الأوروفزيون بألوان فلسطين
◆ عبد المجيد مصدق
في إطار تطويق ورم الصهيونية وتوسيع رقعة المساندين لقضية الشعب الفلسطيني، عرفت مسابقة الأوروفزيون التي نظمت بالكيان الصهيوني- رغم دعوات المقاطعة- حدثين هامين :
الأول حين إعلان النتائج وذكر اسم فريق ايسلندا الذي سارع ممثلوه الى رفع علم فلسطين وتوجيه صدمة علنية للاحتلال الصهيوني العنصري، حينها ساد الصمت في القاعة، وتحجرت عدسات الكاميرات وارتجف المعلقون ورأى قادة الصهيونية الكابوس غير المنتظر….
والثانية وقعت خلال أداء ملكة البوب الأمريكية “مادونا” لإحدى أغانيها، فقد انقطع البث ودخل مقطع مجزرة صبرا وشاتيلا، وبعد دقائق ستظهر راقصة من فريقها الغنائي طويلة القامة ترتدي اللون الابيض وعلى ظهرها العلم الفلسطيني، وأمام الخدعة التي أحس بها المنظمون وانتقادات حلفاء العدو الصهيوني المتحكم في وسائل الإعلام الدولية، والذين كانوا يهدفون من وراء استدعائها للمشاركة في الحفل تحسين صورة سفاكي الدماء… بررت مادونا تصرفها بأنه يهدف الى التعايش السلمي، ومنذ وصولها للكيان الصهيوني أرسلت إشارات للسلام، وقد أطلت في الحفل وهي متنكرة في صورة القديسة “جان دارك”، ربما بسبب تقدمها في العمر (60 سنة)، إذ أرادت ان تشارك بسلوك او بلمسة تاريخية عبارة عن حركة لصالح قضية عادلة، مستغلة شهرتها ووزنها وثقلها في عالم الغناء ووضعها الاعتباري…
سلوك هؤلاء المتمردين على الظلم، أحدث هزة أرضية في عقول الصهاينة واتباعهم في أوربا وأمريكا، فقط بقماش من أربعة ألوان أثبتوا وجود فلسطين في الذاكرة الجماعية لشعوب الكون، وهذه الحركة قضت مضاجع المضطهدين ومجرمي العصر وأعداء الإنسانية، وبهذا الاحتضان الإنساني والأممي تكمن قوة فلسطين…