فكر وآراء

بصوت مرتفع: جيل الحجر الصحي

◆ محمد امباركي

إذا‭ ‬كان‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الثورات‭ ‬الثلاث‭ ‬المميزة‭ ‬للعالم‭ ‬خلال‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬20‭ ‬وبداية‭ ‬القرن‭ ‬21‭ (‬الثورة‭ ‬الديمغرافية،‭ ‬الثورة‭ ‬الثقافية‭ ‬والثورة‭ ‬الرقمية‭)‬،‭ ‬فلأنه‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬ضحايا‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المستفحلة‭ ‬قبل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬نتيجة‭ ‬انعكاسات‭ ‬العولمة‭ ‬الليبرالية‭ ‬المتوحشة،‭ ‬والتي‭ ‬تميزت‭ ‬خاصة‭ ‬بتشبيب‭ ‬التفقير‭ ‬وتأنيثه،‭ ‬مما‭ ‬أنتج‭ ‬مناخا‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬الثقة‭ ‬والشعور‭ ‬العميق‭ ‬بالحكرة‭ ‬والعداء‭ ‬للدولة‭ ‬ورموزها‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬التشبع‭  ‬بثقافة‭ ‬الرفض‭ ‬والتمرد‭ ‬والاحتجاج‭ ‬ضد‭ ‬هدر‭ ‬الكرامة‭ ‬وقمع‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‭ ‬فرديا‭ ‬وجماعيا‭.. ‬لكن‭ ‬معظم‭ ‬الحركات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬ظلت‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها‭ ‬بين‭ ‬قمع‭ ‬الأنظمة‭ ‬وتراجع‭ ‬الزخم‭ ‬الاحتجاجي،‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والوطني‭. ‬فكيف‭ ‬سيكون‭ ‬مستقبل‭ ‬الشباب‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة؟

جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬مفارقة‭ ‬جديرة‭ ‬بالملاحظة،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أولى‭ ‬إثارة‭ ‬انتباه‭ ‬المجتمعات‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬المفعول‭ ‬الصحي‭ ‬للجائحة‭ ‬يستهدف‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأول‭ ‬المسنين‭ ‬بالنظر‭ ‬الى‭ ‬نقص‭ ‬المناعة‭ ‬لديهم،‭ ‬ثم‭ ‬ضحايا‭ ‬المفعول‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للجائحة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والذي‭ ‬يتمظهر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬والوقائع،‭ ‬ونقصد‭ ‬بالشباب‭ ‬حسب‭ ‬المعيار‭ ‬الدولي‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬يتراوح‭ ‬عمرها‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و24‭ ‬سنة‭..‬

يتحدث‭ ‬التقرير‭ ‬المعنون‭ ‬ب‭ “‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬وعالم‭ ‬الشغل‭” ‬والصادر‭ ‬عن‭ ‬المرصد‭ ‬التابع‭ ‬لمنظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬بتاريخ‭ ‬27‭ ‬ماي‭ ‬2020،‭ ‬وسيما‭ ‬الجزء‭ ‬الخاص‭ ‬منه‭ ‬بالشباب،‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬حيث‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬تطال‭ ‬الشباب‭ ‬بطريقة‭ ‬سريعة‭ ‬وأكثر‭ ‬خطورة،‭ ‬والحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬للتحرك‭ ‬الفوري‭ ‬لتفادي‭ ‬انبثاق‭ “‬جيل‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭” “‬Génération de confinement‭”.‬

لتعزيز‭ ‬هذه‭ ‬الخلاصة‭ ‬يورد‭ ‬التقرير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬تمدرس‭ ‬وعطالة‭ ‬الشباب‭ ‬وفقدانه‭ ‬لمناصب‭ ‬الشغل،‭ ‬والتي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬ترتبط‭ ‬بالقطاع‭ ‬غير‭ ‬المنظم‭ ( ‬95%‭)‬،‭ ‬وصعوبة‭ ‬ولوج‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة‭.‬

لقد‭ ‬أدى‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬إلى‭ ‬اضطرابات‭ ‬قوية‭ ‬بفعل‭ ‬إغلاق‭ ‬المدارس،‭ ‬الجامعات،‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والتكوين،‭ ‬وبسبب‭ ‬توقف‭ ‬التعليم‭ ‬المهني‭ ‬كالتعلم‭ ‬المرتبط‭ ‬بأنشطة‭ ‬التداريب‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة،‭ ‬فحوالي‭ ‬496‭ ‬مليون‭ ‬شاب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كانوا‭ ‬مشمولين‭ ‬بالتعليم‭ ‬الثانوي،‭ ‬الدراسات‭ ‬بعد‭ ‬الثانوية‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي‭. ‬والكثير‭ ‬منهم‭ ‬يعتبرون‭ ‬دراساتهم‭ ‬معرضة‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬للاضطرابات‭. ‬إن‭ ‬النتائج‭ ‬الأولية‭ ‬لتحقيق‭ ‬حديث‭ ‬العهد‭ ‬أنجزه‭ ‬بشكل‭ ‬مشترك‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المكتب‭ ‬الدولي‭ ‬للشغل،‭ ‬اليونسكو‭ ‬والبنك‭ ‬الدولي،‭ ‬يوضح‭ ‬أن‭ ‬حوالي‭ ‬98‭% ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬المستجوبين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬جهات‭ ‬العالم‭ ‬يعيشون‭ ‬وضعية‭ ‬الإغلاق‭ ‬الجزئي‭ ‬أو‭ ‬الكلي‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬المهني‭ ‬ومراكز‭ ‬التكوين،‭ ‬3‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬4‭ ‬يؤكدون‭ ‬إلغاء‭ ‬أو‭ ‬تأجيل‭ ‬الامتحانات‭ ‬والتقويمات،‭ ‬حوالي‭ ‬ثلثي‭ ‬أنشطة‭ ‬التكوين‭ ‬سوف‭ ‬تتحقق‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬فمن‭ ‬أصل‭ ‬مركزين‭ ‬للتكوين،‭ ‬اعتمد‭ ‬واحد‭ ‬منهما‭ ‬التعليم‭ ‬الرقمي‭. ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بتطور‭ ‬واسع‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غير‭ ‬مركز‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬خمسة‭ ‬يتيح‭ ‬الدروس‭ ‬الرقمية‭. ‬بينما‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬يرتفع‭ ‬عدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬المغلقة‭. ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬فأفريقيا‭ ‬غير‭ ‬مجهزة‭ ‬بشكل‭ ‬كاف‭ ‬لكي‭ ‬تمر‭ ‬الى‭ ‬نمط‭ ‬التكوين‭ ‬والتعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬خاصة‭ ‬بواسطة‭ ‬الدروس‭ ‬الرقمية‭.‬

إن‭ ‬ابرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الشباب‭ ‬بفعل‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬والتي‭ ‬يستعرضها‭ ‬التقرير،‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مستويات‭: ‬

أولا،‭ ‬اضطرابات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين،‭ ‬والتي‭ ‬ستؤدي‭ ‬مستقبلا‭ ‬الى‭ ‬تقلص‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬للشغل‭ ‬والمداخيل‭ ‬وتقلص‭ ‬القيمة‭ ‬الاعتبارية‭ ‬للشهادة‭ ‬والكفاءات‭ ‬المحصلة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬الحكومات‭ ‬تدابير‭ ‬استدراكية‭ ‬ومصاحبة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬التربوي‭ ‬والسوسيواقتصادي،‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬تهديد‭ ‬حقيقي‭ ‬للشباب‭ ‬الذي‭ ‬سيجد‭ ‬نفسه‭ ‬مضطرا‭ ‬للانقطاع‭ ‬عن‭ ‬دروسه،‭ ‬بل‭ ‬ويعاقب‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬المهنية‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬المادية‭ ‬والمعنوية‭.‬

ثانيا،‭ ‬الموجة‭ ‬الحالية‭ ‬لفقدان‭ ‬مناصب‭ ‬الشغل‭ ‬وانهيار‭ ‬المقاولات‭ ‬والشركات‭ ‬الناشئة،‭ ‬والتي‭ ‬تقلص‭ ‬من‭ ‬نفقاتها‭ ‬ومن‭ ‬مناصب‭ ‬الشغل،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬حوالي‭ ‬11‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬شاب‭ ‬يوجدون‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الأمامية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الجائحة،‭ ‬لأنهم‭ ‬يشتغلون‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الصحة‭ ‬والعمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومنهم‭ ‬74‭% ‬من‭ ‬النساء‭.‬

ثالثا،‭ ‬انبثاق‭ ‬صعوبات‭ ‬متنامية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الشغل‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشباب‭ ‬الوافد‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬مزاولة‭ ‬عمل‭ ‬يتيح‭ ‬لهم‭ ‬تحسين‭ ‬وضعيتهم‭ ‬المهنية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

أمام‭ ‬الانعكاسات‭ ‬الحالية‭ ‬ووضعية‭ ‬القلق‭ ‬وعدم‭ ‬الاطمئنان،‭ ‬سيجد‭ ‬الشباب‭ ‬نفسه‭ ‬يؤدي‭ ‬تكلفة‭ ‬ثقيلة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬صحته‭ ‬العقلية‭ ‬والنفسية،‭ ‬ويتجلى‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المر‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬لآفاق‭ ‬حياتهم‭ ‬المهنية‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬واللايقين‭ ‬والتخوف‭. ‬فحوالي‭ ‬نصف‭ ‬الطلبة‭ ‬الشباب‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬تأخر‭ ‬محتمل‭ ‬لإنهاء‭ ‬التزاماتهم‭ ‬الدراسية،‭ ‬ومنهم‭ ‬10‭% ‬متأكدون‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬بمقدورهم‭ ‬إنهاءها‭.. ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الجائحة،‭ ‬وحوالي‭ ‬نصف‭ ‬الشباب‭ ‬المستجوبين‭ ‬يعتبرون‭ ‬أنفسهم‭ ‬عرضة‭ ‬للقلق‭ ‬والضغط‭ ‬النفسي‭.‬

وتوجد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬مدمرة‭ ‬وطويلة‭ ‬الأمد،‭ ‬نتيجة‭ ‬البطالة‭ ‬الممتدة‭ ‬في‭ ‬الزمن،‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬يحاول‭ ‬ولوج‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الركود‭ ‬الاقتصادي‭. ‬فبفعل‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬يفشل‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬محاولاتهم‭ ‬الأولى‭ ‬لإيجاد‭ ‬شغل،‭ ‬أو‭ ‬يجدون‭ ‬أنفسهم‭ ‬أمام‭ ‬شغل‭ ‬لا‭ ‬يناسب‭ ‬مستواهم‭ ‬التعليمي‭. ‬وأخذا‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الركود‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬السابقة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬أزمة‭ ‬2008،‭ ‬فالمتوقع‭ ‬هو‭ ‬خسارات‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لفئة‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يحالفهم‭ ‬الحظ‭ ‬وغادروا‭ ‬صفوف‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬أو‭ ‬الجامعة‭ ‬خلال‭ ‬نهاية‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬2019‭-‬2020‭. ‬وسيجد‭ ‬هؤلاء‭ ‬أنفسهم‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬منافسة‭ ‬شرسة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مناصب‭ ‬شغل‭ ‬محدودة‭.‬

من‭ ‬أجل‭ ‬فهم‭ ‬أفضل‭ ‬لنتائج‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬على‭ ‬الشباب،‭ ‬أطلقت‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬وشركائها‭ “‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عمل‭ ‬لائق‭ ‬للشباب‭”‬،‭ “‬تحقيقا‭ ‬دوليا‭ ‬حول‭ ‬الشباب‭ ‬وكوفيد‭ ‬19‭”. ‬وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬النتائج‭ ‬الأولية‭ ‬لهذا‭ ‬التحقيق‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬أن‭ ‬شباب‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬كان‭ ‬عرضة‭ ‬للانعكاسات‭ ‬السلبية‭ ‬والقاسية‭ ‬لأزمة‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬وخاصة‭ ‬إغلاق‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬ومراكز‭ ‬التكوين،‭ ‬تزايد‭ ‬الانقطاع‭ ‬عن‭ ‬الدراسة،‭ ‬فقدان‭ ‬مناصب‭ ‬الشغل،‭ ‬تقليص‭ ‬الأجور،‭ ‬ونقص‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭..‬

أمام‭ ‬هاته‭ ‬اللوحة‭ ‬السوداء‭ ‬لواقع‭ ‬ومستقبل‭ ‬الشباب،‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬تداعيات‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد19،‭ ‬والتي‭ ‬توضح‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬سيكون‭ ‬أقل‭ ‬ديمقراطية‭ ‬وأكثر‭ ‬احتجاجا،‭ ‬والسؤال‭ ‬المطروح‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬سيكون‭ ‬بمقدور‭ ‬جيل‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬والمشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬إنسانية‭ ‬وعدلا‭ ‬وديمقراطية،‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬حركة‭ ‬اجتماعية‭ ‬تناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العيش‭ ‬والمصير‭ ‬المشتركين؟‭ ‬وإلى‭ ‬أي‭ ‬حد‭ ‬تستطيع‭ ‬فيه‭ ‬القوى‭ ‬المناهضة‭ ‬للرأسمالية‭ ‬المفترسة‭ ‬التقاط‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬السلبية‭ ‬والإيجابية‭ ‬واستشراف‭ ‬آفاق‭ ‬المواجهة،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬صناعها‭ ‬الأساسيين‭ ‬الشباب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى