نساء من فولاذ… نساء بحجم الوطن
حفيظة حيون
نساء من فولاذ صقله حب البلد والخوف على أبناء الوطن، والعشق المزمن للعدل والحرية، نساء اخترن ان يجهرن بالحق لأن القضية تتعلق بمصير شعب يرزح تحت حكم يفرض سيطرته بقبضة من حديد ونار…
تحية عالية لنساء اخترن مهنة المحاماة وكن وفيات لجوهر قسم هذه المهنة النبيلة… اعتقالات أبناء الريف برهنت وبالملموس أن المرأة، و صوت المرأة لم يكن أبدا عورة كما يردد ذوو الفكر الظلامي البئيس، بل كان صوتا متوغلا في الجرح الأليم الذي ينزف في كل حي و مدشر و بيت في الريف، وفي كل شبر في الوطن، صوتا يصغي السمع بعمق لذبذبات قلوب شباب معتقلين، تهمتهم الوحيدة أنهم يحملون قلوبا يعشعش فيها عشق الحياة الكريمة الحرة تُشعرهم بالانتماء الحقيقي لهذا الوطن بكل ما يحمله من مآس، هذه المآسي التي يقتات عليها ناهبو خيرات الوطن الذين يعتقدون انهم سيغتالون بداخلهم حمل القضية.
كل التقدير و الاحترام لصاحبات البذلة السوداء اللواتي لم يتخلفن يوما عن محاكمة معتقلي الريف ومعتقلي كل القضايا العادلة.
كل الحب لهن لأنهن يحملن وسام شرف زيارة شبابنا المعتقلين والنظر الى عيونهم الحالمة بوطن تسوده الحرية والكرامة والعدالة.
رفيقاتي الجميلات، كم أنتن محظوظات بهذا الوسام الذي منحته لكن عائلات المعتقلين ورفاقهم وكل من يُؤْمِن بعدالة معركتهم! ستفتخر بكن قاعات المحاكم التي أثبتن عن جدارة واستحقاق أنكن فعلا نساء قويات، شامخات، صامدات، سيذكركن التاريخ الذي تكتبه الشعوب…
كل المحبة لكن و دمتن امهات و أخوات و رفيقات رائعات …. ستفتخر بكن الساحات و أنتن تعانقن صور المعتقلين . سيفتخر بكن الوطن و التاريخ ….