بلعربي العلوي.. عقلانية الإسلام المغربي
محمد عبد الوهاب رفيقي
فلنتعرف على شخصية عجيبة في تاريخ المغرب الحديث.. ألا وهي الشيخ بلعربي العلوي، ابن مدغرة
هاذ الشيخ الذي لقبه المغاربة بشيخ الإسلام، نظرا لمستواه المعرفي بالشريعة، هو أحد زعماء السلفية بمفهومها المغربي العقلاني، السلفية بمعنى العودة للسلف الصالح حقيقة دون بذور التطرف، ويمكن القول أنه الشخصية الأبرز في هذا التيار، ويتجاوز حتى أستاذه أبو شعيب الدكالي، وله تلاميذ كثر في العلاقة بالتيجانية.
ولكين نمحص شخصية العلامة شيخنا بلعربي العلوي، فإليكم ما يلي:
- بلعربي العلوي كان من أشد المدافعين عن حقوق المرأة، وخصوصا خروجها إلى التعليم وواجه كل حملات التقليديين وأصوليي البادية، حيث توجه هؤلاء عند محمد الخامس احتجاجا على خروج البنات للمدرسة، حيث كان شيخ الإسلام بلعربي العلوي سندا للمرأة المغربية في دخولها لمجال التعليم والشغل.
- بلعربي العلوي كان ضد فكرة الحجاب ويعتبرها بدعة لا علاقة لها بالدين، لدرجة كان من دعاة الزي المغربي التقليدي أو العصري بدون غلو، ولا فرض لعزل المرأة على هامش المجتمع.
- بلعربي العلوي بناته غير محجبات ومن أبرزهم: عائشة بلعربي، وكان يدفع لتقلد النساء مناصب مهمة في دواليب الدولة كأطر مجتمعية.
- بلعربي العلوي كان ضد اعتبار الفوائد البنكية نوعا من الربا، كتصور منفتح وعصري لإدارة الدولة.
- بلعربي العلوي كان ينتقد علنا أحاديث من صحيح البخاري، وكان يقول: “امرأتي طالق بالثلاث إن كانت هذه الأحاديث صحيحة.
- بلعربي العلوي وهو شيخ الإسلام كان مقربا من زعماء اليسار خصوصا بوعبيد والمهدي بنبركة بل مُنِحَ رئاسة أحد مؤتمرات الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
- وأخيرا شيخنا بلعربي العلوي كان مدخنا شرها وكان بجلبابه ولحيته يمسك السيجارة أمام الملأ، هذه هي السلفية المغربية والتي كان يمثلها شيخنا بلعربي العلوي والذي كان بالمناسبة أيضا عضوا في مجلس التاج بمرتبة وزير قبل أن تتوتر علاقته مع الحسن الثاني ويستقيل بعد انغلاق حقل الحريات بالمغرب، ليعتزل في منزل له خارج فاس، إلى أن تتوفاه المنية، رحمه الله.