مستقبل اليسار من خلال محطة الاندماج
التغطية الكاملة لندوة فيدرالية اليسار
لرفع وتيرة التفاعل الدينامي لإنجاح ندوة فيدرالية اليسار، التي استدعت لها ثلة من المفكرين والباحثين والأساتذة الجامعيين والمبدعين. حيث ابتدأ التقديم بسياق خروج حراك 20 فبراير بمطالب الديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، والتي تعد امتدادا لنضالات الشعب المغربي بقيادة القوى الديمقراطية والتقدمية، حيث لازال المغرب لم يعش انتقالا ديمقراطيا يحقق بناء مؤسسات سياسية تمثل إرادة الشعب المغربي في إقرار نظام سياسي يضمن الحقوق والحريات وفصل السلط وربط القرار السياسي والاقتصادي بصناديق الاقتراع.
ثم عرجت الورقة التقديمية على تقييم المحطة الانتخابية، معتبرة يوم 8 شتنبر، تأكيدا لإغلاق قوس 20 فبراير والعودة القوية للسلطوية وربط السلطة السياسية بسلطة المال ولوبيات الرأسمال الريعي الاحتكاري التي أصبحت تؤثر بشكل كبير في التوجهات الإستراتيجية والاختيارات الكبرى لبلادنا، واستمرار الإسلام السياسي في محاولاته للهيمنة على المجتمع، وفي هذا السياق طرحت الورقة سؤال موقع اليسار وقدرته على تقديم بدائل تستند على فهم حقيقي لميكانيزمات الصراع داخل المجتمع ومرتكزة على إمالة ميزان القوى لصالح الجماهير.
واسترسل التقديم في اعتبار أن اليسار لايبدو حتى الآن مستعدا أو جاهزا لمواجهة هذه التحديات، حيث مازال أكثر انقساما بدلا من أن يكون أكثر توحدا، ومازال في موقع المنتقد للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بدلا من أن يقدم البدائل الفعالة لتجاوز هذه الأوضاع، وهو اليوم في موقع التضامن والمساندة عوض أن يكون في موقع المبادرة والفعل لتعبئة الشرائح العريضة من المواطنين المتضررين من السياسات النيوليبرالية السائدة.
وقد اعتبرت أرضية فيدرالية اليسار أنه سيكون من التجني اعتبار تراجع فعل اليسار راجعا أساسا لعوامل ذاتية دون استحضار التحولات التي عرفها العالم منذ أواسط الثمانينات. لكن اليسار المغربي بكل مكوناته يتحمل جزءا من مسؤولية هذا الوضع، وهو اليوم واع بحالة الضعف والانقسام ومحدودية تأثيره في المشهد السياسي.
وقد خلصت الأرضية إلى أن فيدرالية اليسار شكلت جوابا على هذا الوضع الصعب باعتبارها لبنة أولى في مسار إعادة بناء حركة اليسار في المغرب على أسس واضحة وبأفق وحدوي منفتح يعيد لليسار مكانته وقدرته للقيام بمهامه وأدواره.
وقد أكد التقديم أنه على بعد أيام من بداية التحضيرالفعلي لاندماج مكونات الفدرالية، بتشكيل لجنة تحضيرية منفتحة على اليساريين، تنظيمات وأفرادا، يأتي هذا اللقاء في سياق تعميق النقاش بين مثقفين وفاعلين يساريين للجواب على السؤال المركزي: كيف يمكن إنجاح عملية الاندماج كلبنة في سيرورة إعادة بناء اليسار؟ والذي تتفرع عنه أسئلة أخرى من قبيل: ماهي الآليات والمسارات الكفيلة بتحقيق الوحدة، وحدة الرؤيا والفعل؟ وكيف يمكن استثمار ماراكم اليساريون من تجربة، سواء كانوا نشطاء بصفتهم الفردية أو التنظيمية وتقييمها بهدف استنهاض اليسار ومشروعه السياسي والاقتصادي والثقافي؟ وما هي القطائع الضرورية لبناء يسار فاعل مستقل فكريا وتنظيميا قادرا على القيام بمهامه التاريخية دون السقوط في أخطاء الماضي؟ وكيف نخلق التمفصل الضروري بين دينامية الوحدة والديناميات الاحتجاجية للحركات الاجتماعية مع إعطائها أفقا سياسيا للتغيير الديمقراطي؟
في أفق اندماج مكوناتها وإطلاق اللجنة التحضيرية لذلك، تتفعل فيدرالية اليسار في إطار برنامجها الإعدادي لمؤتمرها الاندماجي مع أحزمة اليسار من مثقفين وباحثين ومبدعين، للإنصات للأفكار والتصورات والرؤى، بما فيها النقد البناء لواقع فيدرالية اليسار وتطورت الأحداث في بلادنا. نفتتح إذن ندوتنا، ولكم الكلمة.
نشكر الحضور لتلبية الدعوة لهاته الندوة، والتي هي حلقة أولى في سلسلة ندوات تنظمها فيدرالية اليسار، بالانفصال على كل القوى والشخصيات اليسارية والديمقراطية، في أفق بناء يسار قوي معبر عن الجماهير وقادر على تحقيق العدالة.. فعلا فاللحظة مليئة بالأسئلة والأحداث، والقراءة الموضوعية للوضع الوطني ولليسار تفرض صياغة أجوبة محينة، خصوصا وأن السمة العامة للأوضاع تطبعها العودة الرسمية لانتهاك الحقوق والحريات وإفلاس الحقل السياسي بهيمنة الدولة، وضرب الفاعل السياسي وفقدان المغاربة للثقة في المؤسسات. لهذا فالمشهد السياسي يحتاج لقوة يسارية منظمة، لبناء مغرب الديمقراطية والحرية، باستحضار التجارب الاشتراكية والاجتهادات التي تتراكم في نقاش اليسار العالمي، والنقد الصحيح لأعطابنا وتشخيص المعيقات والبحث عن الأجوبة العلمية، بهدف إمالة ميزان القوى لصالح الجماهير المغربية، بالنهل من الأنماط الجديدة للتأطير والتنظيم خصوصا مع تصاعد التواصل الرقمي كمحدد في تنظيم العلاقات، كل هذا يتطلب منا مجهودات مضاعفة لتجديد آليات النضال الديمقراطي، فكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
تحية عالية للجنة المنظمة لفيدرالية اليسار، لا أخفيكم سرا أنني كتبت أوراقا كثيرة قبل مجيئي لكنني مزقتها، حول تاريخ الانشقاقات وتشردم اليسار. إذن هل نستأنف النقاش لكي يتوقف وينصرف كل منا لحال سبيله ؟! إنه على اليسار أن ينطلق من واقعه، يفهمه، يفككه، ليغيره. ويبقى على اليسار أن يساءل مفهوم الزعيم والتمحور حوله، هل لازال قائما ؟!، كذلك مفهوم المجموعات هل أيضا له جدوى؟!، وهل لم يحن الوقت للحسم مع التضخم اللاواقعي لذات بعض اليسار وأنه الوحيد المالك للحقيقة المطلقة وللإجابة على الجنة اليسارية الحتمية. اليسار الذي تكلس وهو يتمركز حول التنظيم دون بعد جماهيري لتوسع أفكاره، أن على اليسار الخروج من شرنقته وأن يجتاز الامتحانات التالية: * الحداثة: بضرورة الحديث عنها ارتباطا بفلسفة الأنوار والحق، وأصول الديمقراطية منذ روسو.. * التفكير في الاجتماع: خصوصا وأن اليسار يفكر في المجتمع قبل الدولة، فعلى مشروع التقدميين حول الدولة الوطنية الديمقراطية أن يكون واضحا. * الانفلات من المفاهيم الكلاسيكية: ببعث الروح فيها وتحيينها حتى لا تبقى جامدة: مثلا، الطبقة، البروليتاريا، الشيوعية.. * تحول العمالة: فتحليل العمل من المنظور الماركسي يجب تحيينه، حيث ثم الانتقال من الشغل إلى نزعة القابلية للشغل، مع ظهور شرائح جديدة من العمل، وأصبح المفهوم السائد “النشاط”، حيث أصبح العمل عن بعد يتوسع، لترتفع نسبة اقتصاد الخدمات، والتجارة والأبناك عن بعد، وأصبحت السوق الكلاسيكية تختفي تدريجيا، وأصبح هذا النمط يغزو العالم، بل تسرب حتى للمدرسة.. * العلاقة بين الفردي والجماعي / الخاص والعام: بما تقتضي هاته الجدلية من تدقيق، بدون لغة الخشب، حيث للفرد أدوار أساسية كمبدع، على الفكر اليساري التقاطها. * التفكير في الوضع الوطني: إننا نحتاج ليسار وطني، بدل اليسار المرتبط بالأمة، والوطن يعني الارتباط بالأرض التي تجمعنا، والمواطنة نستمدها من الأرض بدل الدين والعرق، وذلك في إطار التعدد والتنوع، بالاستناد إلى اللائكية وإعطاء مساحة أكبر للهوية والتدبير المحلي.
لدي ملاحظات وأسئلة أقدمها لتكون منطلقا للنقاش في أفق المؤتمر الاندماجي، وهي كالتالي: * الخطاب: هل هو منسجم في التواصل مع المجتمع، وبطرح آخر هل هناك خطاب يساري وسط من ندافع عنهم، أكيد أنه موجود لكنه بشكل غير واعي، وهذه هي أدوارنا بإيصال خطابنا ليتحول لوعي جماعي. * الرؤية: في أفق الوحدة الاندماجية يجب تجاوز الأصولية اليسارية، وتجديد تصورنا، ووضع خطاطة واضحة لاشتراكية اليوم برؤية متجددة، يتمخض عنها برنامج سياسي وثقافي وبيئي.. * التنظيم: يجب التفكير في إعادة النظر بالتنظيم العمودي المتمركز، والبحث عن آليات جديدة في صلبها تكون المسؤولية وتدبير الاختلاف. * المسألة الدينية: بوضعها في جدول أعمالنا، والتفريق بين الدين السياسي والتدين. * الوحدة الوطنية والترابية: المغرب متنوع، وعلى اليسار الاستثمار في هذا التنوع بعكس تصور متقدم حول هذا التعايش، وطرح رؤية مقنعة حول الوحدة الترابية ليس فقط للصحراء المغربية بل أيضا لكل الثغور والجزر المحتلة. * الأفق الجهوي: على اليسار بسط رؤية متكاملة للجهوية من منظوره مع الاستفادة من تجارب العالم في هذا السياق. * المجتمع المدني: من المهم التأسيس لتصور جديد للمجتمع المدني، هذا الأخير الذي يضم عدة حساسيات متنوعة وفئات قوية، لهذا يجب التفاعل مع هذه الشبكات المدنية كقوة لليسار.
نشكر قيادة فيدرالية اليسار على الاستمرار في تحمل المسؤولية، وشكرهم مضاعف بقبول الإنصات إلى الآراء الأخرى حتى التي لا تساير رؤيتهم. إن شعبنا يعيش أعطابا حقيقية، والحل الوحيد لتجاوزها، لن يكون إلا عبر قوة سياسية منظمة وفاعلة وهي القادرة على ذلك (رغم أنني للأسف غير منظم). وأمامنا قضيتان محوريتان هما منطلق العمل: أي مجتمع نريد؟ و أي إمكانية للتقدم؟ فنحن مجتمع يغلب عليه التدين، ويفهم اللائكية بشكل مغلوط على أنها إلحاد، وتخترقه ظواهر مضادة للإنتاج. وأتذكر في هذا السياق طرحا للرفيق الساسي حول العلمانية المخففة Light، والتي تمكن من انتشار اللائكية في المجتمع بشكل ذكي دون القطع مع التدين، وأعتقد أنه المسار الذي يمكن أن يسلكه اليسار في الصراع مع استغلال الدين في السياسة ومن طرف الدولة. الشق الثاني، متعلق بتعاطي اليسار مع الفئة النشيطة في المجتمع، فوسط 12 مليون المشتغلين بشكل دائم، هناك بطالة مقنعة وسط النسب، حيث 3م في القطاع غير المهيكل و 2,5م كمساعدين اجتماعين (تربية الدجاج، عمل يدوي نسائي..)، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أيضا من يشتغلون في المقاولات الصغرى الذاتية، فلن تتبقى إلا نسبة 2,5م في القطاع الخاص المهيكل و 0,8م في القطاع العمومي المهيكل، للأسف فالعمل النقابي لا يغطي إلا هاتين الفئتين الأخيرتين، فعلى اليسار إذن توسيع استهدافه في التأطير لبقية الفئات غير المهيكلة. من المواضيع الأخرى التي تقتضي تمحيص اليسار، كلفة التسليح والمشتريات العسكرية في التنافس مع الجزائر، وهي مرتفعة جدا في ملف الصحراء، رغم أن الحل واضح في المرور بسرعة لتطبيق الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي، فلماذا تتأخر الدولة في تطبيقه.
شكرا لفيدرالية اليسار التي أتاحت لنا لحظة الإنصات هاته، والتفاعل بيننا حول مشروع اليسار، وأسجل هنا وضعية التراجع التي يعيشها اليسار حاليا، وللتذكير فقد أخلف اليسار الموعد في لحظة 20 فبراير، والتي لم يستثمرها في التغيير الديمقراطي. فقط لفرز نقاش موضوعي، فنحن أمام يسارين: * يسار تدبيري، عرفا انعطافا واضحا اتجاه اليمين، بفعل الريع الانتخابي، والاتكال على الأعيان و “موالين الشكارة”، واحزاب هذا اليسار التدبيري تغيرت تركيبتها الاجتماعية، وأصبح الأعيان يتحكمون في قراراتها بمباركة الدولة. * يسار ممانع، أثره لازال محدودا في المجتمع رغم نضاليته، والذي توجد الفيدرالية في صلبه، ومشروعها الاندماجي يشكل مسار أمل نحو تجميع اليسار الممانع واسترجاع الثقة به، ويجب استحضار الانفتاح أيضا على مناضلي اليسار التدبيري الغاضبين من انحراف قياداتهم يمينا نحو الأعيان. في سياق آخر، من المهم أن نعي أن الرأسمالية ليست الأفق الوحيد للمجتمعات، كأن هيمنتها قدر محتوم، إن القبول بها موقف انهزامي. إن المهام المطروحة علينا استبدال مشروع استغلال وتدمير البشر والطبيعة واستغلال النوع الاجتماعي، بمجتمع جديد، مبني على الديمقراطية التشاركية، والهدف هو بناء الدولة الوطنية الديمقراطية العادلة اجتماعيا، دولة المساواة والتضامن والتعايش والعدالة البيئية. والعدالة الاجتماعية لا يمكن أن تتحقق إلا بالملكية الجماعية لوسائل الدولة ومقدراتها، من ماء وكهرباء وخدمات اجتماعية.. وعلى سبيل المثال فهاته القطاعات تُسَيَّرُ في أمريكا اللاتينية من طرف المجتمع عبر الديمقراطية التشاركية وتحت مراقبة شعبية، وليس كما ورد في النموذج التنموي. إننا نحتاج لمقاومة متزنة ضد تغول النيوليبرالية المتوحشة، والتي كشفت أزمة كوفيد عورتها، ولا مشكلة أن نشجع قطاعا خاصا غير مرتشٍ، ينصهر في أولويات مشروعنا، حول الشفافية في الصفقات ومحاربة الفساد. ونسجل هنا عودة الليبرالية بشكل متوحش حتى لقطاع التعليم، بتسويق مؤشر الكفايات، الهادف إلى نمذجة التلميذ، في قوالب لتجهيزه للاستغلال المستقبلي، وفق قوالب الجاهزية للتشغيل، بدون إعطاء أي أهمية للتربية على القيم الإنسانية. إن تغول الرأسمال، وصل أيضا للتحكم في الانتخابات، بسيطرة المال على السياسة، فأصبحت الباطرونا تسير الحكومة كمقاولة في إطار رأسمالية المحاسيب. إن إرساء هدف الملكية البرلمانية الذي تحمله فيدرالية اليسار، سيضعف رأسمالية المحاسب، حين يتم وضع قوانين مضبوطة في التتبع وربط المسؤولية بالمحاسبة، وامتلاك الجرأة الهجومية في مواضيع مهمة مثل الضريبة على الثروة. إن هاته المهام الكبرى لليسار تقتضي، العمل عن قرب والإنصات للمواطنات والمواطنين، بالموازاة مع العمل في المؤسسات، والتركيز على العمل الجماعي لأنه مدرسة سياسية لرفع مهارات التواصل مع المجتمع حول قضاياه الحيوية: سكن، خدمات يومية، تجهيز،.. خلاصة القول أنه بعد المرحة الوقائية لكوفيد، رافعتين أساسيتين يجب الاشتغال عليهما، العدالة الاجتماعية والبيئة. فيما يخص العمل النقابي، فمطروح علينا بإلحاح التجديد الجدري لآليات اشتغالنا، وتجاوز الطريقة الكلاسيكية للتأطير النقابي، خصوصا أن شرائح كبيرة من المغاربة في القطاع غير المهيكل لم نصل لها بعد كيسار، ولعل فكرة الجبهة الاجتماعية تكتسي أهمية قصوى في النزول للميدان لتأطير معارك أوسع الجماهير. إن المعركة الثقافية رافعة مهمة في مشروع اليسار، وعلى فيدرالية اليسار خوض الجدال الفكري المبني على الفرز الإيديولوجي، والاتسام بنوع من التميز في المواقف عن اليسار التدبيري، هذا الأخير الذي انعطف نحو اشتراكية رمادية أصبحت ليبرالية فجة، نفس الشيء يسري على الإسلاميين الذين يفتقدون لأي بوصلة في التصور الاقتصادي. لايمكن أن يكون المشروع الاندماجي لفيدرالية اليسار إلا في قلب قضية المساواة بين الجنسين، فأربعة أخماس النساء المغربيات النشيطات خارج دورة العمل، يضاف لهذا التمييز استمرار العنف ضد المرأة وزواج القاصرات، والغريب أنه فيما مقررات الأمم المتحدة تنص على ضرورة القضاء على زواج القاصرات، يسقط النموذج التنموي بشكل رجعي وقروسطي في هذا الموضوع، ويطرح إحداث مجمع فقهي للبث في زواج القاصرات، إنه انهيار في القيم الإنسانية رغم الإشارات الظاهرية في التقدم في ملف حماية النساء، نفس الشيء يسري على ملف الإرث الذي يفرض تحيينا ليساير تطورات المجتمع، وهو المدخل الأساسي لليسار لإمالة ميزان القوى في اتجاه التغيير الاجتماعي.
أسجل بداية أنه في الشكل، فعملية الإنصات المفتوح للمثقفين التي طرحتها فيدرالية اليسار، بدون عروض معدة سلفا، تعتبر استثنائية، وهي جديدة كشكل للتواصل الديمقراطي. يجب أن ندقق أسباب عدم الوصول إلى الآن لاندماج مكونات فيدرالية اليسار، إن هذا التردد والتعثر ينقص من عزيمة الشباب والأحزمة المؤمنة بمشروع الفيدرالية، يجب عدم التأخر لأن هذا الأمل يجب أن يتجسد قريبا، فليس هناك فرق إيديولوجي كبير بين مكونات الفيدرالية، أرجح أن البعض خائفون على مناصبهم، بتضخم مرض الزعامة لديهم، فرغم احترامي للقيادات التي مكنت من الوصول لهذا المطاف، إلا أنه من المفيد أن تترك المكان لدم جديد، مع تكريم المناضلين القدامى ووضعهم كمستشارين، نظرا لخبرتهم، على أساس أن يتم هذا التحول بكل شفافية، بفسح المجال للإبداع وإعطاء مساحة لحرية الكلام داخل الحزب الجديد. أعتقد أنه على اليسار أن يحترم ماضيه منذ حزب الاستقلال إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وكل الأحزاب التي انبثقت عن الحركة الاتحادية، وتضحياتهم الجسام والشهداء المهدي وعمر وغيرهم، لكنه لا يجب أن نكون أسيري هذا الماضي، المطلوب هم تمثل قيم ولب هذا اليسار، وتحيين تصوراته والتمحيص في سبل إنزالها، وفي هذا الصدق أتقاسم معكم بعض الأفكار: * في الحزب الاندماجي الجديد، من المهم التركيز على شعارات كبرى، تكون مصدر جذب للمغاربة، واقترح: الحرية والتشغيل، بالتميز عن ادعاءات الدولة الاجتماعية للحكومة، ومشروع العدالة والتنمية الإحساني، ورمادية النموذج التنموي. * يجب نحت معنى واضح لشعار الملكية البرلمانية، بإعادة النظر في سلطة التعيين بظهائر في المناصب الحساسة، وبلجم تغول الرأسمال بإحاطته بالقانون وقضاء عادل. فمثلا المشاريع الكبرى للطاقة الشمسية بالمغرب، هناك بياضات حول ملكيتها، تسييرها، من يحاسب من؟، من يشتري؟، من يبيع؟. * لكن من المهم التنبه أن الرأسمالية هي التي أدخلت العلم للإنتاج، هل الاشتراكية تملك مشروعا يُدخل العلم لدورة الإنتاج بشكل عادل؟ أورد في هذا المجال مصفاة لاسمير، فالحزب الجديد يجب أن يخوض معركة مع من أغلق لاسمير، لإعادة تشغيلها، وهذا هو النضال العملي، فالرأسمالية ليست شبحا، فيجب تحديد العدو بشكل دقيق والصراع معه، إن مشروع اليسار يفرض أن تصبح لاسمير شركة وطنية، بدوام تشغيلها وتطويرها وعصرنتها، من طرف كل قوى المجتمع، وما يسري على مصفاة لاسمير يسري على مقدرات المغرب من فوسفاط وذهب وسمك،.. * في موضوع العلمانية، فمن المهم التنبه أن هذا المصطلح اخترعه المسيحيون العرب، لكنه من الضروري البحث عن مفردة أخرى أكثر دقة، ففصل السياسة عن الدين معركة قام بها المسيحيون في أوربا، لكن أهل العلمانية هناك يفكرون بعقل كاثوليكي، فهو فصل مثلا في فرنسا متحكم فيه ويضطهد البقية من مسلمين وغيرهم. * على اليسار أن يضع نصب عينه أن لا يفرغ مقعده في مجالس الفقهاء، لأن بعض أحكامها تسري على الجميع، بامتلاك العلاقة مع فقهاء متنورين يدافعون عن القيم الإنسانية لليسار، والتاريخ شاهد عن معارك ومحن بعض الفقهاء المتنورين الذين دافعوا عن إعطاء ملكات العقل بدل التزمت. وعلى اليسار أن لا يكون رفضويا في علاقته بالدين، ففي الثقافة الإسلامية قيم جيدة من المهم الارتكاز عليها مع المتدينين، كما يجب التصدي لبعض الأفكار الرجعية التي تنهل من الماضوية التكفيرية التي ترفض التعايش والمختلفين، وأسجل هنا أنه رغم كل شيء، هناك تقدم في تصورات المغاربة من ناحية قبول المختلفين، وصون حياتهم الشخصية.
لا أعرف بأي صفة سأتحدث؟ هل باسم البورجوازية الوطنية؟ أو الانخراط في لجنة النموذج التنموي أو الرأسمالية المتوحشة كما قيل سلفا أو الليبرالية المنتجة؟ أعتقد أن على اليسار تعريف المفاهيم بشكل دقيق، شخصيا أحبد أن أسمي مهامنا بمعارك التقدميين بدل اليسار، وعلينا تحديد أولويات معارك التقدميين في القرن 21، ومنها على الخصوص معارك البيئة والاستهلاك، ومن هذا المنطلق لا يجب فقط حمل معول هدم الرأسمالية، بل امتلاك مشروع تقدمي حول المبادرة الاقتصادية مع الشغل، وتداخل هذين المفهومين سيوضح رؤية مشروعنا التقدمي. إن متابعة التجارب العالمية، يجعلنا نصل إلى خلاصة موت الديمقراطية التمثيلية، والنموذج البريطاني شاهد على ذلك، بل حتى في تونس التي كانت نموذجا لهذا النوع من الديمقراطية انهارت فيها. في الحالة المغربية فهناك استقرار يتحقق على مقصلة انتهاك الديمقراطية، يجب على القوى التقدمية الكف عن مطالبة الدولة المستبدة بأن تمنحها الديموقراطية. يجب على التقدميين خوض معركة انتزاع الديمقراطية، فدولة مستبدة لا يمكن أن تعطي الديمقراطية. فعلى اليسار نحت مشروع مجتمعي ينطبق مع طموح المغاربة، ووضع مسار واضح لكيفية الوصول إليها. نفس الشيء يسري حول العدالة الاجتماعية وتحديد تعريفها عند اليسار، فالأمر يستوجب حلولا عصرية من خلال نموذج تقدمي اجتماعي عادل وجديد.
إن اليسار بهذا الزخم من الأفكار يحتاج لقناة إعلامية ليصل خطابه لأوسع الجماهير. بدوري أطرح بعض الأفكار للتفاعل مع أرضية فيدرالية اليسار: * رغم أهمية السجال الفكري، فلازلنا كيسار لم نخرج من بوثقة النقاش الإيديولوجي الصرف والمغلق داخل الحزب، فاليسار يحتاج لروافد أخرى للتفكير، كمراكز للدراسات اليسارية. * على مشروع الحزب الاندماجي لفيدرالية اليسار الانكباب على الجواب حول الرؤية التنظيمية، بين النماذج الثلاثة ل: المركزية الديمقراطية، الهرمية الحزبية، التيارات، وهي ثلاثة أشكال مختلفة، لذا يجب نسج نموذج تنظيمي جديد يجيب على تطورات المجتمع. * الانتباه إلى أن جزء كبيرا من قوة اليسار تُستهلك في التنظيم الهيكلي: الفرع، الجهة، الأجهزة الوطنية، بدل دينامية المعارك التي من المفروض أن تتركز فيها قوة اليسار. لذا فالحل في نظري بتبني هيكلة قطاعية تنغرس في نسيج المجتمع : طلبة، مهندسين، عمال، أطباء، حرفيين.. وإعطاء مساحة أكبر للتنظيم الجهوي. هاته اللحظة التأسيسية تتطلب نوعا من الإبداع بالاستفادة من التجارب السابقة للتجميع، فلأول مرة يتم الاندماج بين أحزاب قائمة، بدل مجموعات وأفراد. * هناك مكونين يجب التفكير في العلاقة معهما، أولا عدم غلق قوس الحزب الاشتراكي الموحد، والتيار الثالث يمكن أن يلعب هذا الدور. ثانيا النهج الديمقراطي بالتركيز على المشترك رغم إشكالات الاختلاف حول الانتخابات والصحراء. فالأولوية لوضع برنامج مرحلي لليسار بشكل جماعي. * التفكير في سبل أخرى لتدبير التنظيمات الموازية AMDH و CDT نموذجا، بتجنب الصراعات التمثيلية. * التفكير بشكل عميق في العلاقة مع الحراكات الاجتماعية، رغم مطالبها الفئوية، فهي مسيسة رغم مظهرها المطلبي الصرف. التقليص من الخطاب الإيديولوجي المتعالي لليسار، فمثلا مع أي نصر انتخابي لليسار في أمريكا اللاتينية، نعتبرها في المغرب عودة لليسار كإيديولوجية، فأمريكا اللاتينية اشتغلت على بيئتها الداخلية في بلدانها لينتصر اليسار، وهذا هو الدرس البليغ، فعلينا إنتاج خطاب يساري في المغرب يجيب على النسيج المجتمعي المغربي. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإسلاميين في تراجع كبير، لكن يبقى المجتمع محافظا، وهناك ملاحظة أخرى أن الخطاب الشوفيني الوطني في توسع أيضا.
أشعر باليأس من تقسيم المقسم، وفي نظري نحتاج لنبيلة منيب رغم أخطائها. أشير إلى أن المغرب ليس فيه ديمقراطية واقتصادنا احتكاري ريعي، وأعتقد أن اليسار يجب أن لا يغرق في الإيديولوجيا ويساءل تواجد الطبقات في المغرب في غياب الليبرالية، وأن يركز على الجانب الوطني والانتصار للقضايا العادلة، واحتضان من يناضل من أجل الحرية والديمقراطية كيفما كان، بتقارب كل قوى التغيير، سواء كانوا يسارين أو إسلاميين، ببناء كتلة استراتيجية لليسار ضد الكتلة التكتيكية للدولة. في الختام من المهم النضال من أجل إطلاق سراح: عمر الراضي، الريسوني، بوعشرين ومعتقلي حراك الريف.
إن على اليسار أن يتعاطى بجرأة مع قضايا الاعتقال السياسي، فما معنى اعتقال صحفيين فقط لتعبيرهم عن آرائهم وتعرية ملفات للفساد في محيط السلطة، أنا لا أدافع فقط عن عمر والريسوني وبوعشرين، بل عن كل معتقلي الرأي، والذين حوكموا بعشرات السنوات، فقط نظرا لمطالبتهم بمطالب بسيطة كمستشفى ومدرسة، هناك العديد من الحساسيات السياسية التي تتعاطى مع هذا الموضوع باحتشام. والمؤسف أن مجموعة من مواقع التشهير في قمة الانحطاط تروج لأكاذيب في مواجهة الصحفيين المعتقلين. أتمنى من فيدرالية اليسار رفع إيقاع معركة الاعتقال السياسي، وفك الحصار عن هؤلاء الصحفيين والمعتقلين السياسيين عموما.
ملاحظتي الأولى أننا نبني اليسار بالشباب ومن أجل الشباب، كما أن التواصل الآن يتم عبر الأنترنت، لهذا فيجب على فيدرالية اليسار امتلاك تصور إلكتروني واضح ودقيق، وفي سياق الحديث دائما على الشباب، فهذا الأخير يتكلم عن المستقبل بشكل ملموس وواقعي، لذا على المشروع الاندماجي لفيدرالية اليسار امتلاك خطاطة للمستقبل، مثلا اليسار مشروع 2030، بجدولة زمنية للتنفيذ. فالشباب هو رئة المستقبل.
في تفاعل مع المدخلات السابقة، أدلي بالملاحظات التالية: * لا يمكن أن نغرق فقط في تحديد الجهاز المفاهيمي، فالأصل الذي يحمله اليسار هو معركة الديمقراطية والحرية. * على اليسار الانتباه للإشكال الديمغرافي وسطه، بالبحث عن توسيع قاعدة الشباب، فلنلاحظ في فنلندا والسويد وكندا أن القيادات من الشباب والنساء وتصل حتى للتسيير الحكومي، لذا يجب فسح المجال في اليسار للشباب. * اقتصاد الريع يضعف الإنتاجية، فرغم الكتلة النشيطة إلا أن %81 منها خارج دورة الإنتاج. * على اليسار استعادة المبادرة حول التعليم، والعودة إلى فهم مقولة الحسن الثاني القائلة بأن المدرسة تنتج المعارضين، حين تم إغراقها بالخرافة والدين السياسي الممول من السعودية، وللتذكير تفاعلا مع مداخلة سابقة فالإسلام السياسي لم يتراجع وإلا لماذا المغرب أصبح مصدرا للإرهابيين بسوريا وفرنسا وبلجيكا… على اليسار إذن امتلاك الجرأة لطرح تصوراته، فاليسار يتخوف من المجتمع وليس من الدين، وعلينا كلنا النزول الميداني لنبض المجتمع، وحتى الأساتذة الجامعيون وهم معنا الآن في القاعة عليهم لعب أدوارهم التأطيرية كما في السابق. * من مهامنا أيضا كيسار إعلاء ملف البحث العلمي والبيئة، ورفع تحدي حماية الغابة والثروة المائية، على سبيل المثال فمعدل الاستهلاك السنوي من الماء في المغرب 555 م3، يعني أن بقية الماء خارج الاستهلاك الشخصي تمتصه الصناعات الكبرى الملوِثة. ومن النماذج الرائدة في حماية البيئة التي يمكن أن تكون في قلب مشروعنا أن باكستان زرعت 4 مليار شجرة، بل إنه حتى الجيش ساهم في ذلك. * من الملاحظ أن كل المشاريع الاستراتيجية الكبرى توكل للملك، كما أن القاعدة المخزنية أن الاستراتيجي تتكلف به سلطة لا زمنية اي الملك، والتدبير التنفيذي للحكومة، إذن ما معنى الانتخابات في هاته الحالة؟ إنها نظرية الأمير لميكيافيلي تطبق في المغرب بشكل سلطوي. – في موضوع موقف اليسار من الرأسمال، لا يمكن أن نغالط بعضنا، فالليبرالية والرأسمال ضروريان لتطوير البلاد، ولما لا الوصول لنموذج اجتماعي كالسويد والنرويج. كما أن البرجوازية الوطنية ضرورية أيضا في معادلة اليسار، وعلى التقدميين تجنب العداء غير المعقلن اتجاه البورجوازية المتنورة والدفع بها لحقل الحريات. – فيما يخص موضوع قطع علاقات المغرب مع ألمانيا وإسبانيا وإيران، يجب تقييم هذا الوضع الدبلوماسي، فإيران 10 قوة علمية في العالم، وامتلاكها القوة النووية حق تحاول القوى الغربية كبحها لتطوير برنامجها. سؤال آخر لماذا قطع العلاقة مع فنزويلا وبوليفيا، أيضا سؤال لماذا العلاقة مع “إسرائيل”؟، يجب على فيدرالية اليسار امتلاك رؤية متكاملة حول الديبلوماسية الخارجية. – دائما في العلاقة بالخارج، ف 500 ألف مهاجر مغربي، يعتبر جزء كبير منهم من الأطر العالية جدا التي تسير مؤسسات عالمية في التكنولوجيا الدقيقة، وفي حقول علمية عالية جدا، والتي يشهد العالم بمؤهلاتها الاستثنائية في كل حقول المعرفة، على اليسار امتلاك مشروع في ربط هذا التفوق العلمي لأطرنا مع تنمية وتطوير بلادنا. – في الأخير حتى نقطع الشك باليقين، فكما نعتبر أن الطليعة والمؤتمر هم الاتحاديون الحقيقيون، فنحن من يمثل الحزب الاشتراكي الموحد في هاته العملية الاندماجية في أفق الحزب الجديد.
اليسار مجموعة من القيم الإنسانية كالعدالة والمساواة والديمقراطية، والمطلوب هو تعريف وتنزيل هاته القيم. باعتباري فاعلا جمعويا مدنيا من المهم أن يأخذ ملف الاقتصاد الاجتماعي التضامني حيزا مهما في مشروع فيدرالية اليسار، كآلية للعمل التشاركي، والعمل عن قرب، بانخراط النساء والشباب في تعاونيات لحفظ كرامتهم، وهذا من مهام اليسار وفي عمق مشروعه. وهذا الطرح التقدمي سيكون في صراع مع الجانب الإحساني الذي تنتعش فيه الأصولية التي تشجع الخمول بدل العمل التشاركي والتضامني في دينامية جماعية. وهذا يقتضي تجاوز الخطاب المستهلك والنزول للعمل اليومي والميداني والإنصات للناس. لهذا لابد من خلق فضاءات للديمقراطية التشاركية، لإشراك المواطنات والمواطنين في القرار والتنفيذ. وتحضرني ملاحظة جوهرية في ذات السياق، لماذا لا تتواجد الفعاليات اليسارية في تتبع اجتماعات مجلس المدينة والمجالس الجهوية والجماعية والقروية، لمواكبة العمل الموازي للمعارضة في التتبع والتنفيذ. أعتقد جازما أن اليساري ليس فقط بطاقة انخراط بل هو احتضان للمشروع اليساري، وحلفاء فيدرالية اليسار كُثر في المجتمع المدني.
لا بد من الإشارة إلى أن الأرضية التي قدمتها فيدرالية اليسار بذل فيها مجهود كبير، ونقاش اليوم قد أغناها، أساهم أيضا بهاته النقط: * المسألة البيئية في صُلب معركة اليسار حول الثروة : التربة، الماء، الغابة. * فليسمح لي الأستاذ منجيب أن أصحح مغالطة وردت في تدخله، فاليسار ليس ملحدا أو ضد الدين كما قلتَ، فهذا التعميم غير مقبول، كما أن لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية ارتبط بحرية الإنسان والدفاع عن الديمقراطية، أما الإسلاميون فعليهم توضيح أدبياتهم ضد الديمقراطية، باعتبارها ضجيعة العلمانية كما يقولون، نحن كيسار ضد استعمال واستغلال الدين من أجل التفوق السياسي. * في قضية الصحراء المغربية، المدخل ديمقراطي، وعلى قاعدته يمكن حل كل إشكالات الملف. * على فيدرالية اليسار في اتجاه مؤتمرها الاندماجي وضع تصور مدقق حول الجهوية. – علينا ربط النقابات بأحزمتنا واستعمال وسائل التواصل الحديثة. – تعميم التجارب الجماعية الناجحة، بامتلاك تصور علمي للتدبير الترابي، كنموذج ففريق المستشارين بأكدال، تستحق تجربته التقدير. – من المطلوب ملاءمة تنظيمنا مع المشروع المجتمعي الذي نهدف إليه، في طريقة التواصل مع فئات المجتمع لتنظيمها وتأطيرها بشكل تراكمي. فعلينا العودة للجامعة وتنظيم القطاعات المهنية والشباب، ومن الضروري توفير بنيات استقبال ملائمة لتنظيم النساء، لتصبح مقراتنا عامل جذب لهاته الفئات. * لا أظن أن هناك صراعا للأجيال داخل اليسار، لكن من الضروري تشجيع الشباب لكن بشكل عقلاني، وكذا القضاء على أمراض الزعاماتية عند بعض الشيوخ. * الإعلام عامل حاسم ومهم في توسع المشروع اليساري، بالنهل من الطرق الحديثة لوسائط التواصل الاجتماعي، أمام لوبيات المال التي تحرك جزء مهما من صحافة التشهير، وإغداق الدولة للمال على الإعلام التابع لها. إنها إذن معركة مقارعة إيديولوجية الدولة بإيديولوجيتنا بوسائل التواصل الاجتماعي. * في الأخير علينا التسريع بوتيرة الاندماج، حتى يرى هذا المولود الجديد النور، فآمال اليسار تتعلق بهذا المشروع. – إن اليسار عليه أن لا يعمم موقفا شموليا حول الامبريالية، وأن يدخل في تفاصيل امتلاك رؤية واضحة حول تفاصيل أي دبلوماسية خارجية نريد للمغرب، وترتيب حلفائنا الذين يخدمون مصالح تطور المغرب. مثلا هل المسار الديبلوماسي مع ترامب هو نفسه مع بايدن؟ وهل علاقة أوروبا مع المغرب هي نفسها مع مستجدات قضية الصحراء المغربية؟
كما أشرنا في تقديم الندوة، نحن هنا للإنصات، ونشكر كل التدخلات التي أغنت الأرضية الأولية، بعد هاته الندوة المركزية، سننزل النقاش للمستوى المحلي، وكذا سنفتح كل جسور التواصل مع كل المجموعات والشخصيات التي تتقاطع مع مشروعنا اليساري. من باب التفاعل فيما يخص PSU، فقيادته تقول أن مشروع التجميع لم ينجح، رغم إهدار زمن كبير منذ 2014 والاستمرار في تعطيل الاندماج، هناك بعض المناضلين الوحدويين لازالوا وسط PSU، لكن تأثيرهم أصبح ضعيفا، خلاصة القول أننا منفتحون على الوحدويين الحقيقين. ملحوظة: توصلت الندوة بعدة رسائل اعتذار من أساتذة جامعيين وفنانين، لتعذر حضورهم، وبتأكيدهم لانخراطهم في المشروع الاندماجي لفيدرالية اليسار: محمد المدني، عبد المغيث بنمسعود، عزيز الحدادي، عبد الوهاب التدموري، محمد الشوبي، يوسف أخليص.