبة،‭ ‬علما‭ ‬ان‭ ‬الجهة‭ ‬المشتكية‭ ‬مطعون‭ ‬في‭ ‬ذمتها،‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالنزاهة‭. ‬

أمام‭ ‬استغراب‭ ‬أصحاب‭ ‬البدلة‭ ‬السوداء،‭ ‬تم‭ ‬تحريك‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬المتقادم‭ ‬من‭ ‬الرفوف‭ ‬والأغبرة،‭ ‬لتسطر‭ ‬متابعة‭ ‬النقيب‭ ‬حلماوي‭ ‬أحمد،‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬عنها‭ ‬أنها‭ ‬عبثية،‭ ‬وفيها‭ ‬رائحة‭ ‬تصفية‭ ‬حسابات،‭  ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬المتابعة‭ ‬تمت‭ ‬بعد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الأخير‭ ‬لجمعية‭ ‬هيئات‭ ‬المحامين‭ ‬بالمغرب،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬تدخل‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬حلماوي‭ ‬قوياً‭ ‬جداً،‭ ‬حيث‭ ‬فضح‭ ‬فيه‭ ‬الفساد‭ ‬المتفشي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العدالة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬القضاء‭ ‬أو‭ ‬المحاماة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬أخرى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تؤكده‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭ ‬كذلك‭. ‬

إنهم‭ ‬يريدون‭ ‬تكميم‭ ‬كل‭ ‬الأصوات‭ ‬المنادية‭  ‬بإصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬العدل‭ ‬بالمغرب،‭ ‬لكنهم‭ ‬لن‭ ‬ينجحوا‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى