المغرب – الخليج:

خلافات وعتاب

كانت زيارة ملك الأردن للمغرب ستمر عادية جدا، على أنها زيارة ثنائية تهم ملفات اقتصادية وتجارية وغيرها لولا أن الندوة الصحفية لوزيري خارجية البلدين، كشف فيها وزير خارجية المغرب عن وجود خلافات مغربية خليجية وخاصة مع السعودية والامارات، كانت قد راجت في الصحافة. وقد استعمل بوريطة كلمات دقيقة وتحمل العديد من الإشارات أشارت إليها الصحافة تدل على أن المغرب ضاق ذرعا. لكن في نفس الوقت وهذا لم تشر إليه الصحافة هو أن رنة كلام بوريطة رنة تلف كل تلك الخلافات التي وصل فيها إلى درجة التلويح بالبحث عن البدائل إذا لم تتغير العلاقات، برداء العتاب ترك الباب مواربا للمستقبل القريب.
ويظهر من تزامن زيارة ملك المغرب مع مؤتمر القمة العربي ومن كلام بوريطة في الندوة الصحافية أن ملك الأردن حمل إلى ملك المغرب، تصورات ومواقف « تحت الطلب « وهو الأسلوب الذي انتقده   بوريطة، ضمن ما انتقده، تتعلق بعدة قضايا مطروحة في المؤتمر، أو على الأقل قضية واحدة أو إثنتين، وقد أشارت عدة صحف عربية ودولية إلى أن الموضوع يتعلق بصفقة القرن وسوريا وليبيا ، إلا أنه من الصعب الجزم والتكهن من السبب الحاسم الذي دفع المغرب إلى التبرم من سياسة السعودية والإمارات مع المغرب، لكن من الأكيد أن ما حمله ملك الأردن ليس إلا النقطة التي أفاضت الكأس.
وكما كان متوقعا فقد جاءت قرارات القمة العربية ضعيفة جدا ولا ترقى إلى مرتبة التحديات التي تعيشها المنطقة والأخطار المحدقة بها وخاصة ما تتطلبه مواجهة سياسة إسرائيل وأمريكا اتجاه سوريا وفلسطين، وكيف ذلك وكل قادة الدول يتغنون بالأمن العربي وبالتكامل و… وفي نفس الوقت يخفي خنجرا وراء ظهره ضد الآخر ويترصد اللحظة التي يوجه له فيها طعنة في ظهره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى