الدار البيضاء – حي الألفة: جريمة بيئية ببحيرة الفردوس أمام أعين مسؤولي عمالة الحي الحسني …

ما‭ ‬تزال‭ ‬ساكنة‭ ‬الحي‭ ‬الحسني‭ ‬تنتظر‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬جدي‭ ‬في‭ ‬مآل‭ ‬الوعود‭ ‬الكاذبة‭ ‬التي‭ ‬سوقتها‭ ‬ليديك‭ ‬منذ‭ ‬اتفاقية‭ ‬يناير‭ ‬2017‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تنص،‭ ‬في‭ ‬مظهرها،‭ ‬على‭ ‬الحماية‭ ‬البيئية‭ ‬لبحيرة‭ ‬الفردوس‭ ‬بالألفة‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬والممتدة‭ ‬على‭ ‬9‭ ‬هكتارات،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬المحميات‭ ‬النادرة‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‭ ‬نباتيا‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الطيور‭ ‬المهاجرة‭ ‬التي‭ ‬اصبحت‭ ‬مستقرا‭ ‬طبيعيا‭ ‬لها،‭ ‬يستلزم‭ ‬حفظه،‭ ‬لكن‭ ‬هاته‭ ‬الوعود‭ ‬المعسولة‭ ‬تحولت‭ ‬بفعل‭ ‬فاعل‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬بيئية‭ ‬حولت‭ ‬البحيرة‭ ‬الطبيعية‭ ‬إلى‭ ‬مطرح‭ ‬للنفايات‭ ‬ومَصَبّاً‭ ‬للمياه‭ ‬العادمة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬مستشفى‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬يطل‭ ‬على‭ ‬البحيرة‭ ‬ومخاطر‭ ‬نفاياته‭ ‬السامة‭ ‬محل‭ ‬تساؤل‭ ‬من‭ ‬الساكنة،‭  ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬ساكنة‭ ‬الألفة‭ ‬والحي‭ ‬الحسني‭ ‬أمام‭ ‬خطر‭ ‬محدق‭ ‬يهدد‭ ‬بكارثة‭ ‬وبائية‭ ‬محققة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬رائحة‭ ‬المياه‭ ‬العادمة‭ ‬تنبعث‭ ‬باستمرار‭ ‬من‭ ‬البحيرة‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬مسافة‭ ‬بعيدة‭ ‬جدا،‭ ‬رغم‭ ‬التدخل‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬للحد‭ ‬منها،‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بساكنة‭ ‬ضفاف‭ ‬البحيرة،‭ ‬والذين‭ ‬يعدون‭ ‬بالآلاف،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬ساكنة‭ ‬المنطقة‭ ‬وممثلي‭ ‬تنسيقيتهم‭  ‬للقيام‭ ‬بعدة‭ ‬حركات‭ ‬احتجاجية‭ ‬امام‭ ‬المقر‭ ‬الجهوي‭ ‬لشركة‭ ‬ليديك‭ ‬لوقف‭ ‬هاته‭ ‬الجريمة‭ ‬البيئية‭.‬

ولإعادة‭ ‬فضح‭ ‬المستور‭ ‬حول‭ ‬الوعود‭ ‬الكاذبة‭ ‬لليديك،‭ ‬نورد‭ ‬المعطيات‭ ‬التالية‭ ‬حول‭ ‬الاتفاقية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬النور‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬كابوس‭ ‬بيئي‭ ‬لساكنة‭ ‬الألفة‭ ‬وبالضبط‭ ‬حي‭ ‬الفردوس‭ ‬والمطار‭:‬

حسب‭ ‬موقع‭ ‬كازا‭ ‬24،‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬يناير‭ ‬2017‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬مؤسسة‭ ‬ليدك‭ ‬لأعمال‭ ‬الرعاية‭ ‬وعمالة‭ ‬مقاطعة‭ ‬الحي‭ ‬الحسني‭ ‬ومكتب‭ ‬‮«‬Des Paysages-Labib‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬هدفها‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬بحيرة‭ ‬الألفة‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬الفردوس‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‭.‬

وحسب‭ ‬ذات‭ ‬الموقع،‭ ‬فقد‭ ‬صرح‭ ‬جان‭ ‬باسكال‭ ‬داريي،‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬ليدك‭ ‬لأعمال‭ ‬الرعاية‭ ‬ومدير‭ ‬عام‭ ‬ليدك،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬يجسد‭ ‬الالتزام‭ ‬المتقاسم‭ ‬بين‭ ‬مؤسسة‭ ‬ليدك‭ ‬لأعمال‭ ‬الرعاية‭ ‬وعمالة‭ ‬مقاطعة‭ ‬الحي‭ ‬الحسني‭ ‬لفائدة‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬وتحسين‭ ‬إطار‭ ‬عيش‭ ‬البيضاويين‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المشروع‭ ‬المتعلق‭ ‬بالاتفاقية‭ ‬الذي‭ ‬أبرم،‭ ‬يحقق‭ ‬المسعى‭ ‬التشاركي‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬أطرافنا‭ ‬المعنية‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬منذ‭ ‬سنتين‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬عامل‭ ‬العمالة،‭ ‬بمشاركة‭ ‬فاعلين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وخبراء‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وجامعيين‭.‬‮»‬

ويتابع‭ ‬الموقع‭ ‬أنه‭ ‬بموجب‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الثلاثية،‭ ‬زعمت‭ ‬ليديك‭ ‬انها‭ ‬تلتزم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مؤسستها‭ ‬لأعمال‭ ‬الرعاية‭ ‬بتقديم‭ ‬مساعدة‭ ‬مالية‭ ‬لإنجاز‭ ‬دراسات‭ ‬مجالية‭ ‬لمشروع‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬بحيرة‭ ‬الألفة‭ ‬وجوانبها‭ (‬حديقة‭ ‬إيكولوجية،‭ ‬الضفاف‭…)‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬زعمت‭ ‬ليديك‭ ‬أن‭ ‬مكتب‭ ‬‮«‬Des Paysages-Labib‮»‬‭ ‬للدراسات‭ ‬سيقترح‭ ‬تهيئة‭ ‬مجالية‭ ‬للجرف‭ ‬مع‭ ‬الاستجابة‭ ‬للسياق‭ ‬الخاص‭ ‬للموقع‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬المناخية‭ ‬والبيئية‭. ‬وبموجب‭ ‬ذلك‭ ‬التزمت‭ ‬ليديك‭ ‬بأن‭ ‬الدراسات‭ ‬ستشمل‭ ‬أيضا‭ ‬إعادة‭ ‬تهيئة‭ ‬حديقة‭ ‬العمالة،‭ ‬المتواجدة‭ ‬بين‭ ‬البحيرة‭ ‬ومقر‭ ‬عمالة‭ ‬مقاطعة‭ ‬الحسني،‭ ‬وكذا‭ ‬إحداث‭ ‬جدار‭ ‬مجالي‭ ‬لتسييج‭ ‬البحيرة‭.‬

وأورد‭ ‬الموقع‭ ‬ان‭ ‬ليدك‭ ‬تدعي‭ ‬انها‭ ‬تواكب‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬منذ‭ ‬بداياته‭ ‬الأولى،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬خبرتها‭ ‬المباشرة‭ ‬باعتبارها‭ ‬فاعلا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬والهادف‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬حمولات‭ ‬المياه‭ ‬العادمة‭ ‬للقنوات‭ ‬المجمعة‭ ‬الكبرى‭ ‬الثلاث‭ ‬بالمنطقة‭. ‬والالتزام‭ ‬بإنجاز‭ ‬مراكز‭ ‬التقاط‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تجنب‭ ‬تدفق‭ ‬المياه‭ ‬العادمة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬سطح‭ ‬الماء،‭ ‬ووضع‭ ‬مسبار‭ ‬لقياس‭ ‬الصبيب‭ ‬في‭ ‬القناة‭ ‬المجمعة‭ ‬الرئيسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قياس‭ ‬التدفقات‭ ‬التي‭ ‬تقذف‭ ‬في‭ ‬البحيرة‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الأمطار‭ ‬وتتبع‭ ‬جودة‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬نقطة‭ ‬من‭ ‬سطح‭ ‬الماء‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬التزمت‭ ‬ليديك‭ ‬بإنجاز‭ ‬دراسة‭ ‬تشخيص‭ ‬للحالة‭ ‬الإيكولوجية‭ ‬للبحيرة‭.‬

وقد‭ ‬اندرج‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بين‭ ‬مؤسسة‭ ‬ليدك‭ ‬لأعمال‭ ‬الرعاية‭ ‬وعمالة‭ ‬مقاطعة‭ ‬الحي‭ ‬الحسني،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مخطط‭ ‬أعمال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2020‭ ‬لشركة‭ ‬ليدك‭ ‬الذي‭ ‬يهدف،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أمور‭ ‬أخرى،‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬إطار‭ ‬عيش‭ ‬البيضاويين‭ ‬وتحسيس‭ ‬أطرافها‭ ‬المعنية‭ ‬بالبيئة‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭. 

كل‭ ‬هذه‭ ‬الوعود‭ ‬تحولت‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬جريمة‭ ‬بيئية،‭ ‬اذ‭ ‬أصبحت‭ ‬المحمية‭ ‬الطبيعية‭ ‬مطرحا‭ ‬للنفايات،‭ ‬بحيرة‭ ‬طبيعية‭ ‬بفعل‭ ‬تدفق‭ ‬عيونها‭ ‬العميقة،‭ ‬تتحول‭ ‬لمصب‭ ‬للمياه‭ ‬العادمة،‭ ‬مما‭ ‬يقتضي‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬عاجل‭ ‬حول‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬اتفاقية‭ ‬وهمية‭ ‬دون‭ ‬تتبع‭ ‬الالتزامات،‭ ‬ومن‭ ‬أغمض‭ ‬عينيه‭ ‬حتى‭ ‬تحولت‭ ‬البحيرة‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬متوحش‭ ‬للجريمة‭ ‬ومزبلة‭ ‬عن‭ ‬سبق‭ ‬إصرار‭ ‬وترصد‭.‬

ألا‭ ‬تستحق‭ ‬هاته‭ ‬البحيرة‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬منتجع‭ ‬سياحي‭ ‬بمرافق‭ ‬وملاه‭ ‬ومزارات‭ ‬سياحية‭ ‬ومناطق‭ ‬خضراء‭ ‬ومنتزهات،‭ ‬تبدد‭ ‬الجشع‭ ‬الإسمنتي‭ ‬للعقار‭ ‬واحتكار‭ ‬لوبيات‭ ‬العقار‭ ‬لوعاء‭ ‬ما‭ ‬اصطلح‭ ‬عليه‭ ‬القطب‭ ‬المالي‭ ‬على‭ ‬مرمى‭ ‬حجر‭ ‬من‭ ‬البحيرة،‭ ‬وكذا‭ ‬نهم‭ ‬استغلال‭ ‬ليديك‭ ‬للساكنة‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬ولا‭ ‬رقيب‭.‬

إن‭ ‬ساكنة‭ ‬المنطقة‭ ‬ننتظر‭ ‬فتح‭ ‬التحقيق‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬وصية‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬بدل‭ ‬الشعارات‭ ‬الموسمية‭ ‬للدولة‭ ‬حول‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‭ ‬والكلام‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تداوله‭ ‬رسميا‭ ‬إبان‭ ‬كوب‭ ‬22‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى