ضربة جزاء: التعصب الرياضي وآفة الشغب !

◆ خالد الغازي

تعرف‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬الموسم‭ ‬الكروي‭ ‬تزايد‭ ‬ظاهرة‭ ‬التعصب‭ ‬الرياضي،‭ ‬بين‭ ‬اللاعبين‭ ‬ومسؤولي‭ ‬الفرق‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬الجماهير‭ ‬التي‭ ‬تتبنى‭ ‬الفكر‭ ‬المتعصب،‭ ‬وتصبح‭ ‬أكثر‭ ‬عدوانية‭  ‬اتجاه‭ ‬جماهير‭ ‬الخصوم‭.‬

فظاهرة‭ ‬التعصب‭ ‬منتشرة‭ ‬بين‭ ‬جماهير‭ ‬الفرق‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأيضا‭ ‬بين‭ ‬لاعبي‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬فرقهم‭ ‬لكن‭ ‬الأمور‭ ‬تصل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬لحد‭ ‬الكراهية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬قيم‭ ‬الروح‭ ‬الرياضية‭ ‬و‭ ‬يشكل‭ ‬خطرا‭ ‬وتهديدا‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬الملاعب،‭  ‬ويؤدي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬الى‭ ‬المواجهة‭ ‬المباشرة‭  ‬بين‭ ‬الجماهير‭.‬

فقد‭ ‬تزايدت‭ ‬ظاهرة‭ ‬التعصب‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬خاصة‭ ‬بين‭ ‬أنصار‭ ‬الوداد‭ ‬والرجاء‭ ‬بسبب‭ ‬صراع‭ ‬الفريقين‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية،‭ ‬وتبادل‭ ‬الاتهامات‭ ‬حول‭ ‬التحكيم‭ ‬والبرمجة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬جماهير‭ ‬أندية‭ ‬أخرى‭ ‬تعيش‭ ‬العصبية‭ ‬القبلية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬اتجاه‭ ‬بقية‭ ‬الأندية‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬انتشار‭ ‬الكراهية‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬فئة‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬جماهير‭ ‬الأندية‭ ‬خاصة‭ ‬المراهقين‭.‬

فالتعصب‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬حملة‭ ‬تحسيسية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إلتراس‭ ‬الأندية‭ ‬وجمعيات‭ ‬المحبين،‭ ‬لتوعية‭ ‬الشباب‭ ‬حول‭ ‬خطورة‭ ‬التعصب‭ ‬والكراهية،‭ ‬والتي‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬مشادات‭ ‬ومشاحنات‭ ‬بين‭ ‬جماهير‭ ‬الأندية،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬الشغب‭ ‬والتراشق‭ ‬بالحجارة‭ ‬والضرب‭ ‬والجرح،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الآفة‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬هجرة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الملاعب‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬حضروا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المباريات‭ ‬في‭ ‬التسعينيات‭ ‬والثمانينات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تعيشه‭ ‬الملاعب‭ ‬من‭ ‬خلافات‭ ‬بين‭ ‬الجماهير‭ ‬جعلتهم‭ ‬يفضلون‭ ‬مشاهدة‭ ‬المباريات‭ ‬في‭ ‬المقاهي‭ ‬للهروب‭ ‬من‭ ‬الشغب‭ ‬والكلام‭ ‬النابي‭.‬

لهذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬التعصب‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬مسببات‭ ‬الشغب،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬التآخي‭ ‬بين‭ ‬الجماهير‭ ‬وفق‭ ‬مبادئ‭ ‬الروح‭ ‬الرياضية‭ ‬وقبول‭ ‬النتيجة‭ ‬كيفما‭ ‬كانت،‭ ‬وذلك‭ ‬لتكون‭ ‬الجماهير‭ ‬المغربية‭ ‬راقية‭ ‬مثل‭ ‬جماهير‭ ‬الأندية‭ ‬الإسبانية‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى