حوار مع المناضل الكبير ضد الصهيونية: سيون أسيدون
مجلة الطريق: من هو سيون أسيدون ؟
سيون أسيدون: هو مواطن مغربي منخرط في دعم القضية الفلسطينية وناشط في إطار بي ـ دي ـ آس المغرب.
مجلة الطريق: هل استطاع كل اليهود المغاربة التفريق بين الانتماء للديانة اليهودية وبين الانتماء للحركة العنصرية الصهيونية ؟
سيون أسيدون: عفوا. لا أخالط المواطنين المغاربة أعضاء الطوائف اليهودية بالمغرب بشكل كاف للإجابة بشكل مفيد على هذا السؤال.
مجلة الطريق: ما هو تقييمك لليهود من أصل مغربي المتواجدين ب “إسرائيل”، وكذا للأجيال التي ازدادت بعد ذلك هناك ؟
سيون أسيدون : في ما يخص المستوطنين الاستعماريين على أرض فلسطين ذوي الأصل المغربي أو المنحدرين منهم، فالمعروف عليهم أنهم في أغلبيتهم من الطبقات الدنيا. ويشكلون طائفة من الطوائف الإثنية-الثقافية المتصارعة في ما بينها داخل دولة الاحتلال. وبشكل عام يتعرضون إلى نوع من الميز العنصري من طرف الطوائف ذات الأصل الأوروبي والأمريكي. ربما لأن أصلهم العربي يزعج الطوائف الأخرى.
مجلة الطريق: ما السر في قوة المكون المغربي في إدارة الدولة الصهيونية، خصوصا في التمكن من المناصب الحساسة من داخلية ودفاع واقتصاد.. ؟
سيون أسيدون: لا أتوفر على إحصائيات دقيقة، ولكن الشعور هو أن مثل هذه الفئات ذات المواقع المجتمعية الراقية و/أو مناصب عليا في الدولة لا تشكل إلا جزء ضئيلا داخل المستوطنين الاستعماريين من أصل مغربي.
مجلة الطريق: يصر الكاتب الكبير إدمون عمران المالح على أنه مغربي يهودي وليس يهوديا مغربيا، عشقا لكينونته كمغربي أولا، وباعتبار اليهودية مكونا مغربيا أصيلا، هل هذا هو حال كل المغاربة المعتنقين الديانة اليهودية ؟
سيون أسيدون: يدل التعلق الأكيد لهؤلاء بجذورهم المغربية أن المغرب يشكل بالنسبة إليهم عنصرا مهما من هويتهم، لكن الموقف الرسمي المغربي تجاههم لا يساعدهم على إشعارهم وتوعيتهم كمحتلين لفلسطين وكمنخرطين في جيش الاحتلال وأنهم بذلك مجرمو حرب وأن انسجامهم داخل نظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني يجعل منهم مجرمين ضد الإنسانية.
مجلة الطريق: لماذا تستهدف الصهيونية في تغلغلها بالأساس المكون الأمازيغي، وبعض غُلاته؟
سيون أسيدون: منطق نظام عنصري هو التفرقة. فهو يحاول زرع التفرقة داخل فلسطين بين مكونات الشعب الفلسطيني، وكذلك الاعتماد على الأوضاع المختلفة التي تسبب في خلقها الاحتلال (الشتات – ومنها شعب المخيمات – القابعون تحت الاحتلال منذ 1948ـ والذين يعيشون تحت الاحتلال منذ 1967 مع التمييز بين غزة والضفة والقدس…)، وذلك بخلق صعوبات أمام وحدة الشعب الفلسطيني. أضف إلى ذلك أن نظاما استعماريا يسعى دائما إلى بث التفرقة في محيطه وتشجيع الانفصال وخلق تناقضات داخلية بين هؤلاء الذين لهم في الحقيقة وحدة المصير التاريخي، وهذا لأن وحدتهم تشكل خطرا عليه كنظام استعماري. مثال آخر في نفس السياق هو أن مساعدة دولة الاحتلال لداعش معروفة ومساعدته لخلق الفتنة بين الطوائف في لبنان كذلك، ومحاولة استغلال طموحات جزء لا يتجزأ من الشعب المغربي في تحقيق حقوقه الثقافية – اللغوية الأمازيغية هي أيضا في المنطق الصهيونية الاستعماري، ومصيرها بالتأكيد الفشل.
مجلة الطريق: ما درجة فعالية حركة مقاطعة البضائع الصهيونية في إعطاء سند لعدالة القضية الفلسطينية ؟
سيون أسيدون: لا تحتاج عدالة القضية الفلسطينية إلى سند… الحق هو أن دولة الاحتلال تعتبر حركة بي ـ دي ـ آس التي تنظم المقاطعة الاقتصادية، والثقافية، والرياضية، والأكاديمية، وتعمل من أجل فرض الحظر على تجارة السلاح (تصدير واستيراد) على دولة الاحتلال، وتحث بنجاح كبير على سحب الاستثمارات والأموال منها، وتنظم حملات من أجل فرض عقوبات دولية على دولة الاحتلال، هذه الحركة المتعددة الفروع عبر المعمور اعتبرتها دولة الاحتلال خطرا استراتيجيا عليها واستثمرت كثيرا من الجهود وأموالا طائلة لمنعها من النشاط دون جدوى. ومن المؤكد أن الشعب المغربي وخاصة خلال الهرولة نحو التطبيع، سيزيد من مساهمته في هذه الحركة العظيمة.