الاستحقاقات المقبلة وجاهزية أسود الأطلس قبل “الكان”
يخوض المنتخب الوطني مباراة ودية عالمية أمام المنتخب الأرجنتيني يوم 26 مارس الجاري، والتي تشكل اختبارا حقيقيا لمجموعة الناخب الوطني هيرفي رونار، الذي يراهن على هذه المباراة لرفع التحدي امام أصدقاء ليونيل ميسي، كما تشكل هذه المواجهة مناسبة لتقييم مستوى اللاعبين المغاربة المحترفين في اوروبا وفي الخليج العربي. فماهي الاستراتيجية المقبلة للمدرب الوطني؟ وهل سيكون المنتخب في الموعد القاري؟.
اعتبر الكثير من المتتبعين ان انتقال مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني للعب في الأندية الخليجية، مسألة لا تخدم المدرب الوطني هيرفي رونار الذي يفضل الاعتماد على اللاعبين المحترفين في أوروبا، نظرا للجاهزية البدنية التي يتوفرون عليها مقارنة مع المحترفين في البطولات الخليجية التي تعتبر ضعيفة مقارنة مع الدوريات الأوروبية. لكن هذه الاشكالية قد تبدل رؤية المدرب الوطني الذي يرى في ركائز المنتخب التي انتقلت الى الخليجي، هي المنسجمة مع منهجيته في اللعب، لذلك من المحتمل أن يفتح رونار أبواب المنتخب للمحترفين في الفرق الخليجية.
وفي هذا السياق قال الناخب الوطني إن خوض مباراة مالاوي ستكون مناسبة من أجل معاينة مجموعة من اللاعبين الذين غابوا عن حمل القميص الوطني لفترة طويلة، كما ان مباراة الأرجنتين الودية ستكون محطة مهمة لجمع بعض النقاط وتعزيز موقع المنتخب في تصنيف الفيفا، مؤكدا على أهمية تقديم مستوى جيد امام منتخب التانغو مثل المستوى الجيد الذي ظهر به المنتخب امام منتخبي البرتغال واسبانيا.
فليس أمام الناخب الوطني وقت لتغيير تركيبة المنتخب الوطني وإقصاء المحترفين بالخليج، خاصة ان كأس افريقيا للامم على الأبواب وتتطلب جاهزية واستعدادا مكثفا، قصد الذهاب بعيدا في هذه البطولة القارية التي يراهن عليها الجمهور المغربي، لاسيما أن التشكيلة الحالية للفريق الوطني تعتبر من أفضل الأسماء على الصعيد الافريقي، وخاصة بعد الظهور الجيد في نهائيات كأس العالم صيف السنة الماضية في روسيا، والتي أكدت على أن الفريق الوطني يتوفر على مقومات ومؤهلات للوصول الى الدور النصف النهائي لكأس افريقيا على الأقل.
إن المرحلة المقبلة سيتكون جد صعبة ومهمة بالنسبة للفريق الوطني وللمدرب رونار، الذي سيكون تحت مسؤولية كبيرة من أجل اصلاح وترميم الفريق الوطني، وتجديد بعض الخطوط التي تعاني نقصا خاصة على مستوى الدفاع ووسط الميدان، وهذا ما جعله يستدعي بعض الوجوه الجديدة التي يسعى لإقحامها في المبارتين المقبلتين امام مالاوي والأرجنتين، حتى يقف عند مؤهلاتها ومدى قدرتها على تقديم الاضافة للمنتخب في الاستحقاقات المقبلة.
لقد أكد الناخب الوطني هيرفي رونار في تصريح لموقع الكاف أنه يراهن على المعسكر المغلق الذي سيخوضه الفريق الوطني في شهر ماي المقبل، استعدادا لنهائيات كأس افريقيا والذي سيكون المحطة الأخيرة لأجل تثبيت جميع الأمور ، واصلاح جميع الاختلالات حتى يكون الفريق الوطني جاهزا للمشاركة في الكأس القارية.
وأوضح رونار أن الفوز باللقب الافريقي أمر صعب في ظل مشاركة مجموعة من المنتخبات الافريقية الكبيرة، مثل المنتخب المصري الذي سيكون مسنودا بجماهيره، الى جانب منتخبي السنغال والكاميرون الذي سيدافع عن لقبه ثم منتخب نيجيريا.
عموما ستكون المرحلة المقبلة بالنسبة للمنتخب الوطني حساسة وأساسية، لأجل تطوير المستوى والاحتكاك بمنتخبات أخرى خاصة على الصعيد الافريقي، حتى يظل الفريق الوطني مرتبطا بالتنافسية القارية لكي يكون في الموعد، عند مواجهة خصومه في الدور الاول من نهائيات كأس افريقيا للأمم، وذلك حتى يتمكن لاعبو الفريق الوطني أيضا من التعرف أكثر والاعتياد على أسلوب المنتخبات السمراء.