المجتمع

التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب: هناك حاليا مقاطعة شاملة للدروس النظرية والتطبيقية في كل مدن المغرب، ونسبة الاستجابة للإضراب وصلت 100 %

التقت جريدة الطريق أحد مسؤولي التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان، خلال الشكل الاحتجاجي الذي خاضته بساحة ماريشال بالدار البيضاء يوم الخميس 28 مارس 2019، في إطار معركة الملف المطلبي التي تعم كل كليات الطب بالمغرب.
الطريق: لماذا تصاعدت احتجاجات التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في هذا التوقيت بالضبط ؟
–  إن احتجاج اليوم يأتي في إطار المسلسل النضالي الذي تخوضه التنسيقية الوطنية لطلبة الطب و طب الأسنان، ونشير إلى انضمام اتحاد طلبة الصيدلة لهاته المعركة العادلة، حول الملف المطلبي الذي طرح مجمل القضايا والمشاكل التي تعترض المسار الدراسي والمهني للأطباء بالمغرب، خصوصا مع الأفضلية التي تعطيها الدولة مؤخرا لخوصصة قطاع الصحة، وتسليع  دبلومات المؤسسات الخاصة للطب، التي تحكمها بالأساس الرسوم المؤداة للتسجيل فيها من طرف الطبقات الميسورة بدون مباريات أو انتقاء على قاعدة المعدلات، في مقابل الإهمال واللامبالاة بكليات الطب العمومية والتي معيارها انتقاء الكفاءات العالية، ومعدلات الباكالوريا للمتفوقين والمباريات كمدخل لأوسع شرائح الأسر المغربية، إنه عدم تكافؤ صارخ للفرص.
الطريق: ماهي المطالب الملحة للتنسيقية الوطنية لطلبة الطب ؟
– من مطالبنا الأساسية معالجة إشكالية إغراق المستشفيات الجامعية العمومية بطلبة المؤسسات الخاصة، رغم الاكتظاظ المهول الذي تعرفه أصلا هاته المستشفيات، والتي لا تستطيع استيعاب هاته الأعداد الفجائية التي فرخها القطاع الخاص، هذا الأخير الذي حول مهنة الطب لسلعة يجني منها أرباحا طائلة برسوم التسجيل الخيالية، وهو المفروض عليه البحث عن مخارج ل»زبنائه» المسجلين في مؤسساته الخاصة وذلك بتدريبهم بمستشفيات القطاع الخاص، وللتوضيح فقط حتى لا تتحول المعركة لصراع بين الطلبة، فنحن لسنا ضد هؤلاء الطلبة بالقطاع الخاص، لكن مالكي هاته المؤسسات الخاصة عليهم البحث عن حلول بذات مستشفيات القطاع الخاص لتدريب المسجلين عندهم، وعلى الدولة أن لا تنزاح لتطوير القطاع الخاص على حساب المؤسسات الاستشفائية العمومية، وللتاريخ فالتنسيقية الوطنية خاضت معارك وإضرابات منذ 2011 بغرض توسيع الأراضي والفضاءات الاستشفائية العمومية، بالإضافة للنقص الواضح في الأساتذة مع تزايد أعداد الطلبة، وكذا الخصاص المهول في التجهيزات والمعدات الطبية بالمستشفيات العمومية، إذن نحن لوحدنا نتخبط في الاكتظاظ والخصاص منذ 8 سنوات، فما بالك إذا ازداد هذا الرقم الإضافي للقطاع الخاص الذي صدر قرار بتوجيه أول دفعة منه مباشرة للمستشفى الجامعي العمومي للتدريب، إنها كارثة خطيرة غير محسوبة العواقب.
الطريق: هل هو إذن مخطط لضرب التعليم العمومي في جانبه الصحي ؟
– إن هذا التوجه لخوصصة قطاع الصحة، يخيفنا في المستقبل، فأي أسرة تراهن على أن يصبح بناتها وأبناؤها أطباء عليها إعداد مبالغ ضخمة للتسجيل والتمدرس بالكليات الخاصة للطب، وسينهار معيار الكفاءة والتفوق، يكفي أن تنتمي لطبقة قادرة على أداء 130000 درهم في السنة لسبعة أعوام !! وفي هذا السياق نستحضر أن أبرز الأطباء ذائعي الصيت في المغرب وحتى خارجه تخرجوا من كليات الطب العمومية فلماذا الإصرار على مخطط ضرب قطاع الصحة العمومية بدءا بتكسير كليات الطب العمومية ؟
الطريق: هل معركتكم كتنسيقية محصورة مركزيا بالبيضاء والرباط ؟
– فقط للتعريف بحجم توسع معركة التنسيقية الوطنية، ففي هاته الأثناء هناك مقاطعة شاملة للدروس النظرية والتطبيقية في كل مدن المغرب، ونسبة الاستجابة للإضراب وصلت إلى  % 100 ، وتجدر الإشارة إلى أن وقفة الرباط المركزية في 14 مارس 2019 أمام وزارة الصحة، شهدت مشاركة كثيفة لطلبة الطب وصلت 10000 طالب، من كل المدن الجامعية على الصعيد الوطني.
الطريق: ما مدى تفاعل وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي مع ملفكم المطلبي ؟
– لم ترق اللقاءات مع ممثلي الوزارتين إلى مستوى حوار، بل نعتبر أنها كانت فقط جلسات استماع، لم تسفر عن أي محضر أو التزام بتنفيذ مطالبنا ولو جزئيا، فقط أصدرت الوزارتان بلاغا بشكل منفرد لا يجيب على مطالبنا، وصِيغَ بلغة مبهمة وغامضة لا تورد أي حل للمشاكل المتراكمة، نحن نطالب بأجوبة عملية على انتظاراتنا بشكل مشترك مع وزارة الصحة والتعليم العالي نظرا لتقاطعات الملف.
الطريق: كيف يمكن تحويل معركة طلبة كليات الطب من ملف لفئة متضررة إلى معركة مجتمعية حول الصحة العمومية ؟
– هذا الحراك المطلبي يمس المواطن بالدرجة الأولى، بحيث إن المغاربة يوميا حين التوجه للمستشفيات العمومية، يكونون أمام الأوضاع المزرية لغياب الأطر الطبية، لانعدام المعدات والتجهيزات، وطول الانتظار في مواعيد ماراطونية، وقلة الأسرة، إنها مآسٍ تجعل المواطن في قلب النضال من أجل تطبيب عمومي يكون في مستوى تطلعاته، وكذا من أجل أن يبقى من حق بنات وأبناء أسر المغاربة الوصول إلى مناصب الأطباء عبر التفوق التعليمي.
الطريق: ألا ترون أن التقاطع كبير بين معركة الدفاع عن المدرسة العمومية التي تفجرت مؤخرا، وكذا ملف الكليات والمستشفيات العمومية ؟
– تماما، فنضالنا من أجل الكلية العمومية، هو ليس نوع من الفئوية، بل هو في صلب الدفاع عن المؤسسة العمومية في مواجهة توحش الخوصصة من زاويتنا كطلبة للطب، لضمان الوصول لتطبيب المرضى بالشكل الكريم الذي يستحقونه، كحق للاستشفاء بجودة معينة والذي مدخله النقاط المطلبية حول جودة تكويننا، ونحن مستعدون للعودة لمدرجاتنا الجامعية شريطة التفاعل مع مطالبنا العادلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى