أمريكا تجر دول الشرق الأوسط إلى حروب جديدة
بعد أن عززت الادارة الأمريكية ترسانتها العسكرية في الشرق الأوسط، مطوقة إيران من كل جانب، أعلن البنتاغون عزمه الدفع بالآلاف من الجنود في الأيام المقبلة وبتعزيزات بحرية وبأسلحة متنوعة، بادعاء تزايد مؤشرات التصعيد الإيراني. ورغم أن أمريكا تؤكد أنها لا تسعى إلى حرب ضد إيران بل إلى تغيير سلوكها في المنطقة،فإن خطة الحرب متخذة وسبق أن قال عنها مسؤول عسكري أمريكي أن كل الخيارات لمواجهة الدولة المارقة حاضرة، وأن أمريكا تفضل الآن الحصار الاقتصادي. في المدة الأخيرة تزايدت بعض العمليات الغامضة منها تفجير الفجيرة الذي لم يؤد إلى أي خسارة عسكرية ولا بشرية ولا اقتصادية،وكانت نتائجها الدعائية أكبر مما حصل، كما أن القذيفة التي أطلقت في بغداد على منطقة توجد فيها السفارة الأمريكية لم تصب أيضا أي هدف، ومن المعلوم أن استخبارات اسرائيل هي أول من نقل إلى البنتاغون معلومة تقول أن خطرا ارهابيا على مصالح أمريكا تم رصده في العراق من طرف منظمة تابعة لإيران، وفي اليمن سلك الحوثيون طريق خطة السلام واتخذوا خطوة تنفيذ ما تحث عليه بالأمم المتحدة بالانسحاب من ميناء الحديدة الشيء الذي تم وبسرعة، انقلب الوضع إلى التصعيد بدفع من الإمارات والسعودية وتم تبادل الهجومات بطائرات قاذفة من طرف التحالف وبطائرات مسيرة من طرف الحوثيين، مع الهجوم السياسي على ممثل الأمم المتحدة.
تبين أيضا أن تركيا وعلى عكس ما يصرح به أردوغان بأنه يرفض الانصياع لمقاطعة نفط إيران قال مسؤول تركي ومدير شركة البترول التركية أن الشركة توقفت عن استيراد نفط إيران بالكامل منذ شهر لما حل موعد مدة التسهيل التي منحتها أمريكا لتركيا، في العراق وجدت الحكومة نفسها في وضع صعب وفضلت أن تسلك طريق الوساطة غير أن إيران التي استقبلت عددا من الوفود الأجنبية بما فيها أطراف من مؤسسات أمريكية، والتي تعرض الوساطة قررت أن تقبل تلك الوساطات على أساس الا تتحول الوساطة إلى تفاوض الذي ترفضه تحت الظروف العدوانية الحالية، وفي لبنان وعلى عكس تنبؤ عدد من المراقبين الغربيين الذين كانوا يتوقعون انفجار الاجتماع الحكومي لمناقشة الميزانية السنوية يوم الأربعاء الماضي مر الاجتماع بشكل عادي وجدي، لكن رغم ذلك ما تزال الدول التي تحاول أن تورط أمريكا في حرب مع إيران تراهن على ينفرط عقد القوى السياسية في لبنان لصالح توتير الجو السياسي وعودة التدخل الأجنبي بقوة في هذه الظروف التي تحضر لمشهد الحرب في المنطقة.
تسخين الوضع العسكري في سوريا جار على قدم وساق بدفع قوات درع الفرات المتحالفة مع تركيا لكي تساند النصرة في مواجهة الجيش السوري وتناغم مع الإرهاب من طرف أمريكا التي تنقل عنه إدعاءات جديدة باستعمال الكيماوي والقول أنها ما تزال تبحث في صحة ذلك وإذا ما انفجرت الأوضاع من الأكيد أن أمريكا ستحاول الضرب من جديد ، أما روسيا التي لها مصالح في المنطقة والتي تراقب كل التحركات العسكرية الأمريكية فقدت خلصت إلى القول أن أمريكا تستفز إيران وتنبه إلى أن هذا الأسلوب يمكن أن يجر المنطقة إلى كارثة.
بعض المحللين يقولون أن التحركات العسكرية الأمريكية ليست إلا دفاعية بدليل أن الدفع بالتعزيزات لم يشمل إلا الأسلحة الدفاعية والحقيقة ليس كذلك إذ أن صواريخ توماهوك ليست دفاعية والطائرات المقنبلة ليست دفاعية أيضا وكانت قد استعملت في فيتنام في الستينات والتي أدت إلى رفع حجم القنابل التي رميت على شعب الفيتنام إلى ثلاثة أضعاف ما تم رميه في الحرب العالمية الثانية كلها، ومن المعلوم أنها الآن مزودة بتكنولوجيا جديدة منها الصواريخ والقنابل الموجهة بالليزر وحتى امكانية استعمال القنابل التكتيكية النووية.هذا الجو العام الذي ينذر بصعود أصوات الحرب العدوانية ليس إلا نتيجة للوضع السياسي الدولي الذي هيمن عليه في أمريكا واسرائيل اليمين المتطرف ومعزز الآن بسياسة عربية من عدد من الدول ترى وجودها ومستقبلها مع هذا الاتجاه.