فيدرالية اليسار.. مشروع إعلاء شأن العقل وتجديد الخطاب
افتتاحية العدد 341
لقد كانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاندماجي لفيدرالية اليسار، وهي تعد مشاريع أوراق المؤتمر، حريصة على وضوح الرؤية الثقافية لمشروعنا اليساري، باعتباره يرتكز على مقومات إعلاء التفكير العقلاني، والتنوع الحضاري، حيث أن المغرب يشكل فسيفساء متعددا امتزجت فيه الثقافات الأمازيغية والعربية والإفريقية والــيـهـوديـة والـمـتـوسـطـية والموريسكية والصحراوية..، لتعطي مزيجا حضاريا يعتبر أحد أركان قوة الشعب المغربي.
لهذا، وانسجاما مع حمولة شعار المؤتمر “مسارات تتوحد.. يسار يتجدد”، فالمشروع اليساري الذي ننحت بناءه الجديد، لا يمكن أن يكون إلا حداثيا، عقلانيا، منفتحا، يواجه كل أشكال الظلامية والتزمت والانعزالية، بتصورات لاكلاسيكية ترمي إلى تجديد الخطاب اتجاه المجتمع وتحيين رؤيتنا للموروث المجتمعي بشكل يحفر في الجوانب المشرقة من التراث لإبرازها كرافعة ثقافية، ويواجه ويلفظ كل سواد التكفيرية ومخاطر التفكير الدموي الاستئصالي من نسيج المجتمع المغربي.
وعليه فإن مشروع فيدرالية اليسار في سياقه الزمني الحالي، يرمي إلى فتح المجال للاجتهاد العقلاني لتحريك جمود النصوص حتى تجيب على معيش زمن آخر متغير، الزمن الحاضر والمستقبلي. فالمرحلة التاريخية التي نمر بها تحتاج لمواقف واضحة وجريئة، وليس للاستكانة في منطقة الارتياح الرمادية، واستطابة نصف الموقف، في زاوية المنزلة بين المنزلتين.. فلنشمر على سواعدنا.. من أجل مغرب حديث، متعدد، يُعلي شأن العقل.