وما نزال على الطريق…
◆ محمد ماكري
ذكرتني جريدة الطريق الناطقة باسم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والتي عادت إلى الصدور بفضل مجهودات وتحدي الرفاق بهذا الحزب المناضل، أقول ذكرتني بشعار العنوان الذي طالما رفعناه منذ أن عانقنا النضال من أجل وطن أفضل، وطن لكل مواطنيه، وطن تسود فيه الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وطن يوفر تعليما عموميا مجانيا، جيدا، موحَدا وموحدا (بكسر الحاء ) لكافة بناته وأبنائه وصحة عمومية لكل المواطنين وهي من أهم واجبات دولة اتجاه مواطنيها، دولة تصرف مداخيل الضرائب المستخلصة من هذا المواطن في الاتجاه الصحيح، تجاه بناء العنصر البشري الذي هو الرأسمال الحقيقي الضامن للتقدم وللتنمية المستدامة فعلا.
لقد كنا نردد شعار”…ما زلنا على الطريق “عن وعي مستحضرين نماذج من رموزنا الذين سبقونا للتضحية بالغالي والنفيس، بل من هؤلاء الرموز من قدم حياته قربانا لهذا الوطن سواء إبان الاستعمار أو في فترة الاستقلال المنقوص، فتحية لكل الأحياء منهم الذين ما بدلوا تبديلا ورحمة للذين قضوا نحبهم .
إن هذا الشعار ” العنوان ” بقدر ما هو وفاء وتقدير وقدوة للذين سبقونا للنضال، بقدر ما هو رسالة لكل من يحتج اليوم، فحواها وملخصها أن النضال هو تراكم لمعارك الأجيال السابقة، فلن يعتقد الواحد منا انه لوحده أو حتى مع فئته المتضررة سيحقق بعض المكاسب دون تضامن فئات أخرى، بل دون مساندة من حفدة الرموز الأولى المتواجدة أصلا في كل محطات النضال، فالفئوية التي خلقها النظام للتفرقة قد تناضل وينتهي نضالها مع تحقيق البعض من المكتسبات، لكن المناضلين من أجل مشروع مجتمعي يخدم حاضر البلاد ومستقبلها لم ولن يتخلوا عن المعركة.
إن الحراك اليوم في ظل دولة استبدادية ينبغي أن يكون من دون رأس وإلا سَهُل على الحاكمين استئصاله، وهذا فعلا ما وقع لكل من حركة 20 فبراير وحراك الريف وجرادة وما ينوون القيام به اتجاه تنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد في المغرب. وهذا فعلا ما وقع ببلدان عربية مثل مصر، لكن مثل هذا الالتفاف على المطالب استفاد منه الحراك في كل من الجزائر وكذا السودان مع وجود الفارق، ففي الجزائر شعب مر بتجارب أولها التضحية بمليون شهيد إبان مقاومة الاستعمار الفرنسي، مرورا بالعشرية السوداء جراء ” فوز أو الانقلاب بالانتخابات ” على الدولة في تسعينات القرن الماضي وانتهاء بالحراك الحالي. أما في السودان فبمجرد ما أعلن نظام النميري وبعده البشير عن دولة “إسلامية ” حتى انقسمت السودان إلى شطرين جنوبي “مسيحي ” وشمالي ” مسلم ” وهذا ما كان سيقع بمصر ” الثورة ” مع الإخواني مرسي.
فما نزال على الطريق نقولها لكل من سبقونا بثبات على المبدأ إلى درب النضال ونرددها في وجه حكامنا حتى تحقيق مطلبنا في دمقرطة الدولة والمجتمع… ومع كامل التوفيق لجريدتنا الطريق.