افتتاحية العدد 316: صفقة القرن أم مؤامرة القرن؟!
أصبحت الشعوب العربية تعيش في الفترة الأخيرة، حالة ترقب مشوبة بالقلق في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع بالمشرق العربي،حيث هناك حملة إعلامية غير مسبوقة حول ما سمي بصفقة القرن، في تزامن مريب مع تشديد الحرب النفسية على إيران وتهديدها بالردع العسكري، بعدما تبين أن الحصار الاقتصادي لها من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لم يعط النتائج المتوخاة من طرف الأوساط الإمبريالية والصهيونية والرجعية. تسعى إسرائيل إلى أن تستغل فرصة وجود ترامب في قيادة حليفتها وراعيتها لإبعاد ما أصبحت تعتبره أكبر خطر يواجهها في المنطقة بعد تحييد مصر وتحطيم القدرات العسكرية للعراق وسوريا، إن مسؤولية تطور المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية أو صمود الشعب اليمني في مواجهة التحالف الخليجي، والفشل الذي تلقاه المؤامرات والمخططات يحمله المحور الإمبريالي الرجعي لإيران، وبالتالي فتمرير صفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي وتأمين مستقبل إسرائيل يتطلب بالضرورة تحييد النفوذ الإيراني وتفكيك محور المقاومة ليتم عزل الشعب الفسطيني عن حلفائه الطبيعيين واجباره على قبول بنود الصفقة/المؤامرة
إن ما تم تسريبه حتى الآن من هذه البنود يكشف عن مخاطر كبرى تهدد مستقبل كل شعوب المنطقة وخاصة الشعب الفلسطيني، حيث تهدف المؤامرة الجديدة إلى القضاء على آماله في الحرية والاستقلال الوطنى وعودة اللاجئين وبناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.
إن الصفقة في جوهرها إحياء للمشروع الاستعماري الصهيوني الأصلي، لكن هذه المرة بمشاركة وتواطؤ وتمويل الأنظمة العشائرية في الخليج وهنا مكمن الخطر.
هناك دول عربية مثل الأردن والكويت وتونس والمغرب والجزائر رافضة للصفقة ولكنها غير قادرة على التعبير عن رفضها الصريح والانخراط في إفشالها، علما ان كلا منها يتعرض للضغط والابتزاز.
في هذا السياق لابد للقوى الوطنية الفلسطينية من توحيد مواقفها وصفوفها في مواجهة المؤامرة، كما لابد لكل فصائل حركة التحرر الوطني العربية من التحرك السريع للتصدي للمؤامرة وإسقاطها بتعبئة الجماهير وخوض مختلف أشكال النضال قبل فوات الأوان.