فنون ومنوعات

زوووم : تجربة “المسرح المحكور”

إن تجربة “المسرح المحكور” والتي اكتسحت الساحات، بإنزال الفن المسرحي للشارع، والتي عرفت انطلاقها بساحات البيضاء، تتطلب منا زوما حقيقيا لتقديم هاته الجرأة الإبداعية للقارئ.
شباب من تجارب إبداعية مختلفة، تجري دماء أب الفنون في عروقهم مجرى الدم، كسروا كل طابوهات القوالب المسرحية، تجدهم متأبطين لديكورهم البسيط / العميق، وأكياس ملابسهم، وأدوات ماكياجهم، لا تعرف في أي ساحة سيحطون الرحال، يمكن أن تكون بفضاء شعبي بالحواري القديمة لمكناس، أو تحت أسوار سور عتيق بورزازات، أو في إحدى ساحات البيضاء..  كما يمكن أن تشارك مسرحيات تجربة “المسرح المحكور” في مهرجانات غير معتادة على الأضواء، كمشاركتهم في الدورة 14 لمهرجان داكار للمسرح بالسينغال بمسرحية “حكاية النيوف”.
مسرح في قوالب جديدة، وكما قال أحد مؤسسي التجربة، المسرحي حسني مخلص : “إذا غادر الجمهور المسارح، فعلى المسرح النزول عند الناس في الشوارع”.
لا تقتصر تجربة “المسرح المحكور” على عرض مسرحياتها، والتي كانت آخرها مسرحية “كوبي كولي”، بل على تكاوين مكثفة للشباب والأطفال حول تقنيات الفن المسرحي، وباختلاط جنسيات المؤطرين والخبراء، فهي تجربة مسرحية فريدة لا تؤمن بالحدود، هي ورشات في صلب الإبداع المسرحي حول : حركة الجسد، الإضاءة، الملابس، الكتابة المسرحية، الارتجال، الأدوار، تقنيات الخشبة،… وأغلب المواضيع التي تثيرها تجربة المسرح المحكور تمس المعيش اليومي للفئات البسيطة بدون قيود : الهجرة، المساوات بين الجنسين، الفقر، الحكرة، الحب، الحلم، العدالة،… إنها تجربة رائدة لا تسلط عليها كثيرا أضواء الإعلام، لكن جمهورها في الحواري المغربية يتذوق ويحتضن فنا من هذا النوع في قمة الإبداع وقريب من نبضه اليومي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى