المرأة

نساء الطليعة : بؤرة لالة ميمونة نموذج مصغر لإهمال الدولة للنساء

أصدر‭ ‬المكتب‭ ‬الوطني‭ ‬للنساء‭ ‬الطليعيات‭ ‬بيانا‭ ‬يتعلق‭ ‬بتفجر‭ ‬البؤرة‭ ‬الوبائية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جماعة‭ ‬لالة‭ ‬ميمونة‭ ‬التابعة‭ ‬لإقليم‭ ‬القنيطرة،‭ ‬والمرتبطة‭ ‬بوحدة‭ ‬إنتاجية‭ ‬وصناعية،‭ ‬أصيبت‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬العاملات‭ ‬بضيعات‭ ‬جني‭ ‬الفواكه‭ ‬الحمراء‭ ‬ومعمل‭ ‬التصدير‭ ‬المرتبط‭ ‬بها‭.‬

وقد‭ ‬وقف‭ ‬بيان‭ ‬نساء‭ ‬الطليعة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أولى‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬العاملات‭ ‬قد‭ ‬سجلت‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬ماي‭ ‬المنصرم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يستوجب‭ ‬تدخل‭ ‬مصالح‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬وباقي‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لتكثيف‭ ‬الفحوصات‭ ‬والمسارعة‭ ‬إلى‭ ‬عزل‭ ‬المصابات‭ ‬والمخالطين‭ ‬لهن‭ ‬لمحاصرة‭ ‬تفشي‭ ‬الوباء‭. ‬لكن‭ ‬تعامل‭ ‬الدولة‭ ‬باستهتار‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬وتواطؤها‭ ‬مع‭ ‬المستثمرين‭ ‬الأجانب‭ ‬مالكي‭ ‬الوحدات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والصناعية‭ ‬قد‭ ‬أوصل‭ ‬بلادنا‭ ‬الى‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬أياما‭ ‬قليلة‭ ‬بعد‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬محاصرة‭ ‬الوباء‭ ‬وتخفيف‭ ‬تدابير‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭.‬

وقد‭ ‬رصد‭ ‬المكتب‭ ‬الوطني‭ ‬لنساء‭ ‬الطليعة‭ ‬عدة‭ ‬انتهاكات‭ ‬وخروقات‭ ‬مرتبطة‭ ‬بتفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬والآثار‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬خلفها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمعيش‭ ‬اليومي‭ ‬لملايين‭ ‬المغاربة‭ ‬وخاصة‭ ‬النساء،‭ ‬وسجل‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

‭- ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬هن‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السلسلة‭ ‬التي‭ ‬يتحكم‭ ‬فيها‭ ‬رأس‭ ‬المال،‭ ‬في‭ ‬خرق‭ ‬واضح‭ ‬لتدابير‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬وللتشريعات‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬النساء،‭ ‬لتكريس‭ ‬استغلالهن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمادي‭ ‬باعتبارهن‭ ‬أيادي‭ ‬عاملة‭ ‬رخيصة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الإنتاج‭ ‬وتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأرباح‭.‬

‭- ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬هن‭ ‬الفئة‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررا‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬نتيجة‭ ‬فقدان‭ ‬الشغل‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬المهيكل،‭ ‬وتعرضهن‭ ‬للعنف‭ ‬المنزلي‭ ‬الجسدي‭ ‬والنفسي‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬التي‭ ‬يقضينها‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭ ‬عنوانها‭ ‬الضغط‭ ‬العائلي‭ (‬تحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬باقي‭ ‬الأدوار‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المنزلية‭ ‬المفروضة‭).‬

‭- ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬تدابير‭ ‬استثنائية‭ ‬لفائدة‭ ‬النساء‭ ‬للتخفيف‭ ‬عليهن‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الجائحة‭ ‬باعتبارهن‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الفئات‭ ‬تضررا،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تضع‭ ‬آليات‭ ‬إجرائية‭ ‬تضمن‭ ‬استفادة‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬منح‭ ‬صندوق‭ ‬تمويل‭ ‬كورونا،‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬المعيلات‭ ‬لأسرهن‭ ‬لم‭ ‬يستفدن‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬ان‭ ‬الزوج‭ ‬او‭ ‬أحد‭ ‬افراد‭ ‬الاسرة‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بالإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬ويتوصل‭ ‬بالدعم‭.‬

أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ “‬لالة‭ ‬ميمونة‭” ‬يفضح‭ ‬قساوة‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬العاملات‭ ‬الزراعيات‭ ‬من‭ ‬تهميش‭ ‬وفقر‭ ‬وهشاشة‭ ‬وحرمان‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬الحقوق،‭ ‬كما‭ ‬يفضح‭ ‬واقع‭ ‬الاستغلال‭ ‬البشع‭ ‬للنساء‭ ‬جراء‭ ‬تطبيق‭ ‬السياسات‭ ‬الليبرالية‭ ‬المتوحشة‭ ‬اللاشعبية‭ ‬واللاديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬تمليها‭ ‬الدوائر‭ ‬المالية‭ ‬الامبريالية‭.‬

أن‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الضيعات‭ ‬الفلاحية‭ ‬والمصانع‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬العاملات‭ ‬والعاملات‭ ‬الزراعيات‭ ‬يتعرضن‭ ‬لأشكال‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬انتهاك‭ ‬الحقوق‭ ‬التي‭ ‬يضمنها‭ ‬قانون‭ ‬الشغل‭ (‬على‭ ‬علاته‭) ‬كعدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬وعدم‭ ‬تحديد‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬والتسجيل‭ ‬في‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتوفير‭ ‬شروط‭ ‬عمل‭ ‬تضمن‭ ‬سلامتهن‭ ‬وكرامتهن‭ ‬الإنسانية،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬حشرهن‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬دون‭ ‬احترام‭ ‬لشروط‭ ‬الوقاية‭ ‬والسلامة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انتشار‭ ‬العدوى‭.‬

وقد‭ ‬طالبت‭ ‬النساء‭ ‬الطليعيات‭ ‬بفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬بؤرة‭ ‬لالة‭ ‬ميمونة‭ ‬لتحديد‭ ‬المسؤوليات‭ ‬وترتيب‭ ‬الجزاءات‭ ‬خصوصا‭ ‬ان‭ ‬الأزمة‭ ‬تفشت‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬ماي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تحرك‭ ‬الدولة‭ ‬ساكنا،‭ ‬وبضرورة‭ ‬مراقبة‭ ‬مفتشي‭ ‬الشغل‭ ‬والصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لأرباب‭ ‬العمل‭ ‬والمقاولات‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للعمال‭ ‬والعاملات‭ ‬والأجراء‭ ‬والاجيرات‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬حتى‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭. ‬وبوضع‭ ‬آليات‭ ‬واتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬استعجالية‭ ‬لحماية‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬النفسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والاجتماعية،

ورفضت‭ ‬نساء‭ ‬الطليعة‭ ‬الخطاب‭ ‬التنميطي‭ ‬المسيئ‭ ‬للنساء‭ ‬الذي‭ ‬تروجه‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬كوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬الاعلام‭ ‬العمومي‭ (‬كبسولة‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الصحية‭ ‬كمثال‭) ‬الذي‭ ‬يصور‭ ‬النساء‭ ‬ويحصرهن‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الأدوار‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التقليدية‭ ‬او‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بمهن‭ “‬العناية‭”‬،‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬أدانت‭ ‬الطليعيات‭  ‬ترويج‭ ‬ثقافة‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬الاغتصاب‭ ‬والعنف‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬وتبريرها‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬على،‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬قناة‭ ‬تيلي‭ ‬ماروك‭ ‬التي‭ ‬استضافت‭ ‬متدخلا‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬برامجها‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬تحميل‭ ‬النساء‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كونهن‭ ‬هن‭ ‬الضحايا،‭ ‬ويجدد‭ ‬مطالبته‭ ‬بتشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬المغتصبين‭ ‬والمعتدين‭ ‬جنسيا‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬والطفلات‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى