الدولية

الترامبية والماكرونية نموذجي التغول اليميني

◆ المصطفي زوبدي

في‭ ‬سابقة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬عاشت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬منذ‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬حالة‭ ‬استنفارات‭ ‬قصوى،‭ ‬وعاش‭ ‬الأمريكيون‭ ‬حالة‭ ‬رعب‭ ‬حقيقي،‭ ‬بفعل‭ ‬الفوضى‭ ‬والاضطرابات‭ ‬المترتبة‭ ‬عن‭ ‬رفض‭ ‬ترامب‭ ‬لنتائج‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الرئاسي،‭ ‬بدعوى‭ ‬تزويرها‭ ‬أوسرقتها‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬محرضا‭ ‬أتباعه‭ ‬على‭ ‬إسقاطها،‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬إنجاحه،‭ ‬وقد‭ ‬وصل‭ ‬التجييش‭ ‬أوجه‭ ‬بالهجوم‭ ‬الهمجي‭ ‬الخطير‭ ‬على‭ (‬الكابتول‭ = ‬مقر‭ ‬الكونغرس‭) ‬يوم‭ ‬6‭ ‬يناير2021‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬مصادقة‭ ‬الكونغرس‭ ‬على‭ ‬النتائج،‭ ‬وكاد‭ ‬الأمر‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مالاتحمد‭ ‬عقباه‭ ‬بفعل‭ ‬ماقام‭ ‬به‭ ‬المهاجمون،‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬تعتبر‭ ‬قائدة‭ ‬العالم،‭ ‬ومركز‭ ‬الحضارة‭ ‬والتقدم،‭ ‬فإلى‭ ‬ماذا‭ ‬يعود‭ ‬ذلك؟

هل‭ ‬تشكل‭ ‬الظاهرة‭ ‬الترامبية‭ ‬بداية‭ ‬انهيار‭ ‬النظام‭ ‬الليبرالي؟

يرى‭ ‬ابن‭ ‬خلدون‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أطوار‭ ‬هي‭: ‬الظفر،‭ ‬الانفراد،‭ ‬المجد،‭ ‬الفراغ،‭ ‬الدعة،‭ ‬القنوع‭ ‬والمسالمة‭ ‬ثم‭ ‬الإسراف‭ ‬والتبذير،‭ ‬ويربط‭ ‬أطوارها‭ ‬الخمسة‭ ‬بثلاثة‭ ‬أجيال‭ ‬هي‭:‬

‭- ‬الجيل‭ ‬الأول‭ ‬يقوم‭ ‬بعملية‭ ‬البناء‭ ‬والعناية‭.‬

‭- ‬الجيل‭ ‬الثاني‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬الجيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬التقليد‭ ‬وعدم‭ ‬الحيد‭ (‬بكسر‭ ‬الحاء‭ ‬الممدودة‭).‬

‭-  ‬الجيل‭ ‬الثالث‭ ‬والأخير،‭ ‬هو‭ ‬مايمكن‭ ‬تسميته‭ ‬بالجيل‭ ‬الهادم،‭ ‬فالدولة‭ ‬لها‭ ‬أعمار‭ ‬طبيعية‭ ‬كما‭ ‬البشر‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬يرى‭.‬

في‭ ‬تباين‭ ‬وتقاطع‭ ‬المنشأين‭ :‬

بالرغم‭ ‬من‭ ‬تباين‭ ‬المنشأ‭ ‬والمسار،‭ ‬فإن‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬التقديم‭ ‬الذي‭ ‬تناول‭ ‬فيه‭ ‬ابن‭ ‬خلدون‭ ‬أطوار‭ ‬الدولة‭ ‬الشرقية‭ ‬المستبدة،‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬اقتضتها‭ ‬بعض‭ ‬التجليات‭ ‬التي‭ ‬تكشف‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تقاطعا‭ ‬بين‭ ‬النمطين‭ ‬من‭ ‬يدري؟‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬مرد‭ ‬ذلك‭ ‬للطبيعة‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬الشاعر‭ ‬بحدسه‭ ‬إلى‭ ‬القول‭: ‬الناس‭ ‬كالناس‭ ‬والأيام‭ ‬واحدة‭ …. ‬والدهر‭ ‬كالدهروالدنيا‭ ‬لمن‭ ‬غلب

سيما‭ ‬وأن‭ ‬المارد‭ ‬القاهر‭ ‬واحد‭ ‬وإن‭ ‬اختلفت‭ ‬هيئته‭ ‬وموطنه،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬أضحى‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬بلغة‭ (‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬الحديث‭ ‬الدولة‭ ‬العميقة‭) ‬الشبيهة‭ ‬بذلك‭ ‬الوحش‭ ‬الشرس‭ ‬الذي‭ ‬ينقلب‭ ‬على‭ ‬محيطه‭ ‬عندما‭ ‬تفتح‭ ‬شهيته‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فريسته‭ “‬البرانية‭” ‬وهذا‭ ‬مايتضح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بعض‭ ‬التمظهرات‭ ‬التي‭ ‬تكشفت‭ ‬منذ‭ ‬هزم‭ ‬الوحش‭ ‬الامبريالي‭ ‬للمعسكر‭ ‬الشرقي‭ ‬خلال‭ ‬التسعينيات‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬وهذه‭ ‬أهم‭ ‬المؤشرات‭ ‬مما‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه،‭ ‬وسيكون‭ ‬البدء‭ ‬بما‭ ‬يجري‭ ‬حاليا‭ ‬بواشنطن‭:‬

تمظهرات‭ ‬ومؤشرات‭ ‬الأزمة‭:‬

إن‭ ‬تداعيات‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬بتاريخ‭ ‬3‭ ‬نونبر2020،‭ ‬جعلت‭ ‬المتتبع‭ ‬لتاريخ‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬يتسيّد‭ ‬العالم،‭ ‬ويبهر‭ ‬الكثير‭ ‬ممن‭ ‬ينقصهم‭ ‬الإلمام‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬بواطن‭ ‬الأمور،‭ ‬يسجل‭ ‬وكأنه‭ ‬أمام‭ ‬كيان‭ ‬لايؤمن‭ ‬إلا‭ ‬بالقوة،‭ ‬ودون‭ ‬اعتبار‭ ‬لما‭ ‬يتباهى‭ ‬به‭ ‬أبناؤه‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬أمريكا‭ ‬مصدرالتفوق‭ ‬الحضاري،‭ ‬وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬طفا‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬يكشف‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المظاهر‭ ‬الخادعة‭ ‬كاذبة‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط،‭ ‬وقد‭ ‬تجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬تلك‭ ‬الحضارة‭ ‬انبنت‭ ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬الغير،‭ ‬وعلى‭ ‬أساس‭ ‬اعتماد‭ ‬التفوق‭ ‬العرقي‭ ‬الأبيض،‭ ‬وهذا‭ ‬ماتجسد‭ ‬في‭ ‬سعي‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬وبزعامة‭ ‬الرجل‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬البلد‭ (‬ترامب‭) ‬إلى‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬العصابات‭ ‬التي‭ ‬بدا‭ ‬أنها‭ ‬تخترق‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬والجيش‭ ‬والإدارة‭ ‬والكونغرس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يشكل‭ ‬خطورة،‭ ‬سيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ضمنهم‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬قناعات‭ ‬إيديولوجية‭ ‬لليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬التي‭ ‬صاغها‭ ‬منظرو‭ ‬الإنجيليين‭ ‬الجدد‭.. ‬وهكذا‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬لترامب‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬زعيم‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأبيض‭ ‬المسلح‭ ‬ببركة‭ ‬الإنجيلية‭ ‬الجديدة‭.‬

أكيد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الطفرة‭ ‬الفوضوية‭ ‬المتطرفة‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬اللحظة،‭ ‬ولاهي‭ ‬عفوية،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬نتاج‭  ‬لتوجه‭ ‬أفرزته‭ ‬عقيدة‭ ‬التفوق‭ ‬التي‭ ‬آمن‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬سادوا‭ ‬بعد‭ ‬إبادتهم‭ ‬للشعوب‭ ‬الأصلية‭ (‬الهنود‭ ‬الحمر‭)‬،‭ ‬وبنوا‭ ‬قوتهم‭ ‬ومجدهم‭ ‬بفضل‭ ‬سواعد‭ ‬من‭ ‬استعبدوا‭ ‬من‭ ‬الأفارقة،‭ ‬فتكونت‭ ‬لديهم‭ ‬عقدة‭ ‬تفوق‭ ‬الجنس‭ ‬الأشقر،‭ ‬فتمادوا‭ ‬في‭ ‬قهر‭ ‬واضطهاد‭ ‬واستغلال‭ ‬الأقليات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬وخاصة‭ ‬الأفارقة‭ ‬السود،‭ ‬ويكفي‭ ‬الاستدلال‭ ‬بما‭ ‬طالهم‭ ‬خلال‭ ‬الولاية‭ ‬الترامبية،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬الاستغلال‭ ‬والقمع‭ ‬والتعنيف‭ ‬منتهاه،‭ ‬كما‭ ‬تبرز‭ ‬ذلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬الأقلية‭ ‬المضطهدة،‭ ‬وصلت‭ ‬حد‭ ‬التصفية‭ ‬علي‭ ‬يد‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ (‬جورج‭ ‬فلويد‭) ‬وغيره‭ ‬والذين‭ ‬تم‭ ‬قتلهم‭ ‬أمام‭ ‬أنظار‭ ‬العالم،‭ ‬وحري‭ ‬بالأمر‭ ‬القول‭: ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬منظرون‭ ‬ومخططون‭ ‬يعتبرون‭ ‬النواة‭ ‬الصلبة‭ ‬للدولة‭ ‬العميقة‭ ‬يقفون‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الأمور،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يكتو‭ ‬بنارها‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬النصيب‭ ‬الأوفر‭ ‬من‭ ‬نارها‭ ‬الظالمة‭ ‬طال‭ ‬الشعوب‭ ‬المستضعفة‭. ‬

إن‭ ‬ماحدث‭ ‬ويحدث‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬التوجه‭ ‬النيوليبرالي،‭ ‬ويرتبط‭ ‬بسياسة‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التحكمية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬نفسها‭ ‬قائدة‭ ‬ماتسميه‭ ‬بالعالم‭ ‬الحر،‭ ‬وقد‭ ‬تجلى‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬مكشوف‭ ‬مع‭ ‬الظاهرة‭ ‬الترامبية،‭ ‬التي‭ ‬تضرر‭ ‬منها‭ ‬الكثير،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حلفاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التقليديين،‭ ‬ناهيك‭ ‬عما‭ ‬طال‭ ‬الشعوب‭ ‬المستضعفة‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تحسب‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬حسب‭ ‬تعبير‭ ‬المفكر‭ ‬الراحل‭ ‬سمير‭ ‬أمين،‭ ‬وخاصة‭ ‬الدول‭ ‬المعارضة‭ ‬للتوجه‭ ‬النيوليبرالي،‭ ‬والراغبة‭ ‬في‭ ‬تحصين‭ ‬استقلالية‭ ‬قرارها،‭ ‬ويتضح‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬الأنظمة‭  ‬الديكتاتورية‭ ‬والمستبدة،‭ ‬أو‭ ‬التدخل‭ ‬المباشر‭ ‬لتشكيل‭ ‬أنظمة‭ ‬موالية‭ ‬لها‭ (‬إيران‭ ‬ـ‭ ‬فنزويلا‭ – ‬كوبا‭ – ‬البرازيل‭ ‬–‭ ‬نيكاراغوا‭ – ‬بوليفيا‭..)‬،‭ ‬وجدير‭ ‬بالقول‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬تتم‭ ‬وفق‭ ‬هندسة‭ ‬المخابرات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وتتبع‭ ‬إدارة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬وبمباركة‭ ‬الكونغرس‭ ‬بشقيه‭ ‬الجمهوري‭ ‬والديمقراطي،‭ ‬وإن‭ ‬اقتضى‭ ‬الأمر‭ ‬الردع‭ ‬عبر‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تثبته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوقائع،‭ ‬وتؤكده‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحداث،‭ ‬والدراسات،‭ ‬وأكيد‭ ‬أن‭ ‬المتضرر‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬الجائرة‭ ‬هي‭ ‬شعوب‭ ‬المحيط،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬بلدان‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالوطن‭ ‬العربي‭ ‬وخاصة‭ ‬ما‭ ‬يطال‭ ‬محور‭ ‬المقاومة،‭ ‬والرامي‭ ‬إلى‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بمباركة‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬الرجعية‭ ‬التي‭ ‬تتسارع‭ ‬إلى‭ ‬الهرولة‭ ‬للتطبيع‭ ‬الرسمي‭ ‬والعلني‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬ضدا‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬شعوبها‭  ‬وقواه‭ ‬الحية،‭ ‬إنها‭ ‬سياسة‭ ‬أبناء‭ ‬العم‭ ‬سام‭ ‬التي‭ ‬وصل‭ ‬فيها‭ ‬الأمر‭ ‬حد‭ ‬إهانة‭ ‬رؤساء‭ ‬وقادة‭ ‬دول‭ ‬حليفة‭ ‬ذات‭ ‬حضارة‭ ‬عريقة،‭ ‬وديمقراطية‭ ‬ليبرالية‭ ‬متزنة،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يشفع‭ ‬لها‭ ‬حتي‭ ‬انتماؤها‭ ‬إلى‭ ‬الامبريالية،‭ ‬فقد‭ ‬وصلت‭ ‬الوقاحة‭ ‬بمجنون‭ ‬عصره‭ (‬ترامب‭) ‬حد‭ ‬توجيه‭ ‬إهانات‭ ‬وسخرية‭ ‬وعلى‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬رؤساء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ (‬فرنسا‭ ‬–‭ ‬كندا‭ ‬–‭ ‬ألمانيا‭ – ‬اليابان‭..)‬،‭ ‬ومن‭ ‬سخرية‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬عجرفته‭ ‬تخف‭ ‬تجاه‭ ‬من‭ ‬يتحدونه‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الدخول‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬ملتبسة‭ (‬القيصر‭ ‬الروسي‭ ‬بوتين‭ -‬‭ ‬كيم‭ ‬جونغ‭ ‬أون‭ ‬زعيم‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية‭ !‬؟‭)‬

في‭ ‬التشابه‭ ‬بين‭ ‬الترامبية‭ ‬والماكرونية‭:‬

بالتأكيد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬النيوليبرالي‭ ‬المتوحش‭ ‬الذي‭ ‬يكشف‭ ‬المأزق‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬الإمبريالية‭ ‬إلى‭ ‬تجاوزه‭ ‬عبر‭ ‬أساليب‭ ‬الضغط‭ ‬وتضييق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬القوى‭ ‬الممانعة،‭ ‬لا‭ ‬ينحصر‭ ‬فيما‭ ‬كشفته‭ ‬الظاهرة‭ ‬الترامبية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يتعداه‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإمبريالية‭ ‬بأوروبا،‭ ‬وأسطع‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بات‭ ‬يعرف‭ ‬بالتوجه‭ ‬الماكروني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الترامبية‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجزئيات‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬السياق‭ ‬العام،‭ ‬فتوجهه‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬البوليسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬عبر‭ ‬تعنيفهم‭ ‬وقمعهم،‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬قوانين‭ ‬تكبيلية‭ ‬خدمة‭ ‬للعولمة‭ ‬المتوحشة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬حشر‭ ‬أنفه‭ ‬وبطريقة‭ ‬فجة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وبأسلوب‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬شعبوية‭ ‬وانتهازية‭ (‬سوريا‭ ‬–‭ ‬ليبيا‭ – ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭) ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الفرنسيين‭ ‬يتصدون‭ ‬لهذا‭ ‬التوجه‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الأساليب،‭ ‬أبرزها‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬حركة‭ ‬السترات‭ ‬الصفراء،‭ ‬والتنظيمات‭ ‬النقابية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراضات‭ ‬والتحفظات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬على‭ ‬توجهاته‭ ‬التي‭ ‬حشرت‭ ‬حتى‭ ‬الجاليات‭ ‬المسلمة‭ ‬في‭ ‬الأمر،‭ ‬بتوظيف‭ ‬ورقة‭ ‬الإسلاموفوبيا‭ ‬لتسويق‭ ‬الماكرونية‭ ‬بدغدغة‭ ‬عواطف‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف،‭ ‬وبالجملة‭ ‬هناك‭ ‬توجه‭ ‬شعبوي‭ ‬يميني‭ ‬يتسع‭ ‬ويتنامى‭ ‬داخل‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬الإمبريالي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬المأزق‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬الليبرالية،‭ ‬ويسفه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطروحات‭ ‬التي‭ ‬بشر‭ ‬بها‭ ‬فرنسيس‭ ‬فوكوياما‭ ‬بشكل‭ ‬يقيني‭ ‬حول‭ ‬نهاية‭ ‬التاريخ‭ ‬بانتصار‭ ‬قيم‭ ‬الليبرالية‭ ‬ونظام‭ ‬السوق‭.‬

لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الأطروحة‭ ‬بدت،‭ ‬مهزوزة،‭ ‬رغم‭ ‬ادعاء‭ ‬مناصريها‭ ‬بكون‭ ‬الليبرالية‭ ‬وقيمها،‭ ‬في‭ ‬منأى‭ ‬عما‭ ‬بات‭ ‬لصيقا‭ ‬بالليبرالية‭ ‬الجديدة‭ ‬وسياستها‭ ‬المتوحشة،‭ ‬ويعتبرون‭ ‬ما‭ ‬طال‭ ‬الليبرالية‭ ‬الأصلانية‭ (‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأصل‭) ‬مجرد‭ ‬نتوءات‭ ‬عارضة‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬ستلفظها‭ ‬فيتم‭ ‬التعافي،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬الغربية‭ ‬لاتتوافق‭ ‬ولايمكنها‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬الممارسات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ -‬داخلية‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬خارجية‭- ‬والناجمة‭ ‬عن‭ ‬الليبرالية‭ ‬الجديدة‭ ‬المتوحشة،‭ ‬ويذكرون‭ ‬بما‭ ‬عرفته‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬أزهى‭ ‬فتراتها،‭ ‬حيث‭ ‬سادت‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬وتوارى‭ ‬النهب‭ ‬والاستغلال،‭ ‬فكانت‭ ‬أنظمة‭ ‬الحكم‭ ‬تتبنى‭ ‬السلم‭ ‬والسلام،‭ ‬وقيم‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الأطروحات‭ ‬يفندها‭ ‬الواقع،‭ ‬والدراسات‭ ‬الجادة،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬العراقي‭  ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬الفواز‭ ‬في‭ ‬مقالة‭ ‬له،‭ ‬ربطها‭ ‬بتصور‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الفرنسي‭ ‬مشيل‭ ‬فوكو‭: “..‬إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الليبرالية‭ ‬الجديدة،‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬حديثا‭ ‬عن‭ ‬التنوير‭ ‬والحداثة،‭ ‬وعن‭ ‬قيم‭ ‬الحرية،‭ ‬فكل‭ ‬هذه‭ ‬المظاهر‭ ‬تملك‭ ‬ضدا‭ ‬نوعيا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬أوروبا،‭ ‬الذي‭ ‬فرض‭ ‬أنماطا‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬والرعب‭ ‬والحروب‭ ‬وعلى‭ ‬القهر‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والجندري‭ ‬وأحسب‭ ‬أن‭ ‬ميشيل‭ ‬فوكو‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬فلاسفة‭ ‬أوروبا‭ ‬حضورا‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬التاريخ‭ ‬والسلطة،‭ ‬ومع‭ ‬قوتها‭ ‬العقابية،‭ ‬ففوكو‭ ‬اعتمد‭ ‬نقد‭ ‬تاريخ‭ ‬أوروبا‭ ‬الوسطى‭ ‬بوصفه‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬صياغة‭ ‬ظاهرة‭ ‬السلطة‭ ‬كعنف،‭ ‬عنف‭ ‬مقدس،‭ ‬وعنف‭ ‬استعبادي،‭ ‬عنف‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬تعسير‭ ‬العقل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تأسيسا‭ ‬لظاهرة‭ ‬الاستعمار‭ ‬القديم‭ ‬ولشراسة‭ ‬الرأسمالية‭ ‬الحديثة‭. ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تغول‭ ‬الليبرالية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬اختلطت‭ ‬فيها‭ ‬قيم‭ ‬العنف‭ ‬مع‭ ‬الفردانية‭ ‬والحرية‭ ‬العارية‭ ‬والسلطة‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬ومجال‭ ‬للسيطرة‭ ‬والاعتراف‭.”‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬التوجه‭ ‬الليبرالي‭ ‬توجه‭ ‬طبقي‭ ‬استغلالي‭ ‬استعماري‭ ‬استعبادي،‭ ‬يعتبر‭ ‬سياسة‭ ‬السوق‭ ‬الحرة،‭ ‬والمبادرة‭ ‬الفردية‭ ‬هي‭ ‬الفيصل‭ ‬منذ‭ ‬وضع‭ ‬المرتكزات‭ ‬الأولى‭ ‬لليبرالية‭ ‬وإلى‭ ‬الآن،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تجلى‭ ‬في‭ ‬توسع‭ ‬الفجوة‭ ‬الساحقة‭ ‬بين‭ ‬أقلية‭ ‬من‭ ‬الأغنياء‭ ‬وأغلبية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الفقراء،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الاستعمار‭ ‬والهيمنة‭ ‬التي‭ ‬تطال‭ ‬الشعوب‭ ‬وتعمل‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬على‭ ‬نهب‭ ‬خيراتها،‭ ‬رفضا‭ ‬لهذا‭ ‬المنحى‭ ‬الإمبريالي‭ ‬القهري،‭ ‬وقد‭ ‬ألّف‭ ‬المفكر‭ ‬الراحل‭ ‬سمير‭ ‬أمين‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬كتابا‭ ‬قيما‭ ‬بعنوان‭: “‬الفيروس‭ ‬الليبرالي،‭ ‬الحرب‭ ‬الدائمة‭ ‬وأمركة‭ ‬العالم‭”  ‬كشف‭ ‬فيه‭ ‬سوءة‭ ‬الليبرالية‭ ‬المتوحشة،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬مواجهتها‭.‬

من‭ ‬المؤشرات‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬تمأزق‭ ‬الليبرالية‭ ‬هيمنة‭ ‬الشركات‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬الحيوية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشأن‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وبهذا‭ ‬التوجه‭ ‬فإنها‭ ‬أضحت‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬لربما‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬إزاحتها،‭ ‬وهذا‭ ‬مايتجلى‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬النخبة‭ ‬السياسية‭ ‬المسيرة‭ ‬لشؤون‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬الهامش،‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬تدبيرها‭ ‬تدبيرا‭ ‬شبه‭ ‬صوري،‭ ‬وهكذا‭ ‬فقد‭ ‬أضحت‭ ‬معظم‭ ‬الخدمات‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ذات‭ ‬الطبيعة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والحساسة‭ ‬تحمل‭ ‬بصمة‭ ‬قوية‭ ‬لمؤسسات‭ ‬الشركات‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسية‭ ‬العابرة‭ ‬للقارات‭ (‬الأمن‭ – ‬التواصل‭ ‬والإعلام‭ ‬–‭ ‬الخدمات‭ – ‬الآمن‭ ‬الغذائي‭…).‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬المؤشر‭ ‬الأبرز‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬تآكل‭ ‬الأحادية‭ ‬القطبية‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أزهى‭ ‬فتراتها،‭ ‬وبداية‭ ‬تشكل‭ ‬التعددية‭ ‬القطبية‭ ‬التي‭ ‬أضحى‭ ‬يتزعمها‭ ‬المارد‭ ‬الصيني‭ ‬والعودة‭ ‬القوية‭ ‬لروسيا،‭ ‬وكذا‭ ‬صعود‭ ‬الهند،‭ ‬وربما‭ ‬آخرون،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النيوليبرالية‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬الاندحار،‭ ‬وأن‭ ‬مرحلة‭ ‬مابعد‭ ‬الترامبية‭ ‬وجائحة‭ ‬كورونا‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬كما‭ ‬قبلها،‭ ‬ويبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه،‭ ‬ما‭ ‬مدى‭ ‬فائدة‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬بالنسبة‭ ‬للسلام‭ ‬والسلم،‭ ‬ورقي‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية؟‭ ‬وما‭ ‬وضع‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهذه‭ ‬التحولات‭.‬

قد‭ ‬يكون‭ ‬للحديث‭ ‬بقية‭:‬

تلك‭ ‬بعض‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬مواصلة‭ ‬النضال‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬المحبة‭ ‬للتغيير‭ ‬الإيجابي‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الأنسان،‭ ‬وسيادة‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬وتخليص‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬ربقة‭ ‬التسلط‭ ‬والاستعباد،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمة‭ ‬ذلك‭ ‬إنصاف‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬برفع‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغاشم‭ ‬عن‭ ‬أرضه،‭ ‬وتمكينه‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس،‭ ‬ترى‭ ‬هل‭ ‬ستعمل‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬على‭ ‬ترتيب‭ ‬أوراقها‭ ‬وفق‭ ‬مايخدم‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬النبيل،‭ ‬وهل‭ ‬سيكون‭ ‬لليسار‭ ‬المنتمي‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬مَوطِئَ‭ ‬قدم‭ ‬في‭ ‬انجاز‭ ‬هذا‭ ‬المشروع؟‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬للحديث‭ ‬بقية‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى