حوار مع الرفيق علي بوطوالة

الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي مكون فيدرالية اليسار الديمقراطي

ـ خوض المعركة الانتخابية واجهة للنضال الديمقراطي وفرصة للتصدي للتراجعات الحقوقية والاستجابة للمطالب المشروعة لكل الفئات الشعبية الكادحة، تجسيدا لإستراتيجية النضال الديمقراطي الجماهيري. ـ مشروع فيدرالية اليسار الديمقراطي أمل يحدو فئات عريضة من شباب ونساء المغرب، وأحزمة من المتعاطفين والحساسيات اليسارية والديمقراطية التي تحمل معنا نفس مشروع توحيد اليسار فكريا وتنظيميا.

الطريق‭:‬‭ ‬سررنا‭ ‬باستضافتك‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬مجلة‭ ‬الطريق،‭ ‬كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬كفيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لترسانة‭ ‬القوانين‭ ‬الانتخابية،‭ ‬التي‭ ‬ستؤطر‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬القادمة‭ ‬؟

الرفيق‭ ‬بوطوالة‭:‬‭ ‬شكرا‭ ‬على‭ ‬الاستضافة‭ ‬وتحية‭ ‬وتنويه‭ ‬للرفاق‭ ‬في‭ ‬هيأة‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لإخراج‭ ‬مجلة‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬راق‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعا‭. ‬القوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬مثل‭ ‬باقي‭ ‬القوانين‭ ‬تعكس‭ ‬دائما‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنها‭ ‬تكون‭ ‬موجعة‭ ‬لخدمة‭ ‬مصالح‭ ‬الطبقة‭ ‬المتحكمة‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬ولتجديد‭ ‬النخب‭ ‬التي‭ ‬تساعدها‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬اختياراتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وسياستها‭ ‬المرحلية‭. ‬وبالتالي‭ ‬ورغم‭ ‬المسار‭ ‬الطويل‭ ‬لنضال‭ ‬القوى‭ ‬الوطنية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬منظومة‭ ‬انتخابية‭ ‬عادلة‭ ‬ومنصفة‭ ‬تضمن‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬حرة‭ ‬ونزيهة‭ ‬تعكس‭ ‬الخريطة‭ ‬السياسية‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬لازالت‭ ‬الدولة‭ ‬مصرة‭ ‬على‭ ‬فبركة‭ ‬خريطة‭ ‬سياسية‭ ‬رسمية‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالمشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الحقيقي‭ ‬مستعملة‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‭ ‬والتقنيات،‭ ‬ابتداء‭ ‬بالتسجيل‭ ‬في‭ ‬اللوائح‭ ‬الانتخابية،‭ ‬ومرورا‭ ‬بتقطيع‭ ‬الدوائر‭ ‬ونمط‭ ‬الاقتراع‭ ‬ويوم‭ ‬الاقتراع‭ ‬وتوجيه‭ ‬الناخبين‭ ‬والضغط‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬أعوان‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬تحقق‭ ‬جزئي‭ ‬لمطالب‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬التي‭ ‬طرحتها‭ ‬في‭ ‬مذكرتها‭ ‬حول‭ ‬القوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬؟

الرفيق‭ ‬بوطوالة‭:‬‭ ‬للأسف،‭ ‬لم‭ ‬تستجب‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لجل‭ ‬المطالب‭ ‬والاقتراحات‭ ‬التي‭ ‬تقدمنا‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المذكرة‭ ‬التي‭ ‬تقدمنا‭ ‬بها‭ ‬كفيدرالية‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬الأحزاب‭ ‬الأخرى‭ ‬ترفض‭ ‬تلك‭ ‬الاقتراحات‭ ‬ونحن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬المعنية‭ ‬مخزنيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المخزن‭ ‬نفسه،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬خلقها‭ ‬تم‭ ‬لتقوم‭ ‬بالضبط‭ ‬بإفساد‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬وإفراغ‭ ‬الانتخابات‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬محتوى‭ ‬ديمقراطي‭. ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬خوض‭ ‬المعركة‭ ‬الانتخابية‭ ‬كواجهة‭ ‬للنضال‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬خاصة‭ ‬وأننا‭ ‬نمر‭ ‬بسياق‭ ‬تراجعي‭ ‬خطير‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬مما‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬القوى‭ ‬التقدمية‭ ‬انتهاز‭ ‬أية‭ ‬فرصة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬ضئيلة‭ ‬لفضح‭ ‬لوبيات‭ ‬الفساد‭ ‬والتصدي‭ ‬للتراجعات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والضغط‭ ‬لإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬المعتقلين‭ ‬السياسيين‭ ‬والصحفيين‭ ‬والاستجابة‭ ‬للمطالب‭ ‬المشروعة‭ ‬لكل‭ ‬الفئات‭ ‬الشعبية‭ ‬الكادحة‭. ‬وذلك‭ ‬تجسيدا‭ ‬لإستراتيجية‭ ‬النضال‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الجماهيري،‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬جدليا‭ ‬بين‭ ‬النضال‭ ‬الميداني‭ ‬والصراع‭ ‬حول‭ ‬مشروعنا‭ ‬بالمؤسسات‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬هناك‭ ‬قراءات‭ ‬صحفية‭ ‬للبعض‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الصيغة‭ ‬الجديدة‭ ‬للقاسم‭ ‬الانتخابي،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الفيدرالية،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الحصيص‭ ‬الإجمالي‭ ‬لعدد‭ ‬أصوات‭ ‬الفيدرالية‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬الفائزين‭ ‬فيه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإجحاف‭ ‬في‭ ‬النمط‭ ‬السابق،‭ ‬ما‭ ‬رأيكم‭ ‬في‭ ‬ذلك؟

الرفيق‭ ‬بوطوالة‭ : ‬سبق‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أوضحت‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬سابقة‭ ‬أن‭ ‬الصيغة‭ ‬الجديدة‭ ‬للقاسم‭ ‬الانتخابي‭ ‬مناورة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬بعض‭ ‬الأحزاب‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬قاعدتها‭ ‬الانتخابية‭ ‬وربطت‭ ‬مصيرها‭ ‬بمصير‭ ‬الأحزاب‭ ‬الإدارية‭ ‬المعتمدة‭ ‬أصلا‭ ‬على‭ ‬الفساد‭ ‬الانتخابي‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬المنتخبة،‭ ‬وهذه‭ ‬الصيغة‭ ‬غير‭ ‬معمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬ديمقراطي‭ ‬وستكرس‭ ‬بلقنة‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬وتبخيس‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬انتظاراتكم‭ ‬وتصور‭ ‬الفيدرالية‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد؟

الرفيق‭ ‬بوطوالة‭:‬‭ ‬تصور‭ ‬فدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬حول‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬موجود‭ ‬بالمذكرة‭ ‬التي‭ ‬قدمناها‭ ‬كأمناء‭ ‬عامين‭ ‬للجنة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنموذج‭ ‬التنموي‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وقدمناه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬للصحافة‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬صحفية‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬واطلع‭ ‬جميع‭ ‬المهتمين‭ ‬بالموضوع‭ ‬على‭ ‬محتواها‭ ‬الذي‭ ‬يصعب‭ ‬التطرق‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحيز‭ ‬الضيق،‭ ‬ولكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التذكير‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬تصورنا‭ ‬يتلخص‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬والإصلاح‭ ‬السياسي‭ ‬والدستوري‭ ‬الذي‭ ‬يوفر‭ ‬الإطار‭ ‬الضروري‭ ‬والأمثل‭ ‬للقيام‭ ‬بتغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬ومحاربة‭ ‬حقيقية‭ ‬للفساد‭ ‬ولاقتصاد‭ ‬الريع،‭ ‬وتجنيد‭ ‬الطاقات‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬عليها‭ ‬بلادنا‭ ‬لتحقيق‭ ‬الإقلاع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ورفع‭ ‬نسبة‭ ‬النمو‭ ‬وولوج‭ ‬ناد‭ ‬البلدان‭ ‬الصاعدة‭. ‬وتصورنا‭ ‬ينبني‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬جريء‭ ‬ومتكامل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬وطني‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المواطن‭ ‬داخل‭ ‬مجتمع‭ ‬ديمقراطي‭ ‬متضامن،‭ ‬باقتصاد‭ ‬منتج‭ ‬ومختلط‭ ‬ومندمج‭ ‬تنافسي‭ ‬ويحترم‭ ‬البيئة،‭ ‬وبوضع‭ ‬مخطط‭ ‬وطني‭ ‬شامل‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭. ‬فبلادنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬نسقي‭ ‬وعميق‭ ‬مدخله‭ ‬إصلاحات‭ ‬سياسية‭ ‬ودستورية‭ ‬تفتح‭ ‬أفق‭ ‬الملكية‭ ‬البرلمانية‭ ‬وتتيح‭ ‬فرص‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬الحق‭ ‬والقانون؛‭ ‬كما‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬نموذج‭ ‬تنموي‭ ‬بديل‭ ‬متعاقد‭ ‬عليه‭ ‬يتطلب‭ ‬بعد‭ ‬بلورة‭ ‬مشروعه‭ ‬نقاشا‭ ‬وطنيا‭ ‬موسعا‭ ‬يتيح‭ ‬إمكانيات‭ ‬استرجاع‭ ‬الثقة‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬في‭ ‬وطنهم‭ ‬ومستقبلهم‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬الخطوات‭ ‬الأولى‭ ‬لمشروع‭ ‬تعميم‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية،‭ ‬ما‭ ‬قراءتكم‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬سبل‭ ‬وإكراهات‭ ‬إنجاحه،‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التنفيذ؟

الرفيق‭ ‬بوطوالة‭:‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمشروع‭ ‬التغطية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الالتزام‭ ‬بما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬وتنفيذه‭ ‬في‭ ‬مواعده‭ ‬لأن‭ ‬العبرة‭ ‬بالتنفيذ‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬متأخرا‭ ‬بعقود‭ ‬عن‭ ‬موعده،‭ ‬والفشل‭ ‬الكلي‭ ‬أو‭ ‬الجزئي‭ ‬للمشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬سابقا‭ ‬ورصدت‭ ‬لتمويلها‭ ‬ملايير‭ ‬الدراهم‭ ‬مثل‭ ‬البرنامج‭ ‬الاستعجالي‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬ومخطط‭ ‬المغرب‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬الفلاحة‭ ‬ومخطط‭ ‬اليوتس‭ ‬في‭ ‬الصيد‭ ‬البحري،‭ ‬والمبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وأخيرا‭ ‬مشروع‭ ‬نور‭ ‬للطاقات‭ ‬المتجددة،‭ ‬يدفعنا‭ ‬للتعاطي‭ ‬بحذر‭ ‬مع‭ ‬المشروع‭ ‬الجديد‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬لا‭ ‬بالتشكيك‭ ‬ولا‭ ‬بالتشاؤم،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هناك‭ ‬غياب‭ ‬المنهجية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬وعدم‭ ‬تفعيل‭ ‬مبدأ‭ ‬ربط‭ ‬المسؤولية‭ ‬بالمحاسبة‭ ‬يجعل‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬معرضا‭ ‬للاختلالات‭ ‬والتجاوزات‭. ‬أما‭ ‬مداخل‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬فمعروفة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬الخدمات‭ ‬العمومية‭ ‬من‭ ‬تعليم‭ ‬عمومي‭ ‬مجاني،‭ ‬وتغطية‭ ‬صحية‭ ‬شاملة‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات،‭ ‬ووسائل‭ ‬نقل‭ ‬مريحة‭ ‬وشغل‭ ‬قار‭ ‬يضمن‭ ‬الكرامة‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭ ‬للسكان‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬مسؤوليات‭ ‬الدولة‭. ‬بالنسبة‭ ‬للتراجعات‭ ‬الحقوقية‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬المغرب‭ ‬ومنذ‭ ‬2017،‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬نبهنا‭ ‬لمخاطرها‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬البلاد‭ ‬ومستقبلها،‭ ‬ونجدد‭ ‬بالمناسبة‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬تصفية‭ ‬الأجواء‭ ‬بإطلاق‭ ‬جميع‭ ‬المعتقلين‭ ‬السياسيين‭ ‬والصحفيين‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تعمقت‭ ‬بسبب‭ ‬الجائحة‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬فتح‭ ‬جديد‭ ‬للديمقراطية‭ ‬والتنمية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬للردة‭ ‬الحقوقية‭ ‬التي‭ ‬تسلكها‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬المطالب‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬النقابية‭ ‬والفئوية‭ ‬والمجالية؟

الرفيق‭ ‬بوطوالة‭:‬‭ ‬أذكر‭ ‬بمواقفنا‭ ‬الثابتة‭ ‬بأن‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬كل‭ ‬معتقلي‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬والحراك‭ ‬والمدونين‭ ‬والصحفيين‭ ‬هو‭ ‬المدخل‭ ‬الأساسي‭ ‬والممر‭ ‬الإجباري‭ ‬لأي‭ ‬انفراج‭ ‬ديمقراطي،‭ ‬وكذا‭ ‬بفتح‭ ‬الحوار‭ ‬حول‭ ‬الملفات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الخانقة‭ ‬من‭ ‬تعليم‭ ‬وصحة‭ ‬وتشغيل‭…‬،‭ ‬فالوضع‭ ‬بالمغرب‭ ‬يتميز‭ ‬باختناق‭ ‬شعبي‭ ‬واستمرار‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬اللاشعبية‭ ‬واللاديمقراطية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬فشل‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي،‭ ‬وبنهجها‭ ‬لأساليب‭ ‬القمع‭ ‬البائدة‭ ‬بالعودة‭ ‬لممارسات‭ ‬سنوات‭ ‬الرصاص،‭ ‬فهي‭ ‬تغذي‭ ‬الاحتقان‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬بلادنا‭ ‬على‭ ‬صفيح‭ ‬ساخن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬فيه‭ ‬بمآل‭ ‬انفجر‭ ‬الأوضاع،‭ ‬زيادة‭ ‬على‭ ‬التضييق‭ ‬الذي‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬القوى‭ ‬والمنظمات‭ ‬التقدمية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬في‭ ‬مزاولة‭ ‬نشاطها‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬تجمعات‭ ‬وأنشطة‭ ‬ثقافية؛‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬وجودها‭ ‬أيضا،‭ ‬وذلك‭ ‬بامتناع‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬عن‭ ‬تسلم‭ ‬ملفاتها‭ ‬في‭ ‬التجديد‭ ‬وفي‭ ‬التأسيس‭ ‬وفي‭ ‬إعطاء‭ ‬وصولات‭ ‬الإيداع‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تقييمكم‭ ‬لتقدم‭ ‬عملية‭ ‬الوحدة‭ ‬واندماج‭ ‬مكونات‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬النفس‭ ‬الإيجابي‭ ‬للهيئة‭ ‬التقريرية‭ ‬الأخيرة؟

الرفيق‭ ‬بوطوالة‭:‬‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬الاندماجية‭ ‬لأحزاب‭ ‬الفيدرالية‭ ‬يتطلب‭ ‬حيزا‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬متاح،‭ ‬والمهم‭ ‬أن‭ ‬الأغلبية‭ ‬الساحقة‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬الأحزاب‭ ‬الثلاثة‭ ‬كما‭ ‬تجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأخير‭ ‬للهيأة‭ ‬التقريرية،‭ ‬وفي‭ ‬اجتماعات‭ ‬الأمناء‭ ‬العامين‭ ‬مع‭ ‬منسقي‭ ‬الهيئات‭ ‬المحلية‭ ‬تنتظر‭ ‬الاندماج‭ ‬وتعمل‭ ‬من‭ ‬أجله،‭ ‬لكن‭ ‬تداعيات‭ ‬الجائحة‭ ‬لما‭ ‬يفوق‭ ‬الآن‭ ‬سنة‭ ‬أثرت‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬البرنامج‭ ‬التحضيري،‭ ‬وبعدما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬التهييئ‭ ‬للانتخابات،‭ ‬قررنا‭ ‬أعطاء‭ ‬الأسبقية‭ ‬للإعداد‭ ‬للانتخابات‭ ‬وتأخير‭ ‬الاندماج‭ ‬زمنيا‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جسر‭ ‬عبور‭ ‬له،‭ ‬باعتبار‭ ‬مشروع‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬أملا‭ ‬يحدو‭ ‬فئات‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬ونساء‭ ‬المغرب،‭ ‬وأحزمة‭ ‬من‭ ‬المتعاطفين‭ ‬والحساسيات‭ ‬اليسارية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬معنا‭ ‬نفس‭ ‬مشروع‭ ‬توحيد‭ ‬اليسار‭ ‬فكريا‭ ‬وتنظيميا‭. ‬إننا‭ ‬متجهون‭ ‬نحو‭ ‬الوحدة‭ ‬الاندماجية‭ ‬بقناعة‭ ‬راسخة‭ ‬أن‭ ‬مسؤولياتنا‭ ‬تاريخية‭ ‬بالمرور‭ ‬بعملنا‭ ‬المشترك‭ ‬داخل‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬إلى‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬تبني‭ ‬حزبا‭ ‬يساريا‭ ‬قويا‭ ‬ومنسجما‭ ‬فكريا‭ ‬وتنظيميا‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬كلمة‭ ‬أخيرة‭ ‬لقراء‭ ‬مجلة‭ ‬الطريق‭. ‬

الرفيق‭ ‬بوطوالة‭:‬‭ ‬كلمتي‭ ‬الأخيرة‭ ‬لقراء‭ ‬مجلة‭ ‬الطريق‭ ‬هو‭ ‬الدعوة‭ ‬للتسلح‭ ‬بالأمل‭ ‬ومحاربة‭ ‬اليأس‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله،‭ ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬الصيني‭ “‬أشعل‭ ‬شمعة‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬تلعن‭ ‬الظلام‭.”‬،‭ ‬وأشكر‭ ‬طاقم‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬المجهود‭ ‬المبذول‭ ‬في‭ ‬إشاعة‭ ‬إعلام‭ ‬الحقيقة‭ ‬وفكر‭ ‬التنوير‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى