المناضلة ليلى خالدتدعو إلى إنهاء الانقسام في فلسطين وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة ديمقراطية
ليلى خالد /عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
بمناسبة يوم الأرض، توصلنا من المناضلة الفلسطينية ليلى خالد بكلمة لها دلالتها السياسية والإنسانة والنضالية، في يوم تفرقت فيه السبل في العالم العربي، وأصبح ما يفرق فيه أكثر مما يجمع، وقد عنوتها بكلمات تحمل نفس الروح التي بلورت نضال الشعب المغربي بأن جعل القضية قضية وطنية، وفي مقدمته الشهيد محمد كرينة أصغر شهيد مغربي من أجل القضية الفلسطينية والذي اعتقل بسبب يوم الأرض ومات تحت التعذيب ولحد الآن لم تخضع قضيته لأي بحث ومحاسبة.
تأتي الذكرى 43 ليوم الأرض في ظروف إقليمية ودولية وفلسطينية غاية في التعقيد.
وعلى الرغم من ذلك يستمر الشعب الفلسطيني في مكافحته ونضاله من اجل استعادة الأرض المغتصبة ومواجهة السياسة الفاشية للكيان الصهيوني، من مصادرة الأراضي لبناء المستوطنات سواء في الضفة المحتلة أو في منطقة 48 في فلسطين.
ويوم الأرض هو يوم يتوحد الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ففي كل عام يخرج الشعب الفلسطيني في مناطق 48 بمظاهرات عارمة يشارك بها الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني للتعبير عن تمسكهم بالأرض التي تم احتلالها في 1948، كما يخرج الكل الفلسطيني في مدن الضفة المحتلة وفي قطاع غزة بمسيرات في يوم الأرض متمسكين بحقهم في العودة. وفي كل عام ينكل الكيان الصهيوني بهذا الشعب فيسقط الشهداء، ويتم اعتقال العديدين بالجملة ويزداد عدد المعتقلين من الرجال والنساء والأطفال كجزء من السياسات الإرهابية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.
كما يعبر أحرار العالم في هذا اليوم بإعلان تضامنهم مع نضال الشعب الفلسطيني وإدانة صارخة من قبلهم بالسياسات العنصرية لدولة الاحتلال.
إن يوم الأرض يحرك جماهير شعبنا وجماهير أمتنا العربية لرفع الصوت عالياً إن الحق الفلسطيني والعربي سيبقى متواصلاً حتى تحقيق حلم العودة وتقرير المصير وتحرير الأرض الفلسطينية والعربية من رجس الاحتلال. وإن المرحلة الحالية تشهد مزيداً من البلطجة الأمريكية باعترافها أن القدس عاصمة للكيان الصهيوني وليهود العالم كعاصمة أبدية وموحدة. وتزداد هذه البلطجة الأمريكية مؤخراً باعتبار الجولان العربي السوري جزءا من دولة الاحتلال.
يضاف لذلك «قانون القومية» الذي سنه الكينيست مؤخراً، واعتبار الفلسطيني مواطنا من الدرجة الثانية، ومعه لغته العربية التي كانت لغة رسمية بجانب العبرية، وبهذا القانون شطبت اللغة العربية . فهذا يدلل على أن «صفقة العصر» التي بشر بها ترامب (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية) تنفذ خطوة خطوة دون الإعلان عن هذه الصفقة بتفاصيلها. وكأن «إسرائيل» هي إحدى ولايات الأمم المتحدة.
أما على المستوى الإقليمي العربي، فإن النظام العربي قد تخلى عن القضية المركزية للعرب، أي القضية الفلسطينية. هناك ثلاثة أطراف وقعت مع هذا العدو اتفاقيات:
وأولى هذه الاتفاقيات أو المعاهدات مع مصر اتفاقات كامب ديفيد، وثانيها اتفاقات أوسلو، وثالثها اتفاقية وادي عربة. هذا بالإضافة لبعض دول الخليج التي تطبع سراً للوصول إلى تطبيع كامل مع الكيان الصهيوني، لكن جماهير شعبنا ومعه جماهير أمتنا العربية وكذلك أحرار العالم من بعض دول أمريكا اللاتينية والقوى الديمقراطية والتقديمة التي تساند نضال شعبنا الفلسطيني مازالت تؤكد أن يوم الأرض لم يعد يوماً فلسطينياً وإنما يوماً عالمياً.
إن حركة قوى التحرر والديمقراطية، والتقدمية في وطننا العربي مطالبة بتشديد النضال في وجه الإمبرياليين وأعوانهم من أنظمة وقوى رجعية من اجل الحقوق الوطنية لكل شعوب امتنا.
إنني ومن خلال هذه المقالة أؤكد على ما يلي:
1 – مواجهة المخطط الصهيو أمريكي بكل الوسائل، هذا المخطط الذي يستهدف السيطرة والهيمنة على مقدرات أمتنا من ثروات وتطبيع العلاقة مع عدونا.
2 – الدعوة الدائمة لوحدة هذه القوى في عملية المواجهة وخاصة في فلسطين المحتلة.
3 – إنهاء الانقسام في فلسطين وإعادة بناء م.ت.ف على قاعدة ديمقراطية يشارك فيها الكل الفلسطيني، فالخطر الآن هو تصفية القضية الفلسطينية.
4 – توسيع وتعزيز حملات المقاطعة في كل بلد.
5 – الدعوة لتوحيد القوى العربية الديمقراطية والتقدمية، فالقضية الفلسطينية هي أيضاً قضية عربية وقضية إنسانية عالمياً.
6 – مساندة الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، من خلال حملات التضامن للحركة الأسيرة في الخندق الأمامي الذي تحتله في عملية المواجهة وإقامة فعاليات شعبية توجه لكل المعتقلين المناضلين من اجل إطلاق سراحهم.
في يوم الأرض لنوحد جهودنا، لنا الأرض و « لإسرائيل» الزمن.
لنغلب المكان على الزمن بتغيير لميزان القوى لاستعادة الأرض (الجغرافيا) ويصبح الزمن (الكيان الصهيوني) لزمن عربي موحد تسود فيه العدالة والحرية والديمقراطية
في يوم الأرض نجدد العهد لاستمرار النضال حتى التحرير والعودة
المجد والخلود لشهداء الحرية .. الشفاء للجرحى والحرية للأسرى .. عاش يوم الأرض.. عاشت فلسطين حرة عربية ..