كوابيس طازجة

 وديع أزمانو

في‭ ‬زمن‭ ‬قد‭ ‬مضى‭ ‬

زمنٍ‭ ‬يمضي

وزمنٍ‭ ‬يأتي‭ ‬

لا‭ ‬تنفتحُ‭ ‬

غيرُ‭ ‬وردة‭ ‬الدَّم

‭/‬

شربتُ‭ ‬أحزان‭ ‬السَّماء

أحزان‭ ‬الأرض‭ ‬

حتى‭ ‬جفَّت‭ ‬روحي

وأحتاجُ‭ ‬الآن‭ ‬

لكأسِ‭ ‬نبيذٍ‭ ‬

‭/‬

يضعون‭ ‬لحومَ‭ ‬آلهةٍ

في‭ ‬صحونِ‭ ‬كتبهم‭ ‬

يضعون‭ ‬دم‭ ‬أنبيائهم‭ ‬

في‭ ‬كؤوس‭ ‬خمرةٍ‭ ‬

يمتلؤون

ويثملونَ‭ ‬

مع‭ ‬حشودٍ

وأنا‭ ‬ما‭ ‬زلتُ‭ ‬جائعا‭ ‬

عطشانا‭ ‬

وتائها

‭/‬

ليكن‭ ‬الجنونُ‭ ‬

أعصابا‭ ‬تقارعُ‭ ‬أعصابا‭ ‬

ليكن‭ ‬الخوف‭ ‬والرجاء

استكانة‭ ‬شياطين

وزئير‭ ‬آلهةٍ‭ ‬

ليكن‭ ‬الضمير

مذبوحا‭ ‬

على‭ ‬صفحةٍ‭ ‬

من‭ ‬أساطير‭ ‬أوَّلين‭ ‬

‭/‬

أحملُ‭ ‬في‭ ‬جوفي‭ ‬

كلَّ‭ ‬عواء‭ ‬البشرية‭ ‬

كلَّ‭ ‬أهوال‭ ‬الغيب‭ ‬

شره‭ ‬الضلال‭ ‬

ومعصية‭ ‬الحقيقة‭ ‬

وأحملُ‭ ‬بين‭ ‬ضلوعي‭ ‬

دمعة‭ ‬خجلى‭ ‬

‭/‬

يأتون‭ ‬من‭ ‬سماءٍ‭ ‬

أو‭ ‬من‭ ‬أرضٍ‭ ‬

مدجَّجينَ‭ ‬

بأكاذيبهم

تقتلُ

ياه،‭ ‬

كم‭ ‬أساؤوا‭ ‬

لهما‭ ‬

ياه،‭ ‬

هل‭ ‬نحتاجُ‭ ‬لكذبةٍ‭ ‬أخرى‭ ‬

لتنجو‭ ‬حياةٌ

‭/‬

يفترسني‭ ‬الموجُ

لأخرج‭ ‬طازجا‭ ‬

حُلما‭ ‬

لم‭ ‬يمسسهُ‭ ‬هواءٌ

وآختهُ‭ ‬

ريحُ‭ ‬العاصفة

‭/‬

في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬

عصرِ‭ ‬الذاهبين‭ ‬بسلامٍ‭ ‬

اتركوني‭ ‬جرثومةً‭ ‬

في‭ ‬عينِ‭ ‬التاريخ

‭/‬

من‭ ‬الأفقِ‭ ‬الواسع‭ ‬

ضعوا‭ ‬أحلامكم‭ ‬

كوابيسكم

خيباتكم‭ ‬

حيواتكم‭ ‬

تاريخكم‭ ‬

في‭ ‬قلبي‭ ‬

سلَّةُ‭ ‬المهملاتِ‭ ‬الحزينة

‭/‬

لا‭ ‬صلاة‭ ‬

غير

الخراب‭ ‬

قالها‭ ‬قلبي‭ ‬

وهو‭ ‬يمضي‭ ‬

مجرَّدا‭ ‬من‭ ‬عويلكم‭ ‬

قلبي‭ ‬ذاك‭ ‬

يمتشقُ‭ ‬

شعرة‭ ‬الهلاك‭ !‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى