حوار مع الرفيق عبد السلام العزيز

الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي مكون فيدرالية اليسار الديمقراطي

ـ لا بديل عن خوض المعركة الانتخابية كواجهة للنضال الديمقراطي لفضح لوبيات الفساد والتصدي للتراجعات الحقوقية والضغط لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والصحفيين والاستجابة للمطالب المشروعة لكل الفئات الشعبية الكادحة. ـ في فيدرالية اليسار أهدرنا الكثير من الوقت وتجربتنا نضجت بما فيه الكفاية لتشكل نقطة انطلاق لإعادة البناء وذلك انطلاقا مما راكمناه من تجربة سنوات من العمل المشترك نضاليا وانتخابيا.

الطريق‭:‬‭ ‬سررنا‭ ‬باستضافتك‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬مجلة‭ ‬الطريق،‭ ‬كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬كفيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لترسانة‭ ‬القوانين‭ ‬الانتخابية،‭ ‬التي‭ ‬ستؤطر‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬القادمة‭ ‬؟

الرفيق‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬العزيز‭: ‬رغم‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬القوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬خصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتعزيز‭ ‬التمثيلية‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬المنتخبة‭  ‬والانتقال‭ ‬من‭ ‬لائحة‭ ‬وطنية‭ ‬إلى‭ ‬لوائح‭ ‬جهوية‭ ‬للنساء‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬تغييرات‭ ‬جوهرية‭ ‬تمس‭ ‬شروط‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬ديمقراطية‭ ‬تترجم‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬وتؤسس‭ ‬لبناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬ديمقراطية،‭ ‬و‭ ‬تضمن‭ ‬شروط‭ ‬التنافس‭ ‬الشريف‭ ‬والشفاف‭. ‬وقد‭ ‬اقترحنا‭ ‬في‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬و‭ ‬التعديلات‭ ‬في‭ ‬مذكرتنا‭ ‬حول‭ ‬الانتخابات‭ ‬تهم‭ ‬جوانب‭ ‬متعددة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالهيئة‭ ‬المستقلة‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬واعتماد‭ ‬البطاقة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتسجيل‭ ‬التلقائي‭ ‬باللوائح‭ ‬الانتخابية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬مراجعتها‭ ‬واعتماد‭ ‬نمط‭ ‬اقتراع‭ ‬مدمج‭ ‬وعادل‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفساد‭ ‬الانتخابي‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التمويل‭ ‬والولوج‭ ‬للإعلام‭ ‬العمومي‭ ‬لضمان‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬المساواة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الأحزاب‭ ‬المتنافسة‭. ‬للأسف‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الأخذ‭ ‬بأهم‭ ‬اقتراحاتنا،‭ ‬وتحول‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬القوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬من‭ ‬الجوهر‭ ‬الديمقراطي‭ ‬إلى‭ ‬حسابات‭ ‬سياسوية‭ ‬حول‭ ‬القاسم‭ ‬الانتخابي‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬إفلاس‭ ‬الحقل‭ ‬السياسي‭ ‬الرسمي‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬تحقق‭ ‬جزئي‭ ‬لمطالب‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬التي‭ ‬طرحتها‭ ‬في‭ ‬مذكرتها‭ ‬حول‭ ‬القوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬؟

الرفيق‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬العزيز‭:‬‭ ‬للأسف،‭ ‬لم‭ ‬تستجب‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لجل‭ ‬المطالب‭ ‬والاقتراحات‭ ‬التي‭ ‬تقدمنا‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المذكرة‭ ‬التي‭ ‬تقدمنا‭ ‬بها‭ ‬كفيدرالية‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬الأحزاب‭ ‬الأخرى‭ ‬ترفض‭ ‬تلك‭ ‬الاقتراحات‭ ‬ونحن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬المعنية‭ ‬مخزنيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المخزن‭ ‬نفسه،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬خلقها‭ ‬تم‭ ‬لتقوم‭ ‬بالضبط‭ ‬بإفساد‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬وإفراغ‭ ‬الانتخابات‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬محتوى‭ ‬ديمقراطي‭. ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬خوض‭ ‬المعركة‭ ‬الانتخابية‭ ‬كواجهة‭ ‬للنضال‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬خاصة‭ ‬وأننا‭ ‬نمر‭ ‬بسياق‭ ‬تراجعي‭ ‬خطير‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬مما‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬القوى‭ ‬التقدمية‭ ‬انتهاز‭ ‬أية‭ ‬فرصة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬ضئيلة‭ ‬لفضح‭ ‬لوبيات‭ ‬الفساد‭ ‬والتصدي‭ ‬للتراجعات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والضغط‭ ‬لإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬المعتقلين‭ ‬السياسيين‭ ‬والصحفيين‭ ‬والاستجابة‭ ‬للمطالب‭ ‬المشروعة‭ ‬لكل‭ ‬الفئات‭ ‬الشعبية‭ ‬الكادحة‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬هناك‭ ‬قراءات‭ ‬صحفية‭ ‬للبعض‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الصيغة‭ ‬الجديدة‭ ‬للقاسم‭ ‬الانتخابي،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الفيدرالية،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الحصيص‭ ‬الإجمالي‭ ‬لعدد‭ ‬أصوات‭ ‬الفيدرالية‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬الفائزين‭ ‬فيه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإجحاف‭ ‬في‭ ‬النمط‭ ‬السابق،‭ ‬ما‭ ‬رأيكم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬؟

الرفيق‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬العزيز‭:‬‭ ‬القاسم‭ ‬الانتخابي‭ ‬الجديد‭ ‬هدفه‭ ‬وضع‭ ‬سقف‭ ‬انتخابي‭ ‬للأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه‭ ‬واستمرار‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬الحقل‭ ‬السياسي،‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬كان‭ ‬موقفنا‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النقاش‭ ‬واعتبرناه‭ ‬إجراءا‭ ‬غير‭ ‬ديمقراطي‭ ‬يغيب‭ ‬التنافس‭ ‬السياسي‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭ ‬ولا‭ ‬يحقق‭  ‬العدالة‭ ‬الانتخابية‭ ‬ويمكن‭ ‬اعتباره‭  ‬تراجعا‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬ببلادنا،‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬القوانين‭ ‬السابقة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬عادلة‭ ‬أيضا‭ ‬وكنا‭ ‬دائما‭ ‬نطالب‭ ‬بتغييرها،‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاستفادة‭ ‬فلا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬ستكون‭ ‬أول‭ ‬مستفيد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭. ‬

الطريق‭:‬‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬انتظاراتكم‭ ‬وتصور‭ ‬الفيدرالية‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭ ‬؟

الرفيق‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬العزيز‭:‬‭ ‬قدمنا‭ ‬كفيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬تصورنا‭ ‬للنموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭ ‬والذي‭ ‬ارتكز‭ ‬أساسا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬القراءة‭ ‬النقدية‭ ‬للاختيارات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬أطرت‭ ‬المرحلة‭ ‬السابقة‭ ‬وما‭ ‬يقتضيه‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬للقطائع‭ ‬اللازمة‭ ‬مع‭ ‬الاستبداد‭ ‬و‭ ‬الفساد‭ ‬وارتباط‭ ‬السلطة‭ ‬بالمال‭. ‬كما‭ ‬أكدنا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتأسس‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬ديمقراطي‭ ‬حقيقي‭ ‬مضمونه‭ ‬الملكية‭ ‬البرلمانية‭ ‬و‭ ‬دستور‭ ‬ديمقراطي‭ ‬يضمن‭ ‬فصل‭ ‬السلط‭ ‬واحترام‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬ديمقراطية‭ ‬تجسد‭ ‬السيادة‭ ‬الشعبية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الضرورة‭ ‬التاريخية‭ ‬و‭ ‬الموضوعية‭ ‬تفرض‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الاختيارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتأسيس‭ ‬للعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬الطبقية‭ ‬والمجالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دور‭ ‬أكبر‭ ‬للدولة‭  ‬كفاعل‭ ‬اقتصادي‭ ‬وكمستثمر‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬العمومية‭ ‬وإصلاح‭ ‬شامل‭ ‬لمنظومة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬والقطع‭ ‬مع‭  ‬السياسات‭ ‬النيوليبرالية‭ ‬التي‭ ‬تعمقت‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬والتي‭ ‬سبقتها‭. ‬عناصر‭ ‬نعتبرها‭ ‬أساسية‭ ‬لبناء‭ ‬مغرب‭ ‬آخر‭ ‬يستحضر‭ ‬الإنسان‭ ‬أولا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية‭. ‬إن‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجائحة‭ ‬تتجه‭ ‬بقوة‭ ‬نحو‭ ‬تأكيد‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وإحداث‭ ‬قطيعة‭ ‬مع‭ ‬النهج‭ ‬النيوليبرالي‭ ‬وتجاوز‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بتوافقات‭ ‬واشنطن‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬أسس‭ ‬هذا‭ ‬النهج،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬تصورات‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬لتجاوز‭ ‬فشل‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الذي‭ ‬سارت‭ ‬عليه‭ ‬بلادنا‭. ‬

الطريق‭:‬‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬الخطوات‭ ‬الأولى‭ ‬لمشروع‭ ‬تعميم‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية،‭ ‬ما‭ ‬قراءتكم‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬سبل‭ ‬وإكراهات‭ ‬إنجاحه،‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التنفيذ‭ ‬؟

الرفيق‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬العزيز‭:‬‭ ‬مشروع‭ ‬تعميم‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ورش‭ ‬مهم‭ ‬وأساسي‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬عاشته‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والانعكاسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬واقع‭ ‬اتساع‭ ‬دائرة‭ ‬الفقر‭ ‬والهشاشة‭ ‬والفوارق‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وأكدت‭ ‬كذلك‭ ‬ضعف‭ ‬منظومة‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تغطي‭ ‬سوى‭ ‬ثلث‭ ‬المغاربة‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬التعميم‭ ‬الذي‭ ‬سينطلق‭ ‬بالتغطية‭ ‬الصحية‭ ‬كمرحلة‭ ‬أولى‭ ‬يقتضي‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬شروط‭ ‬نجاحه‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التمويل‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مستداما‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحكامة‭ ‬الجيدة‭ ‬والقطع‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬هدر‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬و‭ ‬الفساد،‭ ‬أيضا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تحضير‭ ‬البنيات‭ ‬الصحية‭ ‬العمومية‭ ‬لاستيعاب‭ ‬22‭ ‬مليون‭ ‬مستفيد‭ ‬من‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬وأؤكد‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬مركزية‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬العمومية‭  ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ظهر‭ ‬بجلاء‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬للردة‭ ‬الحقوقية‭ ‬التي‭ ‬تسلكها‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬المطالب‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬النقابية‭ ‬والفئوية‭ ‬والمجالية؟

الرفيق‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬العزيز‭:‬‭ ‬بالفعل‭ ‬تشهد‭ ‬بلادنا‭ ‬ردة‭ ‬حقوقية‭ ‬كبيرة‭ ‬و‭ ‬تضييقا‭ ‬ممنهجا‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬ازدادت‭ ‬حدتها‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬إعلان‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استغلالها‭ ‬لتكريس‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السلطوية‭ ‬ومنع‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬السلمية‭ ‬و‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الاحتقان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كواقع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إطفاؤه‭ ‬عبر‭ ‬المقاربة‭ ‬القمعية‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تجميد‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الحوار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مع‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬فاقمت‭ ‬تدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الصعبة‭ ‬وزادت‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬بعد‭ ‬فقدان‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬لمناصب‭ ‬شغلهم‭. ‬لذا‭ ‬طالبنا‭ ‬في‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بضرورة‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الانفراج‭ ‬السياسي‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬لإعادة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬وجعل‭ ‬محطة‭ ‬الانتخابات‭ ‬لحظة‭ ‬تدافع‭ ‬بين‭ ‬المشاريع‭ ‬السياسية‭ ‬لتقديم‭ ‬الأجوبة‭ ‬عن‭ ‬واقعنا‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تقييمكم‭ ‬لتقدم‭ ‬عملية‭ ‬الوحدة‭ ‬واندماج‭ ‬مكونات‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬النفس‭ ‬الإيجابي‭ ‬للهيئة‭ ‬التقريرية‭ ‬الأخيرة‭ ‬؟

الرفيق‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬العزيز‭:‬‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬الاتحادي‭ ‬نعتبر‭ ‬أن‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬هي‭ ‬لبنة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬أفق‭  ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬حركة‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدت‭ ‬عليه‭ ‬بقوة‭ ‬ووضوح‭ ‬مخرجات‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬التاسع‭ ‬للحزب‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬موضوعية‭ ‬لشروط‭ ‬المرحلة‭ ‬التاريخية‭ ‬بكل‭ ‬تقاطعاتها‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والوطنية‭. ‬فبلادنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬ليسار‭ ‬قوي‭ ‬فاعل‭ ‬ومؤثر‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬و‭ ‬معبر‭ ‬عن‭ ‬انتظارات‭ ‬ومطالب‭ ‬فئات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬ضحية‭ ‬الاختيارات‭ ‬السياسية‭ ‬النيوليبرالية‭ ‬التي‭ ‬سادت‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭. ‬هذا‭ ‬اليسار‭ ‬الذي‭ ‬نريده‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مشتتا‭ ‬غارقا‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬الثانوية‭ ‬بل‭ ‬متملكا‭ ‬لمشروع‭ ‬سياسي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تعبئة‭ ‬جماهير‭ ‬شعبنا‭ ‬للنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬نحن‭ ‬نعتقد‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬أهدرنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬وأن‭ ‬تجربتنا‭ ‬نضجت‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭ ‬لتشكل‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬لإعادة‭ ‬البناء‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬مما‭ ‬راكمناه‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬نضاليا‭ ‬وانتخابيا‭ ‬سواء‭ ‬كتحالف‭ ‬أو‭ ‬كفيدرالية‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬حققنا‭ ‬تراكما‭ ‬نوعيا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أرضية‭ ‬المشروع‭ ‬السياسي‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المرجعي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأشكال‭ ‬التنظيمية‭. ‬أكيد‭ ‬أن‭ ‬خلاصات‭ ‬الهيئة‭ ‬التقريرية‭ ‬للفيدرالية‭ ‬تشكل‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬نحو‭ ‬الاندماج‭ ‬بالانفتاح‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬والفعاليات‭ ‬اليسارية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬نتقاسم‭ ‬معها‭ ‬أسس‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬السياسي،‭ ‬وسنستمر‭ ‬بثقة‭ ‬وإصرار‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬النبيل‭ ‬رغم‭ ‬المقاومات‭  ‬والتردد‭ ‬لأن‭ ‬في‭ ‬وحدتنا‭ ‬مصلحة‭ ‬شعبنا‭ ‬وعائلتنا‭ ‬السياسية‭ ‬اليسارية‭. ‬

الطريق‭:‬‭ ‬كلمة‭ ‬أخيرة‭ ‬لقراء‭ ‬مجلة‭ ‬الطريق‭.‬

الرفيق‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬العزيز‭:‬‭ ‬نعتبر‭ ‬بعد‭ ‬تجربة‭ ‬جريدة‭ ‬المسار،‭ ‬عودة‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الحقل‭ ‬الإعلامي،‭ ‬إغناء‭ ‬للصحافة‭ ‬الجادة‭ ‬وصوتا‭ ‬يساريا‭ ‬متميزا،‭ ‬نتمنى‭ ‬له‭ ‬الاستمرارية‭ ‬والتوفيق‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى