الدار البيضاء: الأسبوع الأول من رمضان وغلاء الأسعار…

◆ ح- هـ

منذ‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬تشهد‭ ‬أسواق‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬ارتفاعا‭ ‬ملحوظا‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬التي‭ ‬يزداد‭ ‬عليها‭ ‬الطلب‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر،‭ ‬خصوصا‭ ‬منها‭ ‬اللحوم‭ ‬والأسماك‭ ‬والخضروات‭ ‬والفواكه‭. ‬

هذا‭ ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬ان‭ ‬ظاهرة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الاسعار‭ ‬تزداد‭ ‬حدتها‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬شهر‭ ‬الصيام‭ ‬حيث‭ ‬يبررها‭ ‬بعض‭ ‬المتتبعين‭ ‬بانتشار‭ ‬الجشع‭ ‬في‭ ‬اوساط‭ ‬تجار‭ ‬التقسيط‭ ‬والجملة‭ ‬وسلوك‭ ‬المضاربة‭ ‬وعقلية‭ ‬الاحتكار‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تخلي‭ ‬الدولة‭ ‬عن‭ ‬مراقبة‭ ‬الأسعار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعطيل‭ ‬المصالح‭ ‬الإدارية‭ ‬ذات‭ ‬الصلاحية‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬تفعيلها‭…‬

إلا‭ ‬اننا‭ ‬نعتبر‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حقيقته‭ ‬نتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬للنظام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬السائد‭ ‬والقائم‭ ‬على‭ ‬ميركانتيلية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأرباح‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬رفاهية‭ ‬المجتمع‭ ‬لفائدة‭ ‬الطبقات‭ ‬المسيطرة‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اختلال‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬لصالحها،‭ ‬فالحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬الا‭ ‬تدبير‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬لضمان‭ ‬مصالح‭ ‬الأسياد

بدل‭ ‬تغييره‭ ‬لفائدة‭ ‬الطبقات‭ ‬المسحوقة،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬غرابة‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬المضاربين‭ ‬ولوبيات‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬تحت‭ ‬حمايتها‭. ‬

إن‭ ‬ظاهرة‭ ‬الغلاء‭ ‬هي‭ ‬مؤشر‭ ‬اقتصادي‭ ‬خطير‭ ‬يحيلنا‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الاستغلال‭ ‬الطبقي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تجميد‭ ‬الأجور‭ ‬وهزالتها‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة،‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬ليست‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشهر‭ ‬رمضان،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬ملازمة‭ ‬لنظام‭ ‬اقتصادي‭ ‬رأسمالي‭ ‬غير‭ ‬انساني‭ ‬وغير‭ ‬أخلاقي‭: ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تصلنا‭ ‬فيه‭ ‬أخبار‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬عن‭ ‬إجراءات‭ ‬تستهدف‭ ‬تحفيز‭ ‬الاستهلاك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخفيض‭ ‬أسعار‭ ‬المنتجات‭ ‬في‭ ‬متاجر‭ ‬ممتازة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬سلوكا‭ ‬يجد‭ ‬لذة‭ ‬في‭ ‬استهداف‭ ‬جيوب‭ ‬الأسر‭ ‬بحيث‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬مدخراتهم‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬المناسبات‭ ‬ذات‭ ‬الطباع‭ ‬الديني‭…‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى