أي مستقبل للإدارة التقنية الوطنية بعد نهاية عهد لارغيث؟

وضعت‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬نهاية‭ ‬لمشوار‭ ‬المدير‭ ‬التقني‭ ‬ناصر‭ ‬لارغيث‭ ‬بعدما‭ ‬أقالته‭ ‬من‭ ‬مهامه،‭ ‬بسبب‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المتتبعين‭ ‬والاعلام‭ ‬الرياضي،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬النتائج‭ ‬السيئة‭ ‬التي‭ ‬حصدتها‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬جل‭ ‬المسابقات‭ ‬الافريقية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الفئات‭ ‬الصغرى،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬الجامعة‭ ‬لإنهاء‭ ‬مهامه‭ ‬بعدما‭ ‬استندت‭ ‬الى‭ ‬تقرير‭ ‬لمكتب‭ ‬دراسات‭ ‬قام‭ ‬بتقييم‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬الادارة‭ ‬التقنية‭ ‬خلال‭ ‬الخمس‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

فقد‭ ‬أبرز‭ ‬تقرير‭  ‬مكتب‭ ‬الدراسات‭ ‬الذي‭ ‬كلفته‭ ‬الجامعة‭ ‬ان‭ ‬الادارة‭ ‬التقنية‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المسطرة‭ ‬منذ‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬مستوى‭ ‬المنتخبات‭ ‬الصغرى‭ ‬لم‭ ‬يتطور‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الامكانيات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬رصدها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجامعة،‭ ‬لإنجاح‭ ‬مشروع‭ ‬التكوين،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنتخبات‭ ‬والمراكز‭  ‬والتقنية‭ ‬الجهوية‭ ‬ومراكز‭ ‬التكوين،‭ ‬لكن‭ ‬الاشكال‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬رؤية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬بالنسبة‭ ‬للإدارة‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬السابقة،‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬الفاسي‭ ‬الفهري‭.‬

تسير‭ ‬الجامعة‭ ‬حاليا‭ ‬نحو‭ ‬تجديد‭ ‬الادارة‭ ‬التقنية‭ ‬وهياكلها‭ ‬بعدما‭ ‬قررت‭ ‬تسريح‭ ‬جميع‭ ‬المدربين‭ ‬للفئات‭ ‬الصغرى‭ ‬والأطر‭ ‬التقنية‭ ‬الأخرى،‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬عهد‭ ‬لارغيث‭ ‬إذ‭ ‬ستقوم‭ ‬باختيار‭ ‬إطار‭ ‬فرنسي‭ ‬حسب‭ ‬مصادر‭ ‬مطلعة‭ ‬سيكون‭ ‬مديرا‭ ‬تقنيا،‭ ‬وسيتكلف‭ ‬باختيار‭ ‬الأطر‭ ‬التي‭ ‬ستشتغل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة،‭  ‬بناء‭ ‬على‭ ‬معايير‭ ‬الكفاءة‭ ‬والخبرة‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬والنتائج‭ ‬المحصلة‭ ‬في‭ ‬الأندية،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬المرتقب‭ ‬ان‭ ‬تعطي‭ ‬الجامعة‭ ‬للمدير‭ ‬المقبل‭ ‬صلاحية‭ ‬اختيار‭ ‬مدراء‭ ‬مراكز‭ ‬التكوين‭ ‬الجهوية،‭ ‬التي‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬وتكوين‭ ‬الفئات‭ ‬الصغرى‭ ‬رغم‭ ‬الامكانيات‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الجامعة‭ ‬رهن‭ ‬إشارة‭ ‬الأطر‭ ‬المشرفة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المراكز،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مسؤولي‭ ‬مراكز‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬والذين‭ ‬استفادوا‭ ‬بدورهم‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬الجامعة‭ ‬حتى‭ ‬يساعدوا‭ ‬الادارة‭ ‬التقنية‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬التكويني‭.‬

إن‭ ‬الادارة‭ ‬التقنية‭ ‬تعتبر‭ ‬نواة‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تتبع‭ ‬الفئات‭ ‬الصغرى،‭ ‬و‭ ‬انتقاء‭ ‬أجود‭ ‬اللاعبين‭ ‬الصغار‭ ‬والفتيان‭ ‬والشباب‭  ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق،‭ ‬كما‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬مرحلة‭ ‬التكوين‭ ‬والتأطير‭ ‬للفئات‭ ‬الصغرى‭ ‬قبل‭ ‬وصولهم‭ ‬الى‭ ‬فئة‭ ‬الأمل،‭ ‬إذ‭ ‬يلعب‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الادارة‭ ‬التقنية‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬الجامعة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬والمتوسط،‭ ‬كما‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬بطولات‭ ‬الفئات‭ ‬الصغرى‭ ‬بين‭ ‬الأندية‭ ‬اشعاعا‭ ‬بين‭ ‬الصغار،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المتألقين‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬يتم‭ ‬اختيارهم‭ ‬في‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬لهذا‭ ‬أصبح‭ ‬لزاما‭ ‬على‭ ‬الجامعة‭ ‬اختيار‭ ‬الرجل‭ ‬المناسب‭  ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬الادارة‭ ‬التقنية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭.‬

فقد‭ ‬وضع‭ ‬حسن‭ ‬حرمة‭ ‬الله‭ ‬قبل‭ ‬رحيله‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬استراتيجية‭ ‬ومشروع‭ ‬متكامل‭ ‬لدى‭ ‬الجامعة،‭ ‬للنهوض‭ ‬بالفئات‭ ‬الصغرى‭ ‬والتكوين‭ ‬لكنه‭ ‬اصطدم‭ ‬برغبة‭ ‬المدير‭ ‬التقني‭ ‬ناصر‭ ‬لارغيث‭  ‬الذي‭ ‬تحكم‭ ‬في‭  ‬شؤون‭ ‬الادارة‭ ‬التقنية‭ ‬وتدخل‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬تكوين‭ ‬المدربين‭ ‬وتأهيل‭ ‬الأطر‭ ‬التقنية‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشرف‭ ‬عليه‭ ‬حرمة‭ ‬الله‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬الجامعة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬فضل‭ ‬الرحيل‭  ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬آفاق‭ ‬أخرى‭ ‬خارج‭ ‬المغرب‭ ‬بعدما‭  ‬تم‭ ‬رفض‭ ‬مشروعه‭ ‬بسبب‭ ‬خلافه‭ ‬مع‭  ‬ناصر‭ ‬لارغيث‭ ‬وبعض‭ ‬مسؤولي‭ ‬الجامعة،‭ ‬فأي‭ ‬مستقبل‭ ‬ينتظر‭ ‬الادارة‭ ‬التقنية؟‭ ‬وهل‭ ‬ستتم‭ ‬مواكبة‭ ‬عملها‭  ‬سنويا‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكرر‭ ‬الحصيلة‭ ‬السابقة؟‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى