شركة ضد حق الاضراب تلقى تفهم النيابة العامة

استمرارا‭ ‬للمضايقات‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬العمل‭ ‬النقابي‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬مَثُـل‭ ‬النقابي‭ ‬رحمون‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بأكدير‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬4‭ ‬مارس‭ ‬وهو‭ ‬عضو‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬للكونفدرالية‭ ‬الديمقراطي‭ ‬للشغل‭ ‬والكاتب‭ ‬الجهوي‭ ‬للنقابة‭ ‬بولاية‭ ‬أكدير،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬المحاكمة‭ ‬الجديدة‭ ‬والغريبة‭ ‬مقل‭ ‬سابقاتها‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬شركة‭ ‬سياحية‭ ‬Holiday service‭ ‬بشكوى‭ ‬‮«‬‭ ‬قبلتها‮»‬‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬بدعوى‭ ‬تكبدها‭ ‬لخسارات‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬قبول‭ ‬الكاتب‭ ‬الجهوي‭ ‬رحمون‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬للإضراب‭ ‬الذي‭ ‬قرره‭ ‬المستخدمون‭ ( ‬مرشدو‭ ‬السياحة‭) ‬وكالبت‭ ‬الشركة‭ ‬بتعويض‭ ‬مقدر‭ ‬ب‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬سنتم‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬عضو‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬مؤازرا‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭ ‬كما‭ ‬تبين‭ ‬الصورة‭ ‬وبممثلين‭ ‬مركزيين‭ ‬ومحليين‭ ‬للنقابة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬المأساوي‭ ‬الذي‭ ‬يبين‭ ‬ما‭ ‬تعيشه‭ ‬العدالة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬إذا‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بقضايا‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬والشغيلة‭. ‬

وكانت‭ ‬نفس‭ ‬الشركة‭ ‬المذكورة‭ ‬قد‭ ‬تقدمت‭ ‬بشكوى‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬إنزكان‭ ‬ضد‭ ‬الكاتب‭ ‬الجهوي‭ ‬للنقابة‭ ‬لكونه،‭ ‬وافق‭ ‬على‭ ‬اضراب‭ ‬سائقي‭ ‬النقل‭ ‬السياحي‭ ‬للشركة‭ ‬وطالبته‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬أخرى‭ ‬ولنفس‭ ‬الشركة‭  ‬وقد‭ ‬رفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬الدعوى‭.‬

ويظهر‭ ‬أن‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أكدير‭ ‬لا‭ ‬يعترفون‭ ‬بحق‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬الاضراب‭ ‬إذا‭ ‬سدت‭ ‬في‭ ‬أوجههم‭ ‬سبل‭ ‬الحوار‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬آخر‭ ‬قد‭ ‬جر‭ ‬الكاتب‭ ‬الجهوي‭ ‬بواسطة‭ ‬القضاء‭ ‬وتم‭ ‬حجز‭ ‬منزله‭ ‬لتسديد‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬حكمت‭ ‬به‭ ‬المحكمة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬الدعوى‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬يجهل‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬أو‭ ‬يتجاهلها‭  ‬بل‭ ‬سهولة‭ ‬موافقة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدعاوي‭ ‬التي‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬الثروة‭ ‬والسلطة‭ ‬لتا‭ ‬يستطيع‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬منصفا‭ ‬بينهما‭,‬إنه‭ ‬من‭ ‬العادي‭ ‬ألا‭ ‬يفكر‭ ‬الغني‭ ‬المغربي‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬مراكمة‭ ‬الأرباح‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬ضد‭ ‬حق‭ ‬الاضراب‭ ‬وأن‭ ‬يعتبر‭ ‬خسارته‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬الاضراب‭ ‬جرما‭ ‬يعاقب‭ ‬عليه‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬تسايره‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬جهله‭ ‬للقانون‭ ‬ليجرجر‭ ‬القضاء‭ ‬نقابيا‭ ‬لسنوات‭ ‬في‭ ‬ردهات‭ ‬المحاكم‭ ‬وبالتالي‭ ‬أن‭ ‬يغطي‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المستخدمين‭ ‬لنفس‭ ‬السنوات‭ ‬فتلك‭ ‬طامة‭ ‬كبرى‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى