ملف: الحرب الروسية الأوكرانية أي مستقبل للهيمنة الغربية على العالم
من إنجاز : عبدالرحيم الزنايدي - رشيد الإدريسي
لقد أصبح واضحا أن الحرب الروسية الأوكرانية، هي حرب بين الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ومعها الدول الرافضة لمنطق الهيمنة الامريكية والغربية.
وهي حرب أراد منها الغرب إضعاف روسيا واستنزافها وحصارها، وتهديد أمنها القومي والاستراتيجي، كمرحلة أولى، حيث سيأتي دور الصين كخصم استراتيجي من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية..
فالغرب يريد بكل الطرق وقف التحولات السريعة الجارية في السنوات الأخيرة الأخيرة، وخصوصا بعد أن تبلور تكثل سياسي واقتصادي جديد مناهض للهيمنة الغربية والامريكية، هذه الهيمنة أضرت بمصالح وحقوق العديد من الشعوب والدول، وأشعلت العديد من الحروب والأزمات التي لازالت تداعياتها متواصلة، وأدت إلى تفكيك دول وإشاعة العنف في مختلف المناطق والإرهاب والتطرف والفوضى كأدوات ووسائل لإعادة التحكم في خريطة العالم اقتصاديا وسياسيا.
لفقد استفاق الغرب على حقيقة حجم التداعيات الكبيرة والواسعة التي أحدثها هذه الحرب على الاقتصاد العالمي وعلى الدول الغربية، وارتداد العقوبات عليها تضخما وأزمة طاقية وتدهورا معيشيا، وكذلك كل دول العالم،
لكن في خضم ذلك برزت أهمية إعادة التوازن المفقود والحاجة اليه.
يحاول هذا الملف الإحاطة بهذه الحرب، أسبابها المباشرة وأبعادها الاستراتيجية، وامتدادتها وأهدافها ومختلف السيناريوهات، والسياق العام الذي تجري فيه والذي يحمل مؤشرات على أن نظام القطب الواحد الذي تقوده أمريكا يجتاز أزمة حقيقية وأن مصير النظام العالمي ستحدده بشكل أو بآخر هذه الحرب. إن نظام الهيمنة الأمريكية والغربية يصطدم بتطلع دول وشعوب العالم للتحرر من التبعية والخضوع وتحقيق التنمية والتقدم والسلام ووضع حد لنظام الهيمنة.