السياسةالمجتمع

ملف: الحراك الشعبي الفئوي

إعداد: عبد العاطي اربيعة - محمد الناصري

طغيان‭ ‬مقاربة‭ ‬التعنيف‭ ‬وإهمال‭ ‬المطالب‭ ‬الإجتماعية

تقديم‭: ‬ليست‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬شبت‭ ‬فيها‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الفئوية‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬فمنذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬احتل‭ ‬المعطلون‭ ‬الشارع‭ ‬وحتى‭ ‬20‭ ‬فبراير‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬هي‭ ‬انتفاضة‭ ‬شبابية،‭ ‬وبعدها‭ ‬خرج‭ ‬طلبة‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬الاساتذة‭ ‬المتدربون‭ ‬وحتى‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضون‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬أمام‭ ‬تسويفات‭ ‬الحكومة‭ ‬بدا‭ ‬من‭ ‬التظاهر،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬بلغت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الفئوية‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬عملنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬الإحاطة‭ ‬بها،‭ ‬وحتى‭ ‬نعطيها‭ ‬حقها‭ ‬من‭ ‬التدقيق‭ ‬والبحث‭ ‬فصلناها‭ ‬عن‭ ‬الملف‭ ‬المجالي‭ ‬الذي‭ ‬سنعمل‭ ‬على‭ ‬نشره‭ ‬في‭ ‬العدد‭ ‬المقبل‭. ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬من‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬إلا‭ ‬انعكاسا‭ ‬أوتوماتيكيا‭ ‬لعاملين‭ ‬أساسين‭ ‬إثنيـن‭: ‬الأول‭ ‬السياسة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للدولة‭ ‬والثاني‭ ‬الخضوع‭ ‬التام‭ ‬لمخططات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية،وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬التحاليل‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬في‭ ‬العوامل‭ ‬النفسية‭ ‬وعوامل‭ ‬ضعف‭ ‬النقابات‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬تضليلا،‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬النقابات‭ ‬قوية‭ ‬لكانت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬أقوى‭ ‬وأمضى‭ ‬وليس‭ ‬العكس‭.‬

1- ‭ ‬احتجاجات‭ ‬المتصرفين‭ ‬المغاربة

تقديم توضيحي:

إن‭ ‬عدم‭ ‬استقرارية‭ ‬الوظيفة‭ ‬العمومية‭ ‬مرده‭ ‬أزمة‭ ‬الإختيارات‭ ‬الممنهجة‭ ‬للدولة‭ ‬والحكومات‭ ‬المتعاقبة‭  ‬ذات‭ ‬الجوهر‭ ‬التبعي‭ ‬واللاديمقراطي‭ ‬واللاشعبي‭ ‬المنصاع‭ ‬لتوصيات‭ ‬وشروط‭ ‬الأبناك‭ ‬الدولية‭ ‬المانحة‭ ‬والممولة‭ ‬لمشاريع‭ ‬الهدم‭ ‬لكل‭ ‬القطاعات‭ ‬الإجتماعية‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬وتعليم‭ ….‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬توجهاتها‭ ‬انها‭ ‬مجالات‭ ‬تشكل‭ ‬عبئا‭ ‬على‭ ‬موارد‭ ‬الدولة‭ ‬بذالك‭ ‬يجب‭ ‬ايجاد‭ ‬مخارج‭  ‬قانونية‭ ‬لتفكيك‭ ‬بنيتها‭ ‬ومحتواها‭ ‬الإحتماعي‭ .‬وتم‭ ‬نهج‭ ‬اسلوب‭ ‬تقليص‭ ‬المناصب‭ ‬الشاغرة‭ ‬في‭ ‬الإدارات‭  ‬وفرض‭ ‬التوظيف‭ ‬الهزيل‭ ‬بالعقدة‭ ‬قسرا‭ ‬مما‭ ‬ينذر‭ ‬بتهديد‭ ‬مستقبل‭ ‬مسار‭ ‬الوظيفة‭ ‬العمومية‭ .‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الفوارق‭ ‬في‭ ‬مستوى‭  ‬الممارسة‭ ‬المهنية‭ ‬ومسارات‭ ‬الترقي‭ ‬والفوارق‭ ‬الطبقية‭ ‬الأجرية‭ ‬في‭ ‬الإدارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬والجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬والغرف‭ ‬المهنية‭. ‬وما‭ ‬من‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مساوئ‭ ‬لاحصر‭ ‬لها‭ ‬تنطوي‭ ‬عليها‭ ‬الإدارة‭ ‬المغربية‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬رواسب‭ ‬الإستبداد‭ ‬التحكمي‭ ‬الذي‭ ‬يترجم‭ ‬استبداد‭ ‬الدولة‭ ‬وفسادها‭ ‬في‭ ‬التدبير‭ ‬الجيد‭ ‬للمرفق‭ ‬مع‭ ‬تحويل‭ ‬القيم‭ ‬الإدارية‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬دوليا‭ ‬كخدمات‭ ‬اجتماعية‭ ‬الى‭ ‬سلع‭ ‬تباع‭ ‬مما‭ ‬يحطم‭ ‬منظومات‭ ‬القيم‭ ‬الإدارية‭ ‬والقذف‭ ‬بالخدمات‭ ‬الى‭ ‬أنياب‭ ‬قوانين‭ ‬السوق‭ ‬ومخالبها‭ ‬بدون‭ ‬حماية‭ ‬وتأمين‭ ‬المسار‭ ‬المهني‭ ‬للموارد‭ ‬البشرية‭ 

السياق‭ ‬التاريخي‭ ‬والمهني‭ ‬لتأسيس‭ ‬هيئة‭ ‬المتصرفين‭ :‬

كما‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬المساوئ‭ ‬السالفة‭ ‬الذكر‭ ‬ترتد‭ ‬الى‭ ‬المركزية‭ ‬المفرطة‭ ‬والمصلحة‭ ‬الخاصة‭  ‬التي‭ ‬تؤسسها‭ ‬علاقات‭ ‬الملكية‭ ‬القانونية‭ ‬للإدارة‭ ‬المغربية‭  ‬ومواردها‭ ‬البشرية‭  ‬والتملك‭ ‬الفعلي‭ ‬يصطحبها‭ ‬نظام‭ ‬اشتغال‭ ‬بروقراطي‭ ‬نزاع‭ ‬الى‭ ‬تحطيم‭ ‬أي‭ ‬مبدأ‭ ‬إجتماعي‭ ‬إنساني‭ ‬ويقف‭ ‬حائلا‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬اي‭ ‬تطور‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الإداري‭ ‬انها‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬صورة‭ ‬تعكس‭ ‬الخيار‭ ‬المنهجي‭ ‬لجهاز‭ ‬الدولة‭ ‬الرعائي‭ ‬وضامن‭ ‬لإستقراريتها‭ ‬وبسط‭ ‬نفوذها‭ ‬المهيمن‭ ‬حفاظا‭ ‬هلى‭ ‬مصالحها‭ ‬وإخضاعها‭ ‬لمراكز‭ ‬القرار‭ ‬الراسمالي‭ ‬المهيمن‭ ‬والمعولم‭ ‬بشكل‭ ‬مشوه‭.‬

وكون‭ ‬هيئة‭ ‬المتصرفين‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزء‭ ‬من‭ ‬المنظومة‭ ‬القانونية‭  ‬والمهنية‭ ‬والإدارية‭ ‬المغربية‭ ‬سوف‭ ‬يجعلها‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المتردي‭ ‬أمام‭ ‬تحد‭ ‬جديد‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬تقوية‭ ‬صفوفها‭ ‬منذ‭ ‬سنة2001‭ ‬و2004‭ ‬بإحداث‭ ‬فدرالية‭ ‬جمعيات‭ ‬متصرفي‭ ‬القطاعات‭ ‬العمومية‭ ‬فدخلت‭ ‬الهيئة‭ ‬في‭ ‬سيرورة‭ ‬نضالية‭ ‬وستعرف‭ ‬تحولا‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬الحكومي‭ ‬مع‭ ‬الملفات‭ ‬المطلبية‭ ‬المعروضة‭ ‬لكن‭ ‬نتائج‭ ‬المرحلة‭ ‬لم‭ ‬تستجب‭ ‬لتطلعات‭ ‬المتصرفين‭ ‬لاعتبارات‭ ‬بنيوية‭ ‬اهمها‭ ‬تشتت‭ ‬او‭ ‬تعدد‭ ‬الأنظمة‭ ‬الأساسية‭ ‬وهيمنة‭ ‬النظرة‭ ‬الفئوية‭ ‬كما‭ ‬أن‭  ‬هزالة‭ ‬حضور‭ ‬تطلعات‭ ‬ملفها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التنظيمات‭ ‬النقابية‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬قطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬تقنيين‭ ‬ومساعديهم‭ ‬ومحررين‭ ‬ومنتدبين‭ ‬قضائيين‭ ‬والممرضين‭ ……‬التي‭ ‬تكفلت‭ ‬به‭ ‬المركزيات‭ ‬النقابية‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬توسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬المرجعيات‭ ‬المهنية‭ ‬والمهددة‭ ‬للمواقع‭ ‬والصلاحيات‭ ‬المهنية‭ ‬والتدبيرية‭ .‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬ادراج‭ ‬هامشي‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬ملف‭ ‬المتصرفين‭ ‬ضمن‭ ‬جولات‭ ‬الحوار‭ ‬الإحتماعي‭ ‬فيما‭ ‬يسمى‭ ‬‭”‬باللجنة‭ ‬القانونية‭ “.‬الاأن‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬فشل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬والقطاعي‭ ‬والفئوي‭ .‬كما‭ ‬أن‭ ‬جولات‭ ‬الحوار‭ ‬الإجتماعي‭ ‬لسنة‭ ‬2009و2010‭ ‬هيمنت‭ ‬عليها‭ ‬القضايا‭ ‬المطلبية‭ ‬الأفقية‭ ‬كالزيادة‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬ومراجعة‭ ‬نظام‭ ‬الترقية‭ ‬والتسقيف‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعدد‭ ‬سنوات‭ ‬الإنتظار‭.‬سجل‭ ‬بالمقابل‭ ‬تراجع‭ ‬ملف‭ ‬هيئة‭ ‬المتصرفين‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬الحوار‭ ‬الإجتماعي‭ .‬

هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المأزوم‭ ‬وتراكماته‭ ‬السلبية‭ ‬شكل‭ ‬تحولا‭ ‬نوعيا‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الهيئة‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬تأسيس‭ ‬اطار‭ ‬الإتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬للمتصرفين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬يوليوز‭ ‬2011نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬لدينامية‭ ‬جديدة‭ ‬داخل‭ ‬جسم‭ ‬الإدارة‭ ‬طبقا‭ ‬لمقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬29اكتوبر‭ ‬2010الغير‭ ‬العادل‭ ‬والمحدد‭ ‬للمهام‭ ‬التالية‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬الثالثة‭ :”‬يقوم‭ ‬المتصرفون‭ ‬بمهام‭ ‬التأطير‭ ‬والإدارة‭ ‬والخبرة‭ ‬والإستشارة‭ ‬والمراقبة‭ ‬في‭ ‬إدارات‭ ‬الدولة‭ ‬ومصالحها‭ ‬اللاممركزة‭….‬‭”‬

وقد‭ ‬سطر‭ ‬لنفسه‭ ‬ثلاثة‭  ‬محاور‭ ‬أساسية‭ ‬للعمل‭ ‬تستمد‭ ‬شرعيتها‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والوطنية‭ ‬وهي‭ ‬كالتالي‭ :‬

1-‭ ‬تقوية‭ ‬الأداة‭ ‬التنظيمية‭  ‬والنضالية‭ ‬للمتصرفين‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والإستقلالية‭ …‬والوحدة‭ ‬والتضامن‭ 

2-‭ ‬صياغة‭ ‬تصور‭ ‬لواقع‭ ‬هيئة‭ ‬المتصرفين‭ ‬بالإدارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬والجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬والغرف‭ ‬المهنية‭  ‬ومصالحها‭ ‬القطاعية‭ ‬والجهوية‭ ‬والمحلية‭ ‬وبرامج‭ ‬عملية‭ ‬تمكن‭ ‬مكونات‭ ‬الهيئة‭ ‬من‭ ‬التموضع‭ ‬المهني‭ ‬للقيام‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭ ‬المادية‭ ‬والمعنوية‭ ‬وفق‭ ‬خطط‭ ‬واستراتجيات‭ ‬نضالية‭ ….‬

3-‭ ‬ملف‭ ‬مطلبي‭ ‬يضم‭ ‬مقترح‭ ‬نظام‭ ‬اساسي‭ ‬جديد‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬الهيئة‭ ‬وإعادة‭ ‬هيكلة‭  ‬المسار‭ ‬المهني‭ ‬والأجري‭ ‬وتدبير‭ ‬نظام‭ ‬الترقية‭ ‬بشكل‭ ‬يلائم‭ ‬وظائف‭ ‬وكفاءات‭ ‬المتصرف‭.‬

هيئة‭ ‬المتصرفين‭ ‬مهام‭ ‬متعددة‭ ‬وكفاءات‭ ‬عالية وفوارق‭ ‬أجرية‭: ‬

كما‭ ‬تتكون‭ ‬هيئة‭ ‬المتصرفين‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬مدارس‭ ‬ومعاهد‭ ‬عليا‭ ‬وكليات‭ ‬وطنية‭ ‬ودولية‭ ‬وتتضمن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬القانونية‭ ‬والتدبيرية‭ ‬والإقتصادية‭ ‬والعلمية‭ ‬والتقنية‭ …‬التي‭ ‬تؤهل‭ ‬المتصرف‭  ‬للعب‭ ‬دور‭ ‬ريادي‭ ‬في‭ ‬تحديث‭  ‬منظومة‭ ‬الإدارة‭ ‬وقوة‭ ‬اقتراحية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬قرارات‭ ‬لتحديث‭ ‬الإدارة‭ ‬وتجويد‭ ‬الخدمات‭ ‬لكن‭ .‬البيروقراطية‭ ‬الإدارية‭ ‬والهاجس‭ ‬الأمني‭ ‬والتحكمي‭ ‬والقرارات‭ ‬الإرتجالية‭ ‬والزبونية‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬المسؤوليات‭ ‬وعدم‭ ‬استقلالية‭ ‬القرارنجم‭ ‬عنه‭ ‬وضع‭ ‬أجري‭ ‬كارثي‭ ‬غير‭ ‬عادل‭ ‬أثر‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬الترقي‭ ‬والمسار‭ ‬المهني‭ :‬

•‭ ‬أجور‭ ‬غير‭ ‬متساوية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مهام‭ ‬متساوية‭ ‬

•‭ ‬أجور‭ ‬غير‭ ‬متساوية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬شهادات‭ ‬متساوية‭ ‬

•‭ ‬أجور‭ ‬غير‭ ‬متساوية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كفاءات‭ ‬متساوية

لكن‭ ‬المفارقة‭ ‬اللا‭ ‬قانونية‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تسند‭ ‬مناصب‭ ‬المسؤولية‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬ورئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬لأطر‭ ‬تنتمي‭ ‬الى‭ ‬هيئات‭ ‬مختلفة‭ ‬للموظفين‭ ‬ويترتب‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬نفس‭ ‬المهام‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬فيما‭ ‬لايترتب‭ ‬عليها‭ ‬نفس‭ ‬الأجوروالتعويضات‭ .‬وهذا‭ ‬ماتؤكده‭ ‬حتى‭ ‬المعطيات‭ ‬الرسمية‭ ‬الواردة‭ ‬بتقرير‭ ‬وزارة‭ ‬الوظيفة‭ ‬العمومية‭ ‬وتحديث‭ ‬الادارة‭ ‬حول‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬الصادرسنة‭ ‬2013‭ ‬والذي‭ ‬خصص‭ ‬لتقييم‭ ‬هذه‭ ‬الموارد‭ ‬برسم‭ ‬سنة2012وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬أنه‭ ‬شغل‭ ‬المتصرفون‭ ‬41‭.‬35°‭/‬°‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬مناصب‭ ‬المسؤولية‭ ‬بالإدارات‭ ‬العمومية‭ ‬منها‭  ‬11‭.‬46°‭/‬°‭ ‬شغلها‭ ‬متصرفو‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬و29‭.‬89°‭/‬°كانت‭ ‬مسندة‭ ‬للمتصرفين‭ ‬بباقي‭ ‬الإدارات‭ ‬العمومية‭ ‬الأخرى‭ ‬فيما‭ ‬تولت‭ ‬هيئة‭ ‬المهندسين‭ ‬والمهندسين‭ ‬المعماريين‭ ‬تسيير‭ ‬28‭.‬97°‭/‬°‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المناصب‭ ‬،من‭ ‬هنا‭ ‬يتبين‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬هيئة‭ ‬المتصرفين‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬وتسيير‭ ‬الهياكل‭ ‬الإدارية‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1913‭ ‬السنة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬فيها‭ ‬تعيين‭ ‬اول‭ ‬متصرف‭ ‬ببلدية‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭.‬

الفوارق‭ ‬الأجرية‭ ‬بين‭ ‬المتصرفين‭ ‬نفس‭ ‬المهام‭ ‬رغم‭ ‬نفس‭ ‬الرقم‭ ‬الإستدلالي‭ ‬المماثل

الإتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬للمتصرفين‭ ‬المغاربة‭ ‬مسار‭ ‬نضالي‭ ‬وقوة‭ ‬اقتراحية‭  ‬ومطالب‭ ‬عادلة‭ ‬ومشروعة

‭- ‬تسع‭ ‬مسيرات‭ ‬وطنية‭ ‬بشوارع‭ ‬الرباط

‭- ‬عشرات‭ ‬الوقفات‭ ‬الإحتجاجية‭ ‬الوطنية‭ ‬والجهوية‭ ‬والإقليمية‭ ‬

‭- ‬اضرابات‭ ‬وطنية‭ ‬داخل‭ ‬مقرات‭ ‬العمل‭ ‬2014‭ ‬و2015‭ ‬مع‭ ‬حمل‭ ‬الشارات‭ ‬

‭- ‬عشرات‭ ‬اللقاءات‭ ‬الترافعية‭ ‬مع‭ ‬اعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬والبرلمان‭ ‬والمركزيات‭ ‬النقابية‭ ‬

‭- ‬ندوات‭ ‬وايام‭ ‬دراسية‭ ‬للتعريف‭ ‬بالملف‭ ‬والرفع‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الاطار

نجم‭ ‬عنه‭ ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬الترقية‭ ‬السلمية‭ ‬القانونية‭ ‬المستحقة‭  ‬كما‭ ‬حصل‭  ‬للمتصرف‭ ‬عبد‭ ‬الحق‭ ‬المساوي‭ ‬متصرف‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭  ‬بالخميسات‭ ‬2019‭ ‬والكاتب‭ ‬الإقليمي‭ ‬محمد‭ ‬ناصري‭ ‬متصرف‭ ‬قطاع‭ ‬غرف‭ ‬الصناعة‭ ‬التقليدية‭  ‬بالحسيمة‭ ‬سنة2015‭ ‬انتقال‭ ‬تعسفي‭ ‬الى‭ ‬تاونات‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬الترقية‭ ‬القانونية‭ ‬برسم‭ ‬سنة‭ ‬2014‭ ‬والاقتطاع‭ ‬من‭ ‬اجور‭ ‬المتصرفين‭ ‬والمتصرفات‭ ‬والتهديدات‭  ‬التعسفية‭ ‬المجانبة‭ ‬للقانون‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬بعض‭  ‬رؤساء‭ ‬الغرف‭ ‬والجماعات‭ ‬ورؤساء‭ ‬مصالح‭ ‬بعض‭ ‬الإدارات‭ ‬كما‭ ‬حصل‭  ‬لرئيسة‭ ‬الإتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬للمتصرفين‭ ‬المغاربة‭  ‬فاطمة‭ ‬بنعدي‭ ‬واللمتصرف‭ ‬محمد‭ ‬ابويريكة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬عزيز‭ ‬الرباح‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬بلدية‭ ‬القنيطرة‭ .‬

ان‭ ‬تبني‭ ‬هيئة‭ ‬المتصرفين‭ ‬للخط‭ ‬التصعيدي‭ ‬والنضالي‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬مطلبية‭ ‬واضحة‭ ‬تتجسد‭ ‬في‭: ‬

الحكامة‭ ‬المهنية،‭ ‬والعدالة‭ ‬الأجرية،‭ ‬والقانون‭ ‬الأساسي‭ ‬المنصف‭ ‬والموحد‭ ‬لكافة‭ ‬متصرفي‭ ‬الإدارت‭  ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬والحماعات‭ ‬الترابية‭ ‬والغرف‭ ‬المهنية‭ ‬واحترام‭ ‬الحريات‭ ‬النقابية‭ ‬وربط‭ ‬المسؤولية‭ ‬بالمحاسبة‭ ‬والتوزيع‭ ‬العادل‭ ‬لمناصب‭ ‬المسؤولية‭ ‬هدفها‭ ‬تحويل‭ ‬المرفق‭ ‬العام‭ ‬خدمة‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتحديث‭ ‬للإدارة‭.‬في‭ ‬افق‭ ‬دمقرطتها‭ .‬وقد‭ ‬تم‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحوارات‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬الوصية‭ ‬على‭ ‬الوظيفة‭ ‬العمومية‭ .‬وتبين‭ ‬بالملموس‭ ‬ان‭ ‬لاحل‭ ‬للدولة‭ ‬لقضية‭  ‬قطاع‭ ‬المتصرفين‭ ‬في‭ ‬قضية‭  ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬الموحد‭ ‬لكافة‭ ‬متصرفي‭ ‬الإدارات‭ ‬و‭ ‬العدالة‭ ‬الأجرية‭ ‬رغم‭ ‬اعترافها‭ ‬بفضاعة‭ ‬التفاوت‭ ‬الأجري‭ ‬بين‭ ‬أطرها‭ ‬رغم‭ ‬نفس‭ ‬المهام‭ ‬ونفس‭ ‬الديبلومات‭ ‬المحصل‭ ‬عليها‭ ‬فحتى‭ ‬شعار‭ ‬كذبة‭ ‬الوزارة‭  “‬الإصلاح‭ ‬الشمولي‭ ‬للوظيفة‭ ‬العمومية‭” ‬ماهي‭ ‬الا‭ ‬تدابير‭ ‬تعتمد‭ ‬معايير‭ ‬الكفاءة‭ ‬وإدماج‭ ‬ثقافة‭ ‬التقييم‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬المردودية‭ ‬وكأننا‭ ‬نمتهن‭ ‬في‭ ‬وكالات‭ ‬اومقاولات‭ ‬انتاجية‭ ‬مما‭ ‬يضرب‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬مفهوم‭ ‬الإدارة‭ ‬العمومية‭  ‬وتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬اجتماعية‭ ‬والذهاب‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬خوصصة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬إنه‭  ‬خيار‭ ‬يؤله‭ ‬منطق‭ ‬السوق‭ ‬واللبرالية‭ ‬المالية‭ ‬المتوجشة‭ ‬في‭ ‬طبعتها‭ ‬الجديدة‭ ‬المعاصرة‭ ‬والمطبقة‭ ‬منذ‭ ‬الثمانينات‭ ‬وتعليبها‭ ‬بشعارات‭ ‬التحديث‭ ‬ورقمنة‭ ‬الإدارة‭ ‬و‭”‬الإصلاح‭ ‬الشمولي‭ ‬للوظيفة‭ ‬العمومية‭” ‬في‭ ‬إطار‭” ‬الجهوية‭ ‬الموسعة‭”  ‬نموذج‭ ‬البطائق‭ ‬والشواهد‭ ‬في‭ ‬الغرف‭ ‬المهنية‭  ‬وبعض‭ ‬الوثائق‭ ‬في‭  ‬إدارات‭ ‬أخرى‭ ‬كوزارة‭ ‬المالية‭ ‬تصحيح‭ ‬الإمضاء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ .‬كما‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬تفرغ‭ ‬الوظيفة‭ ‬العمومية‭ ‬من‭ ‬محتواها‭ ‬الحقيقي‭ ‬وتهددها‭ ‬بالهشاشة‭ ‬وعدم‭ ‬الإستقرارية‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬المرفق‭ ‬العام‭ ‬والمرتفقين‭ ‬وخوصصة‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للتمهيد‭ ‬التدريجي‭ ‬عن‭ ‬تخلي‭ ‬الدولة‭ ‬وإدارتها‭ ‬عن‭ ‬خدمة‭ ‬المرتفقين‭ .‬

‭ ‬وقد‭ ‬اكد‭ ‬الإتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬للمتصرفين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬النضالية‭ ‬وخاصة‭ ‬المسيرة‭ ‬الوطنية‭ ‬التاسعة‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬ابريل‭ ‬2019‭  ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬امام‭ ‬مقر‭ ‬وزارة‭  ‬الإقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ “‬من‭ ‬اجل‭ ‬حقوقنا‭ ‬التصعيد‭ ‬هو‭ ‬الحل‭”  ‬وتوجت‭ ‬باعتصام‭ ‬ليلي‭ ‬امام‭ ‬مقر‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬مسؤولي‭ ‬الفروع‭ ‬ورئيسة‭ ‬الإتحاد‭ .‬لايمكن‭ ‬للمتصرفين‭ ‬ان‭ ‬يكونو‭ ‬بمثابة‭ ‬قنطرة‭ ‬لتمرير‭ ‬اختيارات‭ ‬الليبرالية‭ ‬المتوحشة‭  ‬اللاشعبية‭  ‬واللاجتماعية‭ ‬استجابة‭ ‬لإملاءات‭ ‬الأبناك‭ ‬الدولية‭ ‬وترضية‭ ‬لوهم‭ ‬ومزاعيم‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشمولي‭ ‬للوظيفة‭ ‬العمومية‭ ” ‬فما‭ ‬لايأتي‭ ‬بالنضال‭ ‬يأتي‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬النضالية‭ ‬لكل‭ ‬قطاعات‭ ‬الوطيفة‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬جبهة‭ ‬عريضة‭ ‬أونامية‭ ‬ونقابية‭ ‬وحقوقية‭ ‬وسياسية‭…..‬لأن‭ ‬الإدارة‭ ‬العمومية‭  ‬حق‭ ‬على‭ ‬الدولة‭  ‬تهم‭ ‬عموم‭ ‬الشعب‭ ‬بكل‭ ‬مكوناته‭.‬

◆‭ ‬محمد‭ ‬ناصري‭ : ‬عضو‭ ‬اللجنة‭ ‬الإدارية‭ ‬للإتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬للمتصرفين‭ ‬المغاربة

2- ‬احتجاجات‭ ‬طلبة‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة

تعتبر‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬لطلبة‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬من‭ ‬الحركات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬بصمت‭ ‬على‭ ‬معارك‭ ‬نضالية‭ ‬بطولية‭ ‬هذه‭ ‬السنة،‭ ‬والتي‭ ‬وصلت‭ ‬حد‭ ‬مقاطعة‭ ‬الدراسة‭ ‬لثمانية‭ ‬أسابيع‭ ‬متتالية،‭ ‬سجل‭ ‬فيها‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬إصرار‭ ‬منقطع‭ ‬النظير،‭ ‬والتزام‭ ‬تام‭ ‬بتنفيذ‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تقرره‭ ‬التنسيقية،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تعرف‭ ‬فيه‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية‭ ‬تراجعا‭ ‬كبيرا‭.‬

وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬دراستها‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬مسارها،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬التنظيمي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬أمرا‭ ‬ملحا،‭ ‬فبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الطلبة‭ ‬قد‭ ‬قاموا‭ ‬بفرز‭ ‬قيادة‭ ‬تتحدث‭ ‬وتفاوض‭ ‬باسمهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬القواعد‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تقرر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التصويت‭ ‬السري‭ ‬المباشر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعتبر‭ ‬مثالا‭ ‬في‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المباشرة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الفرد‭ ‬مشاركا‭ ‬في‭ ‬القرار،‭ ‬ومنفذا‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الآن‭.‬

وكانت‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬لطلبة‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬قد‭ ‬تأسست‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وقد‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تسقط‭ ‬الخدمة‭ ‬الإجبارية،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬مطالبها‭ ‬عدم‭ ‬إدماج‭ ‬طلبة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بالتداريب‭ ‬الميدانية‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬العمومية،‭ ‬وعدم‭ ‬اجتيازهم‭ ‬للمباريات‭ ‬الداخلية‭ ‬وكذلك‭ ‬الإقامة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬طلبة‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬ضرب‭ ‬لتكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬حيث‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬أقدمت‭ ‬عليها‭ ‬الوزارة‭ ‬تعتبر‭ ‬مدخلا‭ ‬لضرب‭ ‬مجانية‭ ‬التعليم،‭ ‬كما‭ ‬يطالب‭ ‬الطلبة‭ ‬بإزالة‭ ‬الضبابية‭ ‬عن‭ ‬الدراسات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الجديد،‭ ‬وحذف‭ ‬السنة‭ ‬السادسة‭ ‬لطلبة‭ ‬طب‭ ‬الأسنان،‭ ‬وكذلك‭ ‬الامتحان‭ ‬التأهيلي‭ ‬الذي‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬دفتر‭ ‬الدراسات‭ ‬البيداغوجية‭ ‬الجديد‭…‬

وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنها‭ ‬قررت‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬بالأغلبية‭ ‬رفض‭ ‬مشروع‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إتمام‭ ‬السنة‭ ‬الجامعية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استدراك‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬الجامعي‭.‬

حيث‭ ‬صوت‭ ‬الطلبة‭ ‬بسبع‭ ‬كليات‭ ‬بأغلبية‭ ‬ساحقة‭ ‬لصالح‭ ‬استمرار‭ ‬المقاطعة،‭ ‬وكذلك‭ ‬مقاطعة‭ ‬الامتحانات،‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬تحقيق‭ ‬جميع‭ ‬مطالبهم‭.‬

فحسب‭ ‬بلاغ‭ ‬للتنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬لطلبة‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬بالمغرب‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬نسب‭ ‬التصويت‭ ‬كالتالي‭: ‬98‭% ‬بالنسبة‭ ‬لطلبة‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬بالدارالبيضاء،‭ ‬95‭.‬46‭% ‬بالنسبة‭ ‬لطلبة‭ ‬الطب‭ ‬و‭%‬92.8‭ ‬بالنسبة‭ ‬لطلبة‭ ‬الصيدلة،‭ ‬وبلغت‭ ‬النسبة‭ ‬96‭.‬4‭% ‬بوجدة،‭ ‬و88‭.‬88‭% ‬بطنجة،‭ ‬و93‭.‬7‭% ‬بفاس،‭ ‬و97‭.‬9‭ ‬بمراكش،‭ ‬و97.81‭ ‬بأكادير،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للربط‭ ‬فوصلت‭ ‬إلى‭ ‬86‭% ‬لطب‭ ‬الأسنان‭ ‬و80‭% ‬للطب‭ ‬و67‭% ‬للصيدلة‭.‬

وبعد‭ ‬هذا‭ ‬التصويت‭ ‬يدخل‭ ‬طلبة‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬المقاطعة‭ ‬الشاملة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مقاطعة‭ ‬الامتحانات،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬القطاع‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬سنة‭ ‬بيضاء،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬استجابة‭ ‬الوزارة‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬المطالب‭ ‬التي‭ ‬يعتبرونها‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬ملفهم‭ ‬المطلبي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تعتبرها‭ ‬الوزارة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬سعيد‭ ‬أمزازي‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬بالبرلمان‭ ‬حول‭ ‬الموضوع‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المقاطعة‭ ‬الشاملة‭ ‬للدروس‭ ‬النظرية‭ ‬والتداريب‭ ‬الاستشفائية،‭ ‬بلغت‭ ‬مدتها‭ ‬الشهرين،‭ ‬وكذلك‭ ‬قرارها‭ ‬مقاطعة‭ ‬الامتحانات،‭ ‬وتنظيم‭ ‬مسيرة‭ ‬وطنية‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الرباط‭ ‬يوم‭ ‬30‭ ‬ماي‭ ‬2019،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬المحدد،‭ ‬حسب‭ ‬جواب‭ ‬الوزير‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬السؤال‭ ‬بالبرلمان،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الاحتقان‭ ‬سيتصاعد‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬آخر،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬لا‭ ‬طالما‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬رفضها‭ ‬الجلوس‭ ‬مع‭ ‬التنسيقيات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طلبة‭ ‬الطب‭ ‬فرضوا‭ ‬عليها‭ ‬الاجتماع‭ ‬بهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬قوة‭ ‬تنسيقيتهم‭.‬

3- ‬احتجاجات‭ ‬الممرضين‭ ‬وتقنيي‭ ‬الصحة

تعتبر‭ ‬حركة‭ ‬الممرضين‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬خاضت‭ ‬ولا‭ ‬زالت‭ ‬تخوض‭ ‬نضالات،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نيل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬التي‭ ‬سطرتها‭ ‬منذ‭ ‬انطلاقها‭.‬

فقد‭ ‬تأسست‭ ‬أول‭ ‬حركة‭ ‬للممرضين‭ ‬وتقنيي‭ ‬الصحة‭ ‬سنة‭ ‬2012‭ ‬على‭ ‬مطلب‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬المعادلة؛‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬المسار‭ ‬الدراسي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يسلكه‭ ‬الممرضون،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬بعد‭ ‬البكالوريا،‭ ‬والذي‭ ‬يماثل‭ ‬نظامه‭ ‬النظام‭ ‬الجامعي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشهادة‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬يحصلون‭ ‬عليها،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعادل‭ ‬الإجازة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الممرضون‭ ‬وتقنيو‭ ‬الصحة‭ ‬يلجون‭ ‬الوظيفة‭ ‬بالسلم‭ ‬التاسع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبروه‭ ‬حينها‭ ‬ظلما‭ ‬وحيفا،‭ ‬ليقودوا‭ ‬نضالات‭ ‬تصعيدية‭ ‬توجت‭ ‬بتحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬المطلب‭.‬

وقد‭ ‬عادت‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬جديدة‭ ‬سنة‭ ‬2015‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬حركة‭ ‬الممرضين‭ ‬وتقنيي‭ ‬الصحة‭ ‬بالمغرب،‭ ‬حاملة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المطالب،‭ ‬أهمها‭: ‬الإنصاف‭ ‬في‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬الأخطار‭ ‬المهنية،‭ ‬إنصاف‭ ‬ضحايا‭ ‬المرسوم‭ ‬2‭.‬17‭.‬535، ‬حيث‭ ‬ترى‭ ‬الحركة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المرسوم‭ ‬أنتج‭ ‬حيفا‭ ‬وظلما‭ ‬كبيرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭: ‬حرمان‭ ‬الممرضين‭ ‬وتقنيي‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬تسوية‭ ‬وضعيتهم‭ ‬الإدارية‭ ‬وتصحيحها‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬إدماجهم‭ ‬في‭ ‬الوظيفة‭ ‬العمومية‭ ‬وبالتالي‭ ‬هضم‭ ‬حقوقهم‭ ‬في‭ ‬الأثر‭ ‬المالي،‭ ‬وعدم‭ ‬استفادة‭ ‬فئة‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬أقدمية‭ ‬اعتبارية‭ ‬خصوصا‭ ‬ضحايا‭ ‬تكوين‭ ‬السنتين‭. ‬كما‭ ‬تطالب‭ ‬الحركة‭ ‬بإخراج‭ ‬هيئة‭ ‬وطنية‭ ‬للممرضين‭ ‬وتقنيي‭ ‬الصحة،‭ ‬إخراج‭ ‬مصنف‭ ‬الكفاءات‭ ‬والمهن،‭ ‬وكذلك‭ ‬مراجعة‭ ‬شروط‭ ‬الترقي‭ ‬وإدماج‭ ‬الممرضين‭ ‬المعطلين‭ ‬دون‭ ‬اعتماد‭ ‬نظام‭ ‬التعاقد،‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬ترى‭ ‬الحركة‭ ‬أنه‭ ‬يكرس‭ ‬الهشاشة‭ ‬والاستقرار‭.‬

ففي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬اعتمدت‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬التعاقد‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬حيث‭ ‬تتم‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬وبأجور‭ ‬هزيلة،‭ ‬تكاد‭ ‬تنحدر‭ ‬إلى‭ ‬نصف‭ ‬الأجر‭ ‬الذي‭ ‬يتقاضاه‭ ‬المرسمون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬هذه‭ ‬المباريات‭ ‬لطلبة‭ ‬المدارس‭ ‬الخصوصية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعتبره‭ ‬الممرضون‭ ‬وتقنيو‭ ‬الصحة‭ ‬تغييبا‭ ‬لمبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الولوج‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العمومي‭ ‬يعتمد‭ ‬الانتقاء‭ ‬الأولي،‭ ‬والمبنية‭ ‬على‭ ‬نقط‭ ‬البكالوريا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬قبول‭ ‬طلبة‭ ‬بمستوى‭ ‬الثانية‭ ‬بكالوريا‭ (‬غير‭ ‬حاصلين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الشهادة‭).‬

وقد‭ ‬خاضت‭ ‬الحركة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬النضالية‭ ‬المختلفة،‭ ‬ففي‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬نظمت‭ ‬12‭ ‬يوم‭ ‬إضراب،‭ ‬وخلال‭ ‬سنة‭ ‬2018‭ ‬نظمت‭ ‬3‭ ‬مسيرات‭ ‬وطنية،‭ ‬وقفتين‭ ‬وطنيتين‭ ‬وكذلك‭ ‬اعتصامين‭ ‬وطنيين‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬الوقفات‭ ‬والاعتصامات‭ ‬الجهوية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬وقد‭ ‬تصاعدت‭ ‬وتيرة‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬النضالية‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬إضرابا‭ ‬وطنيا‭ ‬لثلاثة‭ ‬أيام‭ (‬14‭ ‬و15‭ ‬و16‭ ‬ماي‭ ‬2019‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬الحركة‭ ‬لإضراب‭ ‬وطني‭ ‬أيام‭ ‬10‭ ‬و11‭ ‬و12‭ ‬و13‭ ‬و14‭ ‬يونيو‭ ‬2019‭.‬

وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬الممرضين‭ ‬وتقنيي‭ ‬الصحة‭ ‬تضم‭ ‬خمسة‭ ‬إطارات،‭ ‬وهي‭ ‬إطار‭ ‬الممرضين،‭ ‬إطار‭ ‬القابلات،‭ ‬إطار‭ ‬تقنيي‭ ‬الصحة،‭ ‬إطار‭ ‬المروضين،‭ ‬وإطار‭ ‬المساعدين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الطبي‭ ‬الاجتماعي‭.‬

4-‭ ‬احتجاجات‭ ‬الفئات‭ ‬التعليمية

لازال‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬معدودات‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬الامتحانات‭ ‬الإشهادية،‭ ‬حيث‭ ‬تخوض‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬التعليمية‭ ‬مدعومة‭ ‬بتنسيق‭ ‬نقابي‭ ‬خماسي‭ ‬يضم‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬النقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتعليم‭ ‬المنضوية‭ ‬تحت‭ ‬لواء‭ ‬الكونفدرالية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للشغل،‭ ‬والجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتعليم‭ ‬المنضوية‭ ‬تحت‭ ‬لواء‭ ‬الاتحاد‭ ‬المغربي‭ ‬للشغل،‭ ‬والجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتعليم‭ ‬التوجه‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬والجامعة‭ ‬الحرة‭ ‬للتعليم‭ ‬المنضوية‭ ‬تحت‭ ‬لواء‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬للشغالين‭ ‬بالمغرب،‭ ‬والنقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتعليم‭ ‬المنضوية‭ ‬تحت‭ ‬لواء‭ ‬الفيدرالية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للشغل‭.‬

فبعد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬النضالية‭ ‬الإنذارية‭ ‬التي‭ ‬خاضتها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التنسيقيات،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الأساتذة‭ ‬الذين‭ ‬فرض‭ ‬عليهم‭ ‬التعاقد،‭ ‬وأساتذة‭ ‬الزنزانة‭ ‬التاسعة،‭ ‬وحاملو‭ ‬الشهادات‭ ‬المقصيون‭ ‬من‭ ‬الترقية،‭ ‬وأساتذة‭ ‬الزنزانة‭ ‬العاشرة،‭ ‬وأطر‭ ‬الهيئة‭ ‬التربوية‭ ‬والإدارية،‭ ‬والأساتذة‭ ‬المستبرزون،‭ ‬والمبرزون،‭ ‬ومفتشو‭ ‬التعليم‮…‬‭ ‬دخلت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التنسيقيات‭ ‬في‭ ‬أشكال‭ ‬تصعيدية‭.‬

فقد‭ ‬دخلت‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬إضراب‭ ‬مفتوح‭ ‬امتد‭ ‬من‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬مارس‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬14‭ ‬أبريل‭ ‬2019،‭ ‬والذي‭ ‬تخللته‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬النضالية‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية‭ ‬والوطنية،‭ ‬سواء‭ ‬الوقفات‭ ‬والمسيرات‭ ‬أو‭ ‬الاعتصامات‭. ‬ولعل‭ ‬أبرزها‭ ‬الاعتصام‭ ‬الوطني‭ ‬ليلة‭ ‬23‭ ‬مارس،‭ ‬والذي‭ ‬تعرض‭ ‬فيه‭ ‬الأساتذة‭ ‬والأستاذات‭ ‬لمختلف‭ ‬أشكال‭ ‬القمع،‭ ‬وبمختلف‭ ‬الوسائل‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬خراطيم‭ ‬المياه،‭ ‬حيث‭ ‬استمرت‭ ‬المطاردات‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬الساعات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬الموالي،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬الإنزال‭ ‬الوطني‭ ‬بالرباط‭ ‬أيام‭ ‬08‭ ‬و09‭ ‬و10‭ ‬أبريل،‭ ‬والذي‭ ‬عرف‭ ‬تدخل‭ ‬أمنيا‭ ‬مماثلا،‭ ‬والذي‭ ‬أصيب‭ ‬على‭ ‬إثره‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬حجيلي‭ ‬أب‭ ‬لأستاذة‭ ‬متعاقدة‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬يرقد‭ ‬بالمستشفى‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬هذه‭ ‬اللحظات‭.‬

وقد‭ ‬استطاعت‭ ‬التنسيقية‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الإنزال‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الوزارة‭ ‬الجلوس‭ ‬معهم‭ ‬للحوار،‭ ‬بعدما‭ ‬طالت‭ ‬ترفض‭ ‬ذلك‭ ‬بدعوى‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تتحاور‭ ‬مع‭ ‬التنسيقيات،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭. ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬لقاء‭ ‬ضم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الوزارة‭ ‬والتنسيقية،‭ ‬النقابات‭ ‬الخمس‭ ‬والمرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للتربية‭ ‬والتكوين‭ ‬يوم‭ ‬13‭ ‬أبريل‭.‬

وقد‭ ‬خلص‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬إلى‭: ‬توقيف‭ ‬المساطر‭ ‬الإدارية‭ ‬والقانونية‭ ‬ضد‭ ‬جميع‭ ‬الأساتذة،‭ ‬تأجيل‭ ‬امتحان‭ ‬التأهيل‭ ‬المهني،‭ ‬إرجاع‭ ‬الأستاذين‭ ‬المطرودين‭ (‬حساين‭ ‬بوكمان‭ ‬وادريس‭ ‬العلوي‭ ‬الزيداني‭)‬،‭ ‬وصرف‭ ‬الأجور‭ ‬المتوقفة،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قامت‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬للأساتذة‭ ‬الذين‭ ‬فرض‭ ‬عليهم‭ ‬التعاقد‭ ‬بوقف‭ ‬الإضراب‭ ‬المفتوح‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬مخرجات‭ ‬اللقاء‭ ‬الثاني‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬أبريل‭ ‬2019‭.‬

لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬أعلنت‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬بعد‭ ‬عقدها‭ ‬لمجلسها‭ ‬الوطني‭ ‬بمراكش‭ ‬بعودتها‭ ‬إلى‭ ‬الإضراب،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬الوزارة‭ ‬بمخرجات‭ ‬اللقاء‭ ‬الأول‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬البلاغ‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬سجلت‭ ‬التنسيقية‭ ‬تطبيق‭ ‬مساطر‭ ‬العزل‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الأكاديميات‭ ‬الثلاث‭ ‬بالصحراء،‭ ‬اعتماد‭ ‬استئناف‭ ‬العمل‭ ‬عند‭ ‬عودة‭ ‬الأساتذة‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬واستدعاءات‭ ‬الامتحان‭ ‬المهني‮…‬‭ ‬وكذلك‭ ‬تصريح‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬بخصوص‭ ‬سقف‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ (‬23‭ ‬أبريل‭ ‬2019‭)‬،‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬غائبا‭ ‬عن‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭.‬

حيث‭ ‬سيتم‭ ‬تجسيد‭ ‬إنزال‭ ‬وطني‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬للأساتذة‭ ‬الذين‭ ‬فرض‭ ‬عليهم‭ ‬التعاقد،‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬للأساتذة‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭ ‬والتنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬لأساتذة‭ ‬الزنزانة‭ ‬9،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تمديد‭ ‬إضراب‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬28‭ ‬أبريل‭ ‬2019،‭ ‬ليتم‭ ‬توقيف‭ ‬الإضراب‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الأقسام‭ ‬يوم‭ ‬29‭ ‬أبريل‭ ‬2019،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬عقد‭ ‬لقاء‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬ماي‭ ‬بين‭ ‬الوزارة‭ ‬والتنسيقية‭ ‬والنقابات،‭ ‬هذ‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬سيتم‭ ‬مقاطعته‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬التنسيقية‭ ‬والنقابات،‭ ‬وأرجعت‭ ‬التنسيقية‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬جدية‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬مخرجات‭ ‬لقاء‭ ‬13‭ ‬أبريل‭ ‬2019،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدم‭ ‬إصدارها‭ ‬لأي‭ ‬مذكرة‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬التدابير‭ ‬الإدارية‭ ‬والقانونية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬باشرتها‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬حقهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬التزم‭ ‬به‭ ‬الوزير‭ ‬سعيد‭ ‬أمزازي‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬بالتنسيقية‭ ‬يوم‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬ماي‭.‬

من‭ ‬جهتها‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬للأساتذة‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬والتنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬لأساتذة‭ ‬الزنزانة‭ ‬التاسعة‭ ‬مصرتين‭ ‬على‭ ‬التصعيد‭ ‬ضد‭ ‬الوزارة‭ ‬المعنية‭ ‬بالقطاع،‭ ‬فبعد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬الإنذارية‭ ‬التي‭ ‬خاضتها‭ ‬كل‭ ‬تنسيقية،‭ ‬سواء‭ ‬وقفات‭ ‬ومسيرات‭ ‬أيام‭ ‬الآحاد‭ ‬أو‭ ‬الإضرابات‭ ‬الإنذارية‭ ‬وحمل‭ ‬الشعارات،‭ ‬خاضت‭ ‬التنسيقيتان‭ ‬أشكالا‭ ‬نضالية‭ ‬تصعيدية‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الإنزال‭ ‬الوطني‭ ‬الوحدوي‭ ‬بمدينة‭ ‬الرباط،‭ ‬والذي‭ ‬عرف‭ ‬تجسيد‭ ‬إفطار‭ ‬جماعي‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان،‭ ‬والذي‭ ‬عرف‭ ‬تدخلا‭ ‬لقوى‭ ‬الأمن‭ ‬لفض‭ ‬اعتصامهم‭ ‬بعد‭ ‬دقائق‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬آذان‭ ‬المغرب‭ ‬يوم‭ ‬13‭ ‬ماي‭.‬

ويطالب‭ ‬حاملو‭ ‬الشهادات‭ ‬بالترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬أفواج‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬2015،‭ ‬وها‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬الوزارة‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬رفضه،‭ ‬مقترحة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الترقية‭ ‬حسب‭ ‬الحاجيات،‭ ‬وقد‭ ‬قررت‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬التعليمية‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالنقط‭ ‬وعدم‭ ‬إمساكهم‭ ‬بمنظومة‭ “‬مسار‭”‬،‭ ‬كما‭ ‬هددت‭ ‬بمقاطعة‭ ‬الامتحانات‭ ‬الإشهادية‭.‬

أما‭ ‬أساتذة‭ ‬الزنزانة‭ ‬التاسعة‭ ‬فيطالبون‭ ‬بترقية‭ ‬استثنائية،‭ ‬بعدما‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬معمولا‭ ‬بالتوظيف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السلم،‭ ‬منذ‭ ‬اعتماد‭ ‬الإجازة‭ ‬لولوج‭ ‬مهنة‭ ‬التعليم‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بقيت‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬قابعة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزنزانة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعتبرونه‭ ‬ظلما‭ ‬وحيفا‭ ‬في‭ ‬حقهم‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يعيشه‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬احتقان‭ ‬خصوصا‭ ‬أمام‭ ‬إصرار‭ ‬هذه‭ ‬التنسيقيات‭ ‬على‭ ‬التصعيد‭ ‬واستعداد‭ ‬فئات‭ ‬أخرى‭ ‬للاحتجاج‭ ‬آخرها‭ ‬أساتذة‭ ‬الزنزانة‭ ‬العاشرة،‭ ‬وأمام‭ ‬تعثر‭ ‬الحوار‭ ‬القطاعي‭ ‬بين‭ ‬النقابات‭ ‬التعليمية‭ ‬والوزارة،‭ ‬وتعنث‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬التعليمية،‭ ‬فكل‭ ‬المؤشرات‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الدخول‭ ‬المدرسي‭ ‬المقبل‭ ‬سيعرف‭ ‬احتقانا‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬عاشه‭ ‬ويعيشه‭ ‬هذه‭ ‬السنة،‭ ‬وأول‭ ‬المستجدات‭ ‬التي‭ ‬وصلتنا‭ ‬مقاطعة‭ ‬النقابات‭ ‬وتنسيقية‭ ‬الأساتذة‭ ‬الذين‭ ‬فرض‭ ‬عليهم‭ ‬التعاقد‭ ‬لدعوة‭ ‬الوزارة‭ ‬للحوار،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تحاول‭ ‬فقط‭ ‬ربح‭ ‬الوقت‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬المطالب‭.‬

5- ‬احتجاجات‭ ‬الأساتذة‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات

يشرفنا‭ -‬أستاذ‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬السحيمي‭- ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الطريق‭ ‬أن‭ ‬ننجز‭ ‬معكم‭ ‬هذا‭ ‬الحوار،‭ ‬قصد‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬المستجدات‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬ملف‭ ‬الأساتذة‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وكذلك‭ ‬لتدارس‭ ‬ما‭ ‬يعيشه‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬بالمغرب‭ ‬من‭ ‬أزمات‭.‬

  ‬الطريق‭: ‬بداية،‭ ‬نريد‭ -‬ومن‭ ‬خلالكم‭- ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الوطني‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬لموظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات؟

‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬السحيمي‭: ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬لموظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬هي‭ ‬إطار‭ ‬نضالي‭ ‬مستقل،‭ ‬تأسس‭ ‬سنة‭ ‬2016،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النضال‭ ‬والتضحية‭ ‬لاسترجاع‭ ‬حق‭ ‬موظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭ ‬في‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬جميع‭ ‬موظفي‭ ‬الوزارة‭ ‬قبل‭ ‬دجنبر‭ ‬2015‭. ‬إذن،‭ ‬فالتنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬لموظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬هي‭ ‬كيان‭ ‬نضالي،‭ ‬يضم‭ ‬جميع‭ ‬موظفي‭ ‬الوزارة‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬والمقصيين‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬العادل‭ ‬والمشروع،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭.‬

وللتنسيقية‭ ‬هياكل‭ ‬إقليمية‭ ‬وجهوية‭ ‬تغطي‭ ‬كافة‭ ‬التراب‭ ‬الوطني،‭ ‬منتخبة‭ ‬بطريقة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬وشفافة‭. ‬ولها‭ ‬كذلك‭ ‬لجان‭ ‬تسهر‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬عملها‭ ‬وطنيا،‭ ‬وجهويا،‭ ‬وإقليميا‭. 

ونشير‭ ‬كذلك،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التنسيقية‭ ‬إطار‭ ‬مستقل‭ ‬عن‭ ‬النقابات‭ ‬التعليمية،‭ ‬لكن‭ ‬علاقاتها‭ ‬بها‭ ‬قوية؛‭ ‬من‭ ‬ناحيتي‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬الميدانيين،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تبادل‭ ‬الآراء‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات‭. ‬وثمة‭ ‬عمل‭ ‬دؤوب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬بهدف‭ ‬تمكين‭ ‬جميع‭ ‬موظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬المكتسب‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬جميع‭ ‬الأفواج‭ ‬قبل‭ ‬2015‭. ‬

الطريق‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أهم‭ ‬المطالب‭ ‬التي‭ ‬ترفعها‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬للأساتذة‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات؟

عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬السحيمي‭: ‬مطالب‭ ‬التنسيقية‭ ‬واضحة،‭ ‬وهي‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬لجميع‭ ‬موظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬جميع‭ ‬موظفي‭ ‬الوزارة‭ ‬الذين‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬دجنبر‭ ‬2015‭. ‬

‭ ‬فالمعلوم،‭ ‬أن‭ ‬حق‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬ظل‭ ‬حقا‭ ‬مكتسبا‭ ‬منذ‭ ‬الاستقلال‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬دجنبر‭ ‬2015‭. ‬وللأسف،‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ،‭ ‬أصبح‭ ‬مسؤولو‭ ‬الوزارة،‭ ‬يتلكؤون‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬وضعية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬زملائهم‭ ‬السابقين،‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬تبريرات‭ ‬أو‭ ‬توضيحات‭.‬‭ ‬واليوم،‭ ‬فحاملو‭ ‬الشهادات‭ ‬المحتجون‭ ‬لا‭ ‬يطالبون‭ ‬إلا‭ ‬بتمكينهم‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬ظل‭ ‬مكتسبا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة،‭ ‬ومساواتهم‭ ‬مع‭ ‬زملائهم‭ ‬السابقين‭.‬

الطريق‭: ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬لكم‭ ‬أن‭ ‬تضعوا‭ ‬القراء‭ ‬الكرام،‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬التاريخي‭ ‬لهذا‭ ‬الملف،‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬مر‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬منذ‭ ‬2011؟

عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬السحيمي‭: ‬سنة‭ ‬2011،‭ ‬استفاد‭ ‬جميع‭ ‬موظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬مرسوم‭ ‬حكومي‭ ‬استثنائي‭ ‬صدر‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭. ‬وبعد‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ،‭ ‬أصبحت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية،‭ ‬ومعها‭ ‬الحكومة‭ ‬المغربية،‭ ‬ترفض‭ ‬إصدار‭ ‬أي‭ ‬مرسوم‭ ‬لرفع‭ ‬الظلم‭ ‬والحيف‭ ‬عن‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭ ‬بقطاع‭ ‬التعليم‭. ‬لذلك‭ ‬خاض‭ ‬الأساتذة‭ ‬المتضررون‭ ‬نضالات‭ ‬قوية‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬انطلقت‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬2012،‭ ‬ودامت‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬متتالية،‭ ‬لتتوج‭ ‬بإضراب‭ ‬وطني‭ ‬مفتوح،‭ ‬مرفوق‭ ‬باعتصام‭ ‬ممركز‭ ‬بالرباط،‭ ‬اعتصم‭ ‬فيه‭ ‬أغلب‭ ‬المعنيين،‭ ‬مدة‭ ‬111‭ ‬يوما‭. ‬وللإشارة‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الاعتصام‭ ‬يعتبر‭ ‬الأطول‭ ‬والأكثر‭ ‬صمودا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الوظيفة‭ ‬العمومية‭ ‬المغربية‭. ‬وسنتا‭ ‬2013‭ ‬و2014،‭ ‬وبعد‭ ‬هذه‭ ‬النضالات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬وما‭ ‬رافقها‭ ‬من‭ ‬قمع‭ ‬مقصود،‭ ‬ومن‭ ‬اعتقالات‭ ‬غير‭ ‬قانونية،‭ ‬وتوقيفات‭ ‬أجور‭ ‬المضربين‭ ‬بالمئات،‭ ‬وإحالات‭ ‬على‭ ‬المجالس‭ ‬التأديبية،‭ ‬ومحاكمات‭ ‬جائرة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬مناضلي‭ ‬ومناضلات‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭ … ‬عاد‭ ‬حق‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬لأصحابه،‭ ‬وتم‭ ‬تمكين‭ ‬جميع‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬مطالبهم‭ ‬العادلة‭ ‬والمشروعة،‭ ‬وهي‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬وزاري‭ ‬يحمل‭ ‬رقم‭ ‬1328‭.‬13‭. ‬

ولكن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الوزاري،‭ ‬ويا‭ ‬للأسف،‭ ‬حصر‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬حق‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬لموظفي‭ ‬التعليم،‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬سنتين‭ ‬بعد‭ ‬إصداره؛‭ ‬فبعد‭ ‬شهر‭ ‬دجنبر‭ ‬2015،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكان‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نناضل‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬اليوم،‭ ‬حيث‭ ‬نطالب‭ ‬بتمكين‭ ‬جميع‭ ‬موظفي‭ ‬الوزارة‭ ‬بعد‭ ‬2015‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬العادل‭ ‬والمشروع‭ ‬في‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الأفواج‭ ‬السابقة‭.‬

الطريق‭: ‬خاضت‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬النضالية‭ ‬التصعيدية،‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬الدراسي،‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬معكم،‭ ‬الأستاذ‭ ‬السحيمي،‭ ‬عن‭ ‬الأفق‭ ‬النضالي‭ ‬لملفكم،‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬سيناريو‭ ‬2013‭/‬2014،‭ ‬والذي‭ ‬خاض‭ ‬فيه‭ ‬الأساتذة‭ ‬المقصيون‭ ‬من‭ ‬الترقية‭ ‬بالشهادة‭ ‬أطول‭ ‬اعتصام،‭ ‬والذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬111‭ ‬يوما؟

عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬السحيمي‭: ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬الإجهاز‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬دجنبر‭ ‬2015،‭ ‬وموظفو‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملو‭ ‬الشهادات‭ ‬يخوضون‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الإضرابات‭ ‬والاعتصامات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حدة‭ ‬هذه‭ ‬الأشكال‭ ‬النضالية‭ ‬ازدادت‭ ‬قوة‭ ‬وجرأة‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الحالي‭. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬النضالي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استنفذت‭ ‬التنسيقية‭ ‬كافة‭ ‬السبل‭ ‬الودية،‭ ‬وجميع‭ ‬الأشكال‭ ‬النضالية‭ ‬الإنذارية‭ ‬التي‭ ‬خاضتها‭ ‬سابقا‭: ‬خلال‭ ‬العطل،‭ ‬وأيام‭ ‬الآحاد،‭ ‬وارتداء‭ ‬الشارات‭ ‬السوداء‭ … ‬وبفعل‭ ‬عدم‭ ‬تجاوب‭ ‬الوزراة‭ ‬الوصية،‭ ‬ومواصلتها‭ ‬سياسة‭ ‬الآذان‭ ‬الصماء،‭ ‬وعدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬برقي‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أمامنا‭ ‬غير‭ ‬خيار‭ ‬التصعيد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نسير‭ ‬فيه‭ ‬اليوم‭. ‬

‭ ‬وأما‭ ‬بخصوص‭ ‬إمكانية‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬إضراب‭ ‬مفتوح،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الاعتصام‭ ‬البطولي‭ ‬لحاملي‭ ‬الشهادات‭ ‬سنتي‭ ‬2013‭ ‬و2014،‭ ‬نقول‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬وارد‭ ‬جدا‭. ‬وكما‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع،‭ ‬فآخر‭ ‬محطاتنا‭ ‬النضالية‭ ‬كانت‭ ‬إضرابات‭ ‬منتظمة‭ ‬ومتوالية،‭ ‬وراففتها‭ ‬اعتصامات‭ ‬لأسابيع‭ ‬كاملة‭. ‬وبالتأكيد،‭ ‬فأي‭ ‬خطوة‭ ‬تصعيدية،‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬التصعيد‭ ‬الأخير،‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الإضراب‭ ‬المفتوح‭.‬

‭ ‬ونشير‭ ‬هنا،‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬يوما‭ ‬هواة‭ ‬إضرابات،‭ ‬بالعكس،‭ ‬فنحن‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬حق‭ ‬المتعلم‭ ‬في‭ ‬التحصيل‭ ‬الدراسي،‭ ‬ونعتبر‭ ‬الإضراب‭ ‬أبغض‭ ‬الحلال،‭ ‬كما‭ ‬يقال‭. ‬لكن‭ ‬للأسف،‭ ‬فالأساليب‭ ‬الماضوية‭ ‬التي‭ ‬تجابه‭ ‬بها‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية‭ ‬نضالاتنا‭ ‬السلمية‭ ‬الحضارية‭ ‬والمسؤولة،‭ ‬ومنها‭ ‬سياسة‭ ‬التعنت‭ ‬واللامبالاة‭ ‬البائدين،‭ ‬تفرض‭ ‬علينا‭ ‬الدخول‭ ‬مكرهين‭ ‬في‭ ‬إضرابات‭ ‬واعتصامات‭. ‬

‭ ‬ونؤكد‭ ‬اليوم،‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬تسوية‭ ‬لهذا‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬سترفع‭ ‬الظلم‭ ‬والغبن‭ ‬عن‭ ‬المتضررات‭ ‬والمتضررين،‭ ‬وستوقف‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإضرابات‭ ‬والاعتصامات،‭ ‬وستعجل‭ ‬بعودة‭ ‬جميع‭ ‬الأساتذة‭ ‬والأستاذات‭ ‬لأقسامهم‭.‬

الطريق‭: ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬مداخل‭ ‬أخرى،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المعارك‭ ‬النضالية،‭ ‬والتي‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬هذا‭ ‬الملف؟

عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬السحيمي‭: ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬معاركنا‭ ‬النضالية‭ ‬الميدانية،‭ ‬نخوض‭ ‬أشكالا‭ ‬احتجاجية‭ ‬موازية‭. ‬ولعل‭ ‬البيان‭ ‬الأخير‭ ‬للتنسيقية،‭ ‬والذي‭ ‬دعا‭ ‬جميع‭ ‬موظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭ ‬للاحتفاظ‭ ‬بنقط‭ ‬المراقبة‭ ‬المستمرة‭ ‬وعدم‭ ‬مسكها‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬مسار،‭ ‬لخير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأشكال‭ ‬النضالية‭ ‬الموازية‭. ‬

‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أننا،‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬سابقا،‭ ‬لسنا‭ ‬هواة‭ ‬إضرابات،‭ ‬وإنما‭ ‬نروم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأشكال‭ ‬النضالية،‭ ‬تنبيه‭ ‬الحكومة،‭ ‬ومعها‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية،‭ ‬للحيف‭ ‬الذي‭ ‬يطال‭ ‬موظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬جراء‭ ‬إقصائهم‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬التاريخي‭ ‬والمكتسب‭ ‬في‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭. ‬ونؤكد،‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬تسوية‭ ‬شاملة‭ ‬وعادلة‭ ‬لهذا‭ ‬الملف،‭ ‬سوف‭ ‬تجعل‭ ‬جميع‭ ‬المتضررين‭ ‬والمتضررات‭ ‬يوقفون‭ ‬إضراباتهم‭ ‬وأشكالهم‭ ‬النضالية،‭ ‬ويعودون‭ ‬فورا‭ ‬لمقرات‭ ‬عملهم‭.‬

الطريق‭: ‬الأستاذ‭ ‬السحيمي،‭ ‬يعرف‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬احتجاجات‭ ‬متواصلة‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬التعليمية،‭ ‬أين‭ ‬يتموقع‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬مطالب‭ ‬هذه‭ ‬الفئات؟

عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬السحيمي‭: ‬أولا،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬الموضوع،‭ ‬بمعنى‭ ‬المجتمع‭ ‬والرأي‭ ‬العام،‭ ‬أن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬دفاع‭ ‬مباشر‭ ‬عن‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية‭. ‬واسمح‭ ‬لي‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أخاطب‭ ‬من‭ ‬خلالكم‭ ‬السيد‭ ‬الوزير‭ ‬أمزازي‭ ‬قائلا‭: ‬بالله‭ ‬عليه،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬استيعاب‭ ‬إنجاح‭ ‬الرؤية‭ ‬الإطار‭ ‬30-‭ ‬15‭ ‬وقطب‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬التعلمية‭ ‬يشعر‭ ‬بالغبن‭ ‬المادي‭ ‬والإداري،‭ ‬ولا‭ ‬ينفك‭ ‬يجابه‭ ‬بسياسات‭ ‬مادية‭ ‬تنظر‭ ‬للمشاريع‭ ‬الثقافية‭ ‬والتربوية‭ ‬نظرة‭ ‬محكومة‭ ‬بالهاجس‭ ‬التقشفي‭ ‬ماديا‭. ‬ينبغي،‭ ‬السيد‭ ‬الوزير‭ ‬المحترم‭ -‬وأنتم‭ ‬كنتم‭ ‬أستاذا‭ ‬جامعيا،‭ ‬وتعون‭ ‬جيدا‭ ‬انعكاس‭ ‬الوضعية‭ ‬المعيشية‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬التربوي‭- ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الأستاذ‭ ‬الذي‭ ‬ثبت‭ ‬لنساء‭ ‬ورجال‭ ‬التعليم‭ ‬أنه‭ ‬مغيب‭ ‬تماما‭ ‬في‭ ‬تعاملكم‭ ‬وإجراءاتكم‭. ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬القوي‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬ومكتسبات‭ ‬نساء‭ ‬ورجال‭ ‬التعليم،‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬الممنهج‭ ‬والمقصود‭ ‬على‭ ‬الشغيلة‭ ‬التعليمية‭ ‬اليوم،‭ ‬عبر‭ ‬الإجهاز‭ ‬على‭ ‬مكتسباتها‭ ‬التاريخية،‭ ‬وتشويه‭ ‬صورة‭ ‬الأستاذ،‭ ‬وشن‭ ‬حملة‭ ‬شرسة‭ ‬ومخدومة‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المواقع،‭ ‬هو‭ ‬هجوم‭ ‬بالأساس‭ ‬على‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية،‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬مكتسبات‭. ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث،‭ ‬أبدا،‭ ‬عن‭ ‬الجودة‭ ‬والعطاء‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية،‭ ‬بوجود‭ ‬أساتذة‭ ‬مسلوبي‭ ‬الحقوق،‭ ‬مكانتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬الحضيض‭. ‬

‭ ‬فمكانة‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬رجل‭ ‬وامرأة‭ ‬التعليم،‭ ‬وأي‭ ‬ضرب‭ ‬لهذه‭ ‬المكانة‭ ‬ستكون‭ ‬له‭ ‬انعكاسات‭ ‬سلبية‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية‭ ‬وعلى‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭.‬

الطريق‭: ‬في‭ ‬نظرك‭ ‬ألا‭ ‬تؤدي‭ ‬التنسيقيات‭ ‬الفئوية‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬فرص‭ ‬النضال‭ ‬الوحدوي؟‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كذلك،‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬مقترحاتكم‭ ‬لتوحيد‭ ‬نضالات‭ ‬الشغيلة‭ ‬التعليمية؟

عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬السحيمي‭: ‬الأساتذة‭ ‬عندما‭ ‬اختاروا‭ ‬النضال‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تنسيقيات،‭ ‬فذلك‭ ‬لأنهم‭ ‬أجبروا‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذا‭ ‬المسلك،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لهم‭ ‬خيار‭ ‬آخر‭ ‬غيره‭. ‬فجميع‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تناضل‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬التنسيقيات‭ ‬اليوم،‭ ‬للأسف،‭ ‬تخلت‭ ‬عنها‭ ‬النقابات‭ ‬سابقا،‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬المراحل،‭ ‬ولأسباب‭ ‬معلومة‭.‬‭ ‬فملف‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬مثلا،‭ ‬تم‭ ‬التخلي‭ ‬عنه‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬طويلة،‭ ‬وتوقيع‭ ‬بعض‭ ‬الكتاب‭ ‬العامين‭ ‬للنقابات‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬آخر‭ ‬الليل‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬بموجبه‭ ‬إصدار‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬الخاص‭ ‬بموظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭ ‬لسنة‭ ‬2003،‭ ‬والذي‭ ‬أجهز‭ ‬على‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬حق‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬لحاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬لخير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬تخلي‭ ‬النقابات‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬التعليم‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬وتقديم‭ ‬التنازلات‭. ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬شرعنت‭ ‬ميلاد‭ ‬التنسيقيات‭ ‬الأستاذية،‭ ‬وهي‭ ‬التي،‭ ‬إن‭ ‬استمرت،‭ ‬ستفرض‭ ‬على‭ ‬الأساتذة‭ ‬والأستاذات‭ ‬الخروج‭ ‬للنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استرجاع‭ ‬حقوقهم‭ ‬المغتصبة‭ ‬بالتدريج‭.‬

‭ ‬وعكس‭ ‬ما‭ ‬يدعي‭ ‬البعض،‭ ‬بكون‭ ‬التنسيقيات‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إذكاء‭ ‬التفرقة‭ ‬والتشتت‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم،‭ ‬يتأكد‭ ‬منذ‭ ‬الأمس‭ ‬القريب،‭ ‬واليوم‭ ‬بجلاء،‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬نضالات‭ ‬نساء‭ ‬ورجال‭ ‬التعليم‭. ‬إن‭ ‬جميع‭ ‬الإضرابات‭ ‬التي‭ ‬سجلت‭ ‬نسبة‭ ‬نجاح‭ ‬قياسية‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬كانت‭ ‬بمبادرة‭ ‬التنسيقيات‭ ‬التعليمية‭ ‬المناضلة،‭ ‬وآخر‭ ‬الأشكال‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬الموحدة،‭ ‬والتي‭ ‬عرفت‭ ‬نجاحا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬هو‭ ‬الإضراب‭ ‬الوطني‭ ‬للتنسيقيات‭ ‬التعليمية‭ ‬الثلاث‭ (‬حاملو‭ ‬الشهادات،‭ ‬والمفروض‭ ‬عليهم‭ ‬التعاقد،‭ ‬والزنزانة‭ ‬9‭)‬،‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوع،‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬أبريل‭ ‬2019،‭ ‬وإلى‭ ‬غاية‭ ‬27‭ ‬منه،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬الأشكال‭ ‬النضالية‭ ‬الموحدة‭ ‬الموازية‭ ‬له،‭ ‬والتي‭ ‬حضرها‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭ ‬والأستاذات‭.‬

الطريق‭: ‬يذهب‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬اعتبار‭ ‬الإضرابات‭ ‬المتواصلة‭ ‬لنساء‭ ‬ورجال‭ ‬التعليم‭ ‬تضر‭ ‬بمصلحة‭ ‬المتعلمين،‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬ردكم‭ ‬عليهم؟

عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬السحيمي‭: ‬لا‭ ‬يجادل‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬الإضرابات‭ ‬تهدر‭ ‬زمن‭ ‬التعلم،‭ ‬وبالنتيجة‭ ‬فهي‭ ‬تضر‭ ‬بمصلحة‭ ‬المتعلمين‭. ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬بإلحاح‭ ‬اليوم،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬المباشر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الإضرابات؟‭ ‬

‭ ‬فنحن،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ندخل‭ ‬في‭ ‬الإضرابات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حق‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار،‭ ‬راسلنا‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬لتنبيهها‭ ‬حول‭ ‬الحيف‭ ‬الذي‭ ‬يطالنا،‭ ‬نحن‭ -‬حاملي‭ ‬الشهادات‭-. ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬خضنا‭ ‬إضرابات‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬الآحاد،‭ ‬وأيام‭ ‬العطل‭. ‬وعوض‭ ‬أن‭ ‬تتجاوب‭ ‬الجهات‭ ‬الوصية‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬بشكل‭ ‬واعٍ‭ ‬وحضاري،‭ ‬وتدعو‭ ‬لعقد‭ ‬حوار‭ ‬جدي‭ ‬ومسؤول‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬تسوية‭ ‬شاملة‭ ‬وعادلة،‭ ‬فضلت‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الأساليب‭ ‬البائدة،‭ ‬ونهجت‭ ‬طريق‭ ‬القمع،‭ ‬والاعتقالات،‭ ‬والاقتطاع‭ ‬التعسفي‭ ‬وغير‭ ‬القانوني‭ ‬من‭ ‬أجور‭ ‬المضربين‭ ‬والمضربات‭. ‬بل‭ ‬لقد‭ ‬تعدت‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬إلى‭ ‬اعتبار‭ ‬المضربين‭ ‬والمضربات،‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأقاليم،‭ ‬متغيبين‭! ‬وأخضعتهم‭ ‬ظلما‭ ‬وعدوانا‭ ‬لمسطرة‭ ‬ترك‭ ‬الوظيفة‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬الحل،‭ ‬اليوم،‭ ‬بيد‭ ‬الوزارة‭. ‬وقد‭ ‬دعوناها‭ ‬وندعوها‭ ‬مجددا‭ ‬لعقد‭ ‬حوار‭ ‬جاد‭ ‬ومسؤول،‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬ملف‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭ ‬بقطاع‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬تسوية‭ ‬عادلة‭ ‬وشاملة،‭ ‬وآنذاك‭ ‬سيتم‭ ‬تجنيب‭ ‬عموم‭ ‬المتعلمين‭ ‬والمتعلمات‭ ‬هدر‭ ‬أي‭ ‬ساعة‭ ‬إضافية‭.‬

الطريق‭: ‬وحتى‭ ‬نختم‭ ‬بملفكم،‭ ‬يا‭ ‬أستاذ‭ ‬السحيمي،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬التنسيقية‭ ‬بحل‭ ‬توافقي،‭ ‬غير‭ ‬الترقية‭ ‬المباشرة‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط؟

عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬السحيمي‭: ‬نحن‭ ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬حقنا‭ ‬في‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬لجميع‭ ‬موظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات،‭ ‬وأي‭ ‬حل‭ ‬لا‭ ‬يكفل‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يعنينا‭ ‬في‭ ‬شيء‭. ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نختلف‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬وصيغ‭ ‬الحل،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المحصلة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقبل‭ ‬غير‭ ‬المساواة‭ ‬مع‭ ‬زملائنا‭ ‬السابقين‭. ‬فهذا‭ ‬حق‭ ‬مكتسب‭ ‬منذ‭ ‬الاستقلال،‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نطالب‭ ‬إلا‭ ‬بضمان‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬ليشمل‭ ‬أفواج‭ ‬2016‭ ‬و2017‭ ‬و2018‭ ‬و2019،‭ ‬وذلك‭ ‬أسوة‭ ‬بجميع‭ ‬الأفواج‭ ‬قبل‭ ‬دجنبر‭ ‬2015‭. ‬ونضالنا‭ ‬الحضاري‭ ‬والمسؤول،‭ ‬سيستمر،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬التصعيد،‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬رفع‭ ‬هذا‭ ‬الظلم‭ ‬والحيف‭ ‬الذي‭ ‬يطالنا،‭ ‬ويتم‭ ‬تمكيننا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬حقوقنا‭ ‬المسلوبة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الترقية‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬لجميع‭ ‬موظفي‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى