فيدرالية اليسار الديمقراطي وانتخابات 2021

◆ الطاهر موحوش عضو الهيئة التنفيذية لفيدرالية اليسار الديمقراطي ومنسق لجنة الانتخابات

تعتمد‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬مقاربتها‭ ‬للعمل‭ ‬السياسي‭ ‬استراتيجية‭ ‬النضال‭ ‬الديمقراطي‭ ‬وتروم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تحقيق‭ ‬ميزان‭ ‬قوى‭ ‬لصالح‭ ‬القوى‭ ‬المؤمنة‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬كآلية‭ ‬لتدبير‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬الوطني‭ ‬عبر‭ ‬خلق‭ ‬تراكمات‭ ‬تتأتى‭ ‬بفعل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬واجهتين‭ ‬متكاملتين‭ ‬ومتداخلتين‭:‬

‭- ‬واجهة‭ ‬النضال‭ ‬عبر‭ ‬تأطير‭ ‬مختلف‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬ومؤازرتها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوقها‭ ‬الأساسية‭ ‬المشروعة؛

‭- ‬وواجهة‭ ‬العمل‭ ‬المؤسساتي‭.‬

وإن‭ ‬كان‭ ‬النضال‭ ‬المجتمعي‭ ‬متاحا‭ ‬نسبيا،‭ ‬وفق‭ ‬شروط‭ ‬محددة،‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬الواجهات‭ ‬الجماهيرية،‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬يتطلب‭ ‬المرور‭ ‬عبر‭ ‬الانتخابات‭. ‬

وتعتبر‭ ‬الانتخابات‭ ‬الحرة‭ ‬والنزيهة‭ ‬ركنا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬البناء‭ ‬الديمقراطي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأركان‭ ‬الأربعة‭ ‬الأخرى‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬وصون‭ ‬الحريات‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية،‭ ‬وضمان‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الاختلاف،‭ ‬والتداول‭ ‬السلمي‭ ‬على‭ ‬السلطة‭. ‬

ونظرا‭ ‬لأهمية‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬ما‭ ‬فتئت‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬تنادي‭ ‬بوضع‭ ‬أسس‭ ‬لتخليقها‭ ‬وضمان‭ ‬نزاهتها‭ ‬وربط‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬بنتائجها‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬انتخابات‭ ‬سابقة،‭ ‬كانت‭ ‬الفيدرالية‭ ‬سباقة‭ (‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬دجنبر‭ ‬2019‭) ‬إلى‭ ‬إثارة‭ ‬انتباه‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الانكباب،‭ ‬وفق‭ ‬آليات‭ ‬تشاركية‭ ‬حقيقية،‭ ‬على‭ ‬مراجعة‭ ‬جذرية‭ ‬للمنظومة‭ ‬القانونية‭ ‬المؤطرة‭ ‬للانتخابات‭ ‬داخل‭ ‬آجال‭ ‬معقولة‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬وضع‭ ‬الميكانيزمات‭ ‬والآليات‭ ‬التنظيمية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ضمان‭ ‬حياد‭ ‬الإدارة،‭ ‬والدين،‭ ‬والمال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محطات‭ ‬المسلسل‭ ‬الانتخابي‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬قامت‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بتنظيم‭ ‬عدة‭ ‬أنشطة‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬2019‭ ‬و2020‭ ‬و2021‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭:‬

‭- ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2019‭ ‬نظمت‭ ‬الهيئة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لفيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬يومين‭ ‬دراسيين‭ (‬شهر‭ ‬ماي‭ ‬ويونيو‭) ‬بخصوص‭ ‬الانتخابات‭. ‬وقد‭ ‬أثمر‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬عدة‭ ‬توصيات‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إحداث‭ ‬لجنة‭ ‬خاصة‭ ‬بالانتخابات‭ ‬أوكلت‭ ‬إليها‭ ‬مهمة‭ ‬أجرأة‭ ‬هذه‭ ‬التوصيات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع؛‭ ‬

‭- ‬تنظيم‭ ‬ملتقى‭ ‬وطني‭ ‬بين‭ ‬لجنة‭ ‬الانتخابات‭ ‬ومنتخبي‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2020؛

‭- ‬تنظيم‭ ‬ملتقى‭ ‬وطني‭ ‬بين‭ ‬لجنة‭ ‬الانتخابات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬المحلية‭ ‬للفيدرالية‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2020؛

‭- ‬إعداد‭ ‬مذكرة‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بخصوص‭ ‬الانتخابات‭ ‬وإرسالها‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية؛

‭- ‬وضع‭ ‬منصة‭ ‬للتكوين‭ ‬عن‭ ‬بعد؛

‭- ‬وضع‭ ‬برنامج‭ ‬لتكوين‭ ‬مسؤولي‭ ‬أحزاب‭ ‬الفيدرالية‭ ‬بالأقاليم‭ ‬والفروع؛

‭- ‬تعميم‭ ‬مذكرة‭ ‬على‭ ‬الهيئات‭ ‬المحلية‭ ‬لفيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬تحدد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الأهداف‭ ‬المنتظرة‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة،‭ ‬ومسطرة‭ ‬انتقاء‭ ‬المرشحين‭ ‬وترتيبهم‭ ‬باللوائح‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وجدولة‭ ‬زمنية‭ ‬للقيام‭ ‬بمختلف‭ ‬الإجراءات،‭ ‬والانخراط‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التسجيل‭ ‬في‭ ‬اللوائح‭ ‬الانتخابية؛‭ 

‭- ‬إعداد‭ ‬مشاريع‭ ‬تعديلات‭ ‬بخصوص‭ ‬المنظومة‭ ‬القانونية‭ ‬المؤطرة‭ ‬للانتخابات‭ ‬وخاصة‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬57‭.‬11‭ ‬المتعلق‭ ‬باللوائح‭ ‬الانتخابية‭ ‬العامة‭ ‬وعمليات‭ ‬الاستفتاء‭ ‬واستعمال‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬السمعي‭ ‬البصري‭ ‬العمومية‭ ‬خلال‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية‭ ‬والاستفتائية،‭ ‬والقانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬رقم‭ ‬59‭.‬11المتعلق‭ ‬بانتخاب‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬الترابية،‭ ‬والقانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬رقم‭ ‬27‭.‬11‭ ‬المتعلق‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭. ‬

فماذا‭ ‬قدمت‭ ‬الفيدرالية‭ ‬من‭ ‬مقترحات‭ ‬عبر‭ ‬مذكرتها‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬مقترحاتها‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬التعديلات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقوانين‭ ‬الانتخابية؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬رهاناتها‭ ‬بخصوص‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬الانتخابية‭ ‬المقبلة؟‭ ‬

I‭. ‬مذكرة‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بخصوص‭ ‬الانتخابات‭ ‬تضمنت‭ ‬مذكرة‭ ‬الفيدرالية‭ ‬ديباجة‭ ‬عامة،‭ ‬ومحور‭ ‬سياسي،‭ ‬ومحور‭ ‬متعلق‭ ‬بمتطلبات‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬نزيهة‭ ‬وشفافة‭ ‬كما‭ ‬تراها‭ ‬الفيدرالية‭ ‬ومحور‭ ‬متعلق‭ ‬بإشراك‭ ‬مغاربة‭ ‬المهجر‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭. 

وقد‭ ‬أكدت‭ ‬الفيدرالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ديباجة‭ ‬مذكرتها‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الديمقراطي‭ ‬عبر‭ ‬تنظيم‭ ‬انتخابات‭ ‬حرة‭ ‬ونزيهة‭ ‬وربط‭ ‬نتائجها‭ ‬بالقرار‭ ‬السياسي‭. ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬بالمحطات‭ ‬الانتخابية‭ ‬السابقة‭ ‬وما‭ ‬شابها‭ ‬من‭ ‬اختلالات‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬متعددة‭ ‬أدت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬عزوف‭ ‬أغلبية‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭. ‬وقد‭ ‬أخذ‭ ‬هذا‭ ‬العزوف‭ ‬أشكالا‭ ‬متعددة‭ ‬منها‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬التسجيل‭ ‬في‭ ‬اللوائح‭ ‬الانتخابية،‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬الذهاب‭ ‬لصناديق‭ ‬الاقتراع،‭ ‬والتصويت‭ ‬الغير‭ ‬الصحيح‭.‬

كما‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬الممارسات‭ ‬السابقة‭ ‬والتأسيس‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬يخضع‭ ‬ويحتكم‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬لسلطة‭ ‬القانون‭ ‬وصناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مناخ‭ ‬سياسي‭ ‬ينبني‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬المنافسة‭ ‬السياسية‭ ‬الشريفة‭ ‬بين‭ ‬الفرقاء‭ ‬السياسيين،‭ ‬ويضمن‭ ‬الاحترام‭ ‬الكامل‭ ‬للإرادة‭ ‬الشعبية،‭ ‬ويكفل‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬والتنظيم‭ ‬للأفراد‭ ‬والجماعات‭.‬

وتناول‭ ‬المحور‭ ‬الأول‭ ‬للمذكرة‭ ‬مسألة‭ ‬تصفية‭ ‬الجو‭ ‬السياسي‭ ‬وتوفير‭ ‬شروط‭ ‬مناخ‭ ‬سياسي‭ ‬جديد‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬تعتبر‭ ‬الفيدرالية‭ ‬أن‭ ‬إرساء‭ ‬أسس‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحقيقية‭ ‬وبلوغ‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والمجالية‭ ‬الفعالة‭ ‬والتدبير‭ ‬الجيد،‭ ‬محليا‭ ‬وإقليميا‭ ‬وجهويا‭ ‬ووطنيا،‭ ‬يتطلب‭ ‬تحمل‭ ‬الدولة‭ ‬لكامل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬انفراج‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬المصالحة‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬و‭ ‬الجهات‭ ‬المهمشة‭ ‬والهيئات‭ ‬السياسية‭ ‬والحقوقية‭ ‬والنقابية،‭ ‬والنسائية‭ ‬وإعداد‭ ‬الشروط‭ ‬الكفيلة‭ ‬بخلق‭ ‬جو‭ ‬الثقة‭ ‬والتعبئة‭ ‬والإرادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والحرة‭ ‬للمواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬في‭ ‬جدوى‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬قصد‭ ‬الإسهام‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬الشأن‭ ‬العام،‭ ‬حتى‭ ‬تتحقق‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الانتخابية‭ ‬المقبلة‭ ‬المشاركة‭ ‬الوازنة،‭ ‬والمصداقية‭ ‬والنزاهة‭ ‬والشفافية‭ ‬الكاملة‭ ‬الضامنة‭ ‬لحرية‭ ‬المنافسة‭ ‬السياسية‭ ‬الشريفة‭ ‬والمحققة‭ ‬لغاياتها‭ ‬النبيلة‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المصالحة‭:‬

•‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬جميع‭ ‬المعتقلين‭ ‬السياسيين‭ ‬ومعتقلي‭ ‬الرأي‭ ‬والمعتقلين‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الحراكات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والصحفيين،‭ ‬والمدونين‭ ‬وإلغاء‭ ‬جميع‭ ‬المتابعات‭ ‬القضائية‭ ‬في‭ ‬حقهم،‭ ‬وخلق‭ ‬شروط‭ ‬مصالحة‭ ‬تاريخية؛

•‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لكل‭ ‬الممارسات‭ ‬اللاقانونية‭ ‬والملفات‭ ‬المصطنعة،‭ ‬وصيانة‭ ‬وحماية‭ ‬الحريات؛

•‭ ‬تنفيذ‭ ‬وتفعيل‭ ‬جميع‭ ‬التوصيات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬هيئة‭ ‬الإنصاف‭ ‬والمصالحة؛

•‭ ‬محاربة‭ ‬الفساد‭ ‬والقطع‭ ‬مع‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب؛

•‭ ‬تجريم‭ ‬كل‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬مبدأ‭ ‬نزاهة‭ ‬ومصداقية‭ ‬الانتخابات‭ ‬مع‭ ‬تحريك‭ ‬المتابعات‭ ‬القضائية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية‭ ‬السابقة‭ ‬لأوانها؛

•‭ ‬مأسسة‭ ‬الحوار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الثلاثي‭ ‬الأطراف‭ ‬والالتزام‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مخرجاته؛

•‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬مستعجلة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬ومخلفات‭ ‬الجفاف‭.‬

وفي‭ ‬الشق‭ ‬المتعلق‭ ‬بمتطلبات‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬نزيهة‭ ‬وشفافة،‭ ‬دعمت‭ ‬الفيدرالية‭ ‬مذكرتها‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬والوثيقة‭ ‬الدستورية‭ ‬وخلصت‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬عدة‭ ‬مقترحات‭ ‬تم‭ ‬تبويبها‭ ‬ضمن‭ ‬10‭ ‬محاور‭: ‬

1‭. ‬إحداث‭ ‬لجنة‭ ‬وطنية‭ ‬ولجان‭ ‬فرعية‭ ‬مستقلة‭ ‬دائمة‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬الانتخابات؛

توكل‭ ‬إليها‭ ‬عملية‭ ‬تدبير‭ ‬ومراقبة‭ ‬السير‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للانتخابات‭.‬

2‭. ‬الالتزام‭ ‬بمبادئ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحقة‭ ‬ونزاهة‭ ‬الانتخابات‭ ‬من‭ ‬خلال‭: ‬

•‭ ‬تحلي‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬مستوياتها،‭ ‬بالحياد‭ ‬الإيجابي‭ ‬عبر‭ ‬الالتزام‭ ‬بعدم‭ ‬دعم‭ ‬أو‭ ‬توجيه‭ ‬أو‭ ‬محاباة‭ ‬أو‭ ‬خدمة‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬سياسية،‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬والتدخل‭ ‬الفوري‭ ‬لمحاربة‭ ‬كافة‭ ‬أشكال‭ ‬وتمظهرات‭ ‬الفساد‭ ‬الانتخابي‭ ‬والسياسي؛

•‭ ‬التنصيص‭ ‬الصريح‭ ‬في‭ ‬القوانين‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعمليات‭ ‬الانتخابية‭ (‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬9‭.‬97؛‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬57‭.‬11؛‭ ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬رقم‭ ‬59‭.‬11؛‭ ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬المتعلق‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب؛‭ ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬المتعلق‭ ‬بمجلس‭ ‬المستشارين‭) ‬على‭ ‬مسائلة‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المشرفين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬على‭ ‬تدبير‭ ‬عملية‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وإقرار‭ ‬عقوبات‭ ‬زجرية‭ ‬بحق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يساهم،‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬في‭ ‬التزوير‭ ‬أو‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬الناخبين،‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬بنزاهة‭ ‬وشفافية‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية؛

•‭ ‬نشر‭ ‬اللوائح‭ ‬الانتخابية‭ ‬وكل‭ ‬المعطيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬على‭ ‬الانترنيت‭ (‬الموقع‭ ‬الالكتروني‭ ‬للجهة‭ ‬المشرفة‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬الانتخابات‭)‬،‭ ‬وداخل‭ ‬مقرات‭ ‬الجماعات‭ ‬والعمالات‭ ‬والأقاليم‭ ‬والجهات،‭ ‬ووضعها‭ ‬رهن‭ ‬إشارة‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬بطريقة‭ ‬مبسطة؛

•‭ ‬تبسيط‭ ‬شروط‭ ‬المشاركة‭ ‬الانتخابية‭ ‬ومساطر‭ ‬الترشيح،‭ ‬وضمان‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والرأي‭ ‬والدعاية‭ ‬الحرة،‭ ‬وحرية‭ ‬التجمع‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الناخبين؛

•‭ ‬إخراج‭ ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬للدفع‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬القوانين‭ ‬لتحصين‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالانتخابات؛

•‭ ‬نشر‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬الجريدة‭ ‬الرسمية‭.‬

3‭. ‬إعداد‭ ‬لوائح‭ ‬جديدة‭ ‬للهيئة‭ ‬الناخبة

وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬مصداقية‭ ‬اللوائح‭ ‬ومطابقتها‭ ‬للواقع‭ ‬وخلوها‭ ‬من‭ ‬الشوائب‭ ‬والتلاعبات،‭ ‬اعتبارا‭ ‬لأن‭ ‬اللوائح‭ ‬الانتخابية‭ ‬هي‭ ‬القاعدة‭ ‬الأساسية‭ ‬لنزاهة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬اللوائح‭ ‬الحالية‭ ‬عرفت‭ ‬إفسادا‭ ‬كبيرا‭ ‬عند‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬عمليات‭ ‬المراجعات‭ ‬الجزئية‭ ‬من‭ ‬تداركه‭. ‬وتقترح‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

•‭ ‬اعتماد‭ ‬التسجيل‭ ‬التلقائي‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬بطاقة‭ ‬التعريف‭ ‬الوطنية‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬ومواطنة‭ ‬بلغ‭ ‬سن‭ ‬الرشد‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬يوم‭ ‬الاقتراع؛

•‭ ‬تضمين‭ ‬اللوائح‭ ‬الانتخابية‭ ‬رقم‭ ‬البطاقة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتعريف‭ ‬ونشر‭ ‬هذه‭ ‬اللوائح‭ ‬على‭ ‬الانترنيت‭ ‬وبمقرات‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬قبل‭ ‬موعد‭ ‬الانتخابات؛‭ ‬ونشرها‭ ‬أمام‭ ‬مكاتب‭ ‬التصويت‭ ‬يوم‭ ‬الاقتراع؛

•‭ ‬إعداد‭ ‬لوائح‭ ‬انتخابية‭ ‬جديدة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للغرف‭ ‬المهنية‭ ‬وإشراك‭ ‬المهنيين‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الشروط‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالفئات‭ ‬الناخبة‭ ‬الخاصة‭ ‬بكل‭ ‬غرفة‭ ‬مهنية؛

•‭ ‬ضمان‭ ‬حق‭ ‬المواطنين‭ ‬والأحزاب‭ ‬والمراقبين‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬اللوائح‭ ‬الانتخابية‭.‬

4‭. ‬التقطيع‭ ‬الانتخابي‭ ‬ونمط‭ ‬وتوقيت‭ ‬الاقتراع

من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬تدبير‭ ‬مجالي‭ ‬فعال‭ ‬يسمح‭ ‬بالاستثمار‭ ‬الأمثل‭ ‬والمتكافئ‭ ‬للمقومات‭ ‬البشرية‭ ‬والطبيعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والتاريخية‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬لكل‭ ‬جهات‭ ‬المغرب،‭ ‬ترى‭ ‬أحزاب‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬

•‭ ‬مراجعة‭ ‬التقطيع‭ ‬الترابي‭ ‬للدوائر‭ ‬الانتخابية‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬والتوازن‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الناخبين‭ ‬بين‭ ‬الدوائر‭ ‬الانتخابية؛

•‭ ‬إشراك‭ ‬جميع‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬وجمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬بخصوص‭ ‬ذلك؛

•‭ ‬إقرار‭ ‬التقطيع‭ ‬النهائي،‭ ‬المحلي‭ ‬والجهوي،‭ ‬بمقتضى‭ ‬قانون‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬البرلمان؛

•‭ ‬تحديد‭ ‬الجهة‭ ‬كدائرة‭ ‬انتخابية‭ ‬وحيدة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للانتخابات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمجالس‭ ‬الجهات؛

•‭ ‬تحديد‭ ‬الجهة‭ ‬كدائرة‭ ‬انتخابية‭ ‬بخصوص‭ ‬انتخابات‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬دائرة‭ ‬وطنية‭ ‬فريدة؛

•‭ ‬التقليص‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬الجماعات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬القروي؛

•‭ ‬إحداث‭ ‬غرفة‭ ‬فلاحية‭ ‬وغرفة‭ ‬للتجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬والخدمات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬واعتبار‭ ‬تراب‭ ‬الجهة‭ ‬دائرة‭ ‬انتخابية‭ ‬واحدة‭ ‬بخصوص‭ ‬هذه‭ ‬الغرف؛

•‭ ‬تعميم‭ ‬نمط‭ ‬الاقتراع‭ ‬اللائحي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجماعات‭ ‬الحضرية‭ ‬وشبه‭ ‬الحضرية‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الجماعية؛

•‭ ‬توحيد‭ ‬نمط‭ ‬الاقتراع‭ ‬واعتماد‭ ‬نظام‭ ‬الاقتراع‭ ‬اللائحي‭ ‬النسبي‭ ‬مع‭ ‬أكبر‭ ‬البقايا‭ ‬وبدون‭ ‬استعمال‭ ‬طريقة‭ ‬مزج‭ ‬الأصوات‭ ‬أو‭ ‬التصويت‭ ‬التفاضلي؛

•‭ ‬إلغاء‭ ‬العتبة‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تقاسم‭ ‬المقاعد‭ ‬باعتباره‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭ ‬ويعطي‭ ‬لكل‭ ‬ذي‭ ‬حق‭ ‬حقه‭ ‬ويضمن‭ ‬التعددية‭ ‬الحزبية؛‭ ‬وإدماج‭ ‬كل‭ ‬الحساسيات‭ ‬السياسية‭ ‬والشرائح‭ ‬الاجتماعية‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات،‭ ‬ويقلص‭ ‬من‭ ‬إفساد‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭. ‬

•‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬غير‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬أو‭ ‬أبريل‭.‬

5‭. ‬أهلية‭ ‬وشروط‭ ‬الترشح‭ ‬للانتخابات

من‭ ‬أجل‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬المفسدين‭ ‬وتجار‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬المجالس‭ ‬التمثيلية،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬نخب‭ ‬سياسية‭ ‬محلية‭ ‬وجهوية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تدبير‭ ‬الشؤون‭ ‬المحلية‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المنشودة‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭:‬

•‭ ‬منع‭ ‬الترشح‭ ‬للانتخابات‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬نهب‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬والمس‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والتهرب‭ ‬الضريبي،‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والمخدرات،‭ ‬ومهربي‭ ‬الأموال،‭ ‬والمتورطين‭ ‬في‭ ‬تزوير‭ ‬الانتخابات‭ ‬وإفسادها‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬وجميع‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬وردت‭ ‬أسماؤهم‭ ‬كمتلاعبين‭ ‬بالمال‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬تقارير‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات‭ ‬أو‭ ‬المجالس‭ ‬الجهوية‭ ‬للحسابات‭ ‬أو‭ ‬تقارير‭ ‬هيئات‭ ‬التفتيش‭ ‬الترابية‭ ‬والمالية؛

•‭ ‬إلغاء‭ ‬ضمانة‭ ‬5000‭ ‬درهم‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬المترشحين‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلسي‭ ‬البرلمان؛

•‭ ‬الإدلاء‭ ‬بشهادة‭ ‬التصريح‭ ‬بالعمال‭ ‬لدى‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتضامن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأرباب‭ ‬المقاولات‭ ‬والضيعات‭ ‬الفلاحية؛

•‭ ‬إلزامية‭ ‬الإدلاء‭ ‬بشهادة‭ ‬إبراء‭ ‬الذمة‭ ‬الضريبية‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الترشيح؛

•‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬ممثلي‭ ‬المأجورين‭ (‬40‭) ‬عوض‭ ‬20‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬المستشارين؛

•‭ ‬التقليص‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬ممثلي‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ (‬52‭) ‬عوض‭ ‬72‭ ‬حاليا؛

6‭. ‬التمثيلية‭ ‬النسائية

شكل‭ ‬تمثيل‭ ‬النساء‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬المنتخبة‭ ‬تقدما‭ ‬بطيئا،‭ ‬وتعود‭ ‬اسباب‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬القوانين‭ ‬المنظمة‭ ‬لتمثيلية‭ ‬النساء،‭ ‬والى‭ ‬سلوك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬الرافضين‭ ‬بالسماح‭ ‬للمرأة‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬التمثيلية‭ ‬في‭ ‬مكاتب‭ ‬الجماعات‭ ‬ولجان‭ ‬المجالس‭ ‬وتغاضي‭ ‬السلطات‭ ‬المكلفة‭ ‬بالرقابة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الخروقات‭ ‬القانونية،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمساواة‭ ‬بين‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬المادة‭ ‬4‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬اتخاد‭ ‬تدابير‭ ‬خاصة‭ ‬للتعجيل‭ ‬بالمساواة‭ ‬الفعلية‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬والفصل‭ ‬19‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬فإن‭ ‬أحزاب‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديموقراطي‭ ‬تقترح‭:‬

•‭ ‬تخصيص‭ ‬ثلث‭ ‬اللوائح‭ ‬الخاصة‭ ‬بالترشيح‭ ‬للانتخابات‭ ‬أعضاء‭ ‬مجالس‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية،‭ ‬للنساء؛

•‭ ‬ضمان‭ ‬تمثيلية‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لوائح‭ ‬مختلطة‭ ‬بالضرورة؛

•‭ ‬إلغاء‭ ‬كل‭ ‬لائحة‭ ‬لا‭ ‬تحترم‭ ‬هذه‭ ‬القاعدة؛‭ ‬

•‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬إفراد‭ ‬لائحة‭ ‬وطنية‭ ‬للنساء‭ ‬مع‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬مقاعدها‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬ثلث‭ ‬مقاعد‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭.‬

7‭. ‬توزيع‭ ‬التمويل‭ ‬والولوج‭ ‬إلى‭ ‬الإعلام‭ ‬العموميين‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬معايير‭ ‬موضوعية

بهدف‭ ‬محاربة‭ ‬الفساد‭ ‬الانتخابي‭ ‬وشراء‭ ‬الذمم،‭ ‬وتحجيم‭ ‬دور‭ ‬النفوذ‭ ‬المالي،‭ ‬وضمان‭ ‬المنافسة‭ ‬السياسية‭ ‬الشريفة‭ ‬والشفافة‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية،‭ ‬واحترام‭ ‬مبدأي‭ ‬المساواة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأحزاب‭ ‬في‭ ‬التمويل‭ ‬والإعلام‭ ‬العموميين،‭ ‬تقترح‭ ‬أحزاب‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬

•‭ ‬اعتماد‭ ‬معايير‭ ‬أكثر‭ ‬موضوعية‭ ‬لتوزيع‭ ‬الدعم‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭ ‬فيالتمويل‭ ‬العمومي؛

•‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬العمومي‭.‬

8‭. ‬تبسيط‭ ‬وضمان‭ ‬نزاهة‭ ‬عملية‭ ‬التصويت

وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تسهيل‭ ‬عملية‭ ‬المشاركة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وتفادي‭ ‬أية‭ ‬محاولة‭ ‬للتزوير‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬التصويت،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭:‬

•‭ ‬اعتماد‭ ‬التصويت‭ ‬ببطاقة‭ ‬التعريف‭ ‬الوطنية؛

•‭ ‬تزويد‭ ‬كل‭ ‬مكاتب‭ ‬التصويت‭ ‬بنظام‭ ‬معلوماتي‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬للناخب‭ ‬بالإدلاء‭ ‬بصوته‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة؛

•‭ ‬أن‭ ‬يبصم‭ ‬الناخب‭ (‬ة‭) ‬بعد‭ ‬التصويت‭ ‬أمام‭ ‬اسمه‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬التصويت‭.‬

9‭. ‬الحزم‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬ومعاقبة‭ ‬المتلاعبين‭ ‬بالعملية‭ ‬الانتخابية

بهدف‭ ‬تخليق‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الفساد‭ ‬الانتخابي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭:‬

•‭ ‬التزام‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية‭ ‬بالتخلي‭ ‬عن‭ ‬الحياد‭ ‬السلبي‭ ‬ومعاقبة‭ ‬كل‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬تزوير‭ ‬أو‭ ‬تدليس‭ ‬أو‭ ‬التلاعب‭ ‬بالعملية‭ ‬الانتخابية؛

•‭ ‬محاربة‭ ‬صارمة‭ ‬لكل‭ ‬أشكال‭ ‬الاستمالة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬لأصوات‭ ‬الناخبين،‭ ‬من‭ ‬استعمال‭ ‬المال‭ ‬أو‭ ‬الوعد‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬الوعد‭ ‬بمنافع‭ ‬مادية‭ ‬أو‭ ‬استغلال‭ ‬للدين‭ ‬أو‭ ‬للنفوذ؛

•‭ ‬التعجيل‭ ‬بالتحقيق‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬الانتخابية‭ ‬وعدم‭ ‬التهاون‭ ‬أو‭ ‬التسامح‭ ‬مع‭ ‬المتلاعبين‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحريك‭ ‬متابعات‭ ‬قضائية‭ ‬مستعجلة‭ ‬وملاحقة‭ ‬ومعاقبة‭ ‬مرتكبيها،‭ ‬مع‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬ضد‭ ‬الأشخاص‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬الفساد‭ ‬الانتخابي؛

•‭ ‬تطبيق‭ ‬الجزائات‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المتورطات‭ ‬والمتورطين‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الفساد‭ ‬الانتخابي‭.‬

10‭. ‬مراجعة‭ ‬القوانين‭ ‬التنظيمية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬والقوانين‭ ‬التنظيمية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمجلسي‭ ‬البرلمان‭ ‬والقوانين‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعمليات‭ ‬الانتخابية

لقد‭ ‬أبانت‭ ‬الممارسة‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬اختلالات‭ ‬تعوق‭ ‬عمل‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإجهاز‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬التدبير‭ ‬الحر‭ ‬الذي‭ ‬كرسه‭ ‬لها‭ ‬دستور‭ ‬2011‭ ‬وكذا‭ ‬حدود‭ ‬وعلاقة‭ ‬سلطة‭ ‬المراقبة‭ ‬بها،‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتداخل‭ ‬الاختصاصات‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬شروط‭ ‬الترشيح‭ ‬لعضويتها‭ ‬أو‭ ‬لرئاستها‭ ‬أو‭ ‬حالات‭ ‬التنافي،‭ ‬أو‭ ‬صلاحيات‭ ‬مختلف‭ ‬الأجهزة‭ ‬المسيرة‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجزاءات‭ ‬بخصوص‭ ‬الخروقات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تسقط‭ ‬فيها‭ ‬الأجهزة‭ ‬المسيرة‭ ‬لها،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بآليات‭ ‬التنسيق‭ ‬بينها،‭ ‬أو‭ ‬بالتشريع‭ ‬المحدد‭ ‬لمواردها‭ ‬المالية‭ ‬وكيفية‭ ‬تحصيلها‭. ‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬التدبير‭ ‬الفعال‭ ‬للجماعات‭ ‬الترابيةوحسن‭ ‬سير‭ ‬المؤسسات‭ ‬المنتخبة،ترى‭ ‬أحزاب‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬حدا‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬التأهيل‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬تقترح‭ ‬بخصوصشروط‭ ‬التأهيل‭ ‬للترشح‭ ‬لرئاسة‭ ‬جماعة‭ ‬ترابية‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬جماعات‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬جماعات‭ ‬ترابية‭ ‬أو‭ ‬غرفة‭ ‬مهنية‭ ‬أو‭ ‬عضوية‭ ‬مجلس‭ ‬من‭ ‬مجلسي‭ ‬البرلمان‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

•‭ ‬إقرار‭ ‬شرط‭ ‬التوفر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تعليمي‭ ‬يعادل‭ ‬مستوى‭ ‬الباكالوريا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الترشح‭ ‬لرئاسة‭ ‬جماعة‭ ‬ترابية‭ ‬أو‭ ‬مجموعاتها؛

•‭ ‬إقرار‭ ‬شرط‭ ‬التوفر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تعليمي‭ ‬عالي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الترشح‭ ‬لعضوية‭ ‬أحد‭ ‬مجلسي‭ ‬البرلمان‭.‬

وبهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬بخصوص‭ ‬الحكامة‭ ‬الترابية‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والجهوية‭ ‬فإن‭ ‬تعديل‭ ‬المنظومة‭ ‬القانونية‭ ‬القائمة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬أصبحت‭ ‬ملحة‭ ‬قصد‭ ‬تجاوز‭ ‬المعيقات‭ ‬الموضوعية‭ ‬الحالية‭.‬

كما‭ ‬أبانت‭ ‬الممارسة‭ ‬أن‭ ‬كثرة‭ ‬المهام‭ ‬والانتدابيات‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬المنتخبين‭ ‬تجعلها‭ ‬عرضة‭ ‬للإهمال‭ ‬وعدم‭ ‬القيام‭ ‬بالمسؤوليات‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬كل‭ ‬مهمة‭ ‬مما‭ ‬يفرغها‭ ‬من‭ ‬محتواها‭ ‬ويجعل‭ ‬منها‭ ‬فقط‭ ‬أداة‭ ‬للاغتناء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التعويضات‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬ترى‭ ‬أحزاب‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬ضرورة‭ ‬توسيع‭ ‬حالات‭ ‬التنافي‭ ‬لتشمل‭ ‬الحالات‭ ‬التالية‭:‬

•‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬ورئاسة‭ ‬جماعة‭ ‬ترابية‭ (‬مجلس‭ ‬جماعة،‭ ‬أو‭ ‬مجلس‭ ‬عمالة‭ ‬أو‭ ‬إقليم،‭ ‬أو‭ ‬مجلس‭ ‬جهة‭) ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬جماعات‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬جماعات‭ ‬ترابية؛

•‭ ‬العضوية‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬ورئاسة‭ ‬غرفة‭ ‬مهنية؛

•‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬مجلسي‭ ‬البرلمان‭ ‬وعضوية‭ ‬إحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدستورية؛

•‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬ورئاسة‭ ‬إحدى‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ (‬مجلس‭ ‬جماعة،‭ ‬أو‭ ‬مجلس‭ ‬عمالة‭ ‬أو‭ ‬إقليم،‭ ‬أو‭ ‬مجلس‭ ‬جهة‭) ‬أو‭ ‬رئاسة‭ ‬إحدى‭ ‬مجموعة‭ ‬الجماعات‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬أو‭ ‬رئاسة‭ ‬غرفة‭ ‬مهنية؛

•‭ ‬عضوية‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬ورئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬إداري‭ ‬لشركة‭ ‬يتجاوز‭ ‬رأسمالها‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭.‬

أما‭ ‬بخصوص‭ ‬تمثيلية‭ ‬مغاربة‭ ‬المهجر‭ ‬بالمجالس‭ ‬المنتخبة،‭ ‬فان‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬ترى‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬إشراك‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬المغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج،‭ ‬البالغين‭ ‬سن‭ ‬التصويت،‭ ‬فيا‭ ‬لانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تخصيص‭ ‬دوائر‭ ‬انتخابية‭ ‬ببلاد‭ ‬المهجر‭ ‬لهم‭ (‬مقعد‭ ‬واحد‭ ‬لكل‭ ‬مجموعة‭ ‬ساكنة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬100‭.‬000‭  ‬و‭ ‬150000‭  ‬نسمة،‭ ‬ويمكن‭ ‬تخصيص‭ ‬عدة‭ ‬دوائر‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬إقامة‭ ‬واحد‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬العدد‭ ‬يسمح‭ ‬بذلك،‭ ‬أو‭ ‬دائرة‭ ‬واحدة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬إقامة‭). ‬

هذا‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬مقترحات‭ ‬الفيدرالية‭ ‬بخصوص‭ ‬المذكرة‭ ‬المقدمة‭ ‬للحكومة‭. ‬أما‭ ‬بخصوص‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬فسنتناولها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحور‭ ‬التالي‭.‬

II‭. ‬أبرز‭ ‬مقترحات‭ ‬الفيدرالية‭ ‬بخصوص‭ ‬التعديلات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقوانين‭ ‬الانتخابية

يجب‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭”‬المشاورات‭” ‬التي‭ ‬قادتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬مع‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬بخصوص‭ ‬القوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬أغلب‭ ‬المقترحات‭ ‬المهيكلة‭ ‬للحقل‭ ‬الانتخابي‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الفيدرالية‭ ‬عبر‭ ‬مذكرتها‭. ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التجاوب‭ ‬معه‭ ‬بشكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬هو‭:‬

•‭ ‬الرفع‭ ‬النسبي‭ ‬من‭ ‬تمثيلية‭ ‬النساء‭ ‬بالمجالس‭ ‬المنتخبة؛‭ ‬

•‭ ‬حذف‭ ‬العتبة؛‭ ‬

•‭ ‬تغيير‭ ‬يوم‭ ‬الاقتراع؛

•‭ ‬إدخال‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬بخصوص‭ ‬حالات‭ ‬التنافي‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الاقتراحات‭ ‬الأساسية‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الأخذ‭ ‬بها‭ ‬خاصة‭ ‬اللجنة‭ ‬المستقلة‭ ‬للسهر‭ ‬على‭ ‬الانتخابات،‭ ‬والتسجيل‭ ‬التلقائي‭ ‬في‭ ‬اللوائح‭ ‬الانتخابية‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬بطاقة‭ ‬التعريف‭ ‬الوطنية،‭ ‬واعتماد‭ ‬الجهة‭ ‬كدائرة‭ ‬انتخابية‭ ‬وحيدة‭. ‬مما‭ ‬حدا‭ ‬بالفيدرالية‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬مقترحات‭ ‬تعديلات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬برلمانييها‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ (‬عمر‭ ‬بلافريج‭ ‬ومصطفى‭ ‬الشناوي‭).‬

وقد‭ ‬همت‭ ‬أبرز‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭:‬

‭- ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬57‭.‬11‭ ‬المتعلق‭ ‬باللوائح‭ ‬الانتخابية‭ ‬العامة‭ ‬وعمليات‭ ‬الاستفتاءواستعمال‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬السمعي‭ ‬البصري‭ ‬العمومية‭ ‬خلال‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية‭ ‬والاستفتائية،‭ ‬وذلك‭ ‬بتقديم‭ ‬مقترحات‭ ‬تعديل‭ ‬المواد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتسجيل‭ ‬في‭ ‬اللوائح‭ ‬الانتخابية‭ ‬العامة‭ ‬عبر‭ ‬جعلها‭ ‬أوتوماتيكية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استعمال‭ ‬قاعدة‭ ‬المعطيات‭ ‬المتوفرة‭ ‬بمنظومة‭ ‬بطاقة‭ ‬التعريف‭ ‬الوطنية،‭ ‬والمواد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتقوية‭ ‬نزاهة‭ ‬العمليات‭ ‬الانتخابية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التشديد‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الزجرية‭ ‬وشروط‭ ‬أهلية‭ ‬الترشيح‭.‬

‭- ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬رقم‭ ‬59‭.‬11‭ ‬المتعلق‭ ‬بانتخاب‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬الترابية‭: ‬تقديم‭ ‬مقترحات‭ ‬تعديل‭ ‬المواد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بشروط‭ ‬أهلية‭ ‬الترشيح‭ ‬والمواد‭ ‬الزجرية؛‭ ‬

‭- ‬القانون‭ ‬التنظيميرقم‭ ‬27‭.‬11‭ ‬المتعلق‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭: ‬

•‭ ‬إحداث‭ ‬دائرة‭ ‬انتخابية‭ ‬فريدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كل‭ ‬جهة؛

•‭ ‬توسيع‭ ‬حالات‭ ‬التنافي؛

•‭ ‬التشديد‭ ‬بخصوص‭ ‬المواد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بشروط‭ ‬أهلية‭ ‬الترشيح؛

•‭ ‬حذف‭ ‬شرط‭ ‬أداء‭ ‬مبلغ‭ ‬5000‭ ‬درهم‭ ‬المتعلق‭ ‬بالضمانة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الترشيح؛

•‭ ‬تعزيز‭ ‬المواد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بنزاهة‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التعديلات‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬سبيلها‭ ‬إلى‭ ‬آذان‭ ‬وعقول‭ ‬نواب‭ ‬الأمة‍‭.‬

III‭. ‬رهانات‭ ‬الفيدرالية

1‭) ‬خوض‭ ‬غمار‭ ‬الانتخابات‭ ‬بالنسبة‭ ‬لفيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬ليس‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬وسيلة‭ ‬ومحطة‭ ‬نضالية‭ ‬أخرى‭ ‬تمكن‭ ‬الفيدرالية‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬تأطيرية‭ ‬ونضالية‭ ‬وإعلامية‭ ‬قد‭ ‬تساعدها‭ ‬على‭ ‬التعريف‭ ‬بهويتها‭ ‬وبمقارباتها‭ ‬وببرامجها‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬الآليات‭ ‬التالية‭:‬

•‭ ‬مقارعة‭ ‬ونقد‭ ‬مقاربات‭ ‬واختيارات‭ ‬الدولة‭ ‬والأحزاب‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فلكها‭ ‬وتقديم‭ ‬البدائل‭ ‬الممكنة؛

•‭ ‬مذكرة‭ ‬الفيدرالية‭ ‬بمناسبة‭ “‬المشاورات‭”‬التي‭ ‬قادتها‭ ‬الحكومة‭ ‬مع‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬بخصوص‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة‭: ‬لقد‭ ‬قدمت‭ ‬الفيدرالية‭ ‬رؤيتها‭ ‬وعرفت‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإعلام‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬وسيلة‭ ‬للإقناع‭ ‬واستقطاب‭ ‬شرائح‭ ‬اجتماعية‭ ‬لرؤية‭ ‬الفيدرالية؛

•‭ ‬المقاربة‭ ‬المعتمدة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الفيدرالية‭ ‬بخصوص‭ ‬بلورة‭ ‬البرامج‭ ‬الانتخابية‭ ‬الوطنية‭ ‬والمحلية‭ ‬بشكل‭ ‬تشاركي‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والهيئات‭ ‬المهنية‭ ‬والنقابية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬تنظيم‭ ‬الفيدرالية‭ ‬وتجذرها‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع؛‭ ‬

•‭  ‬الحملات‭ ‬الانتخابيةالتي‭ ‬تشكل‭ ‬فرصة‭ ‬للقاء‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬المجتمعي‭ ‬للفيدرالية‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الوعي‭ ‬السياسي‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬لفئات‭ ‬مجتمعية‭ ‬مختلفة؛

•‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬وازنة‭ ‬بالمجالس‭ ‬المنتخبة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية‭. ‬

2‭) ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الرهان‭ ‬الأساسي‭ ‬لفيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬من‭ ‬خوض‭ ‬الانتخابات‭ ‬هو‭ ‬أولا‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ترسيخ‭ ‬وتقوية‭ ‬العمل‭ ‬الوحدوي‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬الفيدرالية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والجهوي‭ ‬والوطني‭. ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬نجاح‭ ‬خوض‭ ‬الانتخابات‭ ‬بشكل‭ ‬وحدوي‭ ‬وجدي‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬الفيدرالية‭ ‬وبالتالي‭ ‬تسريع‭ ‬عملية‭ ‬الاندماج‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬وتعزيز‭ ‬قرار‭ ‬الهيئة‭ ‬التقريرية‭ ‬للفيدرالية‭ ‬ليوم‭ ‬27‭ ‬دجنبر‭ ‬2020‭. ‬وبالتالي‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬ولادة‭ ‬حزب‭ ‬يساري‭ ‬قوي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬احتضان‭ ‬شرائح‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬فئات‭ ‬مجتمعية‭ ‬واسعة،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يشكل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬ميزان‭ ‬قوى‭ ‬له‭ ‬تأثيره‭ ‬داخل‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬الوطنية‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى