الجيش المغربي واجه قرار ترامب حول هضبة الجولان المحتلة
عماد القرمطي
خلال الجلسة الطارئة التي دعت إليها سوريا، أصرت واشنطن في جلسة يوم الأربعاء 27 مارس 2019، بمجلس الأمن الدولي، على موقفها الانفرادي الداعم لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي نص على الاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان المحتل، وهو موقف أدانته بالإجماع الأطراف الـ 14 الممثلة بالأمم المتحدة.
وقد اعتبر عضو التمثيلية الروسية بالأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف أن ما حصل هو خرق سافر للقانون الدولي وانتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة، حيث خلص إلى أن هذا الاعتراف الأحادي الجانب لاغٍ من تلقاء نفسه.
فيما صرح رودني هانتر عضو البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة، على أن توقيع الرئيس الأمريكي الاثنين 25 مارس 2019، على قرار صهينة الهضبة، لا يؤثر على اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وتفويض «أندوف»، للحفاظ على الاستقرار بين الكيان الصهيوني وسوريا، وهو تدقيق يرمي لضمان التوازن القائم حاليا مخافة ارتباك الخريطة العسكرية بمقربة الهضبة الاستراتيجية للجولان.
و من المهم التذكير أن الكيان الصهيوني احتل هضبة الجولان عام 1967، وضمها عام 1981، وقد قامت التجريدة العسكرية المغربية التي قاتلت ببسالة في حرب الجولان بسوريا في 1973 بمعارك بطولية دفاعا عن الهضبة، حيث كبدت الصهاينة خسارة كبيرة في العتاد و الأرواح، رغم أن هناك من اشتغل على إقبار هاته الذاكرة المضيئة من تاريخ المغاربة، ولازالت قبور شهدائنا شاهدة على ملاحمهم في الدفاع عن الجولان المحتل إلى جانب الجيش السوري، وتضعنا أمام مسؤولياتنا السياسية والديبلوماسية في مواجهة هذا القرار الأمريكي الذي يستهدف استنساخا ثانية لمؤامرات التقسيم الكولونيالي لمعاهدة سايكس-بيكو.