رسالة مفتوحة إلى البابا
سارة سوجار
بداية، نحن سعداء جدًا باستقبالكم في وطننا: المغرب، بلد التنوع الثقافي والديني و بلد السلم دوما.
لنا عظيم الشرف أن تحلوا بيننا لتنشروا رسائلكم من أجل السلام والتسامح واحترام إنسانية البشر كافة باعتبارها القيمة الأسمى، بغض النظر عن جميع الرهانات السياسية والاقتصادية والثقافية، في سياق دولي يشرعن للأسف العنف و التمييز.
تحلون بالمغرب في سياق مطبوع باعتقال أكثر من 100 مواطن شاب لأسباب سياسية متعلقة بمشاركتهم في المظاهرات الأخيرة، وخصوصا بالريف وجرادة.
تقولون قداسة البابا: «إذا كان عضو واحد يعاني ، فإن جميع الأعضاء تعاني معه» (1 Cor 12,26)، هذا هو الحال اليوم في المغرب، مئات الأسر والأمهات يعانون بسبب اعتقال أبنائهم، والذين خرجوا للتظاهر من أجل حقوقهم المشروعة والمعترف بها عالمياً. وقد وصلت الأحكام في حق بعضهم حد عشرين سنة سجنا نافذة، أشخاص أبرياء طالبوا بالكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية.
لا نبتغي من خلال مراسلتكم ممارسة أي ضغط على الدولة المغربية، وفي الوقت نفسه، لا نعتبر تدخلكم في هذا الموضوع تدخلا أجنبيا، فنحن نحترم سيادة وطننا الذي نفتخر به، والذي نتمنى له دوما التقدم للأمام، نطلب فقط من قداستكم، وبكل بساطة أن توظفوا من خلال وجودكم بيننا رمزيتكم القوية، بحيث يضع المسؤولون المغاربة حلا لهذا الملف، من خلال إطلاق سراح هؤلاء الشباب، مراعاة لشخصكم الكريم الذي يحظى بالاحترام الكبير سواء من طرف قادتنا أو شعبنا.
إن المجتمعات اليوم يجب أن تبنى على الاحترام المتبادل والحوار، وليس على التسلط والعنف، نتمنى أن تنقلوا هذه الرسالة إلى الملك وإلى مسؤولينا، وأن تصل آهات ودموع مئات الأمهات لوضع حد لهذه المأساة.
مأساة تخلف ندوبا عميقة، تولد الألم واليأس، تتجاوز المعتقلين، لتطول أيضا كل أحبابهم، وكل الذين يدافعون عن العدالة في جميع أنحاء العالم، إن معاناة المعتقلين وعائلاتهم هي معاناتنا جميعا؛ لهذا السبب، نلتمس منك التدخل، حتى تعم الفرحة قلوب هذه العائلات، وحتى يحتفظ جيل بأكمله بالأمل في مغرب الكرامة والحرية.
لقد ذكرتنا يومًا ما في واحدة من رسائلكم أنه «في تاريخ خلاص البشرية، لإنقاذ شعب لا توجد هوية فردية مكتملة دون الانتماء إلى شعب، لن يعرف طريق الخلاص شخص منعزل، لكن الله يرشدنا كذلك لأخذ شبكة العلاقات البينية المعقدة في المجتمع البشري بعين الاعتبار: يريدنا الله أن ندخل في دينامية شعبية، في دينامية الناس» (Exhort. ap. Gaudete et Exsultate, n.6).. لهذا السبب نأمل من وجودكم بيننا أن يكون في صالح شعبنا، وأن يكون فرصة لإدخال الفرح على هؤلاء المعتقلين وعائلاتهم.
قداسة البابا، إن توجهنا إليكم بعيد عن أي رهان سياسي، فباعثه إنساني محض، لقد تظاهر هؤلاء الشباب من أجل أهداف إنسانية، ويستحقون بالمقابل في سياق هذه المثل الإنسانية، الحرية وإطلاق السراح، وردا إيجابيا من المسؤولين على مطالبهم.
وفي انتظار ردكم الكريم قداسة الباب، نتمنى لكم مقاما رفيعا بيننا، ونأمل أن تجلب هذه الزيارة الفرحة لهذه الأسر ولعموم شعبنا.
مرحبا بكم ثانية قداسة البابا.