ناضل بجانب ابنته فقتلوه..

◆ عبد العاطي اربيعة

خلفت‭ ‬وفاة‭ ‬عبدالله‭ ‬حجيلي‭ ‬أب‭ ‬الأستاذة‭ ‬المتعاقدة‭ ‬يوم‭ ‬27‭ ‬ماي‭ ‬2019،‭ ‬متأثرا‭ ‬بإصابته‭ ‬خلال‭ ‬تدخل‭ ‬قوى‭ ‬الأمن‭ ‬لفض‭ ‬اعتصام‭ ‬للأساتذة‭ ‬الذين‭ ‬فرض‭ ‬عليهم‭ ‬التعاقد‭ ‬بالقوة‭ ‬ليلة‭ ‬24‭/‬25‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬إبان‭ ‬الإنزال‭ ‬الوطني‭ ‬بالرباط؛‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإطارات‭ ‬السياسية‭ ‬والنقابية‭ ‬والجمعوية،‭ ‬حيث‭ ‬طالبت‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بإقالة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬سعيد‭ ‬أمزازي،‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفتيت،‭ ‬وفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬نزيه،‭ ‬محملة‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬للحكومة،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ “‬ضرورة‭ ‬اعتماد‭ ‬كافة‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية‭ ‬المقاربة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والحقوقية‭ ‬لمطالب‭ ‬واحتجاجات‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬مضاعفات‭ ‬السياسات‭ ‬اللاشعبية‭ ‬واللاديمقراطية‭ ‬المطبقة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن”‭.‬

ومن‭ ‬جهتها‭ ‬اعتبرت‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وفاة‭ ‬الشهيد‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬حجيلي‭ ‬انتهاكا‭ ‬صارخا‭ ‬للحق‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وطالبت‭ ‬بتحقيق‭ ‬جدي‭ ‬ومحايد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬إجلاء‭ ‬الحقيقة‭ ‬كاملة‭ ‬بشأنها،‭ ‬وتحديد‭ ‬المسؤوليات‭ ‬المباشرة‭ ‬وغير‭ ‬المباشرة‭ ‬ومعاقبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ثبت‭ ‬تورطه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانتهاك‭ ‬الجسيم‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬مدينة‭ ‬استمرار‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬العنف‭ ‬المفرط‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬السلمية،‭ ‬وما‭ ‬يسفر‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬ضحايا،‭ ‬ومعتبرة‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬المنتهجة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تولد‭ ‬العنف‭ ‬الممنهج‭ ‬للسلطة‭ ‬وتشجع‭ ‬عليه‭.‬

ومن‭ ‬جهتها‭ ‬قامت‭ ‬التنسيقية‭ ‬المغاربية‭ ‬لمنظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بنعي‭ ‬الفقيد‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬حجيلي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كمال‭ ‬الدين‭ ‬فخار‭ ‬بالجزائر‭ ‬الذي‭ ‬استشهد‭ ‬نتيجة‭ ‬إضراب‭ ‬عن‭ ‬الطعام‭ ‬دام‭ ‬لمدة‭ ‬شهرين،‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬ظروف‭ ‬اعتقاله‭. ‬واعتبرت‭ ‬وفاتيهما‭ ‬انتهاكا‭ ‬صارخا‭ ‬للحق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بسبب‭ ‬عنف‭ ‬الدولة‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬تشييع‭ ‬جنازة‭ ‬الفقيد‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬حجيلي‭ ‬بمدينة‭ ‬آسفي،‭ ‬والتي‭ ‬حضرتها‭ ‬جماهير‭ ‬غفيرة،‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬الأساتذة‭ ‬الذين‭ ‬فرض‭ ‬عليهم‭ ‬التعاقد،‭ ‬والذين‭ ‬اعتبروه‭ ‬شهيدا‭ ‬لقضيتهم،‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬يتنازلوا‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬بإدماجهم‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للوظيفة‭ ‬العمومية‭.‬

وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬للأساتذة‭ ‬الذين‭ ‬فرض‭ ‬عليهم‭ ‬التعاقد‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬قاطعت‭ ‬جلسة‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬الوزارة‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬ماي،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الملف‭ ‬سيعرف‭ ‬اياما‭ ‬نضالية‭ ‬متواصلة‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬تصريح‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬حول‭ ‬إمكانية‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬أخرى،‭ ‬والذي‭ ‬رمى‭ ‬فيه‭ ‬الكرة‭ ‬إلى‭ ‬التنسيقية،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬بأن‭ ‬عليهم‭ ‬طلب‭ ‬الحوار‭ ‬إذا‭ ‬أرادوه،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يرى‭ ‬المعنيون‭ ‬بالأمر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬لم‭ ‬تعط‭ ‬أي‭ ‬ضمانات‭ ‬تفيد‭ ‬الالتزام‭ ‬بوعودها‭ ‬السابقة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى