أزمة ألعاب القوى الوطنية إلى أين؟
◆ خالد الغازي
منذ عدة سنوات لم تعد ألعاب القوى الرياضة الأولى للمغاربة بسبب التراجع الكبير للنتائج، ورحيل الزمن الجميل الذي كان فيه العداؤون المغاربة يسيطرون على المضمار، ويفرضون إيقاعهم على خصومهم الكينيين والإثيوبيين، سواء في العصبة الماسية أو في بطولات العالم والملتقيات الأوروبية.
منذ عدة سنوات ظلت نتائج ألعاب القوى الوطنية مرتبطة فقط بإنجازات بعض العدائين، وظهور بعض المواهب لفترة معينة لكنها سرعان ما تغيب عن الساحة إما بسبب الاصابة، أو بسبب صعوبة البقاء في نفس المستوى، وهذا ما جعل أم الرياضات الوطنية تعتمد فقط على الانجازات الفردية لبعض العدائين، بينما غابت عن الحصيلة الانجازات الجماعية.
لقد كانت ألعاب القوى الوطنية تعتمد على إعداد فريق من العدائين موزعين على العديد من التخصصات، والسباقات، إذ كانت كل مسافة تضم مابين 3 إلى 5 عدائين سواء في 800 متر أو 1500 أو 5000 متر، وهذا ما جعل العدائين المغاربة يؤكدون حضورهم في مختلف السباقات النهائية ويصلون إلى منصات التتويج، بفعل العمل الجماعي والبرامج الناجحة التي كانت تعتمدها الادارة الوطنية التقنية للجامعة في ذاك الزمان.
اليوم الجامعة النتائج غابت والحصيلة لا ترقى لطموحات الرياضيين والمسؤولين، ولهذا فألعاب القوى الوطنية في حاجة ماسة لإعادة الهيكلة ونفس جديد وقيادة جديدة، لأجل بناء جديد من القاعدة، وتكوين أجيال من العدائين للمستقبل، وإعادة خارطة طريق للوصول إلى 100 عدائين في جميع التخصصات، لاسيما أن هذه الرياضية الشعبية تتوفر على قاعدة وأرضية مهمة تكمن في الرياضة المدرسية والمسابقات المدرسية، التي تعطي في كل سنة أطفال ومواهب صاعدة قادرة على شق طريقها مستقبلا في العدو الريفي أو داخل المضمار.
إن التغيير أصبح ضرورة ملحة داخل الجامعة للبحث عن آفاق جديدة وعن قيادة أخرى قادرة على إخراج ألعاب القوى الوطنية من الركوض وحالة الجمود التي تعيشها، خاصة أن هناك بعض الأصوات الرياضية خرجت للعلن تطالب بضرورة التغيير وإخراج أم الرياضات من الأزمة.