الثقافة

علاء مشذوب في مقهاه بفاس…يتذكر..

قامت جهة متطرفة ومتعصبة غير محددة،من بين الجهات المتعصبة الكثيرة، باغتيال الروائي العراقي علاء مشذوب في وسط المدينة القديمة ببغداد بعد خروجه من لقاء أدبي مع مجموعة من الكتاب والصحافيين والروائيين ، وقد عرف العراق موجة جديدة من الاغتيالات في السنتين الأخيرتين وركزت على أصحاب الكلمة الحق والمدافعة عن الانسان وضد الظلم الاجتماعي والثقافي والسياسي ، هذه قصيدة حول الروائي شهيد الكلمة الحرة .

 

 

تراودك الكلمات

تقد تلابيبك من فرح البلابل

تشق لك الطريق صعيدا

تخبئ فسحة الأمل ماء

في عيون زيتونك

جسدك نشيد

خيزران لأغنيات العراق

والرايات ظنون جزر

ليست سوى خرائط لاسعة المذاق

واحدة هي الراية

مؤمن أنت برايتك الواحدة

أنت..وأنت

موطن لها يا مجد العراق

تمر على مراكش

يتراكض الأطفال

علاء هناك

مر ىمن هنا

كل القلوب تتنفسك

كل القلوب تعشقك

وأنت تحتسي قهوتك اليمنية

بالمقهى العتيقة

في شهيق فاس عبير النسمات

تتذكر أن لبغداد جميلاتها

وجميلتك

على أكتافها طيور الجنة

تغرد بلسم وداد

حيث شهرزاد

أتقنت حكاياتها التي

حمت ظهر البلاد

جميلات بغداد

تخض حناءها من رطب الفرات

الذي حكى وما اشتكى

الذي نهرته خوذات الجندي الأعجمي

جنراله يلكن العربية بصدر

لا يطيق سعة خيال الفرات

دجلة ينسج الماء مرايا

ليبصر العدل في الضفاف

ليمعن السماء سماء

والأرض حدائق غناء

دجلة يهب سخاءه للسماء

يستقطر لمع القمر

يكور ضوءه هتافات،هتافات

تحسبا لزحف الرطب والكلأ

ودخان التنانير الأصيلة..

يازهر الرياحين.يانجد العراق

تلعب تهفو في السنين

سمرة الناس وذويك الطييبين

يمازحون ظل النخيل الوقور

بسبحة الحنين والأنين

نسائمهم سنابل بيدر وعبق شاي

رائحتهم خبز عفيف من شعير أريج

مزاجهم لحن قصيد زجل وتليد ناي

فكيف لنا أن نعدك

يامجد العراق..يازهر الرياحين

أنت ..وأنت

العدد المشاكس لجحود الأرقام

ابتسمت هامزا جنون الرصاص

ابتسمت لعيون بغداد السعيدة

لوحت بيديك لبغداد البعيدة

بغدادك القريبة…بغداد فيك عيد

بغداد التي صمت آذان الحاقدين

وهم يرتبون شهوتهم على عجل

قبل آذان الفجر

ليسعدوا بفحولة كاتم الصوت

بكرم البنادق المعاصرة

أدركوا في الذاكرة

أنك لست رقما

يصطك في الزحام

يتعدد في الألوان

وأنت الأثير

تلحظ فيزياء ثلات عشرة رصاصة

مسعورة ماثلة في صرة القضاء

أفعى محشورة في كيس الوباء

يا مجد العراق….يانجد الرافدين

لقد أحكمت الكيس بإتقان

عريت شروح السم الزعاف

بين ثنايا العصائب والعمائم

أنبأت الحمام غداة الفجر

أن لا فرق بين عمامة ساهية

وخودات حراس الشهوات

ياإكسير العراق،

عدد أنت في مثواه حضارة

لاتحصيها نساء آشور وأكاد

جميلات سومر يغزلن الألواح

فتفيض الحروف كونا

وبابل تتلو عليك بيانها

بكل عيوبك البريئة تعلن

الشهادة سجادك ونديمك

كم هللت فجرا باسم الساهرين

في أكف الضارعين يطهرون

بيوت الله بزهر الوطن بعزه وجلاله

شهيدا…..وشهيدا…. بشراك

فنم مطمئنا قرير العين…ياعلاء العراق

نجومك أفلحت في حرق يابسات الطوائف

من معلقات الشعراء والساسة

من كياسة رواية الرواية…

 

عبد الغني حيدان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى