فيدرالية اليسار على خطى المنتخب الوطني..
منعم وحتي
كانت لحظة مفعمة بالفرح الرياضي لإنجاز المنتخب المغربي، الذي حطم الأسطورة الكلاسيكية لتفوق بلدان معدودة على الفوز والألقاب في كأس العالم، ببروز مقاربة جديد لتحطيم هاته النمطية، وامتلاك الجرأة والتحدي لمقارعة “الكبار” وإثبات معدن التفوق وتحقيق الانتصارات رغم إكراهات احتكار توجيه النتائج في مربع نافذي الفيفا.. نرفع القبعة إذن لأبناء المغاربة مهاجرين وبالداخل، وخصوصا لأمهاتهم اللواتي زرعن فيهم بذور الانتماء للوطن.
وهي ذات خلاصة المؤتمر الاندماجي الأخير لفيدرالية اليسار باعتبار أن أول بوابات تجاوز الجمود العقائدي في الماركسية، أن نسمي النظرية بالاشتراكية بدل الماركسية لتجاوز شخصنتها، لأنها ديالكتيك علمي متحرك متجدد يرتبط بدينامية قوانين التاريخ والطبيعة.
لا أدل على ذلك إلا التأصيل النظري للفيلسوف اليوناني هيراقليطس، وبسنوات حتى قبل سقراط، حين قال : “لا نستطيع أن نستحم في النهر مرتين”، إنها جدلية التطور والحركية الذاتية للطبيعة، فماء النهر دائم الجريان، وبعد عودتنا للاستحمام الثاني في نفس النهر فنحن أمام ماء جديد انساب لتوه، أما ماء الاستحمام الأول فقد وصل في جريانه إلى موضع آخر، تدقيقات جدلية قوانين التاريخ والطبيعة هي فعل مادة رمادية تراكمية ولحدود اللحظة.
إن تجديد مشروعنا الاشتراكي يشكل المدخل الأساسي، وسط واقع سريع الحركة، إن اللحظة تقتضي قراءات مبتكرة وخلاقة تطور أداء اشتراكيي العالم، إن المتغيرات الإقليمية تفرض وضع إجابات لا تتنطع على الواقع.
وتبقى 4 محاور تقتضي التمحيص وإعادة القراءة :
أولا : مسألة الحتمية عند أغلب منظري الاشتراكية، حيث تحولت إلى مثبط لدينامية توليد الحلول المتمرحلة، لأنه يصعب الصراع بعقل استراتيجي بعيد المدى فقط.
ثانيا : الاستفادة من النظريات العلمية في علم النفس الاجتماعي لتطوير أدائنا في التعاطي وسيكولوجية الجماهير.
ثالثا : إعادة قراءة النزعات المادية في التاريخ الإسلامي لبلورة استراتيجية واضحة لتعامل اليسار مع جمهور المتدينين.
رابعا : تحيين قراءتنا للتشكيلات الاجتماعية المتصارعة خارج أي دغمائية جامدة.
فكما امتلك لاعبو المنتخب المغربي الجرأة والإقدام على المجابهة وتحقيق الفوز والتقدم والانتصارات بتخطيط محكم وتجديد الآليات، فعلى فيدرالية اليسار تجديد ذاتها وتحيين تصوراتها بنَفس حديث بالانغراس في نسيج المجتمع المغربي وتطوير أداءنا التنظيمي والإشعاعي والتواصلي.