صَدِّقونِي أنا لا أكتُبْ
محمد بلمو
صَدِّقونِي
أنا لا أكتُبْ
ترقصُ أصابِعي
معَ الحُروفِ
في مياهِ الدَّهْشةِ
كي تَنْمو مشاتلُ المعْنى
في ربوعِ البياضْ
أتنفس كلماتِ الأوكسجين
استنشقُ هواءَ الاستعارةِ في الحقولْ
حروفٌ باسقةٌ تتمايَلُ
أشجاراً وفواكهَ لذيذَة
صَدِّقونِي
أنا لا أكتُبْ
أنْصُبُ فِخاخًا صغيرةً
للمُبْتذَلِ والَّنمطْ
كيْ لا تموتَ في فيافِي صَمْتيَ القِططْ
استدرجُ المتعبينَ
إلى حدائقِ الُّلغةِ
والأشجارِ الوعرةِ
إلى ثْمارِ المَعاني
كيْ يَتخَفَّفوا قليلاً
مِنْ جحافِلِ الاسْمَنتِ
وطوابيرِ الدُّخانِ الطويلةْ
صَدِّقونِي
أنا لا أكتُبْ
أحاولُ أنْ أُشعلَ القلقَ في القضبانِ
والخوفَ في القيودِ
والضوءَ في الدهاليزِ
المُقْفرَة
حينَ تنْبعِثُ منْ حروفي
رائحةُ البارودِ
نيرانُ المدافعْ
لأن تُجّارَ الحروبِ
لا يريدونَ لِلسَّلامِ
أنْ يحُطَّ يوماً على هذه الأرض
كي لا تبورَ أساطيرُهم
كأنَّ البياضَ وَغَى
والحروفَ حِرابْ
كأن أصابعي
قُدَّتْ من عذابْ
عادَ الرَّصاصُ
يَتسلَّلُ مِنْ نَوافِذِ الرِّيحْ
إلىَ العَهْدِ
مَنعَالفَراشَةً خُفَّاشٌ
مِنَ التَّحْلِيقِ
فَوْقَ الَّوَردِ
صَدِّقونِي
أنا لا أكتُبْ
فقطْ
أعلنُ النَّفيرَ
في استعاراتِي
كيْ أَقِفَ في وَجْهِ ظالِمي