آليات الترافع عن قضايا الشباب
◆ دة. فيروز فوزي
تتكوّن المجتمعات في بنيتها البشرية من ثلاث فئات عمرية، وهي: فئة صغار السن؛ وهم الذين تتراوح أعمارهم بين يوم إلى أربعة عشر سنة، وفئة الشباب؛ وهم الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة عشر إلى سن الأربعة والستين، وفئة كبار السن؛ وهم الذين تزيد أعمارهم عن خمسة وستين. وبحسب نسبة كل فئة من الفئات المذكورة، تصنف المجتمعات إلى مجتمعات شابة، وإلى مجتمعات شيخوخة. فعندما يقال إن المجتمعات العربية هي مجتمعات فتية فهذا يعني أن هناك واجبات أساسية تقع على الدولة إزاء الشباب، وهي التعليم باعتباره أساسا لاكتساب المعارف والمهارات والوعي الاجتماعي، وكلما حصل الشاب والشابة على التعليم المناسب تمكنا من الحصول على فرص عمل مناسبة وملائمة أكثر.
نعم، يمكن القول في ظل عدم وجود سياسات واضحة لكثير من البلدان، سواء النامية أو المتقدمة بشأن توفير فرص عمل للمتعلمين، تحديدا خريجي الجامعات، إن التعليم المهني يمثل الحل الأمثل لتوفير فرص عمل لائقة لعدد كبير من الشباب والشابات، حيث يواجه الكثير من الشباب صعوبات في إيجاد عمل بسبب أوجه التفاوت بين النتائج التعليمية ومتطلبات سوق العمل.
لذلك يجب ان نؤطر شبابنا لكي يتمكنوا من المطالبة بحقوقهم من خلال الترافع، وهي تقنية خاصة بتنويع الوسائط الإعلامية مع تدقيق مضامينها، وتجنب خلق خصوم بشكل مجاني.
لترافع من خلال انجاز وتعميم دراسات وابحاث ووسائط سمعية بصرية مرتبطة بالقضية
ويفضل في هذه التقنية، أن تصدر من دراسات ميدانية ومن مؤسسات مختصة وذات مصداقية وتنبني خطة الترافع على مرحلتين:
- المرحلة الأولى والتي من خلالها تتم الإجابة عن أسئلة ملحة من قبيل: مشروعية القضية وواقعيتها، بنيتها الأخلاقية، إمكانية الظفر بها وتأثيرها على حياة الناس.
-مرحلة الإعداد لخطة الترافع، والتي تقتضي إعداد استراتيجية الترافع، من خلال تدقيق أهداف الترافع، تحديد الموارد المادية والبشرية المتضررة والمتعاطفة مع القضية، تحديد الفئات المستهدفة وتوضيح مطالبهم بارتباطها بالقضية، يليها تحديد شعار القضية، الذي يتصف لزوما بالصدق والارتباط بالقضية، بعدها يتم تحديد الشركاء من خلال البحث عن الهيئات والفعاليات التي تشتغل في الميدان مع تنظيم جلسات للاستماع والتعاون والتنسيق وتوزيع الأدوار.
إن الشباب المغربي مطالب بأن يدرك أن الترافع عملية تواصلية تفاعلية، تقتضي خطوات تمر من الإخبار إلى التحفيز والإقناع والحث على الفعل. لذلك فالرسالة أو الخطاب الذي يفترض أن يؤطر القضية للمطالبة بحقهم في التعليم، وحقهم في التعبير يجب أن يكون واضحا، مدعما بمعطيات، ومذيلا بخلاصات تستحضر الحل المقترح، في قالب لغوي مفهوم، مع مراعاة المكان والزمان المناسبين، كما يجب أن يتصف حامل الرسالة بالمصداقية وبأخلاقيات وآداب الحوار، وإلا أثر على المعنى المراد من الرسالة نفسها، وبدل أن يكون موضوعا للاستقطاب، يتحول الى عامل آخر للتهويل والتنفير.