الملف

أين الثروة ؟!!

تقديم ملف العدد 332

  كانت‭ ‬نبرة‭ ‬الخطاب‭ ‬الرسمي،‭ ‬تعجبية‭ ‬وتساؤلية،‭ ‬أدخلت‭ ‬محللي‭ ‬علم‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬من‭ ‬أمرهم،‭ ‬وأعلى‭ ‬سلطة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬يتساءل‭ : ‬

أين‭ ‬الثروة‭ ‬؟‭!!‬

هل‭ ‬السؤال‭ ‬حول‭ ‬عدم‭ ‬تمكن‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬ضبط‭ ‬تواجدها،‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تتعرف‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬نهبها،‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬بدد‭ ‬صرفها،‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬هربها،‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬هيمن‭ ‬عليها‭.. ‬

كلها‭ ‬اتجاهات‭ ‬للبحث،‭ ‬وتمحيص‭ ‬الأجوبة،‭ ‬فتحت‭ ‬فيه‭ ‬جريدة‭ ‬الطريق‭ ‬ملفا‭ ‬خاصا،‭ ‬لنضع‭ ‬الأجوبة‭ ‬الصريحة‭ ‬أمام‭ ‬المغاربة‭ ‬بكل‭ ‬شفافية،‭ ‬وحتى‭ ‬نضيء‭ ‬كل‭ ‬احتمالات‭ ‬طرح‭ ‬سؤال‭ : ‬أين‭ ‬الثروة‭ ‬؟

المغرب‭ ‬يتربع‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬احتياطي‭ ‬عالمي‭ ‬للفوسفاط‭ ‬العالي‭ ‬الجودة‭ ‬وثروة‭ ‬معدنية‭ ‬مهولة،‭ ‬المغرب‭ ‬يمتد‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬3500‭ ‬كلم‭ ‬على‭ ‬بحرين‭ ‬من‭ ‬أغنى‭ ‬بحار‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية،‭ ‬المغرب‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬أجود‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلاحية‭ ‬وفرشة‭ ‬مائية‭ ‬مهمة‭ ‬وكل‭ ‬أنهاره‭ ‬تنبع‭ ‬وتصب‭ ‬في‭ ‬أراضيه،‭ ‬المغرب‭ ‬يزخر‭ ‬بطاقات‭ ‬بشرية‭ ‬تعتبر‭ ‬ثروة‭ ‬رافعة‭ ‬للمستقبل‭ ‬وللتقدم‭ ‬والتطور،‭ ‬المغرب‭ ‬يمتلك‭ ‬أيضا‭ ‬موقعا‭ ‬جغرافيا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬ولوجستيكيا‭ ‬كجسر‭ ‬بين‭ ‬أوربا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬وكواجهة‭ ‬بحرية‭ ‬مغاربية،‭ ‬زيادة‭ ‬على‭ ‬مؤهلات‭ ‬المغرب‭ ‬ليكون‭ ‬مركزا‭ ‬لجلب‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬خارج‭ ‬موارد‭ ‬المهاجرين‭ ‬المغاربة،‭ ‬فلنتساءل‭ ‬بدورنا،‭ ‬عن‭ ‬مَنْ‭ ‬وكيف‭ ‬يتم‭ ‬تهريبها‭. ‬

فهل‭ ‬بكل‭ ‬هاته‭ ‬الثروات،‭ ‬يمكن‭ ‬التساؤل‭ : ‬أين‭ ‬الثروة‭ ‬؟

وسط‭ ‬الاجتياح‭ ‬الصارخ‭ ‬لوباء‭ ‬كورونا‭ ‬ببلادنا،‭ ‬وتصريح‭ ‬أعلى‭ ‬هرم‭ ‬الدولة‭ ‬بإفلاس‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬المعونات‭ ‬للأسر‭ ‬المغربية‭ ‬المتضررة،‭ ‬وانهيار‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليمية،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬نبقى‭ ‬حبيسي‭ ‬توصيف‭ ‬الحالة‭ ‬واجترار‭ ‬نقدنا‭ ‬لتدبير‭ ‬الدولة،‭ ‬نطرح‭ ‬مشروع‭ ‬خطة‭ ‬برنامجية‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي،‭ ‬بحكم‭ ‬الصمم‭ ‬المتكرر‭ ‬والمعتاد‭ ‬لِآذان‭ ‬الدولة،‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬برامجنا‭ ‬متقدمة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ :‬

‭- ‬الاستعداد‭ ‬لاعتبار‭ ‬مدة‭ ‬سنة‭ ‬القادمة،‭ ‬حاسمة‭ ‬بتدبيرات‭ ‬استثنائية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬فاتح‭ ‬شتنبر‭ ‬2020‭. 

‭- ‬تخفيف‭ ‬الدولة‭ ‬لكل‭ ‬القيود‭ ‬الضريبية‭ ‬على‭ ‬دخل‭ ‬المواطنين‭ ‬وخصوصا‭ ‬المأجورين‭ ‬المستمرين‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وسن‭ ‬قانون‭ ‬استثنائي‭ ‬يجنب‭ ‬أصحاب‭ ‬قروض‭ ‬السكن‭ ‬والاستهلاك‭ ‬جشع‭ ‬المؤسسات‭ ‬البنكية،‭ ‬باعتبار‭ ‬هاته‭ ‬السنة‭ ‬استثناء‭.‬

‭- ‬اعتبار‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬المقبلة‭ ‬استثنائية‭ ‬بتخفيف‭ ‬الدروس‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬ترتيب‭ ‬الأولويات‭ ‬في‭ ‬الكفايات‭ ‬الأساسية‭ ‬واعتماد‭ ‬التفويج‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬الضرورية‭ ‬جدا،‭ ‬وعلى‭ ‬فترات‭ ‬متباعدة،‭ ‬مع‭ ‬اعتماد‭ ‬الدراسة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬كأساس‭.. ‬وتأجيل‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬منتصف‭ ‬أكتوبر،‭ ‬ووضع‭ ‬مقياس‭ ‬لأداء‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ومراعاة‭ ‬تعميم‭ ‬نفس‭ ‬المنهج‭ ‬والدروس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬والخاصة‭. ‬

‭- ‬وضع‭ ‬سلم‭ ‬لأغنياء‭ ‬البلاد،‭ ‬وحصر‭ ‬مقاييس‭ ‬لثروتهم‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬وذلك‭ ‬للمساهمة‭ ‬الإجبارية‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬مصاريف‭ ‬هاته‭ ‬السنة‭ ‬الاستثنائية‭. ‬

‭- ‬المساهمة‭ ‬المتضامنة‭ ‬للشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬هاته‭ ‬السنة‭ ‬الانتقالية‭.‬

‭- ‬استرداد‭ ‬الدولة‭ ‬لمتأخرات‭ ‬متهربي‭ ‬الضرائب‭ ‬من‭ ‬الملاكين‭ ‬الكبار‭ ‬وأصحاب‭ ‬الثروات،‭ ‬والذين‭ ‬تثبت‭ ‬حالتهم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬سداد‭ ‬ديونهم،‭ ‬وضبط‭ ‬مقياس‭ ‬جديد‭ ‬وفعال‭ ‬لاسترجاع‭ ‬العملة‭ ‬المهربة‭.‬

‭- ‬تحمل‭ ‬الأحزاب‭ ‬والمنظمات‭ ‬وجمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لمسؤولياتهم‭ ‬في‭ ‬التعبئة‭ ‬الشاملة‭ ‬والالتصاق‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬بالمواطنين‭ ‬لرفع‭ ‬الوعي‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬محاربة‭ ‬الوباء‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬مدنية‭ ‬صحية‭. ‬

‭- ‬رفع‭ ‬رهان‭ ‬سنة‭ ‬فلاحية‭ ‬قوية‭ ‬بمردودية‭ ‬كبرى،‭ ‬وذلك‭ ‬بوضع‭ ‬مخطط‭ ‬دقيق‭ ‬للوصول‭ ‬لهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الغذائي‭ ‬المحلي‭ ‬أولا،‭ ‬واعتبار‭ ‬التصدير‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭. ‬وكذا‭ ‬دعم‭ ‬الصناعات‭ ‬الغذائية‭ ‬والدوائية‭. ‬

‭- ‬فتح‭ ‬اوراش‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬وصناعات‭ ‬التعليب‭ ‬السمكي‭ ‬ومرافئ‭ ‬الصيد‭ ‬الحديث‭ ‬وتعزيز‭ ‬أسطوله‭ ‬المغربي،‭  ‬تستهدف‭ ‬السوق‭ ‬الداخلية،‭ ‬مواجهة‭ ‬للبطالة‭ ‬وضمانا‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتشغيلي‭ ‬السمكي‭ ‬للمغاربة،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬مخاطر‭ ‬توسع‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭. ‬

‭- ‬التسريع‭ ‬بالإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬على‭ ‬تحول‭ ‬شركة‭ “‬لاسامير‭” ‬لشركة‭ ‬وطنية‭ ‬برأسمال‭ ‬مغربي‭ ‬للدولة،‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬استيراد‭ ‬وتكرير‭ ‬وتصنيع‭ ‬البترول،‭ ‬وتُهيكَل‭ ‬بأطر‭ ‬مغربية‭ ‬عليا‭ ‬وتُعطَى‭ ‬لها‭ ‬صلاحيات‭ ‬كبرى‭ ‬لتحديد‭ ‬مقايسة‭ ‬سعر‭ ‬المحروقات‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الطاقي‭ ‬وعدالة‭ ‬الأسعار‭.  

‭- ‬تأجيل‭ ‬كل‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬لجان‭ ‬جهوية‭ ‬مختلطة‭ ‬بتدبير‭ ‬تشاركي‭ ‬للخطة‭ ‬الانتقالية‭ ‬لهاته‭ ‬السنة‭ ‬الانتقالية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الجهة،‭ ‬بمنطق‭ ‬تشاركي‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬حقيقية‭ ‬ممثلة‭ ‬للمواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬والهيئات‭ ‬الجدية،‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬حكومات‭ ‬جهوية‭ ‬محلية‭ ‬تدبر‭ ‬الأزمة‭ ‬ولها‭ ‬صلاحيات‭ ‬القرار‭ ‬الاستثنائي‭.‬

‭- ‬ضخ‭ ‬الدماء‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬الإعلامي‭ ‬الحقيقي‭ ‬والجدي‭ ‬لمواكبة‭ ‬حملة‭ ‬الإنقاذ،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأبواق‭ ‬المأجورة،‭ ‬والتي‭ ‬تفتعل‭ ‬معارك‭ ‬هامشية‭ ‬تلهي‭ ‬عن‭ ‬المعركة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأزمة،‭ ‬وكذا‭ ‬تصفية‭ ‬الأجواء‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬كل‭ ‬معتقلي‭ ‬الرأي،‭ ‬وإدماج‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬واحدة‭ ‬موحدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬آثار‭ ‬الجائحة،‭ ‬فالمقاربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التشاركية‭ ‬تغني‭ ‬عن‭ ‬المقاربة‭ ‬الأمنية‭. ‬

‭- ‬جرد‭ ‬كل‭ ‬الفضاءات‭ ‬محليا‭ ‬ووطنيا‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مستشفيات‭ ‬فعلية‭ ‬أو‭ ‬ميدانية‭ ‬بوضع‭ ‬مخطط‭ ‬استعجالي‭ ‬لتجهيزها‭ ‬بشكل‭ ‬استباقي،‭ ‬لمواجهة‭ ‬تزايد‭ ‬الحالات‭.. ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬مخطط‭ ‬صارم‭ ‬لاحترام‭ ‬الضوابط‭ ‬الصحية،‭ ‬تلعب‭ ‬فيه‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬للوصول‭ ‬لتملكه‭ ‬بشكل‭ ‬حضاري‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬كل‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى